رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 4 - 1 - الجمعة 17/5/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الرابع
1
تم النشر الجمعة
17/5/2024
جالسة بغرفتها بعد أن تأكدت من رحيلهم وهي كانت تطالع كل ما يحدث بالخارج، ما عدا رؤية وجهه هو، لقد رأت والدته ووالده، ولكنه كان يجلس ويواليها ظهره، لذا لم تتمكن من رؤئيته، حتى عندما نضا ليرحل، كانت رحلت بسرعة لكي لا يراها أحد.
ولكنها استمعت جيدًا إلى حديث والذي يُعطي بعض التلميحات على شخصيتهم، وبالخصوص والدته تلك التي لا تختلف شيئًا عن عمها، يبدو إنها مغرورة وتفتقر الزوق فى حديثها، ويبدو أن معاملتها لن تختلف عن حديثها.
ولكن والده يبدو عكسها تمامًا، يبدو شخصًا جيدًا ولبق فى الحديث وحنون بعض الشيء، ويختار كلماته بعناية كي لا يُزعج من حوله، ولكن كيف يجتمع رجل كهذه مع إمرأة كهذه تحت رباط عظيم كرباط الزواج؟
ترى كيف سيكون هو؟ فهو لم يتحدث سوا مرة واحدة فقط، عندما أعطى شيئًا ما لولدتها وأخبرها بأن كل شيئًا جاهز، وكانت كلماته وطريقته رسمية جدًا، كانه جاء لإتمام صفقة ما! هل هو شخصًا جادي إلى هذه الدرجة؟ ولكن ما الذي يجعل شخصًا مثله يتزوج بهذه الطريقة من فتاة لاتزال بالثامنة عشر من عمرها؟
أنقذها من ذوبعة أفكارها صوت طرقات والدتها على باب غرفتها قبل أن تفتحه بهدوء ودخلفت إلى الغرفة عندما وجدتها جالسة على الفراش، لتقترب منها هاتفة بهدوء:
- طبعًا سمعتي كل اللي أتقال.
أومأت لها "سيلا" بتأكيد على حديثها وهي تعتدل فى جلستها لتجلس والدتها بجانبها وأردفت بامتنان:
- أيوه يا ماما، شكرًا إنك ساعدتيني ومخلتنيش أخرج.
رمقتها والدتها بحزن على كل ما يحدث لها وعلى تضحيتها وهتفت مستفسرة:
- المره دي عدت وخمرجتلهمش، طب وبعد كده هتتهربي منهم أزاي؟
اجابتها "سيلا" محاولة إنقار حقيقة الأمر كي لا تحزن والدتها مُردفة بتوضيح:
- أنا مش بتهرب يا ماما، أنا بس مكنتش لسه مستعدة.
تنهدت "زينات" وأضافت باهتمام:
- طب ودلوقتي بعد ما سمعتي اللي أتقال؟
ابتسمت "سيلا" بيأس وأضافت بنبرة ساخرة تُغلفها قلة الحيلة:
- تفتكري رأيي هغير حاجة فى الموضوع، ولا هيخلي عمي يتراجع عن قراره؟
صاح والدتها منفعلة عندما ذكرتها ابنتها أن مصيرهم جميعًا بيد ذلك الحقير "حسين" وإنه يستغل حاجتهم لصالحة:
- بس أنا أقدر أغير كل حاجة، ويتحرق عمك على فلوسه على بيته وعلى كل حاجة.
نهتها "سيلا" عما تفكر فيه وذكرتها بأن أمرهم لا يتعلق بها وحدها، بل وبأشقائها أيضًا:
- لا يا ماما، عشان خاطر سليم وسيليا، عشان خاطر مستقبلهم.
كلما فضلت مصلحة أشقائها عن نفسها، كلما شعرت والدتها بتأنيب الضمير تجاهها، فهي أيضًا ابنتها ولا تريد أن تحطم مستقبلها وتهدم أمانيها هي الأخرى، لتهتف بقهر:
- طب وأنتي يا سيلا؟
حاولت "سيلا" قدر أستطاعتها أن تُطمئن والدتها، بل ونفسها أيضًا، وهتفت بأمل كبير:
- متقلقيش عليا، أنا لاحظت إن الشخص ده جادي ورسمي كده فى معاملته، وأكيد مش هيرفض إني أكمل دراستي، وأكيد أي حد فى مكانته بيهتم بالمظاهر، وهيكون سعيد إن مراته تبقى دكتورة.
ليس بيدها شيئًا سوا أن تتعلق بأي سبب يهدئ من ألم ضميرها تجاه أبنتها، ولهذا تشبثت فى تلك الأمنية التي تتمناها أبنتها وأردفت بلهفة:
- تفتكري يا سيلا؟
لا تستطيع تحمل رؤية الألم والعجز فى عين والدتها أكثر من ذلك، لذا قررت أن تخرجها من ذلك الحزن حتى ولو لبعض الوقت، لتهتف بانزعاج مرح:
- يا ماما المفروض أنتي اللي تطمنيني مش العكس.
ابتسمت "زينات" على تعبيرات ابنتها وانزعاجها المضحك، لتعلق بتأكيد:
- على رأيك والله، بالحق خدي الشنطة دي بتاعتك كان جيبهالك ...
توقفت من تلقائها نفسه عندما تذكرت إنها إلى الأن لا تعلم أسم زلك الخطيب ولم تسأل عنه، لتهتف بتعجب:
- تصدقي أنا نسيت أسأل عمك الزفت ده، العريس أسمه إيه؟
تناولت "سيلا" الحقيبة من والدتها وعلقت بسخرية:
- هتفرق يعني يا ماما! هيكون أسمه إيه يعني؟
فى تلك اللحظة دلقت شقيقتها "سيليا" التي أستمعت إلى تعليق شقيقتها، لتعقب فاجاة بتوضيح:
- أسمه يوسف.
رددت "سيلا" الأسم بتعجب دون إرادتها:
- يوسف!
حولت "زينات" نظرها نحو ابنتها الأخرى وأردفت باستفسار:
- عرفتي منين؟
أجابتها "سيليا" مُردفة بتوضيح:
- وهما دخلين سمعت عمي حسين وهو بيقوا أتفضل يا يوسف يا أبني.
ابتسمت "زينات" وعادت نظرتها نحو "سيلا" مُعلقة بمرح:
- أهي الزقرده عرفت اسمه واحنا لا.
صاحت "سيليا" بفضول وحماس:
- طب ما تفتحوا العلبة بقا نتفرج يوسف زوقه حلو زي أسمه وشكله ولا لا؟
ضربتها "زينات" على كتفيها بخفة زاجرة اياها بعتاب:
- أتلمي يا بنت.
ادعت "سيليا" البرأة ورفعت كتفيها مُرددة:
- أنا قولت حاجة!!
فتحت "سيلا" الحقيبة لتجد بداخله علبة كعلب المجوهرات، لتفتحها ويتفاجئ الجميع بما داهلها، وأولهم "سيليا" التي صاحت بإعجاب:
- وااااو ده ألماظ يا سيلا؟
لتردد "زينات" هي الأخرى باعجاب:
- بسم الله مشاء الله.
لتردد "سيلا" هي الأخرى بتعجب ودهشة:
- متخيلتش أبدًا إنه يكون جايب حاجة زي دي!!
أجابتها "سيليا" بتلقائية وعدم دهشة مُردفة بتوضيح:
- ليه يعني هو أنتي أقل من اللي بيجلهم زيها، وبعدين على حسب كلام عمك إنه من أغنى أغنياء البلد، فدي حاجة بسيطة بالنسبة ليهم.
لتشعر "زينات" بقليل من الراحة والاطمئنان وهتفت بتمني:
- شكله فعلًا يا سيلا شخص رسمي وبيهتم بالمظاهر، يارب يكون كويس ويراعي ربنا فيكي يا بنتي.
كانت "سيلا" يشغلها التفكير فى شيئًا أخر، ألى وهو شخص كهذا ما الذي يجعله يتزوج بهذه الطريقة، لأبد وأن هناك شيئًا يُخفى عنهم، لتتمنى من الله ألا تندم لاحقًا، لتردف بتمني:
- يارب يا ماما.
❈-❈-❈
بعد مرور يومان...
يجلس كالعادة فى ذلك الملهى الليلي الذي هو زبون دائم فيه ولا يُفوت ليلة إلا ويأتي إليه، بل وهؤلاء العاهرات لا توجود واحدة بينهم لا تعرف من هو "يوسف البسيوني" وقضت معه ليلة لا تُنسى، ليصبحوا يتسابقوا عليه طمعًا فيما يعمنحهم إياه من متعة وأموال.
وها هي إحدى العاهرات تتمايل عليه ويبدو إنها هي من ستكون بطلة هذه الليلة الخاصة به، ليأتي من يُخيب أمالها عندما يقترب من يوصف ويصيح فيه بانزعاج:
- إيه يا ابني كل ما أكلمك وأقولك أنت فين تقولي إنك هنا؟
أشار "يوسف" لتلك العاهرة أن ترحل وتتركهم، ليوجه حديثه نحو صديقه مُردفًا باستفزاز:
- أومال الناس بتسهر فين يا محترم؟
اجابه "كريم" بسخرية منه ومن أفعاله مُردفًا بحزم:
- ومين قالك إن الناس المحترمة بتيجي هنا أصلا! يا أبني أتلم بقا أنت داخل على جواز.
تأفف "يوسف" بكثير من الملل ندما تذكر ذلك الامر مردفًا بانزعاج:
- يووووه يعم متفكرنيش بالقرف ده.
علق صديقه على كلماته بسخرية مُضيفا باستفسار:
- قرف يا غبي؟ بس قولي، شوفت العروسة ولا لسه؟
التوت شفتي "يوسف" بسخرية مُجيبًا بتأكيد:
- أتنيلت شوفتها يا عم.
هتف "كريم" بفضول مستفسرًا:
- ولقيتها إيه؟