-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل الأخير - 1 - الأربعاء 8/5/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الأخير

1

تم النشر يوم الأربعاء 

8/5/2024



رغم القسوة التي تصدر من كلمات عزة ، ولكنها كانت مقدمة جيدة لتزرع الامل بداخل ابتسام وكأنها تعطيها فرصة للرد رغم غضبها، لذا تحركت على الفور لتجيبها عملي وهي تجلس أمامها على طرف الطاولة الخشبية التي تتوسط الصالون، مخرجة لها الهاتف على صورة بشاشه معقبة:


-انظري هنا في البداية كي تعلمي ما أقصده.

تمعنت النظر جيدًا في الصورة عزة قبل أن ترفع رأسها إليها هاتفة بغضب:

-ما هذا؟

اومات لها ابتسام على واحدة اخرى، ثم الأخيرة، لتزداد عزة وتزداد عينيها اشتعالًا بالهتاف:


-ما بكِ يا امرأة؟ تدعين انك مظلومة ثم تخرجي لي ما يثبت عليك الجريمة! ام أنك تقصدين هذا؟

ردت تجيبها الأخرى بالهتاف أيضًا:

-لا هذا ولا ذاك، انا اقصد ان هذه الصور هي ما يمسكها على زوجك، وقد التقطها على غلفة مني، وانا أظنه الطبيب عزيز وليس هو، اقسم بالله.


صاحت عزة باستنكار شديد وهي لا تستوعب الكلمات:

-والطبيب عزيز أيضًا؟! ما ألذي اصابك يا امرأة، ام انت مسلطة علي كي تجعليني  ألد مبكرا؟

تنهدت الأخرى لتجيبها وهي تتناول الهاتف مرة أخرى لتتلاعب بشاشه:


-سأشرح لكِ كل شئ بالتفصيل، وانتِ تقرأين في هذه الرسائل.

تناولت عزة الهاتف لتفعل كما طلبت منها، لتبدأ الأخرى بسرد ماحدث.

❈-❈-❈


بعد قليل 

وبعد ان قصت عليها كل شئ ولم تترك تفصيلة واحدة، كانت المفاجأة من نصيب عزة، معرفة الوجه الحقيقي لهذا الرجل المدعو زوجها، وهذا التدبير وهذا التخطيط المحكم للإيقاع بجارته ثم التسبب بحبس الجار رفيقه، من أجل الانفراد بالزوجة لكي تُذعن مضطرة لمطلبه، إنه لم يُقدر حق الجار او العشرة التي جمعت بينهما.


 إنه حتى لم يعطِ قيمة للعيش والملح الذي جمع بين الأسرتين، وهي التي كانت تظن دومُا ان خلف الشخصية الساكنة والغامضة له، يوجد شخصية أخرى غائبة عنها ولا تعرفها، تكتشف الاَن انه بهذا السوء وهذا الشر، هذا الرجل يحمل بداخله تشويهًا أكبر وأكثر قبحًا من هذا الشئ الظاهر على وجهه. 


-هل صدقتيني الاَن يا عزة؟ 

هتف بها ابتسام لتقطع عنها شرودها، طالعتها الأخرى بصمت لعدة لحظات قبل ان تجيبها:

-نعم صدقتُك، ولكني أحملك معظم الذنب. 

اومأت بسبابتها نحو نفسها تخاطبها بدهشة:

-انا يا عزة...


قالتها ثم توقفت فجأة تستدرك مقصدها، لترد مطرقة الرأس بندم:

-نعم بالفعل اتحمل كثيرًا من الذنب، فولا استهتاري وسعيي خلف سراب، ما كان كل هذا حدث.

رددت عزة من خلفها بحزم:


-هذا لم يكن استهتار وحسب، بل كان تساهل وهو ما أدى إلى هذه النتيجة التي نحن بصددها الاَن.

صمتت لتظل على وضعها متقبلة النقد ولو بلغ حتى التجريح، فهي بحاجة إلى ذلك، لتشجع عزة على المتابعة:


-لمَ يا ابتسام؟ كيف لكِ بتقبل الغزل من رجل اَخر غير زوجك، لما لم تُشغلي عقلك حينما دعاك لدخول المنزل، بحجة المفاجأة الوهمية، حتى لو كان هذا الرجل هو الطبيب نفسه كما تخيلتي، استجابتك لتقبل رسائل الغزل شئ.


 وتقبل هذا الدعوة شئ اَخر، كان يجب عليك الرفض من البداية، قبل ان تدخلي ويغلق عينبك بالغمامة، لتعطيه الفرصة كي يفعل بكِ ما يشاء يا أمرأة.


خرجت الأخيرة بصيحة غاضبة جعلتها ترفع رأسها إليها لتبوح بما تود قوله.

-صدقتي والله يا عزة ولكني كنت كالمغيبة وقتها... في دنيا اَخرى غير تلكِ التي نعيشها في حاضرنا،  ان تشعري بعشق رجل كالطبيب عزيز يمطرك بكلمات الغزل.


رومانسية تقطر مع كل رسالة، تجعلك تلامسين نجوم السماء بالسعادة التي تغمرك، حينما دعاني وقال أحضرت لكِ مفاجأة، انتابني شعور قاتل بالفضول كي أجرب هذا الشئ، والذي طالما حلمت به، وانا اتخيل رد فعلي بالهدية وشكل الورود والشموع، حتى نسيت ان خلف الهدية يجب ان يكون هناك مقابل..


توقفت برهة لتمسح بأيدي مرتجفة الدمعات التي تساقطت منها، ثم تابعت لعزة المنصتة بتركيز:

-حينما امتدت يداه واحطاتني؛ قبلني بنعومة جعلتني  اصدق أنه أميري بالفعل، فضعُفت وصدر اعتراضي بضعف استغله هو، ليزيد بفعله.


حتى استفقت من غيبوبتي، واشتدت مقاومتي لأتمكن   من نزع الغمامة عن عيني، لأرى الحقيقية في أبشع صورها، برؤية وجهه القبيح...

أوقفت مضطرة مع بكاؤها الذي استمر لعدة لحظات، قبل ان توقفها عزة بقولها الحازم:


-والاَن ماذا ستفعلين؟ وقد أصبحت فريسة سهلة إليه، بعد ان تخلص من زوجك بحبسه،  وقد زدت الطين بلة، بهذا الوعد الذي سحبه منك، بعد أن أسقطك في الفخ وأشعل قلبك بنيران الأنتقام؟

-سوف اهرب. 


قالتها وهي ترفع رأسها وتجفف على وجنتيها من جديد، لتسألها عزة باستفهام:

-كيف؟

اجابتها الأخرى بتصميم، لقد اتصلت بشقيقي الأكبر،  وطلبت منه الحضور، فهو الأعقل بين جميع إخوتي،  سوف أقص عليه كل شئ واتحمل منه حتى لو ضربني. 


لأضع الأمر بين يديه، أثق أنه سيستطيع التصرف بحكمة، لأخرج من هنا بعد ذلك، وأعود لبلدتي ويُصبح  مسكني الدائم  هناك.


حتى لو خرج عصام من محبسه سأشترط عليه ذلك لعودتي إليه، فقد كرهت المدينة وكرهت بهرجتها الخادعة، ولكني سأشتاق إليكِ بشدة يا عزة، فسامحيني لاني لن اعود بزيارتك إلى هذا المنزل مرة أخرى.


اعتلى وجه المذكورة ابتسامة صافية، لترد بسماحة:

-ومن قال أنني سأظل هنا مع هذا الرجل بعد الذي عرفته عنه؟ لقد انقطع العيش بيني وبينه الاَن.

ظهر على وجه ابتسام الأسف لتقول بحرج:

-يا إلهي، لا اريد ان اكون سببًا في الانفصال بينكم. 


ردت عزة وهي تربت بكفها على ذراع الأخرى:

-لا تأسفي على هذا الشئ حبيبتى، وقد أصبحت السبب في كشف حقيقته وهذا الوجه البشع الذي يخفيه خلف سكونه، لقد كنت صابرة على أمل تغيره ولكن الآن وبعد الذي عرفته مِنك عنه، فليذهب إلى الجحيم.


أشرق وجه ابتسام لتردف بابتسامة شقية بعد ان اراحتها كلمات عزة:

-بصراحة هو بالفعل يستحق الجحيم، تبا له من كريه، لا ادري كيف تعاشرينه يا امرأة؟

استجابت لها الأخرى بالضحك، لتتحول جلستهن لود افتقدنه من فترة.


جاهلين عن من وقف يتصنت منذ فترة من الوقت لا يذكر عددها، بعد عودته منذ قليل، حينما تذكر نسيانه لمعطفه، ليفاجأ بحضورها المنزل، وصوتها يدوي بالحديث مع عزة، ليظل واقفًا خلف الباب، يسمع بأذنه كل ما قد قيل بعد ذلك، حتى وصل إلى سخريتهن منه، فلم يقدر على  المواصلة،


 ليعدل عن دخوله المنزل ويرتد بأقدامه بحرص ليهبط الدرج ويغادر الملحق، ونيران اشتعلت في صدره جعلته يود إحراق الأخضر واليابس امامه، الريفية الملعونة صاحبة العقل الصغير تضحك عليه وتشجع امرأته لتركه، بعد أن فضحته أمامها. 


ترك عمله وظل لبعض الوقت أسفل مبنى الملحق، يقطع الأرض ذهابًا وإيابًا، حتى انتبه لنافذة غرفة النوم التي اضاءت، ليعرف ان امرأته بالداخل،  هذا يعني ان الأخرى قد غادرت، فتناول هاتفه على الفور يتصل بها، اول مرة لم ترد ولكن وفي اتصاله الاخر جاءت الإجابة:

-نعم ماذا تريد؟


اجاب على الفور بحدة أجفلتها:

-اريدك الاَن امامي على الفور، انا في انتظارك أسفل المبنى.

وصله صوتها المتأفف باستنكار زاد في اشتعاله؛

-تريد من؟ ومن التي سترضى بنزولها إليك في هذه الساعة، أجنتت يا رجل؟


سمع منها ليهدر بحريق ووعيد:

-اقسم يا ابتسام، إن لم تلتزمي حدك في الرد علي، لسوف أجعلك تدفعين ثمن كلمة تتفوهين بها.

شعر بنتيجة تهديده في ردها بعد ذلك والذي جاء بصوت مهتز:


-لا داعي لكل هذا لكل هذا الانفعال، انا فقط معترضة على الوقت، فالساعة الان تقترب من التاسعة. 

اردرف بعدم اكتراث:

-لا يهمني الوقت، انا اريدك الاَن في أمر هام لا يحتمل التأجيل، وان لم تفعلي وتنزلي على الفور، فلا تلومي بعد ذلك إلا نفسك.


قالها ثم انهى المكالمة على الفور دون انتظار، ليستند بظهره على جدار المبني ويعود بتنفيس غضبه عبر 

إحراق السجائر.

اما هي فقد شل الرعب اطرافها بعد تهديده السافر لها، ارتدت عباءتها السوداء وخرجت مضطرة.


 كانت تود اخبار عزة ولكن أشفقت ان تزعجها وقد عرفت برغبتها في النوم من قبل أن تغادرها، فحسمت لتنزل إليه، تود مرور هذه الساعات على خير، حتى حضور أخيها.


خرجت إليه خلف المبنى، لتجده يعتدل عن وقفته بالاستناد على الجدار وفور أن اقترب منها، هتفت بوجه سائلة بغضب:

-نعم ماذا تريد الاَن بعد أن أجبرتني على النزول الاَن؟


الصفحة التالية