-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 37 - 1 - السبت 17/8/2024

  

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والثلاثون

1

تم النشر السبت

17/8/2024



" لماذا يجب علينا أن تنازل دائماً ؟ ولما نعطى الكثير وننتظر القليل؟ لماذا دائماً يقع إختيارنا الخاطئ مع البشر ؟ هل كل البشر مؤذين أم أنا المشكلة تكمن فى؟ من المؤكد هذا فمكانى ليس وسط البشر فأنا وسطهم غزالة وسط الذئاب الضارية"


تنهد بنفاذ صبر وقال:

-تمارا حبيبتي ربنا يهديكي إهدى كده وأعقلى يا قلبى أنسي أنى أقول ليكي حاجة. 

امتعض وجهها وصاحت بغل:

-ليه بقي أن شاء الله ؟

زجرها معاتبا:

-نعم يا آخرة صبري ؟ هو أيه إلي ليه أن شاء الله ؟ أنتي هبلة يا بت أنتى؟

زفرت بحنق:

-هبلة اخص عليك يا دومي. 

هز رأسه بيأس :

-تمارا قولتلها مرة وهقولها تانى الموضوع ده مخصنيش مليش إني أتكلم في حاجة أسر حب يتكلم براحته لكن أن لأ.

تنهدت باستياء:

-خلاص يا أدهم مش عايزة أعرف بس أعمل حسابك أن الحرباية دي لو دخلت البيت ده تانى أنا مش قاعدة فيها ولا أنت كمان. 

إبتسم ببرود :

-بجد ما شاء الله يعني قررتى وأنا بقي المفروض أقول سامعاً وطاعة؟

أقتربت منه تمسح فى صدره وهى تتحدث بدلال:

-يا بيبى مش قصدى أنا بس غيرانة عليك من الحرباية دي خايفة تخطفك مني؟

ابتسم على هذه الماكرة التى تتمسح بصدره كقطة أليفة كي تكسب وده تحدث بهدوء:

-توتا ولا هى ولا ألف غيرها يقدروا يقربوا منى سامعة يا قلبي ولا هى ولا ألف غيرها أطمني ده أولا ثانيا يا قلبي أن عارف ربنا كويس أوى الحمد لله ويوم ما أفكر فى واحدة تانية هتبقي في الحلال وأهو الشرع محلل أربعة يا بيبي مثنى وثلاث ورباع.

اشتعلت عيناها وابتعدت عنه كالملسوعة ونهضت واضعة يدها بخصرها وصاحت بغل:

-نعم نعم يا حبيبي ؟ مثنى وثلاث ورباع ؟ لا يا ابن عليا أقعد معوج وأتكلم عدل يا خفيف قال أربعة قال لا يا حبيبي أنا لوحدى بأربعة وقاعدة على قلبك ومربعة. 

اتسعت عيناها بصدمة وأغلقها وفتحها عدة مرات هل ما يراه صحيح ؟ أم أنه يتوهم ؟ ولكن كيف يتوهم وهو أستمع ورأي بالفعل ؟

❈-❈-❈

نهض من مكانه واقترب منهم وهو يقترب منها فتراجعت الي الخلف بإرتباك :

-مالك يا دومى يا حبيبي في أيه أنت هتتحول ولا أيه يا حبيبي؟

ضحك باستخفاف:

-هههههههههههههههههه بجد ؟ قلبتى قطة ؟

كشر عن أنيابه وتحدث بنبرة مستاءة :

-بتردحى يا تمارا ؟ بتردحي يا حلاوة أه لو أمي سمعتك بتقولي كده لا وبتترقصي كمان ؟

ظلت تتراجع إلي الخلف إلي أن اصطدمت بالجدار خلفها وحاصرها هو بين ذراعيه متمتماً بفحيح:

-أيه ساكته ليه ؟ 

ابتعلت ريقها بحذر وقالت :

-أنا مكنتش أقصد يا حبيبي أنا بس كنت بعبر عن حبي ليك ؟

ابتسم أدهم ساخراً وتسأل :

-كده بتعبرى عن حبك ؟ لا يا شيخة خشي في عبي خشي. 

"نلعب تحت الدوش"

قالتها تمارا مازحة. 

رمقها بإزدراء:

-ليكي نفس تهزري كمان يا ست تمارا ؟ إلي بتعمليه ده مينفعش يا تمارا ياريت تعقلي بجد لأن رد فعلى بعد كده مش هيعجبك سمعانى ؟

حركت رأسها سريعا بإيجاب:

-حاضر يا حبيبي اخر مرة. 

ابتعد عنها وتحرك عدة خطوات حتي أوقفته بحديثها:

-بس أنا عند رأى يا أدهم لو نيفين رجعت البيت ده مش قاعدة فيه.

ما أن أنهت جملتها حتى ركضت سريعاً إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها.

بينما وقف هو يضرب كف بكف مرددا بتوعد:

-ماشي يا تمارا الكلب صبرك عليا مش رايح الشغل النهاردة وقاعد ليكى خليكي بقي قاعدة في الحمام طول النهار. 

❈-❈-❈

فى غرفة عليا نهضت بتثاقل مستندة علي عصاها شعر سراج بحركتها استيقظ علي الفور متسائلا بلهفة:

-خير يا حبيبتي قومتي ليه ؟

نظرت له بتردد وقالت :

-مش عار..فة يا سر..اج قلب.ي مقبو..ض أو..ي هن.ز.ل أطمئ..ن ع.لي الول..اد.

ابتسم بهدوء وعقب :

-ولادك بخير وكويسين وخلاص الحمد لله ربنا رد الغايب خلاص قلقانة ليه ؟

تنهدت بشرود وقالت :

-مش عار..فة يا سر.ا.ج ب.س قلقا.نة هى أسما هتي..جي النها..ردة صح؟

أومأ بتأكيد:

-أيوة باذن الله جاية اطمني أنتي وأرتاحي بلاش تنزلي شوية والولاد كلهم هيجوا واحد واحد يطمنوا عليكي. 

جلست بقلة حيلة ومازال القلق ينهش قلبها. 

بعد قليل دق باب الغرفة ودلف أدهم مبتسماً :

-صباح الخير. 

رد سراج بهدوء :

-صباح الفل يا حبيبي. 

اقترب من والده مقبلا رأسه واتجه إلي والدته مقبلا جبينها هى الآخرى.

وجلس علي المقعد وتسأل بحذر :

-هو أسر جالكم بالليل صح ؟

أومأ سراج بإيجاب:

-أيوة يا أدهم. 

أبتلع ريقه بتوتر شديد وهو ينظر إلي والديه بترقب وتسأل:

-يعني الدنيا تمام صح ؟

تنهد سراج بقلة حيلة وقال :

-الحمد لله يا أبنى الدنيا تمام.

تنهد أدهم براحة وعقب:

-طيب الحمد لله هقوم أنا أروح الشغل محتاجين حاجة ؟

هز سراج رأسه بلا :

-لا يا حبيبي تروح وترجع بالسلامة. 

نهض أدهم مستئذنا لكن أوقفته عليا بتلعثم :

-أس. ر فين ؟

ابتسم بهدوء ورد:

-أسر كويس وزي الفل كمان يا ست الكل هو نايم حاليا اطمني. 

تنهدت براحة :

-وأسما ؟

استرسل موضحا:

-هى لسه مجتش يا ست الكل بس أطمني شوية وهتيجي لو مش هتيجي أكيد هتكلمك يلا سلام عليكم. 

رد سراج بهدوء :

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 

ربت علي ظهر زوجته بحنان:

-أطمني بقي وأرتاحى كل حاجة تمام. 

❈-❈-❈

ظل جالساً أمام غرفتها وبين يديه مصحف صغير يرتل آيات الذكر الحكيم بينما وإلى جواره تجلس والدته.

وفى أحد الجوانب يقف أحمد جوار والده يتناقشون فى أمر ما. 

تسأل والده بقلق :

-وبعدين يا أحمد ؟ هنفضل ساكتين كده أهلها لازم يعرفوا ؟

تنهد أحمد بقلة حيلة وقال :

-مش عارف بس أقول ليهم أيه مش كفاية الي هما فيه ؟

ووالده بإختصار:

-بس لازم يعرفوا يا أبني دي بنتهم وبعدين لا قدر الله حصل حاجة ليها أو للطفلة كده كده هيعرفوا يبقى الأفضل يعرفوا دلوقتي أفضل. 

زفر باختناق وقال:

-مش عارف يا بابا هكلم أدهم أبلغه ويشوف هو هيبلغهم أزاي. 

"واقفين تتودوا في ايه"

قالتها وفاء بفضول بعد أن نهضت من مكانها وذهبت لهم. 

رد أحمد بإختصار:

-بابا بيقول أن لازم نبلغ أهل أسما. 

ردت بتأييد:

-طيب والله يبقي عين العقل بس هنخبي قاسم فين؟

ضيق أحمد عينه بتساؤل:

-ونخبى قاسم ليه مش فاهم يا ماما ؟

هتفت بإيضاح:

-عشان أكيد هيقولوا أن قاسم الي وقعها. 

حرك رأسه بيأس:

-يا أمي يا حبيبتي يا ست الكل ربنا يبارك فيكي اهدي كده الله يكرمك أسما وقعت لوحدها وربنا أنتي هتلبسي الواد مصيبة وهو قاعد !

رفعت كتفيها بلامبالاة :

-يعنى أيه وقعت من علي السلم دي ؟ أيه لسه بتتعلم المشي ؟ حامل طبيعى أنها تمشي تاتة تاتة خطي العتبة يعني واخدها حذرها. 

ابتسم بنفاذ صبر وقال:

-يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة يا أمي أبوس أيدك كفاية الي أحنا فيه هو أيه إلي تاته تاته ؟ هي في حضانه ؟ ولو افترضنا أنها واخدة حذرها بس وقت القدر يمنع البصر روحي يا حبيبتي أقعدي ارتاحي ولا اقولك أنتي تروحى تروحى البيت ترتاحى وأحنا هنطمنك لأن أنا خايف من كلامك ده الصراحة. 

تحدث نورالدين مؤيدا:

-والله يبقي أفضل أهو ترتاحى وتريحي الواحد نفسيته مش ناقصة. 

رمقتهم شذرا وهتفت بتحدى:

-لأ بقي مش هروح لحد ووسعوا كده خلونى أقعد جنب أبني



الصفحة التالية