رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 ج2 - 5 - الخميس 18/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس والعشرون
ج2
5
تم النشر يوم الخميس
18/7/2024
لوت شفتاها باستخفاف لانها اصبحت تقول ذلك أمامها دون خوف لكن لم تعطيها اهميه كثيره، واخبرتها باختصار عن خطتها.
اتسعت عينا بسمة على مصرعيه لتتفاجيء بقولها وفعلتها المخزيه، بذهول وقد بلغت القمة وهي ترد عليها بنبرة مذعورة
= انتٍ بتهزري صح رحتي عملتلها عمل و عاوزاني احطه في شقتهم؟ الله يخرب بيتك ويخرب بيت سنينك انتٍ ازاي جالك قلب تعملي كده اللي بيمشي ورا الحاجات دي نهايته سوداء وبيكفر لاعوذ بالله .
اغتاظت أختها من ثرثرتها و عتابها كانها ملاك لم تخطئ مثلها، فردت عليها بتهكم
= هو انا بقول لك عملتلها عمل اموتها لا سمح الله، قلتلك المقصود منه مش هيبصلها و هيبصلي أنا! ما انتٍ شايفه بنفسك مروحي طلع على الفاضي وما فيش حاجه حصلت جديده! والبيه منذر خلاص على حظي الحلو بقي لي شخصيه وبيرفض طلبات ابوه عادي.. كنتي عاوزاني اعمل ايه هو انا لقيت حل تاني وقلت لا
ردت بسمة بصوت أكثر اعتراضاً وهي تشير بسبابتها
=لا عندك بدل الحل عشره انك تنسيه وتسيبيه يتهنى مع مراته وما تخربيش عليه حياته عشان ما تتردلكيش! هو انتٍ مستوعبه الشر بقي يتحكم فيكي لاي درجه؟ عملتي فيها البريئه اللي يهمك مصلحه ابنك وقلنا ماشي من كتر الوحده واللي بتشوفه من ابوها اقصرت عليها، انما تروحي تعملي عمل وشغل دجل اهو ده بقي اللي جنان رسمي
رمقتها غاده بنظرات خالية من أي إشفاق أو تأثر وأردفت قائله بجمود
=بقول لك ايه يا ابله النظره خلصي محاضرتك وخدي العمل واعملي زي ما قلت لك بالظبط وعلى الله تغلطي! اطلعي عندها باي حجه البيت وحطيه في مكان ما يتشافش.. لا الا يا حلوه هروح اقول لجوزك واهله علـ..
نظرت نحوها بشراسة قوية وقاطعتها سريعاً وهي تقول بنبرة غير مبالاة
= ان شاء الله تذيعيها في الأخبار وتخلصيني من القرف اللي انا فيه ده، مش هعمل كده يا غاده.. مش هكفر واعمل ذنب مش هقدر اكفر عنه عشان خاطر سيادتك تبقي مبسوطه، انا تعبت من تهديدك وزهقت وعاوزه بقى تتبلي عليا ان انا ليا علاقه باللي انتٍ صورتيه معايا ده ولا تقولي حكايه تعليمي اللي كملته من وراهم اعملي!
كانت الأخري مستمعة بحقد لصوت أختها الهادره بجدية شديدة
= انتٍ ما لكيش امان و لازم يتخاف منك ولو طاوعتك مسيرك برده هتفضحيني! وانا مش هبيع دنيتي واخرتي واعمل لك اللي انتٍ عاوزاه عشان خاطرك.. وفي الاخر انا اللي هلبس ومش هعرف اعيش حياتي من تانيب الضمير والذنب اللي هفضل شايلاه.. وفوقي بقى وبطلي القرف اللي بتعمليه ده بدل ما تصحي على مصيبه قريب
راقبت غاده رحيل أختها وهي أوج قمــة غضبها منها ثم صرخت قائله بصوت مخيف وقد بلغ القمة في بركان غضبها الهائج
= بنت الكلب والله لا اندمك! وهرجعك البيت هنا بفضيحه .
نظرت حولها بحالة غير طبيعية الآن، فما قالته أشعل نيران غضبها وزاد من حدتها. حاولت البحث عن هاتفها المحمول للاتصال بمعاذ وإخباره بأسرار زوجته الخفية، وبالتأكيد ستضيف أشياء غير صحيحة عنها. لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة وهي تفكر في الحل الأفضل وتردد مع نفسها
= لا الاحسن ابعتله رساله بعنوان جامعتها و اخليه يروح يشوفها بنفسه، احسن ده اهبل وعلى نياته و ممكن تاكل بعقله حلاوه و ما يصدقش الصور وهي لسه بنفسها قايله انها هتروح الجامعه اول ما جت هنا؟!.
هزت رأسها بالايجاب عده مرات وهي تبتسم ابتسامة خبيثة سعيده بانتقامها بشقيقتها، و بدأت تضغط على ازرار هاتفها وعندما وجدت صورتها في الجامعه التي التقطتها لها دون ان تراها، ارسلتها لزوحها عن طريق ايميل مجهول ليس باسمها حتى لا تظهر بالموضوع نهائيا، وكانت تفعل ذلك وهي متحمسة لإنجاز ذلك الأمر.
❈-❈-❈
كان منذر يمر بفترة غير جيده بحياته وشعرت ضحي أن زوجها بدأ يكتئب ويحبط من جديد بسبب ما حدث معهم قبل أيام، ولم تعرف كيف تواسي! تقدمت منه بخطوات ثابتة وقدمت له طبق الحلو المفضل له وهي تقول بحنان
= منذر انا عملتلك الرز بلبن اللي بتحبه دوق هيعجبك أوي
تنهد بإحباط وهو يهز رأســه معترضاً وأجابها بخفوت
= ما ليش نفس يا ضحى شيلي في التلاجه وبعدين ابقى اكله
نظرت إلي فنجان القهوة الذي بيده واصبح يتناول كثيراً هذه الفترة على معده فارغه، ثم هزت كتفيها قائلة بسجيتها
= طب مش هتتغدى انت ما فطرتش وعمود الاكل رجعته زي ما هو الاكل فيه! كده غلط تقعد من غير اكل لوقت طويل عشان ما تتعبش
تنهد مجدداً بضيق من إصرارها ثم قال مبتسماً بهدوء زائف
= كولي انتٍ انا مش جعان وبطلي بقى زن جنبي و روحي شوفيلك اي حاجه تعمليها .
لم يعجبها رفضه لتقول مرددة بتذكر
= طب على فكره انت فوتت ميعاد الدكتور الاسبوع اللي فات فبلاش تفوت الجلسه اللي جايه كمان عشان ده لمصلحتك و..
أشاح بوجهه للجانب بتجهم قبل أن ينفعل عليها بعصبية مرددًا
= خلاص يا ضحى اتنيلت فهمت ان وجودي ذي قلته قدامك وانتٍ زهقتي من حالتي و عاوزاني احضر الجلسات بسرعه عشان يجي بنتيجه، خلاص بقى بطلي تعامليني كاني طفل وتديني تعليمات وبقيتي شايفاني ما ليش لازمه هنا في البيت
إحتقن وجـــه ضحي نوعاً ما، وشعرت بالحزن لأجله ولم يظهر عليها أي ضيق من غضبه نحوها فكانت متفهمة حالته جيداً، فهتفت بهدوء شديد
= طب خلاص هقوم واسيبك لوحدك زي ما انت عاوز، بس على فكره انا لما طلبت منك تروح الجلسه عشان حالتك دي تتحسن وما ترجعش تكتئب تاني وتضايقك مش عشان الموضوع اللي في دماغك، ولا انت بتروح للدكتور عشان كده وبس مش بتروح عشان نفسيتك كمان
هزت رأسها بالايجاب وهي تضيف قائله
= على العموم براحتك روح وقت ما انت عايز وانا اكيد مش باديك اوامر انا بس خايفه عليك ومش بحب اشوفك كده زعلان
لم يشعر بفداحة الأمر إلا حينما رأها ترحل بصمت بسببه لأنه غضب عليها وهي كانت لا تريد شيئا غير صحته النفسية تكون جيدة، وضــع يده على رأسه بيأس وإحباط من نفسه واستجمع رباطة جأشه ليظل متماسكاً للحظات.. ثم حبس أنفاسه وهو ينهض مترقباً
حركتها امامه وكان لم يحدث شيء.
اقترب منها بخطى بطيئة وتسارعت دقات قلبه حتى كادت أن تصم آذانه متردد من رده فعلها أن تكون حزنت منه بشدة، وقف قبالتها ومرر عينيه عليها، ثم مـد كفه ليمسك بكفها ورفعه إلى فمه ليقبله نادماً وهو يقول بحزن
=ضحى ما تزعليش مني انا اسف بس مش طايق نفسي وتعبان وابويا كل ما يشوفني كمان بيزيد عليا الموضوع عشان عاوز حاجه مني كده آآ وانا مش عاوز اعملها.. بس هو ده العادي بتاعه مش بيسكت
هزت رأسها متفهمة حالته وتقلباته المزاجيه لذلك قدرت نفسية ولم تحزن فهي تعلم جيد كيف يعاني أثر ذلك الأمر وكيف صعب على رجل ان يكون بذلك الشكل امام زوجته، شاعراً أنه ضعيف ومهزوز الشخصيه، فأجابته بنبرة هـــادئة
= أنا ما زعلتش منك يا منذر و مش محتاج تبرر انا فاهمه كويس اللي بتمر بيه ومقدره، ونفسي اعرف اساعدك ازاي لان مش بحب اشوفك كده وانا واقفه ساكته.
رمقها بنظرات نـــادمة على فعلته الحمقاء فيعلم جيد بأنها طول فتره زواجهم تحملت الكثير لأجله، وبالنهايه ياتي هو ويثور عليها دون مبرر فهي لا تريد شيء غير مصلحته ويعلم ذلك ايضا جيد، ليقول بآسى
= ضحى انتٍ طيبه أوي وانا لو لفيت الدنيا كلها عمري ما هلاقي زيك والله، صدقني لو بايدي كنت عملت لك حاجات كثيره عشان افرحك، عشان انتٍ تستاهلي تكوني سعيده بدل ما حياتك تضيع مع واحد زيي لحد دلوقتي مستقبله مش معروف
ردت عليه زوجته بنبرة مطمئنة وثقة
= ما تقولش كده انت احسن واحد انا شفته في حياتي ومتاكده ان انت بكره هتبقى حاجه كبيره اوي حتى لو في نظري انا بس.. انت أصلا من دلوقتي احلى راجل في حياتي يا منذر
غمــرت السعادة قلب منذر وهو يرى زوجته الحنونه تشاركه أبسط الأمور والدعم المعنوية
ليمســد على رأســها برفق شديد وانحنى ليقبل جبينها وهمس بشجن
= انا مش عارف عملت ايه في حياتي عشان ربنا يرزقني بزوجه صالحة زيك ربنا يقدرني و اردلك كل اللي انتٍ بتعمليه معايا ودعمك ليا المستمر طول الوقت مهما كانت حالتي والوضع اللي احنا فيه
همست له ضحي بنبرة ناعمة وهي تضغط على كتفه بقبضتها برفق
= منذر زين شباب السيدة زينب مينفعش يقلق ولا يفقد الأمل.. عشان هو ما فيش ذيه .