-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 9 جـ 1 - 1 - الأحد 19/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع

الجزء الأول

1

تم النشر يوم الأحد

19/5/2024



منذ الصباح الباكر، استيقظت ضحى وأعدت نفسها باهتمام علي غير العاده، للذهاب إلى عملها في المدرسة، وبمجرد أن وضعت قدميها على أرضية المدرسة! شعرت بالحماس و الرغبة في القيام بكل شيء اليوم بروح سعيدة.. و ما جعلها تطير فرحاً أكثر وهي تتجول في المدرسة فرحاً كان الجميع يهنئونها بمناسبة خطوبتها أمس.


ضحكت بخفة عندما رأت المعلمين والعمال يتجمعون لتهنئتها فقبل ذلك كانت تأتي وتهنئ الآخرين، وكان هناك من يجعلها تشعر منه بالشماتة والغيظ من نظراتهم لأنها لم تتزوج بعد! لكن الوضع مختلف تماماً الآن، وهي الآن ارتبطت مثلهما، وليس بأي رجل! بل رجل حقيقي حيث لم يمنعها من شيء وأعطاها ما أرادت وحلمت به..


فلم تحلم بأن الليلة الماضية تمر هكذا، تخرج كباقي الفتيات مع شريك حياتها والجلوس معه في أحد المطاعم. صحيح أنها في النهاية لم تمر بخير بالنسبة للآخر بسبب وصول تلك المرأة، لكن الأمر لم يكن مهما ولم تدع أي شيء يزعج سلامها. فلقد وعدها بالمزيد من الأشياء الكثيره سيفعلها مما يجعلها سعيدة، فماذا تريد أكثر من ذلك؟


❈-❈-❈


كانت تجلس رانيا بداخل المطبخ وهي تقلب ما في الطنجره على نار هادئه، كانت شارده نوعاً ما فيما يحدث بالأيام السابقه في حياتها التي انقلبت رأسا على عقب بين ليلة وضحاها نظرت حولها إلي المنزل التي تربت وترعرعت به فلو كانت أسرتها ما زالت على قيد الحياه بعد؟ فكانت الاوضاع صارت اصعب من ذلك! أو ربما لم تكن ديمة حدث لها ما حدث بسبب الوحده التي جعلتها ضعيفه وذليله الى شخص حقير استغلها .


لكن الجيد في الأمر أنهم تخلصوا منه، فقد سُجن إلى الأبد! وللأسف لم تحل المشكلة برمتها، فأختها الصغيرة لا تزال هنا وستعاني بسبب هذه العلاقة! والتي لم تخرج منها صحياً ولا نفسياً ولا أخلاقياً! جيدة بإضافة إلى الكارثة الكبرى، وهي عذريتها التي فقدتها على يد شخص حقير مثله، فهي تعلم أنه خطأها و عليها أن تتحمله بمفردها، فهي التي أضاعت نفسها عن طيب خاطر! لكنها ستظل ابنتها، و ليست أختها فقط التي ربتها علي يديها. لذلك، من المستحيل أن تتركها تواجه الفيضان بمفردها وهي واقفة تراقبها! فإذا تركتها مرة أخرى لتواجه الأمر دون تدخل، فإنها بالتأكيد ستخسر أكثر من ذلك.


إنها لا تزال صغيرة ولا تفهم كل شيء في الحياة. صحيح أنها بالتأكيد بدأت تتعلم عندما أخطأت، لكن الخطأ تلو الخطأ يصنع فرقًا حقًا، طالما أن النتيجة ليست جيدة لها! مسحت وجهها بتعب شديد ويأس، غير قادرة على إيجاد حلول لجميع المشاكل التي وقعت على رأسها دون أي مقدمات مسبقة.


أو ترضي جميع الأطراف! ولم تعد تعرف عند طلبها المساعده من السيد آدم هل أخطأت كما قالت لها ديمة أم لا؟ ولكن ماذا كانت ستفعل؟ فكان الزواج هو الحل من وجهة نظرها الأفضل وعندما فكرت لم تجد غيره من بين الأشخاص المناسبين! صديق للعائلة منذ زمن طويل.. كان والدها المرحوم يعتبره مثل ابنه، كما ساعدهم كثيراً بحياتهم السابقه.. والآن هو يرد الجميل أضعاف فلا تنكر ذلك أبدا، لكن أرادت ان يساعدها مره أخرى بزواجه من شقيقتها لمده فتره وبعدها يطلقها.. فتكون مطلقه أفضل بكثير . 


لكن في الحالتين الآخر من الواضح رفض الإقتراح وبطريقه مهينة لها فلم يكلف نفسه ويتصل يخبرها بالرفض بل تجاهلها بالمره، ربما اختها كانت محقه ليتها لم ترخصها الى تلك الدرجه! لكن ماذا كانت تفعل هي ارادت مصلحتها تصرفت بعفوية يمكن؟ لكنها في النهايه أم وتريد الجيد لها، فالاوضاع كلما تمر عليها يوم تتازم الأمور أكثر! هي تعرف جيد القادم ليس سهل أبدا، وإذا انكشف المستور ستكون نهايه أختها حتماً.


أفاقت من شرودها علي صوت رن هاتفها 

استدارت على عقبيها لتتوجه نحو الطاولة و أمسكت به وسرعان ما اتسعت عيناها بذهول وضغطت علي الزر بتوجس وهتفت بنبرة خافتة


= الو ازيك يا أستاذ آدم .


جاء صوته الهادئ يهتف قائلاً بخشونة


= ازيك يا مدام رانيا عامله ايه معلش ما كنتش برد على اتصالاتك الفتره اللي فاتت لان ابن عمي تعب فجاه ودخل المستشفى واضطريت اسافر من غير ما ابلغ حد بعتذر .


تنهدت بخيبة أمل كبيرة وظنت أنها ربما حجه للهروب من اقترحها الغبي، لذلك أجابت بهدوء زائف


= لا ولا يهمك المهم يكون بخير .


تحدث آدم مبتسماً براحه 


= لا الحمد لله بقى أحسن عن الأول، المهم انا كنت محتاجه اقابلك ضروري عشان نكمل موضوعنا 


إبتلعت ريقها بتوتر وهي تقول بحرج


= اقصد حضرتك موضوع ديمة! ما لوش داعي نتقابل وانا فهمت ان حضرتك رفضت وحقك انا مش زعلانه طبعا.. في النهايه برده انا بطلب منك حاجه صعبه ودي مشكلتي لوحدي و المفروض احلها ومشكور جدا على كل اللي عملته معانا.. انا بس كان عشمي فيك كبير بس برده انت مش ملزم تعمل كده .


ضاقت نظراته وهو يستمع الى حديثها وتفهم الأمر، ليقول بجدية 


= شكلك متضايقه جدا مني وفكرتيني بقول اي كلام على موضوع تجاهل اتصالاتك انا فعلا ابن عمي تعب فجاه و دخل المستشفى وهو ما لوش غيري عشان كده كان لازم اسافر له بسرعه واكون جنبه في ظرف زي ده وجنب اسرته، اما بالنسبه لموضوع اختك فانا طول الفتره اللي فاتت بفكر فيه كويس و ...


صمت لحظة ثم أضاف بنبرة ذات مغزى


= وتمام موافق ان انا اتجوز اختك ديمة لفترة وبعد كده اطلقها .


اتسعت حدقتا عينيها بصدمة و سرعان ما تحولت الي فرحة عارمة وهي تردف غير مصدقة


= نعم! حضرتك متاكد من قرارك .


تنهيدة خرجت من شفتي و رد برزانة


= ايوه يا مدام رانيا متاكد حاولت وانا بفكر احط بنتي مكان ديمة اختك هم صحيح الفرق بينهم قليل وبنتي اصغر! بس هي برده في وضع حساس ومحدش فينا معصوم عن الغلط ومتاكد كمان ان ربنا عارف نيتي طالما خير هيردلي العمل ده ويحفظ بنتي، لما حاولت كمان افكر بوجهه نظرك لقيت فعلا ان انتٍ معاكي حق وان هو ده الحل انها لازم تتجوز حد وتكون مطلقه افضل من وضعها دلوقتي على الاقل بعد كده لما الموضوع يتعرف محدش لي حاجه عندها.. 


أبتسمت رانيا براحه كبيرة وكأنه قد ازاح هم كبير من على صدرها، ثم سمعت صوته يتابع قائلاً بجدية أكثر


= شوفي تحبي امتى تبداي بالاجراءات وانا معاكي.


الصفحة التالية