رواية جديدة أسيرة مخاوفي لمنة أيمن - الفصل 3 - 3 - الأربعاء 8/5/2024
قراءة أسيرة مخاوفي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أسيرة مخاوفي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثالث
3
تم النشر الأربعاء
8/5/2024
دلف "يوسف" مكتب والده بعد أن سمح له بالدخول ليعلم ما هو الامر الذي يريد التحدث معه فيه بهذه السرعة، تقدم "يوسف" ناحيه المقعد أمام والده وهتف باستفسار:
- خير يا فريد بيه! حضرتك عايزني فى إيه؟
أمتدت يد "فريد" وهو يحمل حقيبة متوسطة الحجم موجهها نحو ابنه وأضاف بأمر:
- أمسك شوف دي وقولي رأيك!!
ضيق "يوسف" ما بين حاجبيه باستغراب وهو ينظر نحو الحقيبة ويتفحصها بفضول مُردفًا باستفسار:
- إيه دي؟
أبتسم له "فريد" بسعادة ظنًا إنها أعجبت أبنه وهتف بتشجيع:
- أفتحها وأنت تعرف.
قام "يوسف" بفتح تلك الحقيبة ليجد بدخلها علبه شبيهة لعلب المجوهرات، فتحها ليجدها عقد ألماسي مُترظ بفصوص الألماس باظة الثمن وبجوارة أسوارة وحلق وخاتم رقيق براق المظهر ولامع جدًا يخطف أنظار كل من يراه، ليرفع "يوسف" حاجبيه باستنكار موجها حديثه نحو والده:
- مش فاهم بردو!! إيه ده؟
أجابها "فريد" بابتسامة زهو وهتف بفخر:
- دي الشبكة اللي أنت جيبها لعروستك وهتهاديها بيها النهاردة.
ضيق "يوسف ما بين حاجبية بمزيد من الاستنكار مُردفًا:
- بس أنا مجبتش حاجة!
ابتسم له والده وهتف بتوضيح:
- أنا جبتها بالنيابة عنك.
انزعج كثيرًا عندما رأى سعر ذلك الطقم الماثي وهتف بحدة:
- أنت مش قولت إن الفرح فى أخر الشهر، لازمتها إيه دي بقا النهاردة؟
زجره "فريد" موضحًا له الأمر مُضيفًا بحدة:
- وأنا عند كلامي الفرح أخر الشهر، أما دي هتلبسهلها النهاردة، معقول هتدخل على الناس إيدك فاضية.
لم يهدأ إنزعاجة خصيصًا وأن والده يتعامل وكأنه سيهديها خاتم فقط وليس ثروة كهذه، ليصيح بكثير من الغضب:
- هتهادي بنت أخو حسين اللي عندها ١٨ سنة بطقم ألماظ تمنه ١٨ مليون جنيه؟
زفر "فريد" بهدوء وغطرسة مُضيفا بفخر وثقة:
- لا بهادي سيلا عروسة أبني الكبير، وأهاديها أكتر من كده كمان، دي مرات أبن فريد البسيوني وكل واحد بيقدم قيمته يا يوسف بيه.
أبتسم "يوسف" بسخرية على حديث والدة وأضاف باستهزاء:
- ليه هي صفقة هندخل فيها! ولا مزاد واللي يدفع أكتر يرسي عليه! ولا هي فشخرة قدام ناس زي دول؟
أجابه "فريد" ببرود على عكس ما بدخله من غضب على أستفخاف ابنه بمن هم أهل زوجته وهتف بهدوء:
- أولا هما مش فقيراء عشان تقول كده، دول قرايب حسين الفيومي يعنى مش محتاجين، ثانيا مش كل الناس بتجرى على الفلوس وبس يا أبن فريد البسيوني.
زفر "يوسف" بملل من حديث والده وهتف بضيق مُستفسرا:
- هنروح أمتى نكمل المسرحية السخيفة دي، أنا عندي شغل ومواعيد كتير النهاردة ومش فا...
قاطعه "فريد" من إكمال حديثه مُعقبًا بحزم واصرار:
- لا أنت تلغيلي كل مواعيدك النهاردة عشان هنطول هناك وساعة كده بالظبط وهنروحلهم إن شاء الله، ألحق جهز نفسك يا عريس.
قال جملته الأخيرة بطريقة أستفزت "يوسف" كثيرًا، لينفث ما بداخل صدره من هواء شاعرًا بالغضب والضيق مُرددًا بحنق:
- حاضر، بعد أزنك.
أنصرف "يوسف" من مكتب "فريد" وذهب لكي يحضر نفسه لهذا اللقاء الغريب عليه والذي سوف يجمع بينهم لاول مرة بالنسبةِ لهُ، للحظة شعر بالحماس واللهفة لكي يراها ولكنه سريعًا ما زجر نفسه على تفكيره بتلك الطريقة حتى ولو كان فضولًا ليس أكثر، فهو يرفض الفكرة نهائي.
❈-❈-❈
دلف "حسين" بصحبة "زينات" وجلس فى غرفة أستقبال الضيوف هو يتفحص كل زاوية بالمكان بحثا عن "سيلا"، لاحظت "زينات" ما يفعله ذلك اللئيم وهو يبحث عن ابنتها المسكينة، لتصيح به "زينات" مُخيبة أماله مُدفا بحزم:
- سيلا فى أوضتها نايمة عشان تعبانة أوي ومش هتقدر تقابل حد خالص.
أمتعضت ملامح "حسين" بالغضب والانزعاج مُردفًا باندفاع:
- نعم يا أختي! والناس اللي جيه دي هتقعد مع مين! هما أصلا جين عشان يشوفوا بنتك، جبناهم ليه أصلا! عشان نتنك عليهم؟
زجرته "زينات" بغضب وحنق صارخة بوجه كل ما بداخلها من غضب رادفا بحدة :
- اقعد معاهم أنت يا حسين، وبعدين أنت تسكت خالص وملكش دعوه وكفايه اللي وصلتنا ووصلت بنتي ليه، ملكش دعوة أنا اللى هعتذر منهم وكفايه عليك حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ.
أعتلت وجه "حسين" ملامح الغضب والانفعال هاتفًا بهجوم:
- بتحسبني فيا عشان جايب لبنتك جوازة متحلموش بيها ولا حتى بنصها؟ هقولك إيه ما هي شبهك، جتك القرف أنتي وعيالك ناس غاوية فقر.
أدركت ما يرمي إليه بهذا الحديث لتصيح فيه بعصبية وصراخ مرة أخرى مُردفة بكراهية:
- وهفضل أحسبن فيك يا حسين عشان أنت بتستغل بنتي لمصلحتك مش حبا فيها، والله أعلم اللي جيبهولها ده سنه قد إيه؟ وهتخليها تتجوز واحد أكبر منها بكام سنه! وكمان وهي لسه صغيرة ومتفهمش أي حاجة عن الجواز وكل ده عشان مصلحة شغلك، لو عندك بنت كنت عملت فيها كده؟ ولا عشان بنتي أبوها مات فهتتحكم فيها وفينا يا مفتري؟ منك لله يا حسين منك لله.
غضب "حسين" كثيرًا من مُهاجمة "زينات" وفقد السيطرة على غضبه وكاد أن يرفع يده كى يصفعها ليُوقفها عما تقوله، إلا أن أوقفه صوت جرس الباب معُلنًا عن وصول عائلة "البسيوني"
أسرعت "سيليا" شقيقة "سيلا" الصغيرة لكي تفتح الباب وألحقت بها "زينات" و"حسين"، فتحت الباب ليراها كلًا من "يوسف" و "فريد" و "إنتصار" ليظن الجميع إنها هى العروس بإستثناء "فريد" الذي خمن أن تلك شقيقتها الصغيرة، بينما نظر "يوسف" نحو والده نظرة أستهزاء وغضب فى أناً واحد.
بينما ضحكت "إنتصار" ضحكة سخرية على تلك الصغيرة التي سيسهُل عليها التلاعب بها كما تشاء والتخلص منها أيضا وقت ما تشاء، تقدم "حسين" مسرعًا كي يُرحب ب "فريد" و"يوسف" و"إنتصار"، بينما أسرعت "سيليا" فى الدخول إلى غرفة شقيقتها لكي تُخبرها أن العريس قد جاء.
دلفوا جميعا غرفة أستقبال الضيوف وجلسوا معا، وسريعًا ما خرج "سليم" من غرفته وهو فى قمة غضبه ولكنه نجح فى إخفاء ذلك الغضب لانهم ببيته ليرحب بهم وجلس معهم، بينما "يوسف" ظل يتفحص المنزل بعينيه، نعم إنه يبدو منزل راقى إلى حدًا ما يدل أن أصحابه ليسوا فقراء لدرجه ان يزوجوا أبنتهم بهذه الطريقة، فما هو سبب موافقتهم على هذا الزواج؟
قطع شروده صوت والده موجها حديثه نحو "زينات" مُردفًا بحماس:
- أومال فين عروستنا الحلوة يا جماعة؟
حمحم "حسين" بحرج بينما ردت "زينات" على سؤال "فريد" مُجيبة بهدوء وابتسامة لابقة:
- معلش سيلا تعبانه شوية ومش هتقدر تكون معانا النهاردة، بس أنا وحسين موجودين.
شعر "يوسف" بالغضب مما قالته "زينات" ظنًا منه إنها تُراوغهم كي لا يراها ويرفض ذلك الزواج، ليهتف بينه وبين نفسه:
- تعبانه ولا خايفين اشوفها ومتعجبنيش، منا شوفتها خلاص، هي أي نعم حلوه، بس مش لدرجة البنات اللي بشوفهم، طبعًا ١٨ سنة هتكون عامله ازاي يعني؟ بتسأل عليها ليه يا بابا؟ أنا عارف إنى أدبست عشان بس تبقى مبسوط يا فريد بيه.
صاحت "إنتصار" باستهزاء وسخرية على "زينات" وابنتها مُردفة بتهكم:
- تعبانه مالها خير! دا أحنا لسه بنقول يا هادي، ولا هناخدها متلصمة؟
أنتبهت "زينات" لاستهزاء "إنتصار" الواضح فى حديثها وخمنت أن تلك هي والدة "يوسف" وأنها ستكون حماة ابنتها وأن ابنتها ستعيش حياة مريرة مع تلك المراة المغرورة.
بينما لاحظ "حسين" تك النظرات بين كلا من "زينات" و "إنتصار" ليتدخل سريعًا لإنقاذ الموقف موجها حديثه نحو "فريد" مُردفًا باعتذار:
- معلش بقى يا فريد ملحوقة إن شاء الله الأيام جايه كتير وهتزهقوا منها كمان.
أبتسم له "فريد" بود مُضيفًا بمحبة:
- متقولش كده يا حسين دي هتبقى بنتي.
التقط "يوسف" تلك الحقيبة بنفاذ صبر وقدمها إلى "زينات" غازما على إنهاء هذا اللقاء المُثير للغضب بالنسبة له مُردفًا بخشونة وحدة:
- اتفضلى يا مدام دي هدية العروسة اللي هلبسهالها فى الفرح، والفستان والحاجة اللي هتعوذوها هبعتم لحضرتك كمان يومين مع السواق بتاعي.
شعر "سليم" بالغضب كثيرا من طريقة ذلك الشاب المغرور الغاضب، وكانه مُجبرًا على هذا الزواج وشعر أن شقيقته لم تكن حياتها سعيدة مع هذا المغرور المتسلط، كما أنتبه أيضًا لحديث "فريد" مع والدته مُضيفًا بهدوء واحترام:
- القاعة أتحجزت فى أكبر أوتيل فى أسكندرية، وفى جناح مخصوص للعرايس بعد الفرح إن شاء الله، وطبعا الميكب أرتست هتيجى للعروسة فيه بدل صالون التجميل والبهدلة دي، والفرح هيبقى أخر الشهر وهيكون يوم الخميس إن شاء الله.
أبتسم "يوسف" بسخرية وهو يحدث نفسِه ويشعر بالكثير من الغضب مُتمتمًا:
- عروسة مين!! أنت كدبت الكدبة وصدقتها دى عروسة لعبة، وجناح إيه كمان اللي بتتكلم عليه!! هبات مع دي فى جناح، ولأ أجيب أنا وحدة عشان ليلة الجناح دي!! أنا مش فاهم أنت بتفكر أزاى بس ده شغل جنان وأنا اللي لبست الليلة أنا عارف.
أنتهوا جميعا من هذا الحديث وذلك اللقاء، وذهب "يوسف" بصحبة عائلته مُسرعا للهروب من هذا اللقاء الغريب ويتمنى لو أن يوم الخميس هذا لا ياتي أبدا.
يتبع