رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 3 - 1 - الأربعاء 8/5/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثالث
1
تم النشر الأربعاء
8/5/2024
أنهى "فريد" المُكالمة مع "حسين" ليكمل تناول طعامه فى سعادة وحماس، بينما لاحظ ملامح الاستغراب على وجه جميع أسرته، خبط "فريد" على رأسه زاجرًا نفسه وأضاف متذكرًا:
- معلش أنا نسيت أقولكوا، لكن بما إن الموضوع تم أحب أقولكوا إن يوسف هيتجوز، وكلنا هنروح يوم الخميس نتعرف على العروسة هي وأهلها.
صُدم الجميع مما قاله "فريد" وبالأخص "إنتصار" التي كادت أن تخطنق بسبب توقف الطعام فى حنجرتها، ولكنها نجت منها وصاحت مُعلقة بغضب ملحوظ:
- إيه اللي أنت بتقولوا ده يا فريد! فاجأة كده وبدون مقدمات؟ أمتى حصل الكلام ده! ومين البنت دي أصلا؟
حاول "فريد" تهدئتها مُفسرًا غضبها إنها مُنزعجة لأنها أخر من يعلم وهي تعتبر فى مكانة والدة "يوسف" ليردف بتوضيح:
- أنا أسف يا إنتصار، الموضوع جيه فاجأة والله بدون تخطيط وده كان الحل الوحيد عشان يوسف يتعدل ويستقر، والبنت دي بنت أخو حسين شريكي فى شركة الإستراد، وحددنا معاد نروحلهم فيه الخميس الجاي.
###############
غضبت "إنتصار" بشدة من هذا الحديث، فهذا يعني أن تلك الفتاة غنية وأن "يوسف" سوف يزداد نصيبه فى الشركة إذا كان "حسين" ليس لديه أولاد وتلك الفتاة هى من ضمن ورثته، وهذا يعني أيضا أن "يوسف" سوف يتزوج ويُنجب أطفال قبل ابنها وفى هذه الحالة يُمكن أن يكتب له "فريد" شيئا من تلكته، وهي لا تتمنى أن يحدث شيئا كهذا، ليقطع شرودها صوت "فريد" الذي لاحظ شرودها وهتف مستفسرًا:
- روحتي فين يا حبيبتي؟
أنتبهت "إنتصار" إلى صوت "فريد" بعد أن فاقت من شرودها مُرددة بانتباه:
- لا أبدًا مفيش حاجة.
كل ذلك الحديث يدور أمام أبنائهم، ليتدخل "مراد" بالحديث مُردفًا بتأكيد على قرار والده:
- فعلًا يا بابا تفكير سليم جدًا، يوسف فعلا لازم يتجوز ويشيل مسؤليه.
أكدت شقيقته على حديثه وعلقت هي الأخرى مُردفة بحماس:
- فعلًا يا بابا، ويا ترى بقى عروسة يوسف دي معاها كلية إيه؟
توتر "فريد" من سؤال ابنته وتردد فى أن يُخبرهم، ولكنهم سيأتي عليهم وقت ويعرفون ولهذا سوف يُقصر المسافات، ليحمحم "فريد" بقليل من الحرج وهتف بارتباك:
- بصراحة يا مريم هي صغيرة لسه ويمكن أنتي أكتر واحده تفرحي بسنها.
صاحت "إنتصار" بنفاذ صبر مُردفة بغضب تحاول أن تخفيه:
- ما تقول يا فريد أنت بتنقطنا.
أبتلع "فريد" وأجاب بارتباك:
- عندها ١٨ سنة يعني بالظبط قد مريم.
صاحت "مريم" بحماس مُعبرة عن سعدتها:
- وااااو.
بينما صُدمت " إنتصار " مما قاله زوجها، ولكن صدمتها لم تكن شيئا أمام صدمة "مراد" الذي صُعق مما أستمع إليه، ليتدخل فى الحديث دون أستأذان أو مُراعة لكونه يُحدث والديه وصاح باندفاع:
- إيه اللي أنت بتقولوا ده يا بابا ١٨ سنة يعني أصغر من يوسف بعشر سنين؟ طب ليه نعمل كده! هو عشان مفيش واحدة كبيرة وناضجة ممكن تقبل بيه وبصرمحته دي نقوم نلبسه لبنت لسه صغيرة ومش فاهمة؟
فكرت " إنتصار " قليلا فى هذا الحديث لتجد إنه فى صالحها، فهكذا تستطيع أن تُخرب هذا الزواج وتوقع بين "يوسف" وبين تلك الفتاة الصغيرة وتتسبب فى طلاقهم بسهوله، وبهذه الطريقة تكون تخلصت من هذا الزواج قبل أن يُنجبان طفلًا ويحمل لقب الحفيد الأول لعائلة البسيوني، لتتدخل "إنتصار" فجأة بالحديث مُلقة باندفاع:
- وفيها إيه يا مراد! وماله يعني يوسف؟ هو طايش شوية زيه زي شباب كتيره فى سنه والجواز صلح حالهم وبقوا قد المسؤلية، والبنت مش صغيرة ولا حاجة، ده فيه أصغر منها بكتير أوي بيتجوزا عادي.
صاح "مراد" وهو يشعر بالغضب الشديد مما قالته والدة مُردفًا بحدة وانزعاج:
- لا يا ماما مش مبرر ومنقولش ممكن يتصلح حاله ونخاطر بمستقبل البنت، أفرضي فضل زي ما هو تعيش هي مع شخص مش قد المسؤلية ليه! ولا تطلق ويبقا منبهاش حاجة من الجوازه دي كلها غير انها اتحسبت عليها وخلاص وضيعت من وقتها ومشاعرها على الفاضي، وده لانها لسه صغيره ومعندهاش خبره أصلا فى مسؤليات الجواز، ترضيها على بنتك؟
تفهمت "مريم" حديث شقيقها وكم أن الأمر ليس جيدًا وأن هناك أشياء أخرى عن الزواج هي لا تعلمها، وهذا جعلها تُعيد التفكير بأشياء كثيرة خاصة بها لا يعلمها أحدًا سواها فى هذه العائلة.
بينما انزعجت "إنتصار" من كلمات ابنها الصحيحة والتي هي حقا لا جدال بها، فهو تكلم بكثير من المنطق وكاد حقا أن يقنع "فريد" بحديثه، لتدخل هي وتنقذ الموقف:
- أحترم نفسك وأنت بتتكلم مع أبوك وأمك يا مراد، وخليني ألفت إنتباهك لحاجة مهمة، كل أهل بيبقوا عارفين مدى نُضج وعقلية ولادهم ولو مكنتش البنت دي مُستعدة للجواز مكنوش أهلها وافقوا، مع العلم إنهم مش فقراء يعني عشان يبعوا، ممكن تكون البنت أصلا هي اللي مرحبة بعد ما عرفت هي هتتجوز مين؟
رفع "مراد" حاجبيه بدهشة من هدوء والدته وعدم اهتمامها وعلق باستنكار:
- بعني لو البنت موافقة عادي! يعني معنى كده لو مريم جابتلك واحد عنده ٣٠ سنة وقالتلك أنا عايزه أتجوزه هتوافقي يا ماما؟
ابتلعت "مريم" بتوتر شديد وكأن أخيها أصابها فى مقتل، كيف علم عن هذا الأمر؟ أم إنه القدر يتلاعب بأعصابها، حسنا إذا لتلتزم الصمت ولا تتفوه بحرف، ليأتيها صوت والدتها مُعلقة بحدة:
- بنتي لسه صغيرة وعشان أنا أمها وأعرفها أكتر من أي حد عارفة إنها مركزة فى دراستها وجامعتها اللي هتدخلها وبس، ومش فى دماغها التفاهات دي.
عاد "مراد" لانزعاجة مرة أخرى وعلق باستنكار:
- وعشان البنت التانية مش بنتك أنتي موافقة حتى لو كان قرار طايش من بنت فى سن المراهقة، أنا مش موافق يا بابا، ولو البنت دي وقع عليها أي ضرر من الجوازه دي سواء نفسي أو جسدي بسبب أبنك هيكون ذمبها فى رقبتك أنت.
قال "مراد" جملته الأخيرة ثم أنصرف وهو غاضبًا من كل ما يحدث، بينما شعر "فريد" بالقلق وتأنيب الضمير مما قاله ابنه، أيُعقل أن يكون ما قاله حقيقيًا وتتأذى تلك الفتاة بسبب ذلك الزواج؟ كيف سيتحمل ذلك الذنب!
لأحظت "إنتصار" تردد "فريد" وشروده وخشيت من أن يغير رأيه بتلك الفتاة ويبحث له عن أخرى ويكون من الصعب عليها التخلص منها، لتُسرع فى إنقاذ الموقف لتُعقب بأسلوب هادئ ومُقنع مُردفة بدفاع:
- متخليش كلام مراد يضايقك يا فريد، هو صغير ومش فاهم حافظ كام كلمتين من السوشيال ميديا وحقوق المرأة وميعرفش حاجة عن التجارب الوقاعيه، البنت لو مستعدة مكنتش أمها وافقت، وأكيد البنت دي هتقدر تغير يوسف للأحسن وبكرا تشوف.
رفع "فريد" نظره نحو "إنتصار" وهو يشعر بالتخبط مُستنجدًا برأيها مُتسائلًا:
- أنتي شايفه كده يا إنتصار؟
أومات له "إنتصار" برأسها مؤكدة على حديثها مُحاولة إقناعه بالأمر، بينما بينها وبين نفسها تنوي على الكثير من المصائب وتتوعد لتلك البريئة التي ليس لها ذنب فى كا ما يحدث حولها، لتهتف بتأكيد:
- أيوا طبعًا يا فريد، أتوكل على الله ونعمل الفرح فى أسرع وقت.