رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 3 - 2 - الأربعاء 8/5/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثالث
2
تم النشر الأربعاء
8/5/2024
فى أحد الملاهي الليلية كان "يوسف" جالسا على البار يتناول الشراب ويتمايل مع الفتيات ويجلس برفقته صديقه "كريم" الذي أستدعاه لتحدث معه، ولكن "كريم" لا يفعل مثله فهو شاب مرتبط ويحب خطيبته كثيرًا ولكنه ياتي معه فقط لأنه الصديق الوحيد لـ"يوسف، ولكن لا يحب أفعاله تلك ويتمنى لو أن يتغير، ليُتمتم "يوسف" بثمالة مُعقبًا باستهزاء:
- بابا شكلة أتجنن خلاص، عايزني أتجوز وأخلف وأعيد المأساة مرة تانية! وأتجوز واحده بقى تسألني رايح فين وجي منين؟ وهو أنت بتحبني! طب تعالي نسافر تعالى نخلف، هو أنا ناقص قرف؟
هتف "كريم" مُعلقًا على حديثه بهدوء:
- يا أبني أنت هو فيه حد يكره إنه يتجوز وتكون ليه زوجة وبيت وأطفال، حياة هادية وجميلة، بدل حياة الكباريهات والفُجر اللي أنت غارق فيه ده!
قابله الأخر بضحكة سخرية على حديثه وهتف بتهكم:
- حياة هادية!! وزوجة وبيت؟ ضحكتني يا كريم، دي هتكون حياة مسخرة فى مسخرة.
هتف "كريم" مُتعجبًا من حديثه:
- قصدك إيه يعني! مش فاهم؟
اجابه "يوسف" بضحك مُردفًا بسخرية:
- أنت عارف عروستي الكتكوته عندها كام سنة يا كيمو؟
عقب "كريم" مضيفا بفضول:
- كام!
اجابه "يوسف" بضحك صاخب:
- ١٨ سنة
قابله الأخر بضحك زاجرًا إياه:
- يا عم بطل هزار بقى، إيه هيجبوهالك تربيها!
عقب "يوسف" باستهزاء وأثار الثمالة مُردفًا بتاكيد:
- أنت فكرنى بهزر؟ والله العظيم عندها ١٨ سنة.
صاح "كريم" بصدمه مُردفا بحدة:
- هو أبوك لسع بدري ولا إيه؟ ١٨ سنة أزاى يعني أنتوا مجانين! وأهلها وافقوا أزاى! هما فقراء ولا إيه؟
أجابه "يوسف" بتفكي :
- مهو ده اللى مجنني مع إن عمها شريك معانا فى الشركة يعنى مش فقراء، إيه اللي يخليهم يوافقوا!
عقب "كريم"! بعدم رضا:
- أنا مش مأيد الموضوع ده، دي صغيرة جدًا على قذارتك ووقاحتك، كده انت هتاذيها واحد زيك أنا عارف كويس بيتعامل أزاى مع الستات وكل ليله مع واحدة شكل، عيله صغيرة زي دي مش هتسد معاك وممكن تموت فى أيدك.
رمقه "يوسف" بنظرة ساخرة وعقب بوقاحة:
- متوسعهاش أوي كده، أنا زي زيك على فكرة معنديش حاجة زيادة، وبعدين مين قالك أصلا إني هقربلها! أنا هعيل ولا إيه؟ أنا ناقص ملل، دي هتبقى للمنظر وبس، وبعدين أنا حاسس إن الجوازه دي مش هطول.
أضاف "كريم" بعدم رضا:
- أنت حر يا يوسف بس براحة عليها، هى ملهاش ذمب دي صغيرة ومحدش يعلم ظروفها إيه؟
علق "يوسف" شاردًا:
- بكره نشوف العيلة دي شكلها إيه؟
❈-❈-❈
فى مكان اخر بالتحديد فى بيت عائلة "سيلا" كانت جالسه مع أشقائها ووالدتها يتناولون العشاء، قررت "زينات" أن هذا هو الوقت المناسب لإخبارهم:
هتفت بحده موجهة حديثها نحو ابنها مُردفة بحزم دون النظر له:
- على فكره يا سليم، سيلا جالها عريس وطلبها من عمك وعمك موافق، وهيجولنا يوم الخميس الجاء.
توقف "سليم" عن تناول الطعام مُنصدماً مما قالته والدته، ونظر ،إليها بدهشة مُردفا باستفسار:
- بتقولي إيه يا ماما؟
أجابته بحدة خشية من أن تضعف وتخبرهم بحقيقة الأمر، وهتفت بحزم:
- اللي سمعته، أنا وهي موافقين والفرح الشهر الجاي وعمك كلمني وقالي إنهم جاين يوم الخميس يشوفوها، أستعد عشان تقابلهم معايا.
نهضت "زينات" وتوجهت إلى غرفتها وتركت "سليم" فى زهول لا يعلم ما الذي تقوله والدته، هل هي تمزح معه؟ ام هذا الكلام حقيقي! نظر نحو شقيقته الجالسة حزينة، وعندما راته ينظر إليها اسرعت إلى غرفتها للهروب منه، تسمر "سليم" مكانه فهو لا يعلم ماذا يفعل! او ماذا يقول! او ماذا سوف يحدث يوم الخميس؟
❈-❈-❈
بعد عدة أيام..
صاح "فريد" بصوتً عالٍ وهو يجلس فى مكتبه الخاص بالمنزل مُناديًا على العاملة:
- أم حسن، يا أم حسن.
هرولت "أم حسن" فى الذهاب إلى مُجيبة بلهفة:
- أوامرك يا فريد بيه!!
هتف "فريد" موجها حديثه نحوها مُردفًا بحزم:
- أطلعي صحي يوسف بسرعة وقوليله إني عايزه حالًا وخليه ميتاخرش ويجيلي على مكتبي.
أومأت له "أم حسن" برأسها بالموافقة على أمرة وأضافت بإنسياغ:
- حاضر يا فريد بيه.
أسرعت فى التوجه ناحية الدرج كي تصعد وتٌفيق "يوسف" من نوميه، صعدت الدرج ووصلت أمام باب الغرفة لتطرق على الباب عدة طرقات حتى أستيقذ "يوسف" من نوميه غاضبًا من صوت الطرقات العالية على الباب، يقسم أن يُعاقب الطارق على هذا الانزعاج.
أسرع بالتوجه نحو الباب وسريعا ما فتحه ليجدها العاملة، ليصرخ فى وجهها زاجرًا إياها بحدة:
- فى أيه!! خبط خبط خبط ما تكسري الباب أحسن، عايزه إيه يا أم زفت على الصبح؟
فزعت "أم حسن" من صراخ "يوسف" عليها لترتبك بشدة وتُحاول التحدث بصعوبة لتردف بتلعثم وهي خائفة:
- حقك..عليا..يا بيه، أصل.. فريد بيه عايز حضرتك تحت وقالي أصحيك ضروري وأقولك إنه مستنيك فى مكتبه
زفر "يوسف" بضيقًا وحنق وهتف بانزعاج:
- طب روحي أعمليلي فنجان قهوى سادة وهتيهولي على مكتب فريد بيه لحد ما أنزل.
أومات له "أم حسن" بالموافقة على حديثه مُردفة باحترام:
- تحت أمرك يا يوسف بيه.
أنصرفت "أم حسن" من أمام الغرفة لتذهب وتُحضر له قهوته، بينما دلف "يوسف" المرحاض ليأخذ حمامًا وُيبدل ملابسه، وتوجه للقاء والده كي يعلم لماذا يريده بهذه السرعة ولم ينتظره إلى أن يستيقظ بمفرده!
❈-❈-❈
دلفت غرفة ابنتها كي تُيقذها من نومها، فاليوم ليس يوما عاديا بالنسبة للجميع، لا تعلم أتفرح مثل أي أم فى هذا اليوم! أم تحزن لأنها تعلم جيدًا أن هذه لم تكن رغبة أبنتها الأن وأن هناك ما أهم بالنسبة لها.
اليوم ستجلس مع ذلك الشخص الذي لم تراه فى حياتها من قبل، ولكنها أُرغمت على الزواج منه وليس بيديها شيئا لتفعله غير التضحية من أجل أشقائها ووالدتها.
هتفت "زينات" بنبرة يغلفها الحزن وهى تُفيق أبنتها مُردفة بهدوء:
- أصحي يا حبيبتي الساعة أحنا بقينا الضهر والناس ممكن يجوا فى أي لحظة.
تنهدت "سيلا" وهي تعتدل فى جلستها، هي بالفعل كانت مُستيقظة تُفكر فيما سيدحث بعد ساعات قليلة، لتُتمتم بهدوء وطاعة مُردفة بتردد:
- حاضر يا ماما أنا صحيت أهو، بس عايزة أطلب منك طلب وعشان خاطري وأفقي عليه.
رمقتها "زينات" باهتمام وهي تلاحظ ملامح الحزن على وجه ابنتها فهتفت بانتباه:
- أطلبي يا روح قلب ماما.
تنهدت "سيلا" وهي تُخبر والدتها بطلبها مُتمنية أن تُنفذ لها والدتها رغبتها مُضيفة برجاء:
- مش عايزة أطلع وأقابل حد، قوليلهم تعبانة أو نايمة أو أي حاجة المهم مقبلهومش يا ماما.
أعتلت وجه "زينات" ملامح الحيرة من كيفية تلبية طلب ابنتها وهتفت بيأس:
- طب وهعمل إيه مع عمك يا بنتي مش هيصدق و...
توقفت "زينات" من تلقأئها نفسها وهي تعزم على تلبية طلبها لعله يكون سبب فى إلغاء تلك الزيجة وهتفت بتأكيد:
- ولا أقولك، ماشي يا حبيبتي وأنا هتصرف مع عمك.
أبتسمت "سيلا" لوالدتها بحب وسريعًا ما أحتضنتها بأعين لأمعة بالدموع مُردفة بحزن:
- ربنا يخليكي ليا يا ماما، تصدقي أكتر حاجة وجعاني ومزعلاني إني هبعد عنك وهتوحشيني أوي.
زادت "زينات" من إحتضان ابنتها مُحاولة تطمئنها وتهوين الأمر عليها وأضافت بحب وحنان:
- ومين قالك إني هوحشك دا أنا هكلمك كل يوم وكل شوية هتلاقينى عندك، وبعدين مش يمكن العريس ده يطلع كويس وأبن ناس وتبقى دي نيتك الطيبة ويخليكي حتى تنسى ماما و ...
قاطعتها "سيلا" بنفي رافضة ما تقوله والدتها وعقبت باصرار:
- عمري ما أنساكي يا ماما مهما كان كويس وحنين، مش هيكون أحن منك.
ربطت "زينات" على ظهر ابنتها بحنان وهتفت بتمني:
- يا حبيبة قلب ماما، يارب لو خير ليكي يقربه ولو شر يبعده.
قطع حديثهم صوت جرس الباب مُعلنا عن مجئ أحدهم، أنتفضت "سيلا" فى مكانها ونهضت سريعًا مُتجه صوب المرحاض فى خوفا وقلق شديد، بينما "زينات" توجهت نحو الباب لتعلم من الطارق.
فتحت الباب لتجده "حسين" وكم تمنت لو أن تغلق الباب مرة أخرى فى وجه، ولكنه كان أسرع ودلف الشقة وأغلقت الباب خلفة دون حتى أستأذان، لترمقه "زينات" بغضب وبدخلها تتمنى لو أن تستطيع أن تقتله، فهذا الشخص الأناني الذي يستغل ابنتها فى مصالحه الشخصية، تتمنى لو أن تراى فيه يوما عظيم.