رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 18
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية البحث عن هوية
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن عشر
ليلة أخرى معه
عانق رامي حاتم ثم قال:
_لقد أشتقت لك كثيراً يا صديقي
هتف حاتم في هدوء صادق:
_أنا أيضاً
تراجع حاتم خطوتين إلى الخلف حتى يسمح لرامي أن يشاهد غادة التي تقف في خجل شديد خلف حاتم وقال:
_هناك من يود تقديم التهاني والمباركة
نظر رامي إلى غادة في إعجاب ثم قال:
_هل هي الفتاة ذات الغرفة رقم سبعة؟ أو انا على خطأ
ارتبكت غادة وشعرت بالإحراج فكرت في ذات أللحظة أن كا ن الأفضل لو تشبثت بفكرة الرفض
سوف تبدأ الأسئلة التي لن تجد لها جواب، ربما أيضا يكوي.ن الوضع به من الشوائب الكثير إلى الطبيب الشاب نظرت
رامي له قد تتبدل وقد
ييتبادل معه افكار عن فداحة ما يتخذه من قرارات تجاهها، نحت الفكرة السوداوية جانباً
ورامي يمد يده مصافحاً إياها قائلاً:
_لا ريب أن جيناتك بها من الجنود المحاربين القدامى
لم تعقب غادة في حين أمسك حاتم بيد غادة في رفق وهو يقودها أن تسير خلف رامي حتى يتم تقديم المباركات إلى العروسين، جلسا بعد هذا
في أقرب منضدة إلى جوار العروسين رافقهم رامي الذي قال وهو يهمس في أذن حاتم
_فاتنة حقاً
لم تستمع غادة إلى الاطراء كانت تنظر إلى العروس التي تبدو مدللة بين والدتها والعريس
إن جمال العائلة يكمن دائماً في ترابط أفرادها
حين يطرق الفرح ابواب
أحدهم تنهمر زخات السرور فتفيض بين
كل فرد فيهم ما يجعل
مشاتل المسرات في النفوس تضج بالبهجة
وتكتب لهم أيام من السعادة تحسب في اعمارهم سنوات وسنوات
وحين يطرق الحزن أبوابهم ينكمش من تكاتفهم وترابطهم
كل فرد يدفع عن الآخر
ألم وأنين الحزن ويحتوي
القوي الضعيف فلا يتخلل الحزن بينهم
ويختنق ويموت ويذوي
انتبهت غادة من أفكارها على صوت حاتم المعاتب إلى صديقه قائلاً:
_هل سوف تمضي السهرة كلها إلى جوارنا؟ يجب أن تقف هناك حتى تستقبل المهنئين لك
أعقب رامي في سرعة:
_يا صديقي أنت آخر الوافدين إلى القاعة، هل تنتظر قدوم أحد بعد منتصف الليل، ولماذا لا تترفق بصديقك وتترك قدماه ترتاح من عبء الوقوف ساعات؟ لا تعلم كم تعبت في الأيام الماضية، لقد تحملت الكثير من المشاق والصعاب
نظر حاتم إلى غادة في الثوب الأسود الطويل بلا أكمام الذي ينتهى أعلاه بأغلال رقيقة جدا متداخلة تحكم إغلاقه والشال الذهبي الذي
يغطي في استماتة الكتف فلا يظهر منه شيء، لقد كان اختياره إلى الثوب موفق فلقد جمع بين البساطة والأناقة والحشمة أيضاً وزاد من أناقة الثوب الحذاء الذهبي والقلادة التي أصر حاتم على أن ترتديها غادة كانت تحمل
وجه ملكة فرعونية تحمل الشمس بيدها
ولقد كان أنعكاص شعرها إلى أعلى فكرة غادة، التي تشعر بالتوتر تبدو مرتبكة كثيرا من التواجد في المكان قال حاتم وهو يهديء من روعها:
_هي فقط دقائق وسوف نغادر
أختار حاتم لحظة الانصراف
فور أن نهض رامي حتى يجلس إلى جوار شقيقته من أجل إلتقاط الصور
لوح له بيده ورد رامي له بإبتسامة وهزة رأس كبيرة
قفز شوجر من الڜرفة الأمامية للمنزل فور أن توقفت سيارة حاتم أمام المنزل واسرع الخطى إليه مسح رأسه في قدمه قالت غادة وهي تنظر إلى القط في شفقة:
_لا تترك القط هنا في الاسكندرية وترحل دونه لقد تحمل الكثير في غيابكم عنه
هز حاتم رأسه علامة الموافقة ثم تابع:
_اتفق معك
أحضر حاتم جهاز جرامافون من غرفته وكرتونة كبيرة تحمل اسطوانات عديدة قال وهو يثبت إبرة الجهاز على الاسطوانة:
_هذا الجرامافون ينتمي إلى مقتنيات والدتي
كانت ترقص دائماً على انغامه مع شقيقي و والدي كثيراً ما كانت تدعوني إلى الرقص معها ولكن كنت دائماً أرفض
واتعلل بعدم مقدرتي على الفعل
إالموسيقى الهادئة التي صدحت في المكان تخللت وجدان كل منهم أعطت شعور ارتخاء إلى الافگار المتعبة وازالت قدر كبير من التعب والأرهاق الذى يكبل كل منهم كانت الانغام ملائكية تبدو مثل عزف لحن من الحان الفردوس
همست غادة في خفوت:
_تمنيت كثيراً أن التقى بها لا ريب أنها كانت امرأة راقية وأنيقة بلاشك أنها كانت ملكة في كل أمر تفعله
فرد حاتم يده إلى غادة ثم قال:
_هل تفعلين هذا الأمر من اجلي ومن أجلها أيضاً؟
نظرت غادة إلى يد حاتم ثم قالت في تردد:
_لا أظن أن هذا الأمر اجيده
وضع حاتم يده على خصرها قال وهو يقربها منه:
_أنا أيضا لا اجيده ولكن هي رغبة في اقتناء ذكرى جميلة
تحرك حاتم خطوة إلى الأمام ثم تلا هذا خطوتين إلى الخلف كان يراقب خطوة غادة في هدوء تلك التي يحركها في رفق في حين قالت هي:
_أنت بارع جداً في هذا
همس حاتم في نبرة حزن:
_لقد كنت أراقب فقط تلك الخطوات في الماضي، الآن اتمنى أن يعود الزمن إلى الخلف ولو مرة واحدة واحظى معها بوقت قصير أو ضمة إلى صدرها
حرر حاتم عقدة شعر غادة سمح له أن ينسكب
مثل شلال يحيط بوجهها
ألقى حاتم نظرة على السماء ثم قال:
_كان شقيقي يقول لي أن النجوم تحمل في ضياءها امنيات لذلك علينا أن نرسم الأحلام ونهمس بها في الليل إلى النجوم
قالت غادة وهي تدس وجهها في صدره:
_لقد تمنيت
لم يسأل حاتم غادة عن أمنيتها ولكنه قبل شعرها
في حنان حين نطقت بأسمه
بين ظلال العينات
راقصني بين ضي القمر
غزل لي من الأمنيات شال
خفق النبض بين أضلعي
وأضاء قوس قزح الغيمات
همس لي بحلو الكلمات
فكأني سندريلا الحكايات
بربك أخبرني
هل نحن بين الأرض نحيا
أو نحن أبطال أحدي الحكايات
تعزف على أوتار قلبي
ذاك العزف الفريد
وحدي أسمعه أنا
فأحلق بسموات بعيدة
تعقد لي من النجمات
عقد وخلخال
بين إبهامك تعقد
خصلة من شعري
وتهمس لي
فأجيب
وأنا
أحبك كثيراً
كثيراً أحبك
❈-❈-❈
غادة وحاتم جلسا على الأريكة يتابعان شروق الشمس، قالت غادة وهي تراقب الشمس تفرض سطوتها على الكون وتعلن هيبتها وتفرد في ثقة شديدة أشعتها مثل فتاة ترد شالها الذهبي يبث من فيضه سنابل تنهال أيد الجميع تحت سنابلها يلتقطون منها ما يأمن لهم العيش ويفيض:
_الوقت الآن مناسب للسفر
شدد حاتم قبضته على يدها وتابع:
_أتفق معك
نهضا سوياً حمل حاتم الحقائب وتتبعه شوجر الذي جلس في هيمنة على الكرسي الخلفي للسيارة وكأنه يعلن لهم أنه لن يغادر السيارة التي سوف يقودها صديقه في حين قال حاتم وهو يضع يد على ظهره:
_عليك أن تلقى تحية الوداع إلى المكان لن تعود هنا الإ بعد وقت طويل
انطلقت السيارة في طريقها إلى القاهرة وغادة تنظر إلى الطريق في صمت قالت بعد مدة قصيرة من السكون:
_عنوان جدة كريم من أين سوف نحصل عليه؟
أجاب حاتم في هدوء:
_ أنا أعلم العنوان جيداً من سجلات المستشفى
لقد تم تقييد العنوان في الملفات الإدارية المنزل قريب من المستشفى، الحادثة دفعت الكثير من ساكنى المنازل المجاورة إلى البحث عن ذويهم في المصابين أو الضحايا، وقد كانت أسرة ريناد من تم تقييد عنوانهم هناك، وبعد الحادث تم تسليم الجثمان إلى الزوج
ظهر بعض القلق على وجه غادة وتابعت:
_كان أهل ريناد في الجوار وأنا فاقدة الذاكرة
لم يعقب حاتم في حين أكملت هي:
_لماذا لم يتساءلون عني؟ أين كان موقعي من الحادث ؟ ربما كنت في سيارة ريناد وقت الحادث
تمتم حاتم في حسم:
_بعض المصابين تم العثور عليهم خارج السيارات عزيزتي، ربما قوى ارتطام السيارات أدت إلى دفعك من هناك إلى الخارج لم يكن حادث عادي كان حادث قوي
ثم أستطرد قائلاً وهو ينظر إلى وجهها الذي تبدو عليه علامات التفكير العميق:
_غادة، يجب أن يكون عقلك مهيأ لكل الأمور، ربما لم تكن هناك صلة قرابة بين ريناد وبينك، وربما كانت صلة صداقة قوية والعائلة لا تهتم بها، وربما كنت طرف من العائلة والأمر لم ينتبه له الآخرين
فكرت غادة في كلمات حاتم تبدو منطقية إلى حد بعيد وتوضح أمور ما يجب أن تضعها الفتاة في ذهنها، أطلق شوجر مواء طويل جعل حاتم ينظر له عبر المرآة ويشير له بالابهام:
_عليك أن تكون هاديء أنت أيضاً القاهرة تختلف كثير عن الإسكندرية
مسح القط رأسه في المقعد الخلفي، تظاهر بالنوم، في حين قالت غادة. وهي تنظر إلى الطريق:
_ربما من الأفضل أن أذهب أنا إلى المكان بمفردي
هز حاتم رأسه علامة الرفض ثم تابع:
_لا مثل تلك القرارات مرفوضة في موقف سابق أليس كذلك؟ ليس عليك تكرار هذا
قالت غادة وهي تنظر له في توسل:
_لا نعرف بعد ما الذي يمكن أن نواجه هناك
أعقب حاتم في حسم:
_نواجه معاً
قالت غادة في تردد:
_ربما كان هناك::::
استطرد حاتم في نفاذ صبر:
_زوج وطفل!! هل هذا ما تريدين التخوف منه؟ غادة سوف أظل أكرر هذا الأمر إلى أن نصل إلى منزل أسرة ريناد لا أظن أنك تمتلكين زوج أو طفل
إذا كان الأمر كذلك كان عقلك سوف يرسل صورة
منزلك وحياتك في الأيام السابقة ولكن العقل اعطي إشارات وصور إلى كريم وريناد فقط حتى مساحة الزوج ممحاة من عقلك لأن ليس له وجود أو أثر في الأمس
تنفس حاتم في عمق ثم قال وهو ينقر بيده بعصبية على عجلة القيادة:
_الأمر ليس بعيد، هي فقط أقل من خمس وأربعين دقيقة ونصل إلى المنزل، هل يمكننا منح الوقت بعض من الصبر؟ هل يمكنك فعل هذا؟ أعلم تماماً ماذا يدور في عقلك من مخاوف وهواجس، ولكن يمكنك إعطاء ذاتك بعض من الأفكار الإيجابية
لم تجب غادة أرادت أن تشرح له أن مخاوفها من الرجل الشرير الذي لا تزال تسمع صوته في أذنها إلى تلك اللحظة، أنها تخشى كثيراً أن يصيب حاتم اي سؤء، الأمر الآن تخطى خوفها على ذاتها لقد أصبحت تخاف على الشاب الذي أحبته أنها على يقين الآن أن مشاعرها التي تكنها له لم تتواجد من قبل لم ترسل إلى أي مخلوق آخر، تلك المشاعر التي تحدت
الظروف وعبرت حواجز الذات الشاردة وتحررت من كل مخاوفها وأسلمت
صدقها في يده محال أن
تكون مرت بها من قبل
ومحال أن تهب هذا الأحساس سوى إلى حاتم
الرجل الوحيد الذي أحبته في عمرها كله الذي لا تعلم منه سوى أيامها معه وتجهل منه كل ما مضي
أنها انثي وتستطيع أن تلمس في وضوح أن مشاعرها الفياضة نقية مثل قطرات الندى تكتشفها للمرة الأولى معه هو فقط
شاهدت غادة عبارة مرحبا بكم في القاهرة قالت وهي تنظر إلى القط:
_القط يحتاج إلى طعام
نظر لها حاتم في هدوء ثم قال:
_لم يحن موعد وجبته بعد، سوف نذهب مباشرة إلى حيث عنوان المنزل، يمكنك رؤية المنزل وقت كاف قبل أن نطلب إذن بالزيارة
لم تعقب غادة كانت تعلم أن قرار حاتم صواب، ربما رؤيتها إلى المنزل تعيد لها كافة ذاكرتها لهذا اكتفت بالصمت
وضع حاتم يده فوق يد غادة شعر برعشة يدها أسفلها حين توقفت السيارة أمام منزل أسرة ريناد
لمس في رفق يدها قائلاً:
_الشارع خالي تماماً من المارين، نستطيع الوقوف أمام المنزل هل أنت مستعدة الآن؟
لم تجب غادة ولم ينتظر حاتم كثيراً فتح باب السيارة في هدوء مما دفعها إلى الهبوط تنظر إلى المنزل الذي يتكون من طابقين يظلل اللون البرتقالي، تحيط به حديقة صغيرة تتوسطها شجرة توت عجوز ترفع غصونها إلى أعلى وتشير إلى عدد ثلاث من النوافذ قالت غادة وهي تنظر إلى النافذة الواسطى:
_هذة هي غرفة ريناد، شجرة التوت كانت تحمل كثير من الدمى الخاصة بنا وكذلك بعض من رسومات ريناد وخطابات إلى مجهولين كنا نظن أن الهواء سوف يرسل لهم تلك العبارات ، و الگلمات المبهمة وتبقى في ذاكرتهم الغاز إلى الأبد
ألقى حاتم نظرة مشجعة على غادة ثم قال:
_هذا أمر إيجابي وجيد
أقتربت غادة من المنزل ألقت نظرة إلى حاتم الذي يقف إلى جوار السيارة قالت هي تفتح بوابة المنزل القديمة:
_عدد درجات السلالم سبع وأربعين درجة
أسرع حاتم الخطى وقف إلى جوارها أمام البوابة المفتوحة ثم قال وهو ينظر إلى الحاجز الحديدي الذي يجاور درجات السلم:
_هل تريدن الدخول الآن؟
ألقت غادة نظرة إلى أعلى ثم تابعت:
_الدور الأول كانت تقيم به أسرة ريناد، والطابق الثاني
كان مخصص إلى الأشياء القديمة وجزء كبير منه كان مرسم أيضاً لريناد
أمسك حاتم كتف غادة في شدة ثم قال في صوت به إصرار غريب:
_ما الصلة التي كانت تربطك بها؟ يمكنك الإجابة على هذا السؤال غادة يمكنك فعل هذا
القت غادة نظرة على المنزل قالت وهي ترنو لابصرها إلى أعلى:
_كل الصور تأتي في عقلي عن أوقات مع ريناد ولكن لا أستطيع أن أتذكر اي شيء اخر أنها صور من الطفولة صوت ضحكاتنا وبكاءنا
الألعاب الملابس
الأفعال الصبيانية
كل تلك الأمور تنبض في ذاكرتي في قوى ولكن پعض الأمور الأخرى لا أستطيع أن أتذگرها
هز حاتم رأسه علامة التفهم ثم قال:
_يمكننا الصعود إلى أعلى،سوف يكون هذا الوضع افضل في التذكر
أمسك حاتم يد غادة في قوة مثل أب يخشي على طفله الصغير من عبور الشارع وحيد صعدا السلم سوياً وتوقفا أمام
باب الشقة همس حاتم ڤي رفق:
_كل شيء سوف يكون أڤضل كل الأمور سوف تكون اجمل سوف تظهر كل الحقائق وسوف تكون كلها مشرقة
ضغط حاتم جرس الباب لم يجب أحد
قال حاتم وهو ينظر إلى غادة:
_ربما لا يوجد أحد بالداخل
نظرت غادة له في هدوء ثم قالت وهي تنظر إلى أعلى:
_السيدة تهاني بالداخل، أنها لا تغادر المنزل على الاطلاق
ردد حاتم:
_السيدة تهاني!!!
ما كاد حاتم ينهى جملته حتى تم ڤتح باب الشقة
قالت غادةا وهي تنظر إلى وجه المراة في حزن ڜديد::
_كيف حالك سيدتي؟
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية