رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر - الخاتمة - 2 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الخاتمة
2
تم النشر يوم السبت
11/5/2024
سمعت منه وصعدت على الفور تنفذ الأمر، لتخلو المساحة الصغيرة الا منها ومنه، لتبادره بالحديث كالعادة:
- عاملة ايه شربات معاك، لساها على جنانها ولا هديت شوية؟
ابتعل الغصة داخل حلقه، يعلم جيدا ان تفهمه، ولذلك دائمًا ما تتعمد تذكيره بسؤالها، وهو معه كل الحق.
- لا هديت يا بت عمي، بعد ماشافت ع التلفون تكريم الناظر للبت والشكر في شطارتها، شوية شوية بجت تحس من سؤالات الناس والكلام عن البت، اهو سبحان الله ، لف الزمان ولجينا اللي نرفع راسنا بيه.
- وبكرة تفرح بيها اكتر لما تكبر وتبجى حاجة زينة، الايام مع البنتة بتعدي بسرعة.
قالتها بتمني حقيقي شعر به، ليرد بامتنان:
- تشكري يا بت عمي، انا متبشر بيها جوي، معرفش ليه بتفكرني بيكي.
- ربنا يخليهالك
قالتها وابتسامة لاحت على محياها، قبل ان تحرك اقدامها لتذهب نحو الداخل ، عن اذنك بجى، داخلة اطل على فصل محو الامية جوا، عارف بجى رط الحريم
غمغم في اثرها بحسرة كالعادة، قبل ان يتخذ طريقه نحو والدته في الطابق الثاني :
- عارف يا بت عمي عارف
❈-❈-❈
والى زوج الاحباب وقد عادت المياه الصافيه بينهم الى مجاريها، فقد كانت هي امام المرأة تعدل من هيئتها، بعد ارتداء عباية راقية تليق بها في مناسبة كهذه، وتناسب الوضع الجديد لها، بعدما كبرت بطنها بشكل يجعلها شهية بصورة غير طبيعية في عين حبيبها والذي وقف خلفها يمارس عادته في تأملها كالعادة، ولا بمل ابدا:
- عارف،
- يا روح عارف.
- انا حاسة نفسي تخنت في الجسم كله، مش بس البطن ، ولا انت ايه رأيك .
اقترب ليلف ذراعبه حولها من الخلف، يضع يده على بطنها ويحدث انعكاس صورتها في المراَة:
- اجولك الحق ولا ابن عمه.
ابنلعت تجيبه بتوتر:
- جول يا عارف شكلك كدة هتصدمني،
ضحك معقبًا بمرح لقولها رغم جديته:
- مش انا طول عمري بجول ان انتي احلى بنات العيلة .
- اممم .
زامت بها بريبة، تخشى القادم، ولكنه اجهض قلقها بقبلة على وجنتها المكتنزة بفضل الحمل يقول:
- انا دلوك بشوفك احلى من كل المراحل اللي عديتي بيها، من وانتي طفلة صغيرة بجصة ع الجبين
تبسمت براحة لإطراءة قبل ان يجفلها بقوله:
- لدرجة اني بتمنى انك تفضلي كدة دايما ،
التفت برأسه تسألها بعدم استبعاب:
- افضل كدة تخينة ولا حبلة؟
ضحك يلعب حاجبيه:
- الاتنين، عايزك تحبلي على طول، وتتخني على طول.
عبست بغيظ مرددة وهي تحاول الافلات من ذراعيه:
- لا دا انت بتهزر بجى، بَعد يا عارف ، عايزة اللحج الفرح، وانت شكلك فاضي بتهزر.
زاد من تشبثها بها، فلم يسمح لها بالتنصل، مستمتعًا بمنكافتها:
- وان مسيبتش هتعملي ايه؟ لو راجلة فكي نفسك.
جاهدت بيأس حتى دبت الأرض بقدميها متذمرة:
- يا بوي عليك لما تغلس.
وكان رده قهقهة عالية، يفتنه كل فعل منها، حتى الغضب يراه منها جميل، عجيب امر هذا العشق.
❈-❈-❈
دلفت اليه داخل غرفة مكتبه بالشقة، بخطوات مترددة ، تفرك كفيها ببعضها، تفتح فاهاها وتغلقه في اللحظة عدة مرات ، حتى شعر بها دون ان يرفع رأسه عن الاوراق التي يباشر العمل عليها:
- عايزة ايه يا هدير؟ اتكلمي .
جسرت نفسها لتخبره على الفور:
- عايزة اروح الفرح .
- فرح مين ؟
ساله ليصدر صوتها بالإجابة التي صعقته:
- فرح ورد اخت بسيوني .
- مين؟ انتي عايزة تروحي
هتف بها بحدة قابلتها هي بشجاعة :
- انا جولت فرح ورد عشان هي صاحبتي، والفرح معمول في ساحة الدهشان، مش في البيت نفسه.
- وتفرق.
- ايوة تفرق عشان هي صاحبتي زي ما جولتلك، وجاتني هنا ودعتني بنفسها،
توقف يطالعها باستغراب:
- صاحبتك كيف، وهي في تانية كلية ، انما انتي..
- دبلوم، عارفة نفسي، بس هي صاحبتي من الاعدادي، اينعم كانت سابجاني بسنة ودخلت ثانوي وتعليم عالي، انما عمرها ما اتكبرت عليا حتى بعد ما اتخطبت لبيه كبير من مصر ، برضو مبطلتش سؤال عني، ولما تشوفني كأني شافتني امبارح.
كلماتها المقصودة وصلت اليه بوضوح، ليكتنفه الخجل بداخله، وقد وصله المرارة التي تتحدث بها، لبياغتها بسؤاله
- هدير انتي عايزة تكملي كلية؟
كان بصمتها وهذه النظرة المتشككة ابلغ رد له، لتبزغ ابتسامة بثغره ويفاجئها برده:
- انا بتكلم جد، لو عايزة من بكرة اسعالمظ في الموضوع ده، فكري كويس واديني قرارك عشان مش بهزر، وان كان ع الفرح، ف انا موافج .
- صح والله يا عمر.
صدرت صيحتها بلهفة ذكرته بهدير القديمة، لتقترب بالخفة التي افتقدها منها ، ثم تقبله على وجنته مرددة:
- شالله يخليك يارب ، ويسعد ايامك، انا هروح البس بسرعة عشان البنات بجالهم ساعة بيتصلوا بيا،
قالتها وتحركت سريعا لتهرول من أمامه ، فظل لمدة من الوقت يطالع اثرها بانشداه محدثا نفسه:
- تبا لها الرزانة والتعقل ان نزعت من الإنسان الطفولة، كما تبا له من الاحمق، حتى لا يشعر بقيمة الأشياء الجيدة بحياته الا بعد فقدانها..... او ربما مازال هناك فرصة لأعادتها مرة أخرى
❈-❈-❈
في المساء
كان الفرح ممتلا على آخره بقائمة المدعوين وغير المدعوين، على منصة العرسان، جلس الاربعة، مشمش وفرحتها كطفلة فازت بجائزة اليانصيب، رغم عتبها عليه لتركيزه المنصب على شقيقته وعريسها الذي لا يكف عن الرقص وسحبها معه.
- شايفة يا مشمش، الواد المجلجلز ده ، عمال برجص في البت ويشيل فيها من غير خشا ولا حيا.
خرج ردها بعبوس:
- على الاقل مبين انه فرحان بيها مش زيك ، مش معبرني من أساسه، ولا اكني مغصوبة عليك .
التف إليه بجزع ينكر:
- لا يا مشمش، ايه الكلام ده؟ يعلم الله يفرحني بيكي ايه، بس الواد مخايلني،
تقريت اليه بمكر تعرض:
- طب ما تيجي نعمل زيهم، هو احنا كبار ع الرقص، ولا رجلينا مش شايلانا.
هز برأسه رافضا:
- لا لا يا مشمش، حن عليكي انا راجل طول عمري بهيبتي، اخري ارجص بس بالعصاية.
- خلاص يبقى اعملها .
- هي ايه؟
- الرقص بالعصاية.
وقبل ان يستوعب وجدها تشير للفتي العامل على ادي جي، ليحول الفقرة لرقص بالعصا، ثم اشارت نحوه لتلتف جميع الأبصار اليه ، بعد ان صدح صوت المزمار البلدي، ليتطوع احد الشباب يحمل زوج من العصا يعرض عليه احدهم ليبارزه بمرح ف استجاب له، وكانت فقرة تخطف العقل ، حتى اجبرت شقيقته وعريسها على التوقف ،والمشاهدة كالبقية.
❈-❈-❈
ومن مدخل الصوان دلفت توزع ابصارها على الجميع ، لم تكن هذه المرة ملفته للنظر كعادتها بارتداء الثياب الفاخرة، ووضع زيننها من المصوغات الذهبية بكثرة،
في السابق كانت تتعمد ذلك لتكيد الجميع بجمالها وحسبها ونسبها، اما الاَن وقد استدركت لغباء تفكيرها بمصيبتها بالزواج من هذا ال......
ماذا تقول؟ وكيف تحكي لتشمت الجميع بها، بعد ان اكتشفت حقيقته، في فترة وجيزة لا تتعدى الشهرين من الزواج، كسكين مغروز بجانبها، ولا تقوى على البوح
عنه
اللعنة عليه، لقد خطفها في حلم جميل جعلها تحلق وتصل النجوم، ثم اوقعها شر وقعة بمعرفة صنفه من الرجال ،
تلك الفئة التي تعيش على مال ومجهود الآخرين، لا تدري تضحك ام تبكي حينما تتذكر اخذه لها الى مسكنه القاهرة بعد فضاء شهر عسل بمالها من الفيزا الحساب الذي تملكه،
حينما دلف بها إلى الفيلا التي حلمت بها، واسرها المنظر من الخارج،، اما بالداخل فقد كادت ان تصاب بأزمة قلبية لقدمها ووجود الاثاث القديم بها، وحين سألته كان رده كالعادة لنها ورث عزيز من والدته ولا يجد الراحة الا بها،
وقتها اضطرت لمجارته على أمل المغادرة قريبا والذهاب الى إحدى ممتلكاته بالقرى الشهيرة، لتمر ايام قليلة ، وتظهر الحقاق امام عينيها، واحدة تلو الأخرى، انه عاطل وليس لديه شركات من الاصل، لا يملك غير هذا مسكن ولولا وجود ورثة معه لتمكن من بيعه ثم الصرف ببذخ، وضياع الأموال على القمار، فهذه عادة تجري بدمه، حنى لو حصل يوميا على الااف من الأموال سوف يًضيعها .
حتى حينما ثارت به، واعتقدت انه سينكر، فأجاها برده
بتخلص فلوس الفيزا ع الشرب والقمار يا صلاح ، طب ما تبجشش من جيبك، ولا انت فالح بس في الوخد وياريت بتصرف على حاجة زبنة
رد ببساطة يضع قدما فوق الأخرى:
، ومالوا يا بيبي، المهم اني اصرف واتمتع، هما اللي زينا اتخلقوا ليه؟ نش عشان يصرفوا
- اصرف من جيبك .
صرخت بها لتكمل بهياج:
- عاملي بيه وعايز تبذر ، يبجى اتشطر واصرف من جيبك، مش تصرف من جيب مرتك، انت اللي زيك بيتقال عليه كلمة واحد في بلدنا، ( نطع)
تخلي عن بروده لبنهض يربت بكفه على خدها بتحذير :
- بلاش قلة ادب يا بيبي ياروح اشتكيكي عند اهلك ، ولا حتى اوصفلهم الوضع ع الطبيعة، اوعي تفتكري اني هنكسف، المهم بقى انتي ساعتها هيبقى شكلك ايه ؟
انا طول عمري عايشها بالطول والعرض، عجبك تعيشي معايا وتعرفي من عز ابوكي أشطة اوي، مش عاجبك يلفت ارجعيلهم عادي اوي ، انا مش غرمان حاجة في الحالتين