رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 ج2 - 4 - الخميس 18/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والعشرون
ج2
4
تم النشر يوم الخميس
18/7/2024
لم تستطيع الخروج مِن سكرة كلماته فتَسلّلت
أناملها الباردة لِتَعبث بلحيته بحركه لا اراديه تفعلها مع الشخص الذي تحبه! وهو كان يعلم ذلك، لذا كان يراقب تصرفاتها مسلوب العقل.. كانت تسبح في ملكوت آخر بدون هموم وكأنها ولدت للتو! وبعد فتره سمعت صوته الدافئ يخترق ملوكتها بنبرته الحانيه التي باتت متيمه بها
= ديمة انا أحبك أوي، انتٍ كنتي حبل نَجاتي من ماساه حياتي
توقفت يديها تَعبث بذقنه وحينما سمعت كلماته توقفت ونظرت له بصدمة كبيرة من اعترافه وكانت سعيدة بذلك وحينما أدركت بأنها عليها أن تتحدث جاهدت لتخرج كلماتها سليمة ولكنها خرجت مُشوشة كذهنها
= مش عارفه اقول لك ايه؟ بس مبسوطه
ابتسم لها بحنو مطمئناً اياها ثم همس امام عينها بعاطفه
= مش لازم تقولي حاجه، بس انا كل كلمه قصدتها النهارده انا بحبك فعلا
انتهي العرض أخيراً واضاءه الصاله لينهض الجميع للرحيل، تفاجأ آدم برجل عجوز يعرفه كان يأتي هنا ويتردد على المكان كثيراً مثله واصبحت بينهما صداقه بسيطه وعندما رآه ذهب يسلم عليه وهو يقول بهدوء جاد
= ازيك يا ادم عامل إيه؟ عمال اشبه عليك من بعيد بقيلك كتير مش بتيجي ولا بشوفك بتحضر زي زمان.. بس اتبسطت ان انا شفتك النهارده هي الاموره دي بنتك رنا اللي قلتلي عليها قبل كده
تفاجأ من السؤال، على الرغم من أنها ليست المرة الأول الذي يعتقد شخص أن ديمة هي ابنته، ولكنه لا يعرف لماذا تضايق من الأمر بشدة ولم يعجبه هذه الأمر أن يحدث وامامها بالأخص!
ربما لأن علاقتهما أصبحت مكشوفة الآن، على عكس السابق حيث كان من المتوقع في أي لحظة أن تبتعد وترحل، لذا لم يهتم بالأمر في ذلك الوقت. انحنت شفتاه في ابتسامة مريرة جعلته يبدو حزينًا وهو يرد ببطء
= لا مش هي، عند اذنك
سحبها وخرجوا إلي الخارج وتطلعت ديمة لعينيه بهدوء وثبات مصطنع وهتفت بنبره حاولت جعلها قدر المستطاع هادئة
= ولو مش عاوزه نروح المشوار الثاني ونروح يلا بينا.
هز رأسه برفض ثم اردف بصرامة حاده
= ليه يعني كان في حاجه حصلت يلا نروح
صاله الالعاب اللي كنتي عاوزاه تروحيها.
فعلاً أخذها إلى ما تريده وحاول تجاهل الأمر على الرغم من أنه لم يستطع إخفاء ضيقة من ذلك الموقف الذي حدث وأفسد خلوتهما معًا. كان يقف بعيدًا ويراقب أجواء الشباب حوله في تلك الصالة وكان كل منهم يلعب مع شريكه بنفس عمره! وهو جانب ديمة قد يبدو ظاهرًا أمامهم كشقيقها الكبير أو والدها، لذلك كان يقف بعيدًا عنها قليلا وتركها تستمتع و لكنه لم يستطع كأنه لم يفكر في كل ذلك من البداية بأنه سيحدث قبل أن يستسلم لمشاعره.
تنفس بانفعال ظاهر واقترب من ديمة وهي تلعب لعبة البنج بونج وحاول أن يندمج معها في جوها.. أو جو حياتها المناسب الى عمرها! وكأنه يريد أن يثبت لنفسه أنه لا يزال شابًا صغيرًا مثلهما ولم يفوته أي شيء ويستطيع تجربة ما يفعلونه ولا يوجد مشكلة بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يرغب في أن يوضح لها أن العمر ليس عائقًا للاستمتاع بأجواء تناسبها.
سعدت ديمة كثيرًا لأنه شاركها في اللعب و بدأت تستمتع أكثر بينما الآخر، على الرغم من شعوره بالارهاق، ضغط على نفسه ليستمر بإصرار ولم يظهر تعبة خوفه من أن تلاحظ ديمة وتندم على اختيارها للعيش مع رجل يكبرها بسنوات عديدة ويتعب من أقل الأشياء.
وكانت وجهة نظر ديمة تقريبًا مشابهة لوجهة نظره عندما أجبرت نفسها علي التظاهر بالاستمتاع بأجواء عرض الأوبرا، حتى لا يشعر الآخر بالقلق من علاقتهم وتوقع فشلها ولكن الاثنين لا يعلمان أنه من الطبيعي عدم امتلاكهما نفس الهوايات، والاختلاف في العلاقة أمر طبيعي بغض النظر عن الاختلافات و الأعمار.. لكن خوفهم من الفشل جعلهم لا ينتبهون الى ذلك .
❈-❈-❈
###
صعد منذر إلى المنزل ولم يسعى للضغط على زوجته ويخبرها بطلب والده حتى لا يفسد ليلته الأولي معها، وقف في مكانه بالردهة ونظراتها تتابع حركته وهي تتجه نحوه لتقول بتعجب
= مالك انت كويس؟.
رسم ابتسامة بسيطة ثم أخبرها بهذا النوع من الهدوء الذي يسبق العاصفة
= اه يعني هكون مالي ما تقلقيش أنا كويس
لم تقتنع لكن لم تضغط عليه للخروج منه بمعلومة مفيدة، توضح له التغيير المقلق الذي انتابه، فقبل قليل عندما اتصل عليها ليخبرها تعليمات الطبيب كان يتحدث معها بحماس غير طبيعي عكس الآن!
هزت رأسها وطال سكونها لترتسم إبتسامة هادئة خجوله، تصنمت مكانها عندما وجدته يقترب منها بخطوات هادئه كالذئب الذي يقترب من فرسته الشارده.... وكان مع كل خطوه يخطوها تضرب على وتر إيقاع نبضاتها التائهه فى عشقه، حرب الأعصاب والنظرات المتبادله أسقطتها أرضا قدميها أصبحت كالهلام... من تلك المشاعر التي تحوطهم ونظراته المتراقبه لكل شبر بها .
تلاشى تنفسها وضاقت عليها حيطان الغرفه.. قربه المهلك امتص الأكسجين وسحب الهواء المحيط بها.. ليرفع راسه عنها قليلا وبذراعه الحره أخذت انامله تسير على طول ذراعها ليهدم زعزة ثباتها المزيف.. لمعت عينيه بعاطفه بعدما رأى رفرفة أهدابها تحاول الفرار من مرمى سهام مقلتيه، ثم مال عليها واقترب برأسه وعيونه مسلطه على مكياجها وملابسها المثيره
= شكلك جميل أوي! بس برده ملامحك من غير المكياج بتبقى حاجه ثانيه واحلي.
ختم كلامه و هو يمسح وجهها برقة شديدة حيث كان يتفرس ملامح وجهها الجميلة قبل أن يحاوط وجهها بيديه ثم تحدث مجدداً بصوت أجش مشبع بالرغبة
= جاهزه!.
إبتسمت بخجل و هي تدفن وجهها بصدره و دقات قلبها المتسارعة خير دليل على كمية المشاعر المختلطة التي تسيطر على عقلها و قلبها... خطف أول قبلة مع فارس أحلامها الغائب الذي أمضت سنين حياتها و هي غارقة في المستحيل حتى جاء ذلك اليوم الذي عاد فيه لينتشلها من حياتها البائسة و يعوضها عن كل لحظة حزن و ألم عاشتها بعيداً عنه...
بينما كتمت أنفاسها عندما شعرت بشفتيه الرطبتين تلتصقان بشفتيها لتأخذهما في قبلة طويلة متلهفة جعلتها تحلق حرفيا فوق السحاب...غاب الزمان و المكان من حولهما وهما يغتنمان هذه اللحظات المسروقة التي جعلتهما ينسيان واقعهما الأليم، لم يكن حالها أفضل منه بوجهها المحمر كحبة فروالة ناضجة و شفتيها يحثانه على العودة و أخذ في قبلة أطول و أعمق...
اغلق عينيه ليشعر بلمساتها الحانية على وجهه تتغلغل داخل روحه لتداوي ندوب قلبه التي سببتها قسوة أسرته لسنوات.
مر بهم الوقت في لقاء متيم وكل شيء كان يسير طبيعي حتى فجاه تأ وقد إنطفأ كل شيء، وقد مات الشغف وطاب الخاطر و خمدت شعلة الحياة..
تجمد جسده لفشله الذي لا يعرف عدده من كثره تجمد الوقت كذلك، لا يعرف السبب هذه المره كل شيء كان يسير طبيعي! حقا والده كان محق هو شخص فاشل وضعيف وليس منه فائده.
شعر ببرودة تسري بكامل أطرافه وأنفاسُه
أثقل منها، فاعتدل هارب من النظر لذلك
الجسد، وعينيها وقد إبتلت عينه بدموع يأس وتعب من المقاومه دون فائدة، ليصرخ بصوت حزين للغاية بيأس
= ازاي ده يحصل الدكتور طمني وانا مشيت على التعليمات كلها ليه برده بوصل لنفس النتيجه .
شعرت بدقات قلبها تتسابق بقوة من حالته تلك ولم تريد الانخراط معه بل رسمت الثبات والتمسك وهي تلف الروب حول جسدها بأحكام وقالت بصوت هادئ
= منذر خلاص اهدى ما حصلش حاجه طبيعي على فكره واكيد لو جربت تتصل على الدكتور وتقول له اللي حصل هيقول لك انك مش لازم تنجح من اول مره بعد العلاج، وبعدين انت لسه مستمر في العلاج اصلا
نظر لها بسخرية مريرة ولم يقتنع بكلامها و أردف قائلًا بنبرة جامدة
= بس بقى بطلي حجج فارغة العيب فيا انا.. اعترفي لمره واحده بكده، انا شخص ميؤوس وما فيش فايده مني انا لو منك اصلا اريح نفسي وتسيبيني هو انتٍ عندك امل فيا بتاع ايه؟ شفتي مني اي دليل ياكد لك ان انا هنجح في مره.. انتٍ بس بتحاولي تلاقي مبررات عشان تكملي وخلاص.
أسند رأسه للخلف بحسرة وهو يضيف بصوت منكسر
= الظاهر ان كلهم معاهم حق و ابويا كمان لما قال لي ان انا شخص فاشل وعديم المسؤوليه وعمري ما هنجح! لسه قبل ما اطلع هنا ماكد ليا الكلام ده.. امال لو عرف اللي فيها هيعمل ايه
نظرت له نظره ضيق وسألته بحدة رغم خفوت صوتها
=هو انت قابلت والدك قبل ما تطلع هنا؟ و اتكلمت معاه كمان ما يمكن ده السبب يا منذر وهز ثقتك في نفسك تاني، زي ما كل مره بيعمل ياريتك كنت حاولت تتجاهله وتسيبه.. عشان كده حالتك ما كانتش مظبوطه اصلا وانت داخل البيت
توقف عن الرد وشعر بغصه مؤلمه في قلبه آلمته بالفعل كتلك الغصه المؤلمه في حلقه، وهو يفكر في حديث زوجته ربما صحيح! وليس هناك مبرر غيره فسد معنوياته والا سيَجن بالفعل .
وجوده بجانبهم أصبح عائقًا أكثر في شفائه وسعيه للنجاح ودائمًا ما يكونون هم السبب في فشله ويتهمونه بالفشل بعد ذلك، حقًا لا يمكنك أن تشفى في نفس البيئة التي جعلتك مريضًا.
❈-❈-❈
كانت غاده في حاله غضب شديدة عندما مر أكثر من شهر ولم يحدث أي جديد في علاقتها هي ومنذر مثل ما كانت تتوقع أن يأتي حماها ويحاول يرجعها له بالاجبار، وما زاد غضبها أكثر عندما أخبرتها بسمه بانه فاتحه في الموضوع ورفض بشدة والافضل لها ان تصرف نظر وتنسى منذر .
لكن ثارت عليها ولم تهتم الى حديثها، وبدأت محاولة التفكير في طريقة اخري حتى لو كانت أكثر خطر عليها ستفعلها حتى يعود اليها وعندما توصلت الى ما تريده اتصلت علي أختها بسرعه حتى تأتي لها، تنهدت بسمة بضيق وهي تقول
= قولي عاوزه ايه بسرعه عشان ورايا جامعه وعاوزه أحضر محاضراتي قبل ما ارجع البيت.