-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 9 جـ 1 - 2 - الأحد 19/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع

الجزء الأول

2

تم النشر يوم الأحد

19/5/2024



تفاجأت بسمة بزياره والدها "متولي" حتى يعطيها نصيبها من مخزون الماكولات الشهرية 

فهذه عاده لديهم، وهو من توليها بعد وفاه والدتها رغم تعبه الشديد وكبره في العمر جاء ليراها ويطمئن عليها وعلى حفيده الآخر!

بينما تضايقت بسمه من زيارته بذلك الوقت، فكانت تجهز حالها للذهاب الى الجامعه لحضور أي محاضرة فاتتها بسبب انشغالها

لكن بحضور والدها ستاجلها اليوم أيضاً .


و بالطبع لم تخلى الجلسه من عتاب والدها الى حماتها على عدم زياره منذر إلي ابنه الوحيد من طليقته غاده! وعندما شعرت مايسة بالضيق من ثرثرة الممله دون فائده؟ ارادت أن ترد الصدي وتشتكي من بسمه وأفعالها معها هي أيضاً. 


عقد والدها حاجبيه متسائلاً عما فعلته أبنته، و الأخرى بدأت تخبره عما فعلته وتطلب منه التصرف معها.. بينما كظمت بسمة غيظها و ظلت صامتة فهو سلاحها الوحيد أمام تجبر وتسلط حماتها عندما تكون أمام والدها بالأخص، والذي يكون دائما ضدها خوفاً من أن تنفصل هي الأخرى مثل شقيقتها فلم يعد يتحمل عبء بناته الاثنين معآ .


فمايسة هي إمراه لا مثيل في عنجهيتها، تحب أن تلقي الأوامر على كل من حولها بلا أي رفق ولا يستطيع أحد مجابهتها.. من أولادها أو زوجها وبالتأكيد من ازواج اولادها أيضا...وبعد الانتهاء من بولي الشكوى ضدها، أخذها أبيها علي جانب، ونظر إلي أبنته الواقفة بحنق قبل أن يقول بنبرة عصبية تعلن عن سخطه


= ما بتسمعيش كلام حماتك ليه؟ ايه يعني معاها مفتاح شقتك وبتطلع تطمن على ابنها ليكون مريض ولا حاجه يا بنت ما تبقيش هبله دي بتعمل كده لمصلحتك افردي تعب في مره وما لحقتهوش ساعتها هيحاسبوكي انتٍ 


كلام والدها زاد منها امتعاضها وغضبها، فقالت بنزق 


= لا ما تخافش هو الحمد لله كويس وبقي زي الفل وانا بعرف كويس اخلي بالي من جوزي، 

و بعدين انا كنت بكبر دماغي زيك واقول وماله بتطلع تطمن على ابنها لا يتعب 


زفرت أنفاسها ثم أضافت بجفاء وهي ترفع ذقنها 


= لكن بعد كده الامور زادت وكل حجه والتانيه بلاقيها في وشي والاكاده انها مش بتخبط حتى وتستاذن لا فاجأه بلاقيها في وشي.. الله ده كده بقي موروستان اي حد يدخل بيتي.. هو انا مش ليا خصوصيه برده و المفروض تحترمها ده أنا بطلب حاجه من حقي يا ناس.


انزعج أبيها من كلماتها، فعقب متولي عاقدًا حاجبيه بتوبيخ


= ايه يا بنت انتٍ بتسمعي لمين ولا مين بيلعب في دماغك ما الحاجات دي من زمان بتحصل وعادي الناس عايشه ومكبره دماغها، عدى ايامك معاهم وما توقفيش على الواحده ومش عاوزه تاني مره تشتكي منك.. عشان يا ويلك لو لقيتك انتٍ كمان جايلي زي اختك بشنطه هدومك ومعاكي ابنك. انا مش بجوزكم عشان بعد كده كل واحده منكم تجيلي بعيلها وتشيلني همها والله امك لما ماتت ارتاحت وانا اللي شايل الهم .


تنهدت ببؤس وتهدلت كتفيها فقالت مستهجنة


= ما هو أنت السبب يابا برده، الله يسامحك بقى كان همك تجوزنا وما فكرتش في اللي جوزتهلنا كويسين ولا لأ، كان كل اللي فارق معاكم تلحقوا تجوزونا قبل ما ربنا يفتكركم و احنا اللي شيلنا الليله وبندفع الثمن 


وفي ذلك الأثناء تعالي فجاه صوت مايسة من الداخل، وقالت بصوتٍ متسلط


= نسيت كمان اقول لك يا حاج متولي مش عارفه والله هتلاقيها منين ولا منين بس الهانم بنتك من كام يوم فتحت مع معاذ موضوع انها عاوزه تكمل تعليمها قال وتسيب ابنها كده وانه خلاص كبر ومش محتاجها .


أتسعت عيناه بذهول وهو يقول مستنكراً


= انتٍ لسه في السيره الهبله ده، وانك كنتي عاوزه تكملي تعليمك بدل الجواز... بلا خيبه هيعمل لك إيه التعليم وقرفه وانتٍ بنت، هو صحيح يا بنت اللي سمعته من حماتك ده انتٍ  عاوزه ترجعي تكملي تعليمك بعد ما اتجوزتني وخلفتي !. 


نظرت إلى حماتها من علي بعد بغيظ، ثم قالت بنبرة حاولت جاهدة أن تخرج ثابتة


= انا مش بطلب حاجه عيب ولا حرام وما تنساش ان انت غصبتني على الجوازه دي و انت متاكد أن رافضاها وحتى كمان طلعتني من الجامعه، انت ليه حاطط في دماغك ان التعليم والشغل بس للرجاله والبنات لا اشمعنا .. 


رفرفت عينا أبيها صامتا لوهلة كمن يستجمع سيطرته على نفسه ثم قال بجدية


= لأن في الاخر اسمه رجل.. يعني لي مطلق الحرية في اللي يعمله.. و محدش هيحاسبه في المجتمع يوما عليها.. انما اذا كنتي بنت ولا ست متجوزه؟ المجتمع بقيس تصرفاتك كلها بمدى حفظك لنفسك والتزامك .


طالعته بسمة بشفاه منفرجة ونظرات مشدوهة هل يمازحها أم أصابه الجنون! ثم علقت ساخراً 


= والتعليم بقى او اذا كنت اتخرجت واشتغلت هو اللي هيقلل مني ويخليني واحده مش محافظه على نفسي !. 


أخذ نفس عميق بتعب ويأس منها، ثم نظر إليها بصرامة هادر


=آخر الكلام مش كل ما اجي هنا هسمع شكوي وفي الاخر الاقيكٍ جايه بشنطه هدومك زي اختك، ما تفتكريش حتى لو ده حصل اللي انتٍ عاوزاه تعمليه هيحصل! عندك اختك اساليها كل تصرف بقي محسوب عليها عشان بقيت مطلقه وانتٍ هتكوني زيها لو فضلتي مصممه على اللي في دماغك.. كلامي مفهوم ولا لاء. 


ظلت متجمدة الحواس لا الجسد من كم الظلم الذي خرج من فم والدها لها... ثم ظهر وجهها شاحب.. عينيها محتقنتين.. والدموع متجمدة بها.. يديها ترتجفان.. وقلبها متسارع الخفقات.. أسدلت جفونها للحظات تحاول استيعاب ما سمعته طوال حديثه.. والذي مضمونه بأنها ليست بالنسبة له وإلي أسره زوجها و المجتمع. إلا دميمه في نظرهم يحركونها كما يشاءون وعليها الطاعه.!!! 


ليس وكأنها تجهل هذه الحقيقة، وأنها بالنسبة لهم كذلك من البداية عندما فرت بها والدها لكن تضل حقيقه الكلام المسموم؟ سماعه صراحة أمره مُرًا كالعلقم..


شعرت بسمة بنفسها يضيق حتى أخذت نفسا عميقا بقله حيلة، قبل أن ترد بصوتٍ مشبع بالقهر


= حاضر يا ابويا خلاص فهمت ووصلتلي أن أنت، بايعني ومش فارقه معاك.


❈-❈-❈


عوده الى مدرسة ضحي كانت تشعر بالملل وهي تعمل على غير العاده اليوم، وكل فتره والاخرى تنظر الى هاتفها كأنها بانتظار اتصاله

أليس من المفترض أن يتصل بها ويتحدثون مثل المخطوبين؟ ربما مازال لم يستيقظ بعد! لكن هو اخبارها بانه يعمل منذ الصباح الباكر

إذن هذا هو سبب عدم اتصاله حتى الآن؟


لكنها بدت متلهفة أكثر على رؤيته، لا تعرف هل بدأت تشتاق إليه سريعاً أو ربما متلهفه لشعورها بالاحداث التي كانت محرومه منها وحدثت أخيرا، فكرت أن تتصل به هي؟ لكن تراجعت بسرعه عن الفكره حتى لا تبدو إليه (مدلوقه) .


تنهدت بضيق شديد ثم امسكت هاتفها و أتصلت بصديقتها نرمين! التي اجابت على الفور وبداوا يتحدثون عن أجواء ليلة أمس وفي نصف الحديث تساءلت ضحي بتردد


= بقول لك ايه يا نرمين فاكره اللي انا قلتهلك امبارح! لما قلت لك عاوزه عينك تفضل عليا وانا جنب منذر.. كان باين أوي ان انا اكبر منه.


جاء صوتها هاتفه بملل


= تاني يا ضحي!. 


هتفت الأخري بإصرار وقلق


= عشان خاطري بقى يا نرمين جاوبيني وريحيني .


الصفحة التالية