-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 15 - 2 - الثلاثاء 18/8/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس عشر

2

تم النشر يوم الثلاثاء

18/8/2024


انتفضت سامية سريعًا تتناول الاكياس، لتفتش عن محتوياتها بفضول:

- ايه الاكياس دي كلها؟ هو انت جبت حاجات جديدة يابا؟

تبسم يتفاخر ، رافعًا بنطاله الذي يسقط دائما منه للأعلى،   لتمصمص بشفتيها زوجته،  معقبة بسخرية:


- ايوة ياختي ما يشتريش ليه؟ هو صغير؟ دا كمان وشه منور ومحلو ، ايه يا خميس؟ يكونش يا خويا بتعمل ماسكات عند الحلاق وتخفف حواجبك زي العيال اللي طالعة؟


عبست ملامحه بتعالي عن سخريتها يقول:

- وماله لما اهتم ببشرتي يا جاهلة؟ دي حاجة تفيدني مش تعيبني،  قال زي العيال اللي طالعة قال.... على اساس اني عجزت اصلا!...... جاهلة .


بصق كلماته وتحرك نحو غرفته ذاهبًا، حتى اذا دلف اليها اتجه الى المراَة يتأمل هيئته الجديدة بزهو :

- يا سلام عليك يا واد يا خميس، رجعت عشرين سنة لورا،  قال والبومة بتتريق عشان منور عنها ، ااااه، ياما نفسي القمر يرجع من تاني للحارة ، هي بطلت ما تيجي ليه بس ؟!


❈-❈-❈ 


نهض عن مائدة الطعام،  يرفع كفيه بامتلاء مرددًا:

- ياااه دا انا كنت محتاج الاكل الدسم ده اوي ، تسلم ايدك يا حماتي. 


ردت شربات بانتشاء وقد أسعدها اطراؤه:

- يسلم عمرك يا قلب حماتك، بس انت اكلتك ضعيفة،  دا برضو كلام؟ كمل اكلك كويس يا حضرة الظابط. 


جلجلت ضحكته الصاخبة مرددًا لها:

- كل ده وصغيرة، ولا انا بطني اساسا بقى فيها مكان للميا حتى، قوليلي الحق ادور على حاجة للهضم. 


جاء الرد هذه المرة من رؤى:

- لا يا حضرة الظابط معلش بقى استني شوية على دوا الهضم على ما تاكل الحلو عشان يبقى بالمرة .

- كمان في حلو؟ يبقى استني، الحمام فين بقى عشان اغسل ايدي؟


- كدة شمالك على طول يا عصام،  ولا استنى اروح معاك احسن. 

قالتها امنية،  لتلحق به وتحضر له المنشفة، حتى اذا انتهى طلب منها الانتظار بداخل غرفتها، وهي كالعادة اطاعته. 


لتلج به داخلها، ترحب به:

- اهي يا سيدي اوضتي، اللي قضيت فيها طفولتي وشبابي .


خطا داخلها يتأمل كل ركن بها بأعين متفحصة، يعلق بمرح على بعض الاشياء الانثوية بها، ويسخر من بعضها كي يثير غيظها حتى جلس على تختها مرددًا بخبث:

- حلو السرير ده، خشبه متين ويتحمل .


- يتحمل ايه؟ 

سألته ببرائة ، لتجد الرد منه بغمزة وقحة صائحة به:

- انت بقيت قليل الأدب اوي يا عصام. 


عض على شفتيه، يشير بسبابته على فمه متمتمًا بهمس:

- عيب يا بنت، صوتك يطلع برا ونتفضح،  وتعالي يلا من سكات .

قال الاخيرة مشيرا لها بيده، لتعترض هي ضاحكة:

- لا وحياتك ما يحصل،  بعد ما عرفت نيتك اجي برضو؟ دا انا ابقى عبيطة. 


لتتحرك نحو الشرفة،  تفتح شراعيها متابعة:

- وادي كمان البلكونة فتحتهالك، عشان تلم نفسك بالمرة. 


عض على شفته السفلى بغيظ في رد لها:

- ماشي يا امنية،  لينا بيت يلمنا.

ضحكت متكتفة الذراعين شامتة به، لينهض مكررا لها بالوعيد، واقدامه تتقدم نحوها ، حتى دلف داخل الشرفة يسبقها في النظر للخارج، عيناه تدور في كل زاوية بالحارة وكأنه يقيمها، حتى وقعت ابصاره على المقصود ، وقد كان جالسًا يدخن الشيشة على احد مقاعد القهوة المقابلة لهم، ف انتبه له الاخر، ليغمغم بحنق، من بين دخانه الكثيف الذي يخرجه بفمه:


- وبعدين بقى في رزالة امك دي ع المسا، غاوي تجر شكلي ولا ايه؟ دا انا على اخري. 


أما امنية والتي انتبهت هي الأخرى للحرب الباردة بين الطرفين، 


درءًا للمشاكل سحبت زوجها من ذراعه تعود به للداخل قائلة:

- عصام يا حبيبي، بلاش تخليني اصدق ظني في انك قاصد تجر شكله.

رد بتعالي يليق به:

- وهو مين دا كمان عشان احطه في مخي؟ فسحي يا امنية خليني ادوق الحلو، حكم نفسي انفتحت اوي عشان احلي. 


تابعت ذهابه امامها تتنهد بيأس ، تتضرع الى الله كي يمر الامر على خير.


❈-❈-❈ 


بداخل السيارة التي كانت تقلها في طريقها للعودة الى منزلها،  وقد كانت صامتة معظم الوقت،  على عكسه هو الذي لم يمنعه صمتها في الحديث وسؤالها حتى على اشياء تافهه، فتجيبه باقتضاب، وكلمات محددة، ليس لديها طاقة لأي شيء. 


عيناها لخارج النافذة، شاردة فيما يحدث وما آل اليه حالها كي توافق على شيء كهذا، مع رجل أملت فيه خيرا ان يعيد ثقتها في جنس الرجال اجمعهم، ليعيدها بموقفه الى نفس النقطة بل اكثر، وان كانت وافقت على بيع نفسها له، من اجل الامان لها ولأخوتها، فهي تبصم بالعشرة انها لن تكرر هذا الأمر بالزواج من غيره. 


- أكمل بيكي لحد فين بالظبط يا بهجة؟

انتبهت لقوله، لتستدرك قرب مرور السيارة من منطقتها، فهتفت به بجزع:

- لا وقف هنا طبعا، وقف حالا يلا .


امتثل لرغبتها وتوقف حيث اشارت، ليلتف اليها بابتسامة مطمئنًا:

- خلاص يا ستي وقفنا متقلقيش.


اومأت تهم بالترجل، ولكنه منعها ممسكًا مرفقها:

- استني يا بهجة، على طول كدة ماشية!


نزعت يدها ناظرة له باستفهام:

- وهستنى ليه؟

- تستني يا ستي عشان تسمعيها مني، وتعرفي اني مبسوط اوي بموافقتك، مبسوط لدرجة اني مش عارف اعبر بالكلام. 

قالها بصوت غريب عن بروده المعتاد، نبرة تتخللها الحرارة،  حرارة الاحساس ، ياللعجب.


هذا ما تهكمت به داخلها، فكان ردها إيماءة على مضض، قابلها بابتسامة عابثة وكأنه قرأ أفكارها:


- انا عارف ان انتي لسة مشتتة، وعقلك بيروح في مية حتة، بس احب اكدلك،  ان عمرك ما هتندمي على قرارك، خليكي واثقة في كدة. 


هذه المرة قابلت قوله،  بابتسامة صفراء مرددة له:

- ماشي يا باشا، عن اذنك بقى؟ مش عايزة اتأخر على اخواتي.


❈-❈-❈ 


دلف الى المنزل ليفاجأ بأصوات التذمر من والدته،  وتحايل الدادة نبوية لها، هي وشقيقتها؛

- حبيبتي طب كُلي الاول وبعد كدة اعملي اللي انتي عايزاه.

- يا مدام نجوان حرام عليكي نفسك بقى؟


- ايه في ايه؟ هي مالها؟ 

تمتم بالأسئلة فور اقترابه منهم، ليصعق بهيئتها المزرية، وهي منكمشة على نفسها، بحزن تجمدت به قسماتها،  وقبل ان يعاود استفساره،  جاءه الرد من نبوية :

- تعالى يا رياض يا بني وشوفها بنفسك، من امبارح قالبة الدنيا على بهجة اللي غايبة عنها بقالها يومين، حتى وصيفة اللي كانت بتحبها زمان، رافضة اي تعاون منها، كل اللي على لسانها بهجة او عائشة ، انا بصراحة احترت معاها. 


تدخلت وصيفة بحزن هي الأخرى:

- شكلها مش متقبلاني بدل اللي اسمها بهجة دي، ياريتني ما سيبت مكاني ولا جيت من اساسه،  وانتو برضو استعجلتوا على طرد البنت. 


انتبهت نجوان على العبارة الاخيرة،  لتلتف نحو ابنها بنظرة متسائلة بغضب،  قابلها هو نافيًا:

-اهدي يا ماما ، انا مطردتهاش، بهجة متطردتش يا جماعة، هي بس كان عندها ظروف منعتها تيجي النهارده.


عادت لتلتف اليه فتطوعت نبوية باقتراحها:

- طيب ممكن تتصل بيها تيجي دلوقتي؟

وقبل ان يرد زامت والدته بتذمر تضرب الارض بقدمها:

- عائشة، عائشة. 


- اه دي عايزة العيلة كلها بقى.

عقبت بها وصيفة ساخرة ليأخذ هو القرار على الفور، ليهاتفها، فجاءه الرد بعد مدة من الوقت، بنبرة متسائلة لا تخلو من ضيق:


- الووو..... ايه في ايه تاني؟

لملم بصعوبة ابتسامة لاحت على جانب فمه،  ليستجدي الجدية في الرد عليها :


- معلش يا ست بهجة هنتعبك معانا، بس احنا عايزينك في طلب ضروري.

زاد التوجس داخلها، لتردد متسائلة:

- طلب ايه

الصفحة التالية