قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 19 - 2 - الخميس 30/5/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر يوم الخميس
30/5/2024
كانت رحلة هادئه نوعاً ما فقد كانت سابين تجالس فينسيا تتحدثنا عن أمور شتى...وأثناء حديثهم كانت فينسيا تخبرها كم كانت تهوى القراءة والرسم بصباها وكم كان هذا حلم بعيد المنال لفتاة مثلها...وذلك لأنها من الطبقه العامه التى لا تسمح للفتاة بتلقى العلم ودراسته...إلا أن ذلك لم يمنع شغفها بالرسم أن يزداد وينمو...
كما أنها لم تتنازل عن الجزء الأخر من ذلك الحلم فحين تزوجت بالملك آيدان طلبت أفضل المعلمين لتعليمها...وبالفعل خلال عام واحد استطاعت القراءة والكتابه وتعلم بعض العلوم...كالفلك والتاريخ ولكن ما لاقى استحسانها أكثر من غيرها هى الخرائط...
فقد وجدت أنها تستطيع رسم أى خريطه بعد رؤيتها لمرة واحده بل وبدقه عاليه...والمثير بالأمر أن أحد العلماء قد استخدموا تلك الخرائط المصغره التى قامت برسمها لتكون مرجع إليهم أثناء شرحهم لطلابهم عن الحروب التى خاضتها الممالك...
كانت سابين تنظر لها بصدمه من حديثها فقالت سابين بحماسه:وهل تستطيعن رسم أى شئ أم هناك أشياء محدده فقط ما تستطيعين رسمها....
أجابتها فينسيا بشغف:أستطيع رسم أى شئ تراه عينى...ختمت حديثها وهى تخرج دفتراً من حقيبتها المعلقه بعنقها وأعطته ل سابين بتوتر بعض الشئ...إلا أنها تشجعت ووضعته على قدم سابين والتى فتحت صفحاته دون تأخير ..والتى كانت جميعها رسومات للملك آيدان بصباه وشبابه بخلفيات مختلفه...
ظلت سابين تقلب بين الصفحات وهى تشعر بالإعجاب والإنبهار يأخذ منها مأخذه...فهى ليست جيده فى الرسم كما كانت تدعى بل هى واللعنه بارعة به وبقوة....
رفعت سابين نظراتها ل فينسيا التى تراقب ردود أفعالها بتوتر وهى تقول بفضول لم تستطع منعه:وهل يعلم ذلك الأبله أنكِ تقومين برسمه بكل هذه الدقه والبراعه؟!..أقسم أن رسوماتك تعطيه رونق وجمال أكثر منا هو عليه بالواقع...
لم تستطع فينسيا منع ابتسامتها من الظهور رغم ذلك الإنكسار الذى حاولت مدارته وهى تشاهد صوره...إلا أن سابين التقطته فرفعت يدها تربت بها على وجنتها برقه قائلة بثقه:أقسم أن أجعل من ذلك الغبى عاشق لطيفك...ولكن فالتنتظرى بعض الوقت كما أنكِ وبدون ادراك أعطيتنى الخيط الذى سأقوم بتقيدهم به...ولهذا سأشرح لكِ خطتى...
وبدأت سابين تخبرها عن شكوكها وأنها تريد التأكد منها...ولكن لن تفعل ذلك الآن بل ستنتظر حتى ينتهى اجتماع الملوك وتتحصل على كل ما تحتاجه من معلومات حينها ستنفذ خطتها....
وافقت فينسيا على الإنضمام ل سابين...وبعدما اتفق على ما سيقومون به سألتها سابين إن كان بمقدورها رسم خريطه لمملكتها....وتلك الطرق التى عبروا من خلالها حتى يصلوا لمملكة كِينا حتى تريها لزوجها العزيز ليدرك أهمية قدوم الملكة فينسيا معهم...
أومأت لها فينسيا بالايجاب وهى تقول بود:أجل أستطيع كما سأبدأ بها من الآن حتى أستطيع الانتهاء منها قبل وصولنا....
أومأت لها سابين وهى تتركها تبدأ برسمها بينما هى تفكر بخطواتها التاليه...وما يجب أن تقوم به ولكن عليها بترتيب أفكارها جيداً حتى تستطيع إقناع هؤلاء الرجال بما تفكر به...
❈-❈-❈
كان دراكوس قد انتهى من بحثه الذى شعر أنه أخطأ بالبحث فيه من البدايه....فهو لم يصل لشئ مختلف عما هو متوقع أو عما يعلمه...لهذا قرر العودة للمملكة لإخبار استيفان بما توصل له وتأكد منه...وذلك بعد بحث دام لأيام...
إلا أنه لايزال لم يفهم هل بحثهم عن الأمر من بدايته كان صحيحاً....أم أنهم أخطؤا تقدير الأمور ونظروا للأمر من منظور خطأ....لهذا قرر العودة لعلهم قد توصلوا لبعض المعلومات التى قد تجعلهم يحصلون ولو على ورقة رابحه بشأن هذه الحرب....
على صعيد أخر كان رالف يجلس بغرفته يتجهز بالوقت الذى طرق فيه بابه...ولقد كان أحد رجاله يحمل معه رساله له...أخذها رالف منه وجلس على مقعده يقرأ فحواها بهدوء شديد وعيناه تلمع ك صقر قام بتحديد موقع فريسته التى كان يبحث عنها لأيام...بعد انتهائه استقام عن مقعده وقام بإلقاء الرساله بالمدفئه.....وظل يشاهدها وهى تحترق ثم سار نحو مكتبه يكتب رسالة أخرى وختمها...
ثم سار بهدوء نحو باب غرفته خارجاً منها ثم أعطى الرساله للرجل ذاته وأشار له أن يقوم بإرساله على وجه السرعه...ثم تركه وتحرك لمكان ما وهو يحمل خنجره بيده يحركه حركات عشوائيه...ولكنها تدل على براعة حاملها وهناك ابتسامه مرتسمه على شفتيه قد يراها البعض ابتسامة جذابه....ولكن سيراها الكثيرن مخيفه تجعل قلبك ينتفض من رؤيتها...ومن يعرف رالف جيداً يدرك أنه لا يقوم بتحريك خنجره بمثل هذه الطريقه إلا عندما يكون شارد ويفكر بعمق شديد...
كما أن نظراته التى لاتزال تحتفظ بلمعتها...جعلت كل من يراها يشعر بالأسف على ما سيحدث لمن استحوذ على تفكير هذا الوحش....
❈-❈-❈
كان يجلس بحديقه القصر بعقل شارد يفكر بكل ما حدث خلال الشهور المنصرمه...وكيف تحولت حياتهم هكذا بين ليلة وضحاها..وكيف كانوا هم أحد الأسباب الاساسيه لمثل هذا التحول....
أجل كان يشعر بالذنب جراء ما تسبب به كما أنه لايزال يتذكر كيف فقد صغيره بمثل هذه الطريقه الوحشيه...وكيف كاد يفقد والدته هى الأخرى بسبب عدم مسؤليته...هنا لم يعد يحتمل شعوره بالندم وامتلأت عيناه بالدموع....فهو قد اشتاق لصغيره بروس بشدة....كما كان يرغب بالبقاء جوار كيشان وجرومز إلا أنه لا يستطيع مواجهتهم بعدما تسبب بمقتل أحد أطفالهم...
كان ليوس غارقاً بألمه وندمه دون أن يشعر بتلك التى جلست جواره تنظر له بحزن يماثل حزنه وعيون دامعه كعيناه....أجل هى لا تعلم سبب بكائه ولكن تانا ابنة خالته العزيزه ذات السابعه أعوام تبكى كلما رأت أحدهم يبكى دون أن تعلم حتى سبب بكائه....
شعر بها أليوس باللحظه التى بدأت شهقاتها بالظهور فنظر لها بتشوش بالبدايه من تواجدها جواره تبكى... فإستدار لها بكامل جسده...وهو يناظرها بخوف و يربت على وجنتيها قائلا بتيه:ماذا حدث تانا؟!..هل تشعرين بألم؟!...هل أصيب أحد بمكروه؟!..هل قام أحد بمضايقتك؟!...
أومأت له الصغيره بالإيجاب وشهقاتها بدأت تعلو وهى تقول بتقطع بسبب بكائها:أم..أمى تبكى بغرفتها وتر...وترفض تواجدى معها...وجدتى أي..أيضا تبكى هى الأخرى...والفتيات لا يرغبن بالبقاء معى ق...قائلين أننى كثيرة البكاء....وحين رأيتك وج...وجدتك أنت الأخر تبكى...حينها شعرت بأ...بألم حاد بقلبى....لهذا لم أعد احتمل...فجلست جوارك أبكى كما تفعل لعلى أشعر بالقليل من الراحه...إ...إلا أن الألم يزداد أليوس...
أنهت تانا حديثها وقامت بإلقاء جسدها الضعيف عليه تحتضنه وهى تبكى بقوة وتتشبس به...شعر أليوس بالصدمه من احتضانها له ولكنه تدارك الأمر وظل يربت على ظهرها بحنان...وهو يقول بصوت حانى: جميعاً بخير يا صغيره ولكن كما هو حالنا دائماً ما نفتقد أحبائنا حين يرحلونولكنهم سيعودون قريباً وحينها ستتوقف والدتك وجدتى عن البكاء أعدك بهذا....
حديث أليوس الحانى جعل تانا تتوقف عن البكاء وهى تبتعد عن أحضانه قليلا...وذلك بعدما لوثت ثيابه بدموعها ومخاطها إلا أنه لم يبعدها أو يعنفها فهو يشعر بالمسؤليه تجاهها كما يشعر بها نحو بيلا شقيقته...كما كان ينظر لها بإبتسامه مطمئنه وسعيده لنجاحه بإسكاتها رغم شعوره بالصدمه التى لا يعلم عددها...
فما لا يعلمه الكثيرون أن إسكات تانا وإيقافها عن الإستمرار بالبكاء تعد مهمة مستحيلة...فلا أحد كان يستطيع ايقافها عن بكائها سوى أبيها...وذلك أيضاً لا يتم سوى بعد الكثير والكثير من المحاولات منه للحصول على رضاها....وإن فشل بهذا ولم يستطع أحد إيقاف بكائها أو احتوائها...تظل تبكى حتى تفقد وعيها....
ولقد حاول الحكيم معرفة سبب هذه الحالة التى تصيبها كلما بدأت بالبكاء...إلا أنه لم يصل لشئ وها هى الآن تكف عن بكائها لبضع كلمات من فم الصغير أليوس الذى أصيب بالصدمه لقدرته على جذب انتباهها وإيقاف بكائها...
ولكن ابتسامته السعيده اختفت حين عادت تانا لتسأله بصدق وعيون لازالت الدموع عالقه بها :وأنت هل سيختفى ألمك؟!...أم تريد أن نتشاركه معاً لعلك لا تشعر بالوحده...هذا ما كانت تقوله لنا سابين دائماً...
ظهرت ابتسامة على شفتى أليوس ولكنها تختلف اختلاف جذرى عن سابقتها...فقد كانت ابتسامة متألمه وعيون لامعه بسبب حبسه لدموعه وهو يجيبها بشكر:أجل فالنتشارك ألامنا معاً حتى لا يشعر أحدنا بالوحده....
أنهى كلمته وهو يقربه له من جديد يحتضنها بقوة وهو ينظر أمامه سامحاً لدموعه بالتساقط....وتانا تقوم بالتربيت على ظهره بحنان مغمضة العينان كما كان يفعل معاها منذ لحظات وهى تشعر بالسكينه تعود لقلبها....
وإذا نظر إليهم أحد من بعيد لن يرى سوى ظهر أليوس وأيدى تانا الصغيره التى تربت بهدوء على ظهره...بينما باقى جسدها مختفيه بين ثنايا جسد أليوس....
وكما كان هذا مشهداً ترق له القلوب لنقاء تلك الأرواح الصغيره التى لم تلطخها قساوة الأيام بعد....
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية