-->

رواية جديدة ثري العشق والقـسوة لآية العربي - الفصل 11 - 2

 

 رواية جديدة ثري العشق والقـسوة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ثري العشق والقـسوة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الحادي عشر

الجزء الثاني

العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈




مساءاً في شقة سامح وبعد أن اصطحب زو جته من منزل أهلها  . 


توجهت زينب إلى فراشها بعد أن نامت صغيرتها وصعدت تجاور سامح الذي يستند على ظهر الفراش شارداً لتتنفس بعمق وتنظر له متسائلة بهدوء وراحة بعدما استقرت حالة والدتها الصحية  : 


- مالك يا حبيبي بتفكر في إيه  ؟ 


انتبه لها فسحب يـ.ده من خلف رأ سه يتمـ.سك بمعصمها ويسحبها إليه ليضمها فجأة بقوة إليه مرتكزاً بر أسه على كتفها  . 


استكانت في عناقه المفاجئ وربتت بيـ.ديها على ظـ.هره تردف مبتسمة بحب  : 


- طب ممكن أعرف إيه مناسبة الحضن الحلو ده  ؟


تنفس رائحتها وهو يكمل عناقه ليردف بحب عند أذ نها  : 


- إمبارح مرضتش أطلع أنام هنا من غيرك  ،  نمت تحت عند أمي أنا وريما  ،  ربنا ما يحرمني منك يا زينب  ،  إنتِ جيتي خليتي لحياتي طعم  ولون  ، ربنا يبارك لي فيكِ . 


التمعت عينـ.يها بدموع السعادة لتردف بحب وهي تبادله نفس المشاعر  : 


- وانت كمان يا سامح  ،  أنت حبيبي وجوزي وأبو بنتي وسبب فرحتي  ،  وأقولك على حاجة  ! 


تمهل يبتعد عنها قليلاً ثم نظر لوجـ.هها بحب وابتسم يردف  : 


- قولي يا زينب . 


ابتسمت وجففت بكفها عينيها من غيومها السعيدة لتردف بصدق  : 


- أنا كمان معرفتش أنام أمبارح في بيتنا  ،  وفضلت سهرانة جنب ماما لحد ما النهار طلع  ، معرفتش أبدأ أغفل برا حضـ.نك   . 


طالعها بحب وتمعن  ،  هي التى أتت فانتزعت ذلك الجزء الأسود من حياته السابقة ولونته  ، كانت خير رفيقة لأيامه الفائتة  ، تحملت والدته وآلامه واستمعت لتراكماته التى تسعى لتنتزعها ويعلم ذلك جيداً ولكن يأتي عند هذا الأمر الخاص بوالده وشقيقه ويجد أن التسامح ثقيلاً جداً عليه  . 


تحدثت عندما طال تحديقه بها لتنتشله من شروده قائلة  : 


- قولي عملت إيه في البضاعة اللي اشتريتها  ؟ 


ابتسم بعدما انتبه على سؤالها ليعود لمشاعره معها ويسحبها إليه مردفاً بخبث لم يعرف به  : 


- سيبك من البضاعة دلوقتي وتعالي قوليلي القميص الحلو ده جبتيه إمتى  ؟ 


ابتسمت على جملته وهي تنظر لقميصها الذي ابتاعته هي وشقيقتها منذ يومين بينما وجدت يـ.ده مبتغاها وانحنى يقبلها بحب لينعما معاً بأوقات ممتعة كانت هي المرهم لآلام اليوم وكل يوم  .

 


❈-❈-❈


في اليوم التالي 


نزلت مايا متجهة للخارج تحمل حقيبتها تنوي المغادرة بعدما قضت ليلتها في البكاء والعزلة برغم محاولات آسيا ونارة لإخراجها من غرفتها ولكن باءت جميعها بالفشل  ،  تقدمت حتى وقفت أمام عمر الذي خرج للتو من الملحق الخاص به  ،  تحدثت وهي تطالعه بغضب غير مبرر  : 


- عايزة أروح مشوار  ،، هتيجي توصلني ولا أروح أنا  ؟ 


طالعها بتعجب من حدتها  ،  فهي قد قررت الذهاب لشراء أدوات رسم جديدة علها تخرج من حالتها تلك  . 


تعمق في عينيها اللامعة فعلم أنها كانت تبكي وتعجب من هذا  ،،  لوهلة شعر بالرأفة تجاهها ولكنه تجاهل شعوره متسائلاً بنبرة عادية  : 


- آسيا هانم عندها خبر  ؟ 


أردفت معارضة بصياح  : 


- وأنت مااالك   ،،  إنت ليك توصلني وبس  . 


نظر لها لبرهة ثم تجاهلها ضاغطاً على أعصابه حتى لا يوبخها مجدداً  ،  رفع هاتفه يهاتف آسيا ليسألها وبالفعل سمحت له باصطحابها إلى المكان الذي تريده  . 


استقل مكان القيادة وصعدت هي جواره تغلق الباب وتتطلع للأمام بصمت بينما هو نظر لها متسائلاً  : 


- عايزة تروحي فين  ؟ 


لم تلتفت له بل تحدثت قائلة  وهي تشبك ذرا عيها عند صـ.درها : 


- أطلع على أي  public library  ( مكتبة عامة)  . 


زفر وتحدث بهدوء  : 


- اتكلمي عربي لو سمحتِ  ،،  فين بالضبط  ؟ 


نظرت له بقوة قائلة بحنق  : 


- مكتبة عامة  . 


تجاهلها وبدأ يتحرك مغادراً الفيلا ليوصلها إلى المكتبة  . 


لم تتحدث بل ظلت صامتة طوال الطريق  ،  ربما انتظرت حديثه أو تمنت ذلك ولكنه لم يفعل  ،  أيقنت أنه مجبر على رفقتها  ،  فمؤكد لو ود ذلك لتحدث معها  ،  ولكن هي تريد التحدث الآن لذا وقبل أن يتوقف أمام المكتبة تحدثت بتفاجؤ  : 


- إيه رأيك نروح نشرب كوفي في أي مكان قريب  ؟ 


توقف أمام المكتبة وقال متجاهلاً حديثها  : 


- المكتبة  ،  انزلي اشتري حاجتك وتعالي  ،  هستناكي هنا  . 


نظرت للمكان من النافذة  ،  تبدو مكتبة كبيرة ومزدحمة وهي تخشي الزحام أو ربما تعانى من فوبيا منه  ،  لذا عادت بنظرها إليه تردف بتوتر  : 


- طيب تعالى معايا  ،  الدنيا زحمة أوي  . 


زفر ونظر لها بترقب ثم أومأ وترجل معها يوصد السيارة بعد أن صفها أمام رصيف المكتبة وتحركا للداخل سوياً  . 


كانت مكتبة عامة مقسمة لعدة أجزاء  ، جزءاً خاصاً ببيع الكتب  ، وجزءاً خاصاً ببيع اللوحات وعرضها  ،  وجزءاً خاصاً ببيع أدوات الرسم  وهذا ما اتجهت إليه مايا ويجاورها عمر  . 


وقفت تنتقي أداوتها بحيرة وتردد  ،  تلتقط نوعاً ثم تتركته وتبحث عن بديل وعمر يتابعها بنفاذ صبر  .


كانت تتعمد إثارة حنقه وتدعي البراءة  ، ظلت هكذا لعدة دقائق لذا تحدث بضيق  :


- ياريت تنجزي شوية يا أنسة مايا  ،  بقالك نص ساعة بتختاري أقلام وترجعيها  . 


تعجبت وتركت ما في يـ.دها تلتفت له متسائلة عن مصطلح إحدى الكلمات التى لم تفهمها قائلة  : 


- أنجز  ؟  ،،  يعني إيه أنجز  ؟ 


زفر ثم تحدث يوضح  : 


- يعني خلصي بسرعة شوية  ،  ركزي كويس وحددي إنتِ عايزة إيه واختاري اللى هيفيدك   ،  وده مش للألوان بس  ،  ده لحياتك كلها  . 


وقفت تطالعه بصمت لثواني وتفكر في جملته  ،  لربما اقتنعت بها ولكن الجزء العنيد داخـ.لها عاد يطفو للسطحِ عندما تحدثت  : 


- ياريت تخليك في حياتك أنت وملكش دعوة بحياة غيرك   . 


تبادلا صراع النظرات لتلفت وتعود لتنتقي ألوانها بينما هو قرر تجاهلها والتفت ينظر حوله على المكان  ،  رآى على مرمى نظره بعض اللوحات التاريخية عن شخصيات إسلامية فأخذته قدمـ.يه إلى مكانها  . 


تحرك وتركها وهي لم تراه حيث انشغلت بالأدوات  ،  كان المكان مزدحماً فهو دوماً يمتلئ بالزوار سواء من داخل مصر أو خارجها كمقصد سياحي لرؤية اللوحات وشراء الكتب وأدوات الرسم  . 


وقف عمر أمام لوحة تعود للقرن التاسع عشر حيث رسم فيها حي من الأحياء الشعبية لمدينة القاهرة حيث المحلات التجارية التى تبيع المشغولات اليدوية سواءاً كانت من النحاسِ أو الفخار أو غيرهما وهناك ثلاثة رجال يقفون عند إحدى المحلات يحمل أحدهم سجادة شُغلت يدوياً ويبدو من ملامحه أنه يُفاصل في سعرها مع التاجر  . 


ظل يتأمل تلك اللوحة وتفاصيلها التى أبدع فيها الرسام ليبدأ في تتبع لوحة أخرى وقـ.دميه تأخذه إلى غيرها وهكذا حتى غاب عن أنظار مايا  . 


انتهت بعد دقائق قليلة من إختيار ما تريده وابتاعته ثم التفتت لتنظر له فلم تجده  ،  وقفت تبحث عنه عند مرمى عينياها فلم تجده أيضاً  . 


بدأ التوتر يتوغلها خصوصاً مع هذا الكم من البشر وتحركت تبحث بعينيها

في كل مكان  . 


تناولت هاتفها لتحاول الوصول إليه بعد أن سجلت رقمه أمس من والدتها ولكنه لم يجيب على اتصالها  . 


بدأت تشعر بالذعر والرهبة لتقرر الخروج من هذا المبنى قبل أن تأتيها الحالة التى تراودها واتجهت للبوابة الخاصة به وبالفعل خرجت تتنفس بقوة  ،  تنظر حولها فلم تجد سوى السيارة فارغة ومفاتيحها معه  . 


جالت محيطها بعيـ.نيها لتجد نفسها في مكان لم تعرفه وسط أُناس لم تعرفهم  . 


بدأت دموعها تأخذ مجراها وعادت لحقيقتها  ،  هادئة وديعة كطفلة صغيرة فقدت أبويها  ،  تحركت عند السيارة لتستند عليها وتلتفت بوجـ.هها مقابلاً لبوابة تلك المكتبة كي تراه عند خروجه  . 


أما هو فيبدو أنه انسحر بتلك اللوحات  ،  حتى أنه نسيَ أمر مايا وانشغل عقله في التفكير عن كيفية الرسم بأدق التفاصيل هكذا   . 


ليرتطم بعد دقائق بشخصٍ ما أفقده تركيزه وهذا جيد حيث تذكر تلك المايا أخيراً يردف بعيون متسعة وهو يخطو تجاه مكانها  : 


- يا خبر أبيض أنا نسيت البت  . 


وصل إلى مكان بيع الأدوات فلم يجدها  ،  تعجب وانتابه القلق حيالها واتجه يسأل البائع عنها فأخبره أنها غادرت منذ حوالي 15 دقيقة  . 


زفر بضيق من نفسه  ،  هي تعد أمانته التى لم ينتبه لها  . 


أسرع يتحرك للخارج تجاه السيارة  ،  كان يركض وعندما وجدها تقف عند السيارة تستند عليها وتطالعه بنظرات غاضبة زفر بارتياح وتوقف ثم بدأ يتقدم منها ببطء حتى وصل أمامها قائلاً باعتذار  : 


- معلش أنا أسف أصل انشغلت بس بـ


- إنت أصلاً إزااااي تسيبني وتمشي  !، إنت المفروض تفضل ورايا لحد ما أخلص  ، دي شغلتك أصلاً  .


قالتها بنبرة حادة وعيون لامعة فالتفت ينظر حوله ليرى عيون بعض المارة التفتت تجاههما  ، أخفض رأ سه يستدعي ثباته حتى لا يحتد عليها فهى توبخه للمرة الثانية أو الثالثة ولم يعد يحتمل  . 


أخرج من جيبه جهاز التحكم وفتح قفل السيارة يردف من بين أسنانه بنبرة باردة متوعدة  : 


- اركبي حالاً  . 


رأت هيأته ولم ترى عينه حيث كان يخبأهما وللعجب فقد شعرت بالخوف منه ولكن ادعت التمرد فدبت الأرض بقدمها بطريقة طفولية دالة على حنقها قبل أن تتحرك وتستقل السيارة  . 


صعد مكان القيادة واغلق السيارة وبدأ يتحرك من هذا المكان بصمت وقاد حتى وصل إلى منطقة أخرى هادئة قليلاً  ،  توقف جانباً وتحدث وهو ينظر للأمام قائلاً  : 


- عليتِ صوتك عليا في الفيلا وعديتها  ، إنما تكلميني كدة قدام الناس   !، ليه إن شاءلله  ؟ 


تحدثت ببرود وهي تقلب عينيها  : 


- لإنك غلطت  ،  سبتني في وسط الزحمة ومشيت  . 


تحدث موبخاً بعد أن انفلتت منه حكمته  : 


- بصي بقى يا إسمك إيه إنتِ علشان نبقى على نور من الأول كدة  ،  أنا وافقت ع الشغلانة دي علشان أسيا هانم طلب مني ده ولأني بقدرها  ،  وأصلاً كنت مفكر إني هأمن أختك ناردين مش إنتِ  ،  ولو كنت أعرف إنهم هيجبولي عيلة تبهدلني بالشكل ده كان أكرم لي أفضل في شغلي عن البهدلة دي  ،  سعادتك كنتِ عايزانى أقف زي الألف لما تختاري حاجتك اللى بقالك 3 ساعات مش عارفة تختاريهم  ؟  ،،  وإنتِ أصلاً قاصدة تعملي ده وتستفزيني  ؟  .


استمعت لحديثه الحاد وآلمها بعضه  ، لذا أحس بغيوم لامعة تتحرك في مقليتها فتوتر ورفرف بأهدابه عدة مرات يبعد عينه عنها ليقول مستغفراً  :


- استغفر الله العظيم وأتوب إليه  . 


التفتت هي تنظر للأمام ثم تحدثت بنبرة منكسرة لأول مرة تبرر ما حدث  : 


- أنا زعقتلك لأن عندي فوبيا من الزحمة  ،  بحس مش قادرة أخذ نفسي خصوصاً لما ببقى لوحدي  ،  وأيوة أنا كنت بتعمد أستفزك لأنك مش بتتكلم معايا خالص  ،  ولو شايف إني عيلة أنا هكلم ماما وأقولها تعفيك من حراستي  . 


أغمض عينه وابتلع لعابه  ،  يمتلك قلب حنون رق لسماع نبرتها المنكسرة  ،  ويبدو أن ما يحمله قلبه يطفو على لسـ.انه حيث قال بنبرة هادئة قليلاً يراضيها  : 


- خلاص يا مايا حصل خير  ،  إنسي اللي حصل دلوقتي ومتقوليش لآسيا هانم حاجة  ، أنا أصلاً كنت بعتذرلك لأني غلطت لما سيبتك لوحدك  ، بس مرة تانية بلاش تعلي صوتك عليا نهاااائي  . 


نظرت له بمكر وابتسمت  ،  هذا ما أرادته تماماً  ،  لا تنكر أنها أحبت حنانه ولكن ليست هي من ترضخ لذا تحدث : 


- موافقة بس تعالى نروح نشرب كافيه في أي مكان  . 


زفر وتحدث بثبات  : 


- مينفعش  ،  جبتي حاجتك يبقى هنروح علطول  ،  إحنا مش أصحاب يا مايا ولا ينفع نقعد مع بعض في مكان عام لوحدنا  . 


تعجبت من تفكيره الذي يبدو رجعياً من وجهة نظرها وزفرت بحنق لتنظر أمامها بضيق وصمت ويقود هو عائداً إلى المنزل  .

 


❈-❈-❈


يقود صقر متجهاً إلى شركته وعلى بعد مناسب يقود خلفه رجل ميشيل حيث يندس وسط السيارات معتقداً أن صقر لن يراه  . 


ابتسم صقر ساخراً وأسرع في قيادته كي ينهي هذا الأمر الآن  ،  بدأ المراقب يسرع ليلحق به حتى وجده ينعطف يساراً تجاه إحدى الطرق الفرعية مع الحذر على إبقاء مسافة مناسبة بينهما  . 


أما صقر فانطلق بسرعة قصوى حتى فقد أثره هذا المتتبع كالعادة فزفر بضيق وتوقف على جانب الطرق الفرعي يلكم طارة القيادة ويخرج غضبه بها  ،  يعلم أنه سيتلقى توبيخاً حاداً من ميشيل ولكن ماذا يفعل  . 


كاد يتحرك ليغادر من هذا الطريق ولكنه وجد سيارة يعلمها جيداً تأتي من خلفه مسرعة كما رحلت  . 


انحبست أنفاسه وهو يراها تتوقف فجأة أمامه لتعيق حركة سيارته   ،  نظر لقائدها الذي يطالعه بابتسامة خبيثة ثم ترجل يخطو ببطء ليزيد من خوف فريسته الذي ينظر له بصدمة  . 


نزع سلاحه من خصره واتجه إليه يفتح باب السيارة ويجرهُ من تلابيبه ليوقفه مرتداً على حافة السيارة ويصوب سلاحه على رأ سه مردفاً بنبرة جليدية مخيفة  : 


- هل أفرغ طلقاته جميعها في رأ سكَ الخرقاء هذه أم نرسلها لميشيل سليمة  ؟. 


تحدث الآخر بتلعثم عله يفلته  : 


- ت توقف سيد صقر اقسم لا ذنب لدي  ،  سيد ميشيل هو من أمرني بتتبعك  . 


كشر عن أنيابه وتحدث بفحيح  : 


- أعلم أيها الغبي  ،  هل ظننت أنني لم أرَك منذ اللحظة الأولى  ؟  ،،  والآن إسمع ما لدي ونفذه برغبتك أو أرسل هذه الرأس إلى موطنها دون جـ.سدك النتن هذا  . 


ارتعش فك الرجل وهو يتخيل تلك العقوبة ليومئ عدة مرات قائلاً  : 


- حسناً سيد صقر سأفعل كل ما تريده  . 


أومأ صقر مؤكداً  : 


- بالطبع ستفعل وهل لك ألا تفعل  ؟   ،  والآن استمع جيداً لما سأقوله ونفذه بالحرفِ الواحد  . 



❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع  . 


تجلس نارة تقلب هاتفها بين يـ.ديها  ،،  شاردة بعدما حسمت أمرها وفكرت جيداً  ،،  حتى أن آسيا استعانت بأصدقائها في إيطاليا للسؤال عن صقر وأخبروها أن لا غبار عليه وهذا ما يظهر للجميع  ،  فلا أحد يعلم ما وراء الجدار سوى من يتسلقه  . 


ربما حياة الرفاهية والبذخ اللتان يعيشهما تسببت في شخصيته تلك ولكن لا تنكر إعجابها بقراره في الإرتباط منها وهذا يؤكد لها جديته  ،،  لذلك قررت أن توافق على هذا العرض وتعطي فرصة لقلبها وله  ،  ربما كان هو الحب الذي كانت تنتظره  . 


زفرت بقوة ثم قررت مهاتفته بعد أن حصلت على رقمه من والدتها  . 


كان في هذا الوقت يجلس في مكتبه يتحدث مع ميشيل عبر موقعاً الكترونياً خاص بهم للتنظيم لأولى المهام لحلفاؤه والتى عبارة عن شحنة خبيثة من الأسلحة متجـ.سدة في سيارات مشحونة إلى جمهورية مصر العربية  . 


رن هاتفه الخاص بها فلمحه ثم تحدث لميشيل قائلاً بجمود  : 


- سأحدثك لاحقاً  . 


أغلق معه دون تردد وتناول هاتفه يجيب بثبات ينافي نبضاته قائلاً  : 


- مرحباً جميلتي  ،  كيف حالكِ  ؟ 


تعجبت من معرفته بها ولهذا تساءلت  : 


- هل تعلم رقمي  ؟ 


ابتسم بثبات متباهياً يقول  : 


- أخبرتكِ أنى أعلم عنكِ الكثير  ،  وكنت أنتظر اتصالكِ فأنا أتطوق لسماع قراركِ منذ أسبوع  ؟ 


توترت قليلاً لذلك تنفست بعمق ثم قالت  : 


- حسناً أنا موافقة  ،،  موافقة على الإرتباط بك  . 


للحظة شعر بانتصارٍ عظيمٍ غير مسبق  ،،  حتى عندما قَتل قاتل والده لم يشعر بهذا الإنتصار حينها  ،،  إنتصاراً لا يدركه حتى  ،،  ربما كان هذا الإنتصار قارب نجاته وأغلال غرقها في نفس اليّم المظلم   .


يتبع

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة آية العربي من رواية ثري العشق والقـسوة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة