-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 38 - 4 الأربعاء 6/3/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثامن والثلاثون

4

تم النشر يوم الأربعاء

6/3/2024

كتمت حنقها وغضبها من طريقته الفجة وتحركت من أمامه خارجة من مكتب مازن فهمست شيرين له تنبهه:

-انهارده عيد ميلادها يا فارس.


أومأ مؤكدا:

-عارف.


وصلت ﻷبواب القصر ودلفت تدب الأرض بقدميها وصعدت جناحها فلحقت بها چنى تحتضنها بفرحة:

-مازن جاي ياخدني انهاردة يا سو، لسه قافل معايا وقالي إن فارس وافق.


هزت رأسها تخبرها:

-ما انتي معرفتيش اللي أخوكي عملوا فيا وفي شيرين، يلا مش مهم المهم إنك هترجعي لجوزك.


تحركت دالفة لجناحها بعد أن اطمئنت على صغيريها برفقة المربية الجديدة وبدأت بتفحص الملابس الجديدة التي اقتنتها بعد التزامها بالحجاب لتختار ما يناسب حفل الخطبة العائلي الذي سيقام مساءا بمنزل جدها.


أخرجت ثلاث تصاميم مختلفة ووضعتهم على الفراش تنظر لهم حتى تختار الأفضل ودلفت المرحاض لتستحم وتتجهز للخطبة فلم تسمع مجيئه ودلوفه للجناح.


خرجت ملتفحة بمنشفة عريضة فوجدته يجلس على طرف الفراش بجوار ملابسها فحاولت أن لا تثير حنقه فهمست بفتور:

-الحمام جاهز لو هتاخد شاور قبل ما ننزل.


رفع بصره ناحيتها وحدثها وهو رافعا حاجبه الأيسر:

-هو ايه ده؟


اشار لملابسها الملقاة على الفراش فأجابته بعفوية:

-فساتين كنت بختار منها حاجه مناسبه.


هز رأسه عدة مرات فشعرت أنه ينتوي أمرا ما فأسرعت هاتفة:

-اختارلي أنت حاجه على ذوقك.


ابتسم بزواية فمه وأمسك الملابس ناظرا لهم بتفحص وظل يلقي الواحد تلو الآخر وهو يقول:

-ده ﻷ، ولا ده، وده كمان ﻷ.


ابتلعت ريقها وسألته:

-أنت شاريهم معايا يعني محتشمين ومناسبين للحجاب و...


قاطعها مبتسما بشر:

-أنتي أصلا مش جايه معايا الخطوبة.


اتسعت حدقتيها بذهول متمتمة:

-متهزرش.


جعد جبينه وهو يؤكد:

-مين قالك اني بهزر، ومن امتى بهزر وأنا في الحالة دي؟


اقتربت منه فابتعد فورا، ولكنها لم تيأس وأمسكت كفه ترجوه:

-عشان خاطري يا فارس بلاش، إلا انهاردة ولو عايز تعاقبني أجلها ليوم تاني ده انهاردة عيد ميلادي وخطوبة أختي.


رمشت بأهدابها تحاول استمالته ولكنه كان صلب أمامها وهو يتوعدها بفحيح:

-ﻷ، عقابك على تحديكي ليا وتصرفاتك الغبية اللي دايما بتوقعنا في مشاكل وكمان بقيتي خلاص لا بتخافي مني ولا بتعمليلي حساب يبقى نقطة ومن أول السطر يا ياسمين وأعرفي إني قادر أعدل عوجتك دي ومن غير ما أمد ايدي عليكي.


تنفست عالياً وهو يكمل:

-الست اللي متسمعش كلام جوزها وتتحداه بالشكل ده القرآن وصى ب3 حاجات.


رفع أصابع يده وبدأ ينزل واحداً تلو الآخر وهو يشرح لها:

-(فعظوهن) وأنا من كتر ما بفهمك واعلمك وانتي ترمي بكلامي عرض الحائط، زهقت ومليت ويأست فعلا إنك تتعلمي.


ابتلع ريقه وأنزل إصبع آخر:

-(واهجروهن في المضاجع) وأنا مبقتش أقدر أعملها من ضعفي ناحيتك وانتي بتعرفي تستغلي ده صح.


حاولت التعليق عليه ولكنه لم يمهلها الفرصة وأكمل:

-(واضربوهن) وده آخر ملاذ للراجل الضعيف واللي بطلت أعمله معاكي مهما كان غلطك عشان بحبك، بس لو انتي هتستخدمي حبي وضعفي ده عشان تركبيني فتأكدي اني أعرف اعدلك من غير ما أعمل ولا حاجه فيهم.


اقتربت منه تهمس بخوف:

-الكلام ده بينطبق للزوجة الناشز، انت شايفني ناشز يا فارس؟


أطفأ لهيب عينيه عندما وجدها أوشكت على البكاء وهتف يوضح لها:

-لأ، بس برده مبتسمعيش الكلام مهما نبهت عليكي.


أطرقت رأسها تهزها بخضوع:

-أنا كان قصدي خير مش شر، وكنت شايفه حالة چنى وعارفه هي ممكن تدخل على ايه عشان كده اتصرفت من دماغي لأنك مكنتش عارف تتصرف في الموضوع ده بالذات لأن من ناحية دي أختك ومن ناحية تانية ده يبقى مازن اللي كلنا عارفين هو مين بالنسبة لك؛ فأنا كده حلتها بعيد عنك، كانت اتصلحت بقى ولا باظت بس بعيد عنك.


ابتلع ريقه وتحرك من أمامها فلحقت به تسأله:

-أجهز؟


نفى بحركة طفيفة من حاجبيه وأكد بصوته الغليظ:

-أنا قولت لأ، عارضيني واتحديني بقى وروحي من غير موافقتي.


تركها متسمرة مكانها بعد أن ارتدى ملابسه وخرج ليتفاجئ بمازن يجلس بالبهو فسأله:

-انت لسه جاي ولا ايه؟


اومأ يضحك بفرحة:

-جيت آخد مراتي يا سيدي بس مصممة ودماغها ألف سيف تروح خطوبة يزن، فقولت لها تلبس عشان اوديها.


ركز حدقتيه على ملامح وجهه السعيد وسأله هامسا:

-وانت هتحضر؟


نفى فورا دون تفكير:

لأ طبعا، انا مش عايز مشاكل ولا ماوي ابوظ اليوم على يزن لأنه هيتوتر بوجودي، أنا هوصلها وكنت هستنى في أي مكان لحد ما تخلص ولا ابقى هاتها معاك وانت راجع.


وافق يخبره؛

-مش لازم توصلها انا كده كده رايح لوحدي خليها تركب معايا.


اندهش مازن وسأله بتوجس:

-رايح لوحدك ازاي؟ طب وياسمين؟


غمز لها مبتسما بسخرية:

-متعاقبة.


ابتعد الآخر رافضا:

-بلاش يا فارس انت عارف نرمين ايه بالنسبة لياسمين ومتبقاش صاحبة المشكلة وأساسها رايحه وياسمين هي اللي تتعاقب.


جلس على الأريكة غير مكترث برأيه:

-والله كل واحد حر يمشي بيته ازاي؟ انا لو مكانك هعاقب چنى على التغفيلة دي، ولو كانت لسه قاعده معايا وليا حكم عليها كنت عاقبتها طبعا.


قوس مازن فمه وهو يؤكد مستهزئا:

-لأ وأنت الصادق، هو العادي بتاعك انك تعاقب ياسمين على نفس الغلطات بتاعة چنى والتانية تخرج منها زي الشعره من العجين.


استمعت چنى لحديثه وهي نازلة من الدرج فوقفت تتسائل بملامحها وعندما أخبرها مازن بعقاب فارس ترجته تتعلق بعنقه:

-عشان خاطري يا فارس، ياسمين هتزعل اوي وهي ملهاش ذنب والله انا اللي شبطت وفضلت اتحايل عليها هي وشيري عشان يتنفذوا الخطه.


تحدث بعصبية متسائلا:

-والخطه أصلا فكرة مين؟ ماهي فكرتها وأنا نبهت عليها متنفذهاش بس هي....


قاطعته مؤيدة كذبا وهي تتعلق بعنقه من جديد:

-فعلا، هي كانت بتحكيلي أنا وشيري وقالت أنك رفضت ومكانتش موافقه بس انا اللي فضلت اعيط واتحايل عليها عشان....


قاطعها وابعد ساعديها عن عنقه ووقف مستقيما يقول:

-محدش يتدخل بيني وبين مراتي، ولو جايه معايا شهلي شوية عشان يزن مستعجل وقرب يتحرك من بيته ومش معقول العريس يوصل قبلنا.



يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة