-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 جـ 2 - 1 - الجمعة 17/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثامن

الجزء الثاني

1

تم النشر يوم الجمعة

17/5/2024



رفعت عينيها للإمام تبحث عن زوجها لتجده يجلس بجانب بعيد ويمسك هاتفه مايل بيده ويضغط على الشاشه بحماس كبير لتفهم بأنه يلعب بالتاكيد ولم يهتم الى حديثها أبدا، هزت راسها بيأس و إحباط منه فلو كان شخص آخر و قالت ما قالته له للتو لكان أثر الكلام فيه بالسلب وشعر بالحرج! وانها طعنت كبريائه وكرامته وتحرك يبحث عن عمل اي شيء حتى يثبت لها نظريتها العكسيه! وليس جالس بالزوايا يلعب دون مبالاة !.  


❈-❈-❈


استغل منذر الفرصة للتودد إلى ضحي حتى تتعلق وتثق به بسرعه، ليعجل من أمر الزواج فاقترب منها بدرجة كبيرة حتى أوشك ذراعه على ملامسة ذراعها. شعرت ضحي بالحرج من جرأته، فنظرت له بقوة فابتسم لها بهدوء وتحدث قائلاً موضحاً


= مبروك يا ضحى .


أجابته مبتسمة بصعوبة وهي تعض على شفتها السفلى


= الله يبارك فيك، هو انت زودت الذهب اللي اشتريناه سواء؟ انا حاسه انه زاد عن المره اللي فاتت وفي حاجات ما اخترتهاش .


هز رأسه بهدوء بالإيجاب، لتحدق فيه بعدم تصديق و انعقد ما بين حاجبيها بدرجة كبيرة، فسألته بغرابة


= طب ليه عملت كده ده كتير أوي.. وما لوش لزوم، انا اصلا مش متعوده على لبسه 


أومــأ لها بعينيه ببساطة وتحدث بهمس جاد


= عادي بكره تتعودي!. 


ضمت شفتها بعدم رضا وقبل أن تحرك شفتيها لتعترض، حدق فيها بنظرات ضائقة وهتف بصرامة جادة


= خلاص بقي يا ضحي النبي قبل الهدية،  وهدايا المخطوبين والعريس للعروسة، مش بتترد مهما حصل! تمام.


تطلعت فيه الأخري بنظرات معاتبة، وردت عليه بعبوس قليل


= متهيالك لما بيسيبوا بعض ويحصل مشاكل الطبيعي انها تترد من تاني بالذات لو العروسه هي اللي هتسيب .


ضاقت نظراته نحوها حتى كادت تخترقها وهو يقول بجدية


= بس احنا مش هنسيب بعض مهما حصل! انتٍ خلاص بقيتي على اسمي وليا من ساعه ما لبستي دبلتي.. ما هي الدبله في عرف عيلتنا ذي الجواز بالضبط، الأصول أصول يا ضحي. 


صمتت بارتباك وهي تسمع كلماته و نظراته العميقة تلك التي تغلغل إلى خلايا عقلها رويدًا رويدًا فتشبع بها، باتت لحظات تؤجج من حماسها الشغوف إلى التطلع إليه، وترقبت بتوتر النظر له، ثم هز كتفيه يضيف معترضًا بعبوس زائف


= وبعدين ما كنتش اعرف انك بايعه كده من اولها وبتفولي علينا نسيب بعض


هزت رأسها بسرعه هامسة بخجل


= لا والله مش قصدي انا بتكلم في العموم يعني.. هو بس الدهب.. ده كتير و...


رد عليها بلا تردد وقاطعها بصرامة


= مافيش حاجة تغلى عليكي، المهم إنك مبسوطة و ده كفاية عندي!


خجلت أكثر من عبارته تلك فأخفضت نظراتها متحرجة منه، فرك مؤخرة عنقه بتوتر طفيف، ثم مال عليها برأسه هامسًا


= بقول لك ايه هو انا لو طلبت من والدك ان احنا نخرج دلوقتي هيوافق؟ 


ارتفع حاجباها للأعلى في تعجب واضحة، و قالت بصوت خافت 


= نخرج ليه وهنروح فين؟.  


❈-❈-❈


مررت اخوات ضحي الاثنين أنظارهم الحادة على أوجه الجالسين حولهم مبديين نفورهم من كل شيء، وبالأخص تجاه عريس ضحي حيث أصابهم الصدمة والحقد وهم يشاهدون المشغولات الذهبية التي اشتراها لها، حدقت أحدهم أمامها بنظرات حقودة متمتمة من بين شفتيها بصوت خفيض


= شايفه اللي انا شايفاه بنت اللذينه جايبلها دهب من اكبر محل جواهركي في المنطقه، صبرت لحد ما نالت بصحيح.. كَلتها والعة بنت الإيه!


هزت رأسها الأخري مرددة بإحباط


= لا واحنا اللي كنا عمالين نغيظ فيها بجوازاتنا كاننا خدنا احسن رجاله في العالم! ده احنا ما جالناش ربع اللي معاها.. ده انا سمعت كمان من ابوكي ان العريس هيشيل كل لوازم البيت لوحده وهي يا دوبك هتيجي بشنطه هدومها.


زفرت بصوت مسموع، تجيب عليها بخيبة أمل 


= حسره علينا، فضل عريس الغفله اللي انا اتجوزته يثبت فيا بالكلام، وفي الأخر مش بأشوف غير الهم والغم! ويا ريته عاجب كان بيجيب لي اقل حاجه وبسكت وأرضي عشان امشي الجوازه.. واقول أي حاجه والسلامه المهم اني هتجوز زي البنات وابقي عروسه!  


صمتت للحظات وهي تراقب سعادة أختها مع خطيبها وكيف الأخر كان مهتم بها إلي ذلك الحد؟ فمن كان يتوقع بان ضحى ستنال كل ذلك بالاخير بعد كل هذا الانتظار والسنوات التي مرت! والجميع حولها يعاقبها على شيء ليس بيديها ويعايرها بعدم الزواج حتى الآن؟ و بالنهايه هم أنفسهم يجلسون ويشاهدون باعين حاقده وغيره ما يحدث .


نظرت إلى جانبها نحوه أختها مجدداً بضيق وهي تردف بعدم رضا 


= تفتكري لو كنا صبرنا زيها كده كانت هتجيلنا رجاله احسن زي منذر ده عريس أختك و يقدرنا، احنا اصلا ما فيش حد من اللي اتجوزناهم كان عاجبنا بس كنا خايفين نصيبنا يطلع زي ضحى وغيرها ونفضل كده والعمر يكبر من غير جواز! بس على النظام ده كاتنه خيبه 


ردت أختها عليها بتهكم


= وانتٍ جايه تقولي الكلمتين دول بعد ما كل واحده منا اتجوزت وخلفت بدل العيل ثلاثه، 

ارضي بنصيبك احسن وربنا هيراضيكي!


وضعت يدها على فخذها ضاربة إياه عدة مرات بخفة من الغيظ والحسرة وهي تقول بنبرة ناقمة


= مافيش حاجة بتتغير، هنفضل زي ما أحنا.. صحيح أصبر تنول!. ويا ريتنا صبرنا زي اختك ضحى .


❈-❈-❈


مالت مايسة نحو زوجها ونظراتها تنطق بالغضب والحنق وهي تهمس بصوت منخفض


= انتٍ ازاي سبت إبنك يجيب الذهب ده كله ليها؟ ما احنا عارفين اللي فيها وانها اخرتها مش هيكملوا! كل ده هتاخده في عبها من شقاكم .


لوي فمه للجانب الآخر بتهكم، قائلاً بتذمر


= ومين قالك أن دفعت مليم في الهبل ده؟ دي كلها فلوس ابنك هو لو كان طلب مني كنت هوافق وانا اصلا رافض بس مضطره اوفق  على الهبل ده واسايره! 


لوت فاهها معترضة، ثم أردفت بغضب و امتعاض بصوتها المتهدج 


= وليه أن شاء الله مضطرين ماسكه علينا ذله  هي واهلها ولا إيه اشحال كسره الثلاثين و ساكتين واكبر من الواد بسبع سنين، لو كنت فضلت زيي مصمم على الرفض كان منذر هيرجع في كلامه لكن مش عارفه انت جبت ورا على طول ليه ووافقت 


رفع رأسه للإمام بجمود رغم توتره الداخلي ثم قال ببرود وبملامح هادئة


= وانتٍ ما شفتيش ابنك لما عرف بموافقتها قعد يرمي بالكلام ازاي انه لسه فاكر موضوع بسمة ان هو اللي طلبها الاول وانا جوزتها لمعاذ! خفت ليكون لسه بيفكر فيها وبيحبها وعينه منها والبت قصاده 24 ساعه في بيت واحد والشيطان شاطر! وبعدين احنا في الأساس كنا عايزين نجوزه بسبب الموضوع ده يبقى نوافق على اي واحده والسلام تشغله بقى عنها .


كتفت ذراعيها تقول بلهجة يلفها الإصرار


= بس برده البنت دي مش داخله دماغي! و حرام الذهب ده كله حتى لو ما دفعتش فيه حاجه ده شقي إبنك وتعبه يضيعه كده في غمضت عين الاهبل.. انا مش عارفه ليه عمال يعند و مصمم يتجوز البنت دي بالذات



الصفحة التالية