رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 جـ 2 - 2 - الجمعة 17/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن
الجزء الثاني
2
تم النشر يوم الجمعة
17/5/2024
ضرب كفاً بالأخر وهو يرد بسخط متهكم
= امال هتعملي ايه لما تعرفي ان كمان البيه إبنك عرفت بالصدفه انه رفض ابو العروسه يشارك في حاجه وهو اللي هيتحمل كله.. العفش والاجهزه وهي يا دوبك هتيجي بشنطه هدومها .. خدي مني الناهيه ابنك عمال يعند معانا وخلاص! بس في الآخر لما يجيلي ويقول لي تعالى الحقني يابا من التدبيسه اللي دبسها لنفسه دي ولا هعبره ويشيل بقى نتيجه اختياره على رايه .
اتسعت عيناها بذهول و زاد بركان غضبها الهائج داخلها أثر حديثه أكثر، فردت عليه بصوت محتد
= يا نهار ابيض كمان هو اللي هيشتري كل حاجه في الشقه لوحده! هو الواد ده ماسكين عليه ذله ولا في ايه بالظبط مش من حلاوتها يعني نقول متمسك بيها ووقع لجمالها عاديه زيها زي غيرها واكبر منه كمان .
رمقها شاهين بنظرات حادة، هاتفاً بحنق كبير
= خلاص بقى يا مايسه وطي صوتك احنا قاعدين في بيتهم لاحد يسمعنا من اهلها يروح يقول لهم ويعمل مشكله، عشان تريحي نفسك تقبلي البنت دي انها بقت واحده من العيله من النهارده خلاص وجايز تطلع كويسه فعلا ما حدش عارف .
رمقت ضحي من بعيد بنظرات حاقدة مشتعلة، وتمتمت بغض
= ما هي حتى لو كويسه بعمايل ابنك دي هيطمعها فيه اكتر .
تنهد زوجها بضيق شديد وهتف قائلاً بحذر
= ما قلت لك خلاص بقى اقفلي على السيره دي مش ناقصين مشاكل خلي الليلة دي تعدي على خير، بدل ما حد يسمعك ويحصل مش كويس!
اعوجت مايسة فمها يمينا وشمالا بعدم رضا وهمست بصوت مغتاظ
= طيب يا أخويا.. خلاص سكت أهو!
علي جانب آخر مال منذر علي حماه محاولة إقناعه بالخروج مع خطيبته للتنزه قليلاً سوا لكنه رفض في البداية لكن أصر الآخر حتي استسلم للأمر.
❈-❈-❈
بعد ساعة....
ترجلت ضحي من سيارة منذر الخاصة على مقربة من مطعم، فرفعت عينيها عفويًا نحو المكان فكان رائع حقا، رمشت بجفنيها لتنظر إليه ليبتسم قائلاً بهدوء
= يلا بينا ادخلي .
هزت رأسها واستدارت بظهرها للداخل وهو كان خلفها أشار لها لتجلس علي أحد المقاعد وهو امامها، ارتسم على ثغره ابتسامة عريضة هاتفاً باهتمام
= تحبي تشربي إيه ولا اقولك أحسن نأكل احنا ما عرفناش ناكل من المعازيم والناس حوالينا .
هزت راسها برفض قائلة بصوت محرج
= لا كفايه أي عصير انا مش جعانه بصراحه
أومأ برأسه دون ان يضغط عليها وطلب من النادل اثنين من العصير الطازج، رفع رأسه ليحدق بعمق في عينيها قائلاً بثبات جاد
= ضحي أنا كنت عاوز اقولك كلمتين.. أنا عارف إن الوقت مش سعيفنا نتعرف على بعض أكثر و كل حاجة جت بسرعه، بس كوضع مؤقت أنا الايام الجايه هحاول افضي نفسي عشانك....
صمت متعمدًا ليثير انتباهها أكثر، ثم أكمل بتأنٍ
= وعشاني! عشان كمان ما تحسيش باي فرق انك اقل من اي واحده غيرك، هو بس مش هبقى موجود طول الوقت حسب شغلي لان والدي معتمد عليا في كل حاجه وانا كمان زمان كنت على طول وقتي كله للشغل.. بس
دلوقتي اكيد الوضع هيتغير .
ارتعش جسدها من كلماته الحنونه، فأغمضت جفنيها بحرج كبير
= بس أنا...
رد مقاطعًا بصوت رخيم ومفاجئ
= أنا لو عليا نفسي نتجوز النهارده قبل بكره بصراحة!
تعقدت ملامح وجهها من طلبه المفاجئ بهذه السرعة وحدقت فيه بنظرات جامدة مشدوهة بما تفوه به، لاحظ التغيرات الطارئة عليها، فطمئنها مضيفًا بهدوء
= عارف ان الموضوع ده مش هيحصل غير لما تطمني مني انتٍ وأهلك، وانا والله العظيم ما في نيتي اي حاجه وحشه.. ولا حتى عاوز ااذيكي.. وحتي لو آآ .
ارتعش صوته وصمت بقله حيلة وندم عندما فكر فما يخطط له، فعقدت حاجبيها بتعجب فنهج صدره أكثر هاتفًا بنبرة صادقة
= حتى لو حصلت حاجه زي كده غصب عني قدام هتعرفي أن نيتي مش كده وانتٍ لما تعرفيني اكثر هتفهميني، وهتعرفي اني حتى لو اذيت حد بتوجع اضعاف ما وجعته.. لاني ما بكرهش في حياتي قد الظلم! هو انتٍ ساكته ليه انا قلت حاجه ضايقتك .
أخفضت أعينها بعيدًا عن نظراته المتخللة لها مرددة بارتباك
= لا مش كده! بس آآ مستغربه تمسكك بيا رغم أنك لسه تعرفني من مده بسيطة، يعني حتي ما فيش حاجه مميزه فيا ده انا كمان اكبر منك، هو انت بجد مفكر كويس في الموضوع ده.. يعني ما تحاول تفكر تاني ممكن قدام بعد كده تندم على الاستعجال ده .
هز رأسه نافياً قائلاً بنبرة مزعوجة
= لا مش عاوز أفكر تاني لان اكيد خدت القرار، أنا مبسوط معاكي!
أصرت عليه أكثر، ثم رفعت عينيها في وجهه قائلة باعتراض
= يعني انت موافق على أنك تتجوز وتكمل حياتك كلها مع واحده أكبر منك ... عادي