قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 17 - السبت 18/5/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل السابع عشر
تم النشر يوم السبت
18/5/2024
"مقبرةٌ كامله لا تكفى ما قتلموه بداخلى"
للجميلة حنين هانى..
كانت الأيام تمر سريعاً ولكن دون جديد وكلما حاول أحدهم إيجاد خيط يدلهم على من تسبب بهذه الفوضى العارمه يجدون الطريق مسدوداً أمامهم..فقد بدأ بحثهم عن الأشخاص الذين قاموا بانتحال شخصية الملك نيكولاس...ولكن لم يجد أتباع لوشيوس أى دليل على وجودهم...وكأنه لم يكن لهم وجود من الأساس فلقد تم التخلص منهم بطريقة صحيحه جعلت من إيجادهم أمر مستحيل....
إلا أنهم لم يفقدوا الأمل فقد عادوا للبحث من جديد ولكن ليس عن هؤلاء الرجال..فقد أدركوا أن من خطط للأمر قام بالتخلص منهم بعد انتهاء مهمته...لهذا قرروا المراوغه والادعاء أنهم مازالوا يبحثون عن أشباه الملك نيكولاس...بينما فى الخفاء كانوا يبحثون بصمت عن تلك الأسلحه التى كانت تحمل شعار على شكل وحش الجيلا ذلك الحيوان السام...فهذا هو الدليل الوحيد الذى إستطاعوا أن يثبتوا أنه لهؤلاء القوم وذلك من أحاديث العامه عن شعارهم...وهذا أيضاً ما تغافل عنه عدوهم أو ظن أنهم لن يلاحظوا....فرغم أنهم كانوا يحملون شعار الملك نيكولاس...إلا أن بعض العامه بأكثر من مملكه ذكروا ذلك الشعار الذى تواجد على بعض سيوف الرجال المحيطين بالملك نيكولاس كما كانوا يدعون ....
وقد كان هذا هو الشئ الوحيد الذى تقاسمه جميع من حارب بإسم الملك نيكولاس...ألا وهو ذلك الشعار على سيوفهم...ولقد حاول رجال لوشيوس إيجاد أحد هذه السيوف بالممالك التى تعرضت للإذى من قبل هؤلاء المرتزقه...ولكن لم يجدوا سوى مملكة واحده قد يتواجد بها أحد هذه السيوف...ولكن جميع سكانها يرفضون تقديم المساعده خوفاً من عودة المرتزقه وقتلهم بأبشع الطرق كما فعلوا من قبل....
تلك المملكه التى تعرضت لأبشع أنواع الترهيب والتعذيب على أيديهم وهى مملكة كِينا..والتى فقدت الألالف من رجالها بهذه الحرب الخاسره...تأكد الرجال من تواجد أحد هذه السيوف بالمملكه بالفعل...إلا أن كافة محاولاتهم بأت بالفشل فى الوصول إليه...
كانت نتائج ما يقوم به رجال لوشيوس من بحث تصل للملوك الثلاثة...الملك إستيفان والملك نيكولاس والملك إيدان الذى كان على صله قوية بأحد من هذه المملكه فيما مضى....والتى كانت أُولا الممالك التى تم غزوها والتى لاقت مصير بشع على أيدى هؤلاء المرتزقه...التى تركوها خاويه بعدما دمروها وجعلوها لا تصلح لشئ...
لهذا لم ينتظر الملك إيدان كثيراً وخرج ليلاً من مملكته دون أن يعلم أحد بتحركاته سوى زراعه الأيمن ريكمان...والذى حاول اقناعه بأن يأخذ معه بعض رجالهم إلا أن الملك إيدان رفض ذلك بحجه عدم لفت الأنظار إليهم....
وبالفعل وصل بعد يوم ونص لمملكة كِينا وصدم مما رأى...فقد ظن أن الجميع كانوا يهولون من شأن ما حدث بهذه المملكه....إلا أنه أيقن الأن أنهم لم يوفوها حقها....فقد فقدت رونقها وبهائها بل فقدت كل شئ... وأصبحت أرضاً خاويه يملأها الحزن والألم...
امتلأ قلب إيدان بالأسى على حال هذا الشعب فقد كان شعب هذا المملكة معروف بهدوئه وحبه للسلام....ولكن الأن لم يعد يتبقى منه سوى أشلاء الماضى الذى تم سحقه....
بعد مرور بعض الوقت وصل إيدان لوجهته....ولقد كان منزلاً منفرداً بعيداً عن الأحياء...وقف إيدان أمامه وقام بطرق الباب منتظر خروج أحدهم...وبالفعل لم ينتظر طويلاً فقد فتح الباب على مصرعيه بعنف وهناك إمرأة عجوز بشعر أشيب وملامح غاضبه تمسك خنجر بيدها وهى تقول بحده:ماذا تريدون أيها اللقطاء ال....
ولكنها قبل أن تكمل سبابها توقفت وقد اتسعت عينها على مصرعيها....وهى تلقى ما بيدها وتحضناً إيدان الذى ينظر لها بمودة ويربت على ظهرها بحب قائلاً: لقد اشتقت لسلاطه لسانك أيتها العجوز...
ابتعدت عنه السيدة العجوز وهى تجذبه ليدخل منزلها المتواضع...وهى ترحب به بسعادة غامرة عكس ما كانت حينما فتحت بابها...جلس إيدان على أحد المقاعد بينما جلبت له العجوز ما لديها من طعام وشراب....وجلست أمامه وهناك ابتسامه حانيه على شفتيها وهى تربت على قدمه بين كل فنية والأخرى تحثه على تناول الطعام....
وحين انتهى نظر لها إيدان بحرج قائلاً:لقد ظننت أنكِ ستقومين بطردى حين ترينى وجهى...فأنا لم أقدم لكِ يد العون وأنتِ بأمس الحاجه إليها...أكمل وهى يمسك بكلا يديها:أعتذر شارول لقد كنت فتى سيئ لم يقدم المساعدة للمرأة التى اهتمت به طوال فترة صباه....
ختم حديثه وهو يقبل يدها وعينه مليئه بالندم والإعتذار...ارتسمت ابتسامه حانيه على وجه العجوز وهى ترفع يدها وتربت على رأسه قائلة:أعلم بمقدار ما توجهه من مصاعب يا صغيرى لهذا لا أشعر بالغضب نحوك....فأنت كنت ولازلت صغيرى المدلل...
ابتسم لها إيدان بحب ثم تنهد بعمق وهو يفكر بكيف سيبدأ حديثه...فرأت العجوز تلك النظرات وفهمتها جيداً...مما جعل ابتسامتها تتسع وهى تضغط على يده بهدوء....
فنظر لها إيدان بتوتر فقالت العجوز شارول:أعلم لما قطعت كل هذه المسافه لزيارتى يا صغيرى...صدقنى هذا لا يحزننى كما أننى سأحاول مساعدتك بما جئت من أجله....ولكن الأمر سيأخد منا بعض الوقت...فقد يرفض الكثيرون تقديم المساعده بعدما فقدوا الكثير ولم تحاول أى مملكة مساندتنا...فهذا ما أقسمنا عليه حين تخلى الجميع عن تقديم يدى العون لنا وتغافل الكثيرون عن صرخاتنا التى ملأت السماء والأرض....
امتلأت عينى شارول بالدموع وهى تكمل بألم وتشير لأذنيها:لازال صراخ الرجال الذين تم تعذيبهم والنساء اللاتى أغتصبن تملأ أذانى...فقد كان اللعناء لا يقومون بتعذيب ضحاياهم سوى ليلاً حتى تصل صرخاتهم لزويهم وهم لا يملكون قدرة الدفاع عن أبنائهم وزوجاتهم...ما حدث هنا كان ضرباً من ضروب الجنون...فقد كانت المنازل مسكن لهم بينما الطرقات المليئه بأجساد موتاهم منزلاً لنا ولأطفالنا...
كانت العجوز تبكى وهى تروى ما عايشته وهى تنظر أمامها بشرود....وحين انتهت نظرت ل إيدان الذى لم يستطع منع عيناه من ذرف الدموع...فمن كان يتخيل أن يحدث مثل هذا الأمر لهذا الشعب المسالم...
تنفس إيدان بقوة وهو ينظر للعجوز شارول قائلاً بصدق:أقسم أن أقتص ممن فعل بكم هذا ولكن أريد أن تساعدينى شارول...
أومأت له العجوز بالموافقه واستقامت واقفه وهى تمسك بيده تجره خلفها وهى تقول:سنبدأ من الصباح الباكر....ولكن الأن أنت تحتاج لبعض الراحه ف غداً سيكون يوماً شاق على كلينا وسنحتاج لطاقتنا كامله....
أومأ لها إيدان بتفهم وهو يدخل تلك الغرفه التى كان يمكث بها طوال فترة بقائه بمنزل هذه العجوز.... وتسطح على الفراش وهو يظن أنه لن يستطع النوم كما كان يحدث معه طوال الفترة الماضيه...ولكن لم يمضى سوى دقائق حتى سقط بنوماً عميق لم يحصل عليه منذ فترة طويله...
❈-❈-❈
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية