-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل الأخير - 2 - الأربعاء 8/5/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الأخير

2

تم النشر يوم الأربعاء 

8/5/2024


تنهد يرمقها بنظرة مطولة بهدوء مريب قبل أن يجيبها باقتضاب وهي يتحرك من أمامها:


-إلحقي بي.

-أللحق بك إلى أين؟

غمغمت بها تسير مضطرة خلفه لتتوسع عينيها بجزع فور أن رأته يضع المفتاح بالباب الخارجي للمطبخ الذي دخلت عبره قبل ذلك لمنزل الطبيب، فهتفت بارتياع:


-ماذا تفعل؟ الم نتفق على تركي حتى أستعد؟

انهى فتح المنزل وقام بدفع الباب اولا ثم رد:

-نعم اتفقنا حبيبتي، أنا لم أنسى شئ، ولكني كما قولت سابقًا، اريدك في أمر هام، فلا تزيدي بتأخيري عن العمل.

أدخلي .


انتفضت لتخطو بتردد متمتمة:

-وهل هذا أمر لا يصح مناقشته سوى في الداخل؟

برق امامها بعينيه يرمقها بنظرة محذرة:

-كفي عن الجدال، وحركي اقدامك جيدًا، أنا على عجلة من امري، إنجزي .


مع صيحته الأخيرة اذعنت، لتنضم وتلج معه إلى المطبخ، ثم تبعته للداخل حتى وصل بها إلى الغرفة نفسها لتتمتم بقلق:

-ماذا؟ هذه الغرفة مجددًا؟ 


تجاهل الرد عليها ليُلقي سلسلة مفاتيحه على المقعد الوحيد بالغرفة، قبل ان يلتف إليها، يطالعها بصمت استفزها، لتعود سائلة بنزق:

-والاَن ماذا تريد؟ وما هذا هو الأمر الهام الذي لم تجد مكانًا إلا هنا لتخاطبني عنه؟


شبك كفيه ليطق طق بهم على عجالة، قبل ان يتحرك، ويباغتها بلف ذراعيه حولها فجأة ويضمها إليه، هتفت هي مجفلة من فعلته:

-ماذااا ، انسيت اتفاقك معي؟.

تبسم قائلًا:

-بل أنقضه حبيبتي.


وقبل ان تستوعب وجدته يقبلها بقوة، فنازعت حتى خلصت نفسها عنه بصعوبة لتبتعد، فقالت تهادنه رغم ارتياعها؛ حتى يكف عنها:

-يا عمران، لا تكن عجولًا، انسيت عملك في المناوبة؟ 

تبسم يجيبها ببساطة:


-فليذهب عملي إلى الجحيم، المهم سعادتي معكِ حبيبتي، فقد قررت ان تكوني ملكي الليلة والاَن.

ارتجف قلبها من الفزع، فإظلام وجهه أنبأها انه يقصد بالفعل قوله، وليس مجرد تهديد، لذا لم تجد أمامها سوى الركض صوب باب الغرفة، علُها تنجح بالهروب او غلقه عليه.


ولكن وما هي إلا خطوتين حتى وجدته يتمكن من الإمساك بها ويرفعها عن الأرض بذراع واحدة، ليلقيها على التخت ويثبت ذراعيها بجوار رأسها، فصاحت إليه بجزع:

-تعقل يا عمران ارجوك، لما تبث في قلبي الرعب منك؟


كز على أسنانه يهدر بعينين تشتعلان جحيمًا:

-ولما لا افعل؟ اعطيني سببًا واحدًا حتى اتراجع عما انتويه؟ أي شئ يهدأ نيران صدري بعد خداعك لي؟

-انا لم افعل شئ..

قالتها ليقاطعها بصيحة هادرة:


-

-واتصالك اليوم بأخيك حتى تهربي معه، وتخبريه عن أمرنا، ماذا تسميه؟

سمعت منه لتتوقف عن المقاومة فاغرة فاهها مصعوقة، فاستطرد هو:

-اخبار زوجتي عن أدق التفاصيل، حتى تتركني وتحرمني من الطفل ماذا تسميه؟ السخرية مني والضحك علي من خلف ظهري ماذا تسمبييه؟


صاح بالاَخيرة بعنف جعلها تبكي على الفور برعب وقد فهمت الاَن انه سمع كل حديثها مع عزة، لتردد له من بكاءها برجاء:

-انا أسفة، سامحني، اقسم الا افعل شى يغضبك بعد الاَن، ولكن اتركني اليوم ارجوك .


ظل يطالعها عدة لحظات بصمت ساكنًا حتى ظنته سيستجيب، لتزيد من رجاءها:

-سامحني يا عمران أرجوك.

اومأ برأسه يترك ذراع واحدة، ليميل مبتعدًا عنها قليًلا نحو الكمود.


 همت لتعتدل وقد حسبت أنه سيتركها،  لتفاجا بعودته سريعا، وبيده شريط هدايا، فلوح به أمامها يقول:

-كان هذا من ضمن الأشياء التي اتيت بها لأزين الغرفة من أجلك، وأصنع لك الجو الرومانسي وهذه الأشياء السخيفة التي تعشقها النساء، قبل ان تصدميني بنفورك واحتقاركِ لي.


حركت رأسها باستفهام، ليفاجأها بفعله، وهو يردف:

-لقد جاءت فائدته الصحيحة الاَن!

قالها ليتناول اليد التي تركها منذ قليل لليضُمها مع الأخري، صرخت تحاول اثناءه بمقاومة ضعيفة لا تناسب قوته:

-دع يدي، اتركني ياعمران ولا تفعل.


اتم وثاقهم بقوة ليربطهم بقائم التخت في الأعلى غير عابئ برجاءها ولا بكاءها، ثم قام بنزع حجابها وربط به يكمم فاهاها، ليخرج صوته اَخيرًا:

-لقد خسرت الكثير من أجلك وجاء الاَن وقت استراد الدين. 

صرخت بصوت مكتوم أختلط برعبها، لتكمل بالبكاء بلا توقف، ليكن هذا اقصى ما تستطيع فعله .


❈-❈-❈


على صوت جرس المنزل الذي كان مستمرًا بالإزعاج، حتى جعلها تستيقظ من نومتها بسخط،  لتنهض مجبرة وهي تُجهز قائمة من السباب لو كانت جارتها هي من تفعل ذلك، فرأسها الثقيل لم يشبع جيدًا من الراحة بالنوم.


 وصلت إلى الباب الخارجي لتغمغم ولسانها يتجهز للشتائم:

-نعم يا حمقاء لقد استيقظت، ماذا تريدي؟

قالتها وهي تفتح الباب لتُجفل على رؤية رجل غريب يقف أمامها، والذي تحمحم يشيح وجهه للجهة مردفًا بحرج:


-اَسف سيدني لو ازعجتك، ولكني لم أجد غيرك أمامي .

كانت عزة في هذه اللحظة تلف حاجبها جيدًا، فانتبهت لتسأله بفضول:


-لا تؤاخذني في السؤال، ولكن من أنت؟

اجابها ورأسهِ مازالت على الناحية الأخرى:

-أنا اسماعيل شقيق جارتك ابتسام في هذا المنزل .

ذهبت أبصارها نحو ما يشير، ثم عادت لترحب به:

-مرحبًا مرحبًا، اهلا بيك يا أخي، أنا عزة فلا تخجل مني


قالت الأخيرة لترفع عنه الحرج، فالتف إليها يصافحها مرددًا:

-بارك الله فيكِ يا سيدة عزة، لقد عرفتك دون تقديم،  فشقيقتي لا تكف عن ذكر إسمك في كل جلساتنا معًا.

اومأت له بابتسامة ودودة ترد:


-نعم وانا أيضًا عرفتك من قبل أن تخبرني، هذا لأنها أخبرتني بحضورك بالأضافة إلى هذا الشبه بينكم، ولكنها ذكرت بأنك ستحضر في الصباح وليس الان.

التف إليها جيدًا الشاب ليجيب بوجه متغير:


-لقد وعدتها بالفعل أن أصل في الصباح، ولكني لم اقدر على الإنتظار والصبر بعد اتصالها بي وطلبها الحضور ضروري، لاَتِي الاَن ولا أجدها.

-لا تجدها! كيف؟

هتفت بها عزة وعينيها ذهبت نحو الباب الملغق لتكمل:

اضغطت على الجرس جيدًا؟


اومأ الشاب بنزق:

-نعم سيدتي، فقد ضغطت جيدًا، وصرت اطرق على الباب حتى توجعت يداي بلا فائدة، حتى هاتفها اتصل عليها بالمئات ولا تجيب.

تعقد حاجبي عزة باندهاش، لتجيبه بالقلق هي الأخرى:


-لقد كانت عندي هنا بعد المغرب، واستمرت جلستنا لفترة كبيرة من الوقت، حتى تركتني لكي أنام، وهي لا تخرج أساسًا في هذه الساعة.

-هل من الممكن ان يكون اصابها شئ ما؟

تساءل بها الشاب وكأنه يحدث نفسه لتبرق عينيها بالفزع تقول له:


-نسأل الله السلامة، تفاءل بالخير يا أخي .

صرخ الشاب بنفاذ صبر:

-ونعم بالله، ولكني لن اظل واقفًا كالعاجز ولا أفعل شئ.

ساكسر الباب.

قالها وهم بالتحرك ليفعل ولكنها اوقفته:


-إنتظر يا أخي دقيقة، فربما قد تكون ذهبت لتبتاع شيئًا ما من محل البقالة بجوارنا، انتظر هنا حتى اتصل بصاحب المحل.

قالتها متوجهة على الفور للداخل تتناول هاتفها مع الشعور بقبضة قوية على قلبها، وإحساس غريب يدفعها لعدم الاطمئنان على الإطلاق.


عادت إلى الشاب من الداخل لتفاجأ بالطبيب عزيز امامها، ليسألها على الفور:

-أين زوجك يا عزة؟

ردت بعدم فهم:

-زوجي أنا ما به؟


هتف الطبيب يجيب بانفعال:

-أتصل به منذ ساعات ولا يرد، والاَن أصل ولا أجده في حراسة المبنى، سوف احاسبه على هذا الإهمال، اما الاَن فتعالي أنت يا بني لتحمل معي الجهاز الطبي الجديد للعيادة.


وجه الاَخيرة لشقيق ابتسام إسماعيل والذي هم ليعترض:

-ولكن...

قاطعته عزة على الفور تخاطبه بإلحاح:

-إذهب لتساعد الطبيب في حمل الجهاز يا أخي،  وانا سوغ أتصل وأطمئنك بإذن الله.


قالتها في محاولة لصرف الشاب عنها قليلًا، حتى إذا ما غادر مع الطبيب، دخلت لمنزلها سريعًا، حتي تبحث بنفسها، فالربط بين إختفاء الإثنين، يجعل الظنون تدور برأسها ويذهب عنها إلاطمئنان لغير رجعة. 


❈-❈-❈


من الباب الخلفي للحديقة دلف الطبيب وهو يحمل في الجهاز الكبير بمساعدة اسماعيل، والذي كان يحمل الجزء الأكبر لقوته الفارقة عن الطبيب الذي كان يغمغم بالسباب على المدعو عمران، لترك عمله اليوم مع غياب عصام، ويتورط هو بحمل شئ لم تعد به لياقة بدنية لفعله.


دلفا الإثنين بحملهما الثقيل من باب المطبخ الخلفي ليكملا طريقهما في اتجاه العيادات، فانتبه الطبيب إلى  إلى إنارة اللمبة الكهربائية للمطبخ، والرواق خارجها، ليتمتم بارتياب:

-ما هذا؟ من ألذي أشعل الإضاءة في المنزل؟