-->

رواية جديدة ساكن الضريح لميادة مأمون - الفصل 16


  قراءة رواية ساكن الضريح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ساكن الضريح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميادة مأمون


الفصل السادس عشر



وقفت ملتصقة بجدار الرواق، محتضنة بين يديها تيشرته القطني الثقيل، تراقبه و هو يقف عاري الجزع العلوي، تملي عيناها منه

بعشق واضح على وجهها الاحمر بالكامل. 


و لماَ لا تُفتن به، هو زوجها قرة عيناها أليس من حقها ان تعشقه. 


سحقاً لها و عار عليها انها حقاً تتشوق للمسته لها، حتى لو ارتجفت بين يديه ابد الضهر. 


تحب قبلاته العنيفة، وتذوب في تودده لها وخوفه عليها. 


لكنها بالأول والاخير ستظل على عنادها معه حتى يتغاضي عن شكه بها، ليعشقها مثلما تعشقه تماماً. 


كان يقف يتحدث عبر الهاتف مع صديقته، و زوجة صديقه الطبيبة رانيا، و عينه تتابع معذبته الجميله، يرى دموعها المسترسلة على وجنتيها الحمروتان في هدوء. 


يقسم بداخله انها شاردة في شئ ما، و تمني لو كان يقوي على قراءة ما بعقلها، حتى يطمئنها و يطمئن قلبه. 


وقف واضعاً يده في خصره، والأخرى رافعها على اذنه يتحدث عبر الهاتف، ليلتفت فجائة و يري دموعها التي تفطر قلبه، فيمد يده لها بعلامة الاقتراب اليه


و بدون أي تردد او تفكير لحظة منها، جرت للأختباء تحت ذراعه، وضعت وجنتها على صدره، و بدء صوت شهقاتها يرتفع. 


مالك محدثاً رانيا و يضمها جيداً 


-يعني ارجع اديها الحقن من اول و جديد تاني يا رانيا، و لا اعمل ايه؟ 


رانيا بصوت يصل للإخري  


-اكيد مش هاقدر افيدك في الحته دي يا مالك. 


مالك بعصبية  


-اومال مين اللي هيفدني يعني، مانتي عارفه اني دكتور قلب مش نسا. 


هاعيد كورس العلاج ازاي من نفسي، يا حتة.... انتي! 


رانيا بخيبة امل بعد أن استمعت الي سبابها 


-الله يخربيت دي صداقة جايبلي الشتيمة والبهدلة، اقفل التليفون و انا هاكلم الدكتورة سمر و اسألها. 


مالك محذراً اياها 


-عارفة يا رانيا لو قولتلها ان مراتي هي اللي تعبانه، و حياة ربنا فيها نص شهر خصم ليكي انتي و جوزك. 


رانيا معنفة اياه على حديثه  


-يا اخي انا زهقت منك انت و جوزي، ربنا يريحني منكم انتو الاتنين اقفل بقى. 


اغلق الهاتف و القاه من يده على المقعد، 

و ضمها اكثر اليه، مغلقاً عليها بذراعيه، كلما حاول ضمها، كلما ذادت شهقاتها، الي ان رفعها بين يديه متمسك بها جيداً. 


لتلف هي يديها حول عنقه ملصقه وجنتها على لحيته الكثيف. 


اتجه بها نحو الاريكة، ليجلس وتستكين هي على قدمه. 


ازاح مالك خصالها خلف اذنيها بحب وخوف عليها 


-ماتخفيش يا حبيبي هتبقى كويسة. 


شذي محاوله خداعه  


-بس انا خايفة يكون عندي حاجه وحشه، و مش عايزة اخد حقن تاني. 


مالك ناهراً حديثها 


-بعد الشر عليكي، وبعدين احنا عملنا كل التحاليل و الإشاعات، ولو كان في حاجه لا قدر الله، كنا عرفنا في ساعتها الموضوع كله عارض نفسي مش اكتر. 


لم تبالي بما يقول كثيراً، هي بالأساس تشعر بالامان داخل ذراعيه، وتستكين بهدوء غريب، وهي تشعر براحة يده تتغلغل طيات منامتها المخملية، و تملس على جلد ظهرها الناعم. 


بينما يشبك اصابع يده الاخري في خصال شعرها المتموج الغجري البني، كبحر من الشيكولاته. 


هذه المره ابعد وجهها بأنفاسه الحارة عن عنقه، ليقبلها قبل رقيقة هادئة جداً، و يشعر بتقبلها و تبادلها قبلاته بنعومة دون بكاء.


مالك لاعناً المرض 


-احلي حاجة في الدنيا انك تكوني هادية مش عنيدة، تعرفي اني كاره نفسي دلوقتي عشان مش قادر ابعد عنك المرض.


شذي وهي تفيق من دوامة عشقه، وتحاول ان تبتعد عنه بخجل مما فعلت  


-اه تمام بس الاكل برد ،و انت كنت جعان هاروح اسخنه ليك بسرعة. 


لم يعطيها الفرصة للهروب، ثبتها اكثر على قدمه ناظراً في عيناها بقوة. 


-شششش مش عايزك تهربي مني يا شذى، انا كده شبعت خلاص. 


اسدلت شذي اهدابها بخجل لتواري عيناها منه 


-بس انا جعانه و


-ماتحوليش تهربي مني يا شذى، خلينا ننهي الموضوع ده بقى. 


قالها مالك بهدوء 


-خلينا نرتاح احنا الاتنين صدقيني الحكاية دي مش هتفرق معايا في حاجة خالص، بس عرفيني مش عايز يكون بنا أسرار. 


تملك منها الغضب و زاد توهج وجهها

وهبت واقفة من علي قدمه، تصرخ وتلطم وجنتيها بيدها. 


-يعني برضو مافيش فايدة في شكك فيا، قولتلك مافيش حاجة من دي حصلت، ليه مش عايز تصدقني. 


انفعل هو الاخر أثر صراخها، و بادلها ارتفاع الصوت. 


-وطي صوتك ده، وانتي واقفه قدامي، اصدقك ازاي وانا متأكد انك مش عايزانى المسك، عشان ماكشفش امرك يا هانم، النزيف اللي عندك ده أكبر دليل علي كده. 


شذي و هي تضرب على صدره بقوة يدها الضعيفة  


-لو كنت زي ما بتقول عليا ماكنتش حكيت ليك حاجه، اصلاً انا بكرهك يا مالك بكرهك. 


امسك خصال شعرها بقوه بين اصابعه، وباليد الاخري امسك معصميها، واذا به يواجهها بتلك الكلمات الثقيلة على قلبها. 


-وانا يعني اللي بحبك وبدوب في هواكي، لأ فوقي لنفسك يا ماما، وحياة جمالك ده انتِ لو واقفة قدامي مين غير هدوم خالص، و لا تهزي شعرة من راسي. 


ثم زجها من يده، باتجاه طاولة الطعام أمراً لها بالجلوس. 


-اقعدي كلي، و على الله تتحركي من مكانك من غير ما تخلصي طبقك. 


جلست على المقعد المجاور لمقعده، و بدئت تشهق و عيناها تزرف الدمع بقوه. 


بدء هو يلك الطعام داخل فمه بغضب، واذا به يفزعها بصوته، و هو يلقى الملعقة على الطاولة و يهب واقفاً. 


كفاية نكد بقى، حتى اللقمه مش عارف أكلها، انتي ايه مش بتحسي يا شيخة. 


واذا به يتركها، و يذهب لخارج الشرفة الواسعة، بعد أن ارتدي تيشرته عليه ليتلقي اتصالاً اخر من رانيا. 


مالك بزمجره في صوته  


-ها كلمتيها؟ 


ضمت رانيا حاجبيها مندهشه من تقلبه هذا 


-اه كلمتها و قالتلي ان كورس العلاج ده كفيل يوقف النزيف، و قالتلي كمان اسألها عن شوية حاجات، فالو سمحت ادهاني اكلمها. 


مالك بعدم رضا 


-لاء ! قوليلي على اللي انتي عايزة تسألي عنه، و انا هسألها. 


رانيا غير مستوعبه حديثه 


-في اي يا بني انت، هو انا هاكلها في التليفون، اديني شذي اكلمها. 


لم يجيبها، تحرك للداخل يبحث عن الاخري، و يناديها بصوته الرخيم، الي ان وجدها في غرفة طهي الطعام. 


واقفة أمام الحوض، تغسل الاطباق ومازلت تبكي، لتنتفض شاهقه أثر سماع صوته، و هو يقف خلفها. 


مالك مصتق على أسنانه بغضب 


-شذي خدي كلمي رانيا، شوفيها عايزه تقولك ايه. 


جففت يدها بالمنشفه الصغيرة، وأخذت منه الهاتف، و لم ترفع عيناها له، وقف هو كالجبل، و لم يتزحزح يحاوطها بجسده و عينه الجامدة. 


شذي بأرتجاف و عيانها على صدره الذي يعلو و يهبط 


-ااالو


-الو يا شذى انتي كويسة يا حبيبتي؟ 


شذي محاولة الإبتعاد عنه، لتجده يحاصرها بيديه ويضعهم على الحوض الرخامي من خلفها. 


شذي بارتباك 


-ايوا كويسة الحمد لله. 


-هو انا ليه حاسه انك مش عارفة تتكلمي! 


هذه المره اجابها هو لانه يفتح مكبر الصوت. 


مالك ساخراً منها 


-انتي هتعمليلي فيها المفتش كرومبو، ماتخلصي و تسأليها عن اللي انتي عايزة تسألي عنه. 


رانيا متفاجئة بصوته 


-يخرب بيتك، هو انت فاتح الاسبيكر، و انا اقول البت مش عارفة تتكلم ليه، ماتعرفش ان التجسس حرام يا شيخ مالك؟ 


ضم مالك حاجبيه، دليلا عن عدم رضاه لما تفوهت به. 


-انا بتجسس يا دكتوره! انا واحد عايز يطمن على زوجته واظن ده من حقي. 


رانيا موجهه الحديث الي تلك التي مازلت منحنية الرأس، تشعر بالأختناق من احتجازه هذا. 


-اقفلي الاسبيكر يا شذى و ابعدي عن الأخ ده خالص


اجفلت جفنيها بقوة، ثم همست له و هي تضغط على سماعة الهاتف. 


-لو سمحت سيبني اكلمها لوحدي. 


فتح مالك يده مشيراً لها بأن تتحرك بحريتها، و هو يجز على أسنانه غضباً. 


لتجري سريعاً الي غرفة النوم، و تغلق بابها عليها، بيد مرتعشة اغلقت مكبر الصوت، 

وعادت الي الحديث معها مره اخرى. 


-الو يا دكتورة والله انا اسفه. 


-بلا دكتورة بلا ن.... بقى، ممكن افهم انتي بتعملي كده ليه يا شذى. 


شذي متصنعة عدم الفهم  


-نعم انتي تقصدي ايه بالظبط، هو انتي اصلاً بتكلميني كده ليه؟ 


رانيا بهجوم 


-و الله انتي هتلعبي عليا انا كمان، ممكن افهم انتي ليه مفهمه جوزك انك لسه عندك نزيف، بتكدبي عليه عشان تبعديه عنك يا شذى. 


شذي بكاء 


-لاء انا مش بكدب. 


رانيا مثبته كذبتها  


-والله طب احب اقولك بقى ان الحقن اللي اخذتيها دي بياخدوها لا قدر الله مرضى أورام الرحم وبتوقف النزيف المستمر عندهم، يبقى ازاي مش هيوقف عندك انتي. 


لم تستمع الي كلمات، بل استمعت الي بكاء حار وشهقات متقطعة. 


رانيا و قد حاولت تهدئتها  


-بتعيطي عشان عارفة انك غلطانه صح، طب ليه عايزة تقلقيه عليكي، مش قولتي انك بتحبيه بتبعديه دلوقتي عنك ليه بس يا شذى. 


شذي بصوت ممتلئ بالشهقات 


-عشان هو مش بيحبني يا رانيا، هو عايز يمتلكني وانا عايزاه يحبني زي ما انا بحبه. 


رانيا متفهمه مقصدها 


-يا حبيبتي والله بيحبك، كل تصرفاته وانتي بعيد عنه بتقول انه بيحبك، و بيخاف عليكي جداً ولو انتي عايزة تحسي بحبه، قربي منه ومتبعدهوش عنك. 


جففت دمعتها براحة يدها محاولة إنهاء الحديث 


-حاضر يا رانيا بس عشان خاطري ما تقوليش ليه حاجة، انا بصراحه لسة محتاجه اني اخد عليه اكتر و ببقى مكسوفة جداً لما بيحاول يقربلي. 


رانيا مصدحة ضحكة رنانة  


-حاضر يا ستي مش هقوله حاجة، بس يا ريت انتي تتخلصي من كسوفك ده بسرعه، انا يا اختي عايزه افرح انا و جوزي بولاد اخونا. 


❈-❈-❈


وبعد أن أغلقت رانيا الهاتف معها، ولجت اليه في غرفة أطفالهم  و هي ترسم تلك البسمه على وجهها البشوش، لتراه يفترش الأرض مع صغاره، يبني لهم بيتاً من المكعبات، و يتقن فيه العمل جيداً. 


حسام دون أن يرفع رأسه لها 


-أخيراً خلصتي التليفون يا مامي، تعالي قوليلي ايه رأيك في البيت ده. 


رانيا بحب 


-جميل جداً طبعاً، هو بابي بيعمل حاجه Noty ابداً. 


حسام وهو يحمل طفلتهم على قدمه و يقبلها:


-عارفه يا رانيا ايه الحاجه الوحيدة الNotyفي حياتنا. 


رانيا جالسه بجواره 


-ايه هي يا قلب رانيا؟ 


حسام محاولاً الاقتراب منها ليقبلها في وجنتها 


-هايكون مين غيرو يعني مالك الرفاعي، اللي باعدنا عن بعض دايماً منه لله. 


ليتصدي ضربة كرة عنيفة بوجهه، من فلذة كبده ومن سماه على اسم صديقه مالك. 


مالك الصغير : بابي ماتقولش على عمو مالك كده، هو حلو وصاحبي. 


نظر حسام الي زوجته ثم التفت الي ابنه منفعلاً. 


-خد ياض هنا انت بتضربني بالكرة، عشان مالك هو انا اللي ابوك و لا هو؟ 


رد الصغير متعمد اغاظته 


-انت، بس هو صاحبي وحبيبي يا ريته كان بابي كمان. 


جري بأقصى ما لديه من سرعه، حين رأي ابيه يلقى اخته على قدم امها، و يجري خلفه منفعلاً. 


-كده يا سي مالك طب وديني لوديك ليه، و ابقي اقعد بقى معاه، وخليه يبقى ابوك براحتك، بس استحمل بقى زعيقه و عصبيته كمان. 


توقف الصغير عن الجري، واذا به يرجع لأبيه فارحاً. 


-بجد يا بابي هتوديني عنده.


حسام متعجباً من تعلق طفله بصديقه 


-اه بجد هوديك ليه دلوقتي، يلا روح البس بس بشرط. 


اومئ الصغير رأسه له، و جرى باتجاه خزانة ملابسه


-موافق يا بابي من غير ما تقول، اي شرط هتقوله صدقني مش هاقولك لاء، تعالي يا مامي بسرعه لبسيني. 


نظر حسام لزوجته شذراً و همس 


-شوفتي الوغد بيقول ايه، مالك الرفاعي خلي ابني يحبه اكتر مني. 


ليضطر مجبراً ان ينحني الي تلك التي تجذبه من بنطاله. 


-عايزة ايه انتي كمان؟ 


هتفت الصغيرة مكه بفرح 


-انا كمان عاسة الوح معاه عند عمو مالك. 


ضحكت رانيا على أطفالها، وضعت راحة يدها على كتفه  


-كده بقو الاتنين يا دكتور، هتعمل ايه دلوقتي؟


حسام مبتسماً لها بشر 


-هوديهم هما الاتنين ليه، اهو منها احنا نقضي يوم مع بعض، و هو يتدرب على الابوه من دلوقتي. 


ثم لمعت عينه بمكر و هتف. 


-لبسي العيال علبال ما اعمل تليفون يا رانيا. 


رانيا هامسة لنفسها بعد أن ابتعد عنها زوجها... 


-كل الظروف في صفك و بتساعدك يا شذى. 


❈-❈-❈


مازلت على جلستها، لم تتحرك بعد أن اغلقت الهاتف مع صديقته... 


كل ما يشغل بالها الان، انه فاجئها بنفوره منها، و قرار الإبتعاد عنها . 


لامت نفسها على فعلتها، على كل حال هي من اوصلته الي هذه الحالة، عليها الان ان تنفذ خطتها، هي لا تريده ان يقترب منها و بداخله ذرة شك تجاهها. 


لا تريد إعجابه و توهج قلبه بها، و بجسدها بل تريد أن يحبها، و يعشقها ويتمسك بها. 


لذا يجب عليها المصابرة و التروي، حتى تستميل قلبه بالكامل، ثم يأتي بعد ذلك الاعتراف، بالفعل و ليس الكلام. 


افاقت من شرودها على رنين هاتفه بين يديها، فانتفضت من علي الفراش متجهه سريعاً اليه. 


وجدته واقفاً في الشرفة معطيها ظهره فدلفت له مادة يدها بالهاتف، منحنية الرأس هامسه من خلفه. 


-مالك تليفونك بيرن. 


التفت لها بوجه غاضب، و اخذ من يدها الهاتف ثم زجها للداخل بيده صارخاً فيها. 


-ادخلي جوه بشعرك ده، اوعي تخرجي الڨرانده من غير حجابك تاني. 


امالت رأسها جانباً متعجبه من حديثه! 


-احنا في الدور الخمستاشر والعماره قصادها النيل مين هايشوفني من الارتفاع ده. 


بعين جامده، رافعاً سبابته أمام وجهها محزراً

لها. 


-انشالله نكون في الدور الميه، اياكي تعمليها تاني، لا تقفي في شباك، و لا تفتحي باب، من غير ما يكون حجابك على راسك. 


تشابكت اصابعها في بعضهم، وفضلت ان تنظر إلى قدميها. 


-حاضر يا مالك، ممكن ترد بقي على تليفونك. 


أجاب الاتصال متخطيها و كأنها هواء، ليجلس على المقعد متحدثاً مع صديقه. 


مالك بهدوء 


-في ايه يا حسام، عمال ترن ليه، اوعي تقولي المريض مات؟ 


حسام مجيبه 


-كانو بلغوك قبلي يا مدير. 


-طب بتكلمني دلوقتي ليه.. 


مش المفروض انك روحت بيتك انت و مراتك وعندكم بكره اجازه. 


-ما انت مركز اهو يا دوك، بس اعمل

ايه بقى يا حبيبي، في قرينك الصغير عمال يتخانق معايا يا سيدي، و عايز يجيلك هو و اخته. 


مالك بضحك


-هو بردو اللي بيتخانق، ولا انت اللي عايز توزعهم كالعادة. 


حسام سريعاً 


-والله ابداً دا، هو اللي عمال يقولي وديني ليه. 


مالك بغيظ 


-انسى يا حسام انا مش في الحسين، عشان اسيبهم لتيتا مجيدة، انا في شقتي مع مراتي يا بني آدم. 


حسام بترجي


-طب مادا حلو برضو، عشان تجرب احساس الابوة، عشان خاطري يا مالك بقالي كتير ماخرجتش رانيا.. 


مالك بملل منهي المكالمه 


-خلاص يا بني انت هتشحت، هاتهم يا سيدي، و أما توصل اتصل عليا هانزل اخدهم منك سلام. 


-هما حسام و رانيا مالهمش اهل هنا؟ 


كان هذا سؤال شذي، التي مازالت تقف مكانها مستمعه لحديثه بالكامل. 


رفع رأسه لها مجيباً عليها، و بنفس الوقت ملقي لها مفاجئه، ربما ستزعجها. 


-لاء هما أهلهم في اسكندرية، في حي اسمه العاصفرة تسمعي عنه. 


شذي مردفة أهدابها سريعاً 


-اااه طبعاً اعرفه. 


تحرك باتجاهها، واضعاً يديه في جيوب بنطاله. 


-كويس انك عرفاه عشان لما هنروح اسكندرية انا وانتِ هاننزل في شقة حسام اللي هناك. 


صرخت دون عنها، في وجهه غير مستوعبه ما تتفوه به. 


-بالله عليك بلاش توديني هناك، هيقتلوني لو شافوني تاني يا مالك.


 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة