-->

رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 4 - 2 - الجمعة 17/5/2024

  

قراءة أسيرة مخاوفي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أسيرة مخاوفي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن

الفصل الرابع

2


تم النشر الجمعة

17/5/2024



اجابه الأخر بانزعاج وعدم رضا مُردفا بحنق: 


- عيله بشخه، يعني هيكون لقيتها إيه؟ 


ضيف "كريم" ما بين حاجبيه مُضيفًا باستنكار: 


- مش فاهم! 


اجابه "يوسف" بتوضيح أكتر ولايزال مُنزعج للغاية، لدرجة إنه لم يُميز ما يتفوه به: 


- عيله يا كريم، طولها حوالي ١٥٠ سم ووزنها حوالي ٥٥ كيلو، شعرها حلو وعنيها خضراء وبيضة، وجسمها فلا.. 


أوقفه صديقه عما كاد أن يتفوه به قبل أن يتمادى فى وسف تفاصيل جسدها، يبدو إنه أكثر من تناول الخمر لذا لم يعُد يميز ما يقول، ليصيح فيه بحدة: 


- بس بس يا عم أنت سكرت ولا إيه، رايح توصف إيه؟ 


انقلبت عين "يوسف" باستهزاء وأضاف بسخرية لازعة مُردفًا بتهكم: 


- أتنيل أوصف إيه دي فلات، يعني زيها زيك، ده يمكن أنت فيك حاجات عنها. 


ضحك "كريم" رغمًا عنه بسبب تعابير وتعليقات صديقة وأضاف باستفزاز: 


- الله يخربيت دماغك القذرة دي، وبعدين أنت متضايق ليه مهي حلوه أهي! 


علق الأخرى على حديثه بانزعاج وصاح فيه بحقد: 


- حلوه!! بقولك فلات، على أخر الزمن يوسف البسيوني هيتجوز عيله صغيرة وكمان فلات. 


لم يستطيع إخفاء شماتته فيه وإنه يستحق ما يحدث له، يبدو أن والده قرر إعادة تربية ذلك المنحرف من جديد، ليستفسر بسخرية: 


- إيه مزهقتش من الكرفي؟ 


رمقة الأخر باحتقار وكأنه شخصًا غبي يتحدث أمامه وهتف باستكار: 


- وهو حد يزهق من الملبن يا عديم المفهومية! 


ابتسم "كريم" بسخرية على تفكير ذلك المنحرف وأردف مستفسرًا: 


- طب وهتعمل إيه؟ 


قابل سؤاله بسؤال أخرى مُرددًا بسخرية: 


- وهي دي يتعمل معاها إيه؟ أهي هتبقى جوازه بالأسم وخلاص عشان بس فريد بيه يستريح. 


انزعج "كريم" ولكن هذه المرة ليس بمرح، يبدو أن صديقة لا يقدر جدية الأمر وأن هناك فتاة ستتغير حياتها رأسًا على عقب وسيصبح هو كل حياتها، ليأتي هو ويفكر إنه سيتعامل معاها بتلك الطريقة، ليهتف بتحذير: 


- بس كده حرام يا يوسف، كده أنت بتظلمها من غير ما يكون ليها ذمب. 


انزعج "يوسف" هو الأخر من نصائح صديقه السخيفة من وجهة نظره وصاح بملل: 


- بقولك إيه متوجعش دماغي يا عم كريم، لما تبقى ربنا ينفخ فى صورتها وتبقى بنت زي باقي البنات اللي حواليك دول ساعتها أبقى أفكر فيها. 


نظر له صديقه بعتاب ولوم شديد وأضاف بإحتقار: 


- يبقى عمرك ما هتفكر فيها لأن عمرها ما هتكون زي اللى حوليك دول، لأنها بإختصار محترمة ودول شمال، زيك بالظبط. 


نهض من مكانه عازمًا على الخروج من ذلك المكان الذي لن يأتي إليه مرة أخرى، ليصيح "يوسف" مُحاولًا إيقافه بسخرية: 


- رايح فين يا يمين؟ 


أجابه الأخر بصوت عالي حتى يسمعه دون أن ينظر له مُردفًا بيأس: 


- رايح أدعيلك ربنا يهديك ويعين الغلبانه دي على اللي داخله عليه. 


بمجرد رحيله جاءت إحدى العاهرات وجلست على قدميه مُردفة بدلال: 


- مش يله بينا بقا يا جو. 


كان يشتغل تفكير "يوسف" مظهر "سيليا" الذي ظن إنها هي عروسته وفكر ترى فتاة فى عمرها لاتزال تتناول الحلوى، لبنظر إلى تلك العاهرة وهتف مستفسرًا بثمالة: 


- متعرفيش مكان بيبيع المصاصات بتاعت البنات الصغيرة. 


ضحكت تلك الفتاة ضحكة عاهرة ولاعوب وهتفت بوقاحة وعهر: 


- لا أنا معرفش غير مصاصات البنات الكبيرة. 


ابتسم "يوسف" مُدركًا ما تقصده وتجرع مع فى كأسه دفعة واحدة مُردفًا بتأكيد: 


- كريم معاه حق، قدامي يا شمال. 


دفعها لتنهض من فوق قدميه وتحرك بها متوجهان نحو منزله الخاص لقاء ليلة محرمة مليئة بأشياء قذرة لا تخلوا من وجود الشياطين والأفعال الفاحشة. 


❈-❈-❈ 


مرت الأيام سريعًا دون أي جديد، "سيلا" خائفة جدًا من هذا الزواج ومن حياة جديدة مُقبلة عليا لا تعرف بها أحد، لا تعلم كيف سيعاملها ذلك "اليوسف" ولايزال يشغلها لماذا شاب مثله يوافق أن يتزوج فتاة بعمرها دون أن يراها حتى؟ 


ترى ما هو السر وراء هذه السرعة وهذا الهدوء؟ وهل سيوافق أن تُكمل دراستها حقًا كما أخبرت والدها أم إنه سيحطم أمالها؟ 


أما عن "زينات" فهي كانت تصارع من نفسها ومع ألم ضميرها تجاه أبنتها، وما زاد الأمر سوءًا هو موقف "سليم" ابنها الذي أتخذه ضدها، فهو لا يتحدث معهم ويشعر بالغضب من إلغائهم لشخصيته وتنفيذ كل شيء دون الرجوع له وكأنه طفلًا صغير وليس أخيها الأكبر، حتى عندما سأل والدته لم تعطيه اجابة مُقنعة وفى النهاية زجرته بكلمات قاسية بأنه لايزال صغيرًا ولا يملك الحق فى إعطاء رائيه. 


لم يكن أماما سوا أن تفعل ذلك، لانه إذا علم بالحقيقة سيهدم كل شيء ويضحي بمستقبله بدلا عن تضحية شقيقته، وهذا سيدمرهم جميعًا، لذا ألتزمت الصمت. 


أما بالنسبة لـ "يوسف" فهو لم يتغير فى حياته شيئًا، يخرج ويسهر ويعيش حياته بشكل طبيعي دون أي اختلاف، هو لا يعتبر ما سيحدث زواج بل لعبه ليس أكثر أو أقل، ولكن يثير فضوله كيف ستسير حياته مع تلك الفتاة وهل حقًا لن يقترب منها؟ 


بينما "فريد" يُأمل نفسه أن ابنه سوف تتغير حياته بعد أن يتم هذا الزواج وسوف ينصلح حاله بعد دخول هذا الفتاه فى حياته، لا يعلم ما الذي ينتظر الجميع بعد ذلك الزواج. 


❈-❈-❈ 


فى أحد الفنادق المشهورة بمحافظة الأسكندرية كانت "سيلا" ووالدتها وشقيقتها بالجناح الخاص بها، بعد أن أوصلهم السائق الخاص بـ "يوسف" إلى الفندق، بعد قليل جائت مصممة التجميل التي ارسلها إليها لتقوم بتجهيزها. 


دخلت مصمة التجميل مبتسمة وهتفت موجهة حديثها نحو "زينات" قائلة: 


- أنا روميساء الميكب أرتست اللي بعتني يوسف بيه. 


قابلتها "زينات" بابتسامة مرحبة قائلة: 


- أهلا يا بنتي، سيلا بتاخد حمام بس وهتطلع دلوقتي عشان نبدأ. 


فى تلك اللحظة خرجت سيلا من المرحاض ولا ترتدي سوا منشفة قصيرة تُغطي نهديها وتصل إلى منتصف مؤخرتها، ولم تكن تعلم بمجئ تلك الفتاة، لتفزع عند رؤيتها وسرعان ما ركضت إلى الداخل لترتدي شيئًا أخر. 


ضحكت الفتاة على خجل "سيلا" وكأنها فتاة صغيرة وليست عروس زفافها اليوم، لتبتسم لها "زينات" وأردفت باعتذار: 


- معلش أصلها بتتكسف ومكنتش تعرف إنك جيتي. 


تفهمت الفتاة الموقف وعقبت بمرح: 


- ولا يهمك عادي، بس بكسوفها ده هتعمل إيه النهاردة ده الليلة دي مينفعش فيها كسوف خالص. 


أجابتها "زينات" بابتسامه تخفي حزنها مؤكده على ما قالته: 


- والله ما أعرف، ربنا معاها بقا. 


استكملت الفتاة الحديث وعقبت مطمئنة إياها: 


- متقلقيش كل العرايس كده فى الأول وبعد كده بيتأقلموا عادي، هي العروسه عندها كام سنة؟





❈-❈-❈ 



أجابتها "زينات" مردفة بتردد: 

- عندها ١٨ سنة. 

تعجبت الفتاة وأضافت بقليل من الدهشة: 

- مشاء الله مع إن شكلها يقول أكبر من كده، ليه حق يوسف بيه ميستناش ويتجوزها فى أسرع وقت. 

أومأت لها "زينات" بامتنان على مدحها لابنتها وهتفت بتمني: 

- نصيبهم جيه، ربنا يسعدهم ويفرحهم. 

خرجت "سيلا" من الغرفة وهي تشعر بالخجل من ما ترتديه ولكنها لم تجد سواه، إنها لم تُحضر معها حقيبتها وهذه هي الملابس التي أحضرتها لها خادمة إنتصار وهذا أطول ما فيهم وهو كاش مايو قصير يصل إلى بداية الركبة يبرز معالم جسدها، وتركت العنان لشعرها ليُزيدها جمالا. 

تفاجأت الفتاة من جمالها الذي أتضح فى هذا الثوب، وجمال وجهها وأنوثتها ورقتها أيضا، تُشبه أميرات الاساطير القديمة، لتفكر إنها كانت محقة فيما قالت، لهذا "يوسف البسيوني" قرر الزواج فجاة، وكيف لنسوانجي مثله يضيع مثل هذه الحورية أو ينتظر عليها. 

شعرت "سيلا" بالخجل الشديد من نظرات الفتاة لها، ولم تكن تعلم ما يدور فى رأسها، لتنقذها والدتها وهي تقترب منها لتعانقها وهي لأول مرة منذ بداية خطبتها تشعر إنها سعيدة بأن ابنتها أصبحت عروس. 

لتبتسم "روميساء" وتُعقب بتمني: 

- ربنا يسعدك يارب يا قمر، يله بقى عشان نبدأ شغلنا عشان لما يوسف ببه يجي منتاخرش عليه. 

❈-❈-❈ 

كان يستعد لهذا الزفاف الذي لا يعلم لماذا أو متى تورط فيه؟ وكيف وافق على تلك المهزله التي تحدث الأن؟ أيعقل أن اليوم هو زفافه على هذه الفتاة التي فعليًا لا يعرفها ولا تعرفه! أيمكنه الهرب الأن؟ 

دلف "كريم" إلى الغرفة مبتسمًا وأضاف بمحبة: 

- مع إني مش معاكوا فى الجوازة دي بس مقدرش أسيبك فى يوم زي ده، حتى لو أنت مش معترف بالجوازة أصلًا  ولازم أشوف صحبي هيبقى عامل أزاى يوم فرحه! ويا ترى عمي فريد عرف يختارلك صح ولا لا؟ 

أجابه "يوسف" بضحكة سخرية مُردفًا باستهزاء: 

- لا من ناحيه أختار هو أختار، أسالني أنا أصلي شوفت أختياره، مقلب أنا شربته. 

قابله "كريم: بضحك شديد مُردفًا بمرح: 

- يلا معلش، أهو تخفيف ذنوب. 

صاح "مراد" بضحك مُعلقًا بتاكبد على حديث "كريم" قائلا: 

- أه والله يا كريم أنا كمان مش موافق على الجوازه دي، بس هنعمل إيه! ياريت بس الأستاذ يوسف يكون كويس معاها ويراعي ربنا فيها لأن هي ملهاش ذنب فى كل اللي بيحصل ده. 

صاح "يوسف" بقليل من الانفعال مُعترضًا على حديث كلاهما، بل وعلى تفكيره الذي لا يتوقف وكأنه أول مرة سيجتمع بفتاة بمفردهم، ولكن هذه المرة تختلف لان هذه الفتاة ستكون زوجته: 

- جرا إيه يا جدعان أنتوا ليه محسسني إني مغتصب أطفال، أنا أصلا مش هتعامل معاها، وجوازنا هيكون على الورق بس، وكل واحد يعمل اللي يريحه. 

لاحظ "كريم" انفعال يوسف وتشتيته لذا قرر عدم الضغط عليه أكثر من ذلك، ليضيف بمرح: 

- خلاص بقا أحنا هنقلبها عكننه ولا إيه! وأنت يا عم مراد سيبها بظروفها مش يمكن تحصل حاجة تعدل المايل. 

رمقة "يوسف" بحدة بعد أن استشعر السخرية فى حديثه وهتف بتوعد: 

- ماشي يا معدول، ليك يوم وهروقك فيه. 

ضحك ثلاثتيهم وفى لحظة كانت "إنتصار" تدلف الغرفة التي كان بابها مفتوح وأستمعت إلى كامل حديثهم، واطمئن قلبها ف"يوسف" يبدوا عليه إنه لا يرغب فى هذا الزواج وهذا يعني إنه سوف يُسهل مهمتها. 

عقبت "إنتصار" بابتسامة زائفة وأردفت بلهفة مصطنعة: 

- يلا يا ولاد الساعة بقت سبعة هنتأخر كده والناس زمانهم مستنين فى الأوتيل. 

علق "مراد" بتعجب مُردفًا باستفسار: 

- أومال فين مريم يا ماما، هي لسه مجهزتش؟ 

أجابته "انتصار" بفخر وتفخيم فى أبنتها مُردفة بغطرسة: 

- لا مريم خلصت من بدري، هي مش محتاجة وقت أساسًا هي جميلة من غير حاجة، دي صاحبتها زيزي هي اللي لسه الميكب أرتست بتظبطها، أصلها جيت متاخرة شوية. 

صاح "يوسف" بملل من كل ما يحدث حوله من نفاق وتمثيل وهتف بحزم: 

- طب أحنا خلصنا خلاص، بلغي الدادا تقول لسواق يجهز العربية. 

أومأت "إنتصار" له وهتفت بتهكم متعمدة استفزازه: 

- حاضر يا عريس، والله يكون فى عونك. 

استشعر "يوسف" سخريتها ونظر لها فى المرأة، ولاحظ "مراد" ما يحدث لذا قرر تشتيت "يوسف" وإنهاء ما هو على وشك أن يحدث، ليهتف باستفسار: 

- خلصت يا عم كريم ولا لسه؟ 

أجابه "كريم" مُردفًا بحماس: 

- لا أنا تمام كده، أسبقوني أنتوا وأنا هعدي بس على إسراء أجبها وأحصلكوا على الأوتيل. 

أومأ له "مراد" بالموافقة وهتف بتوضيح: 

- خلاص تمام وأنا هروح وراء يوسف وهاخد مريم وصحبتها معايا فى عربيتي وماما وبابا ورأنا. 

نهض "يوسف" من مكانه عازمًا على الخروج والزهاب إلى المكان الذي يفترض أن يكون به الأن مُردفًا بجدية: 

- تمام يله بينا. 


الصفحة التالية