رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 8 جـ 2 - 3 - الجمعة 17/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن
الجزء الثاني
3
تم النشر يوم الجمعة
17/5/2024
هز رأسه بإيماءة خفيفة وهو يرد بحذر متعمدًا اختيار كلماته
= أكيد يعني، ايه هيكون حد غصبني عليكي مثلا، أنا فعلاً بأعمل ده وأنا مقتنع!
رفعت وجهها في عينيه المحدقتين بها قائلة بخفوت خجل
= ربنا يقدم اللي فيه الخير، ويبعد عننا أي شر!
ظلت أنظاره مثبتة على وجهها، فابتسم لها يجيب بتنهيدة
= احلى دعوه ربنا فعلا يبعد عننا اي شر. ربنا يقدرني وأسعدك!
زاد توترها عندما طال الصمت قليلاً بينهما بعد ذلك، فردت عليه بصوت لطيف
= اليوم كان طويل ومتعب
هز منذر رأسه متفهمًا وهو يرد
= ايوه، بس حلو!
تنهدت ضحي هامسة بقلق طفيف بدا على قسماتها، من عتاب والدها كونها لم تتاخر هكذا خارج المنزل قط
= فعلا معاك حق، مش كفايه كده نروح بقى اتاخرت، وبابا قال لنا ما تطولوش!.
❈-❈-❈
بعد مرور وقت بداخل سيارة منذر الخاصة به كانت جالسة ضحي بجواره متحرجة من الأمر برمته من كونها بمفردها مع رجل لكن ذلك الرجل الآن خطيبها، حسنا لا بأس الأمر جديد عليها ستتعود مع الايام القادمة، أوقف السيارة جانب قرب المنطقه منتظر حتى تمر السيارات التي امامه أولا وبعدها يصعد وفي ذلك الوقت
لمحتهما مصادفة طليقته السابقة وهي تتجه إلى منزلها، فرأت زوجها مع فتاه لا تعرفها سويًا؟ اشتعلت علي الفور بها نيران الغيرة و الغضب و كأن منذر ملكيه خاصه بها فقط حتى وإن انفصل عنها لا يصح ان يكون مع غيرها.. عمدت تغيير مسارها إلى طريقهم
واقتربت من السيارة وهي تضرب علي سقف السيارة بقوة! انتفض الاثنين بخضة و تفاجأ منذر من حضورها المتهورة بتلك الطريقه و نظراتها الغاضبة، كزت على أسنانها صارخة
= اطلعلي هنا حالا.
استاء من طريقتها وتعجبت ضحي بشدة من أسلوبها، فاندفع الآخر يخرج كالثور الهائج إليها، ونظرت غاده إلي ضحي شزرًا هاتفة بسخط
= الله الله! ده القوالب نامت والإنصاص قامت!
مين الحلوه اللي معاك دي ومتسيغه بالدهب ده كله!
نظرت له من طرف عينها تضيف بتبرم بتهكم
= إيه لما مالقيتش نفسك نافع في الجواز! قلت الف على الستات الغنيه واخذ شقاهم و فلوسهم .. طب عيب عليك ده انت راجل من عيله كبيره ما تقبلش الغلط وغير ابنك اللي رميه !
ضيقت عينيها أكثر لتصبح أكثر شراسة وهي تضيف بنبرة غيظ
= ولا هي الحلوه ما قلتلهاش انك كنت متجوز ومخلف!
جذبها بعيداً بالقوة، و وقف قبالتها يطالعها بنظرات مشتعلة على الأخير وهو يرد بتشنج
= عنـدك! كلمة زيادة وهاقص لسانك! احترمي نفسك والزمي حدودك.. واللي معايا دي تبقى خطيبتي وخطبتنا كمان كانت الليله وتقدري تتاكدي بنفسك رغم اني ما لكيش فيه أصلا.
انتفضت في مكانها وهي تسأله بذهول
= نعم يا اخويا خطيبتك ده ازاي وفين؟ انت اتجننت يعني ايه تتجوز غيري
حرك هو جسده نحو تلك البغيضة خطوه هادرًا بشراسة قاسية
= انتٍ مالك!! وبعدين هو انتٍ فقدتٍ الذاكره انتٍ مش مراتي وانا طلقتك وخلصت من قرفك من زمان يعني ما لكيش حاجه عندي .
تراجعت غادة خطوة للخلف مصدومة من ردة فعله، وتساءلت بتوجس
= يعني ايه طب وانا!.
رمقها بنظرات احتقارية وهمس بازدراء
= نعم ياختي؟ وأنا مالي بيكي ما تغوري تتجوزي ولا تشوفي الزباله اللي رماكي انتٍ وابنه لحد دلوقتي ومش عاوز يعترف بيه.
خشيت غادة أن يضيع منها فيعقد الأمور أكثر معها وربما أيضاً مع الوقت يكشف المستور فلم تتوقع مطلقاً بأنه بوقت سيرتبط بفتاه غيرها، فانقبض قلبها بدقات عنيفة واندفعت بلا تردد هاتفه بتهديد بصوت خفيض
= طب كويس انك فتحت الموضوع ده ولسه فاكر هتتجوز بقى ازاي يا سبع الرجال! ولما العروسه الجديده تكتشف اللي فيها فكرت هتعمل ايه؟ طب انا سترت عليك وطلعت كويسه مفكر كل الناس زيي هتكتم على سرك تبقى غلطان.
نظر منذر إليها باشمئزاز منفر، فرد معنف إياها بنبرة محتدة
= هي تبقى مصيبه فعلا لو كل الناس زيك، ما لكيش فيه وخليكي في نفسك
استشعرت الإهانة من كلماته، لذلك ردت بعناد
= وانا مش هسيبها تاخد مكاني، انت في يوم من الأيام كنت جوزي ولا نسيت؟
استشاطت نظراته من تلك المقيتة غليظة القلب، وهتف بحدة طفيفة
= انتٍ مش اشتريتيني ما تغوري من وشي هو انا كنت ناقصك .. ده ايه المصايب اللي بتتحدف عليا دي .
راقبت ضحي من السياره ما يحدث بتوجس كبير رافضة التدخل في هذه المسألة، فلم تفهم الأمر جيد رغم أنها بدأت أن تدقق وتفهم بأن هذه المراه طلقته ولكن لماذا غاضبه هكذا؟ التفت حتي يرحل لكنها أسرعت له مجدداً ترمقه بنظرات حقودة متمتمة من بين شفتيها بصوت مغلول
= استنى هنا، هو كل الذهب ده انت شاريهلها
ما كنتش بتديني ربعه يعني زمان، مالك فاكك كيسك اوي على البحري كده مع العروسه الجديده.. ويا ترى جبت ايه تاني للغندوره.
رمقها بنظرات مزعوجة وتحدث بإشمئزاز وسخرية
= اه انتٍ عامله كل الهلاله دي كلها عشان الفلوس! ما هو اكيد مش حب فيا عشان اللي زيك مش بتعرف تحب! خايفه احسن الفلوس اللي كانت بتوصل لك من المصالح اللي كنتي بتعمليها على ابويا تخف .
توترت قليلاً من تصريحة فضغطت على شفتيها مرددة بتشنج
= أنا بس خايفة على فلوسك اللي هتضيع على الفاضي اصل كده كده الجوزي دي مش هتكمل، وساعتها مش هتعرف تاخد اللي عمال تصرفه عليها دلوقتي! وهيطلع نقبك على شونه لانك مش هتلاقي اللي يستحملك غيري.. وبكره تقول غاده قالت وهتلف تلف وهترجع لي يا منذر.. على الاقل انا الوحيده اللي هتمحي عنك الشبهات
كاد أن يرفع منذر كفه عاليًا في الهواء بصفعها لكنه تمالك نفسه وهو يقول بانفعال هائج
= اخفي من وشي يا غادة أحسنلك، لأني قسمًا عظمًا لو اتسابت عليكي ما هخلي فيكي حتة سليمة، يالا غوري!
تراجعت خطوه للخلف بقلق قليل منه، و فضلت الرحيل مؤقتاً فأدارت جسدها مهرولة بقدميها لتختفي من أمامه قبل أن يتهور عليها وينفذ تهديده بها.
راقبت ضحي صعود منذر الى السياره مره اخرى ونظرت له مستنكرة انفلات أعصابه بتلك الطريقه صحيح لم تفهم حديثهم او لم تسمع شيء حيث كانوا يتحدثون بمسافة و هي ظلت داخل السياره بقله حيلة.. لكن نظراتهم و طريقة الحديث بينهما كانت واضحه بانهم يتشاجران! بعد فتره وصل أسفل منزلها عبس سريعًا، وحل الوجوم على تعبيرات وجهه قائلاً بتذمر
= ما كنتش عاوز الليله تقفل على كده بس معلش، يلا اطلعي عشان ما تتاخريش تصبحي على خير .
تفرست في وجهها بنظرات دقيقة بتردد تكتم فضولها لمعرفة أمره مع تلك المرأة، قبل أن تهز رأسها بالإيجاب باستسلام وتصعد فالوقت تاخر بالفعل!
وصلت منزلها لتجد أمها تجلس في غرفه المعيشه نائمه وكانت من الواضح بانها تنتظرها تحركت مسرعة قبل أن يكتشف إحداهما أمر عودتها متأخرة، و هرولت إلى غرفتها موصدة الباب خلفها، رمت الحقيبه أرضا بعشوائيه و نفسها فوق الفراش وهي تتنهد بعمق وابتسامه سعيده تحتل وجهها ثم رفعت يدها أمام وجهها تتطلع الى خاتمها بنظرات متحمسة وبدأت تضحك بعدم تصديق
= انا اتخطبت بجد!! اتخطبت أخيرا .
حدقت في الفراغ أمامها بنظرات حالمة متمتمة من بين شفتيها بصوت خفيض
= اتخطبت وبقيت اخرج واتاخر زي كل البنات المرتبطين!
نهج صدرها أكثر بعد جملتها تلك وهي غير مصدقة ما حدث، وبدأت تشعر بأن الادريالين يرتفع داخلها من السعاده والحماس! وباتت متاكده أيضا بان تلك الليله لم يزورها النوم مطلقاً من شده الفرحة... وضعت يدها على وجهها تشعر بسخونتة من الخجل والحرج التي بدأت تتعرض له اليوم معه وكأنها عادت صبيه مراهقة!. ظلت تضحك بشده بسعادة وهي غير مصدقه بأن الحياه بدأت تفتح أبواب السعاده لها أخيرا بعد طول إنتظار طويلاً .
❈-❈-❈
في منزل أهل ديمة، اتسعت حدقتي عيناها بصدمه كبيرة بعدما اخبرتها شقيقتها باقتراحها علي السيد آدم قبل أسابيع، تسمرت في مكانها تستوعب الأمر ثم حانت منها نظرة لها وهي تقول غير مصدقة
= حرام عليكي يا ابله رانيا دي عامله تعمليها فيا راحه تعرضي على واحد يتجوز اختك عشان يستر عليها ده انا بقيت في نص هدومي قدامه لما عرف اللي فيها وشاف الحيوان ده بيعتدي عليا .
صمتت للحظة شاعره بالحرج الشديد منه ومن فعلت أختها بذلك الاقتراح، لتغمض عيناها بألم حاد واعترضت تضيف بتوتر
= وما لقيتيش غير ده! كان صديق مقرب للعيله زمان وقريب من باباكي وكان بيعتبره زي ابنه او اخوه الصغير.. يتجوزني طب ازاي.. ازاي .
رمقتها أختها بنظرات نارية مجيبه إياها بقسوة
= وانتٍ فاكره كنت فرحانه أوي وانا بعرض عليه العرض ده بس مش لاقي حد غيره انتٍ حطيتينا في مصيبه سوداء، ده انتٍ خليتيني افكر أن اعمل لك عمليه عشان نستر عليكي بس رجعت وقلت اكيد الجيران اللي هنا سمعوا وممكن حد يكون شافنا في المستشفى كمان ولو سأل هيعرف علي طول.. ما لقيتش قدامي غير الحل ده أن لازم حد يتجوزك ويكون عارف اللي فيها وما فيش غيره كان من اول الموضوع معانا وساعدنا .
حدقت فيها الأخري بوجه خالٍ من التعابير،
وأصرت على رفضها قائلة بثبات
= ساعدنا بانه يوقفلنا محامي زي ما عمل مش انه يتجوزني، ده الفرق بيني وبين بنته يجي ثلاث سنين ولا اربعه ازاي فكرتي فيها، انا عارفه ان انا غلط غلطة كبيرة و صعبه بس بلاش ترخصيني بالطريقه دي حرام عليكي انا والله كل يوم بموت من الذنب .. وعارفه ان الموضوع ده لو اتعرف انتوا كمان هتضيعوا معايا بس مش بايدي حاجه اعملها .
استدارت ناحيتها رانيا هاتفه بجدية صلبة
= وانا كمان مش بايدي حاجه اعملها يا ست ديمه، لو فعلا ندمانه زي ما بتقولي وعاوزه تساعدينا وتساعدي نفسك يبقى تسمعي كلامي وانتٍ ساكته عشان الحل الجواز.. ولو صعبان عليكي عشان هو أكبر منك في السن فانا اتفقت معاه ان الجواز هيكون على ورق وبس لو وافق! وبعد فتره هيطلقك.
نظرت إليها بقلة حيلة، واضافت بإحباط من بين شفتيها بصوت خفيض
= بس شكله كده خلاص فكر ورفض بقيله اسبوعين مش بيرد عليا، هو كان املي الوحيد مش عارفه ممكن اخلي مين تاني يتجوزك ويساعدني في المصيبه دي .
ابتلعت مرارة الإهانة بقهر عاجزا، وكسى الحزن وجهها ثم انتبهت إلي كلماتها وضاقت نظراتها نحوها وهي ترد بحدة خفيفة
= احسن انها جت منه وريحي نفسك انا ولا هتجوز غيره ولا هو حتي لو كان وافق.. انا كرهت الجواز على الرجاله من اللي شفته من الزفت ده وكويس ان انا خلصت منه.
حدقت فيها بنظرات يأس و ردت عليها بتهكم
= انتٍ مش فاهمه حاجه ومش مقدره حجم المصيبه اللي هنبقى فيها لو اعمامك عرفوا، واذا كنتي دلوقتي رافضه الجواز بكره لما تكبري كله هيتكلم عليكي اكتر ويشك سبب عدم جوازك لحد دلوقتي .
إبتلعت ريقها متوجسة فكانت محقًا في هذا؟ لترفع ديمة عفويًا يدها نحو وجنتيها لتتحسسها متذكرة تلك الصفعة العنيفة التي تلقتها من أحدهم بوقت ما! عندما رفضت الرحيل معهم بعد وفاه عائلتها حتى لا تظل وحيده هنا ووقتها حدثت مشاحنه بينهما قويه، وحينها أيضا حذرها عمها اذا حدث شيء سيئة لها بسبب مكثها بمفردها لم يصمت! لكن مع ذلك هتفت معترضًة بانزعاج
= يبقي أكيد في حل تاني غير الجواز و خصوصا من.. آآ اونكل آدم .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية