-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 9 جـ 1 - 3 - الأحد 19/5/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع

الجزء الأول

3

تم النشر يوم الأحد

19/5/2024


تنهدت نرمين بقله حيلة وهي تردف بنبرة حزينة نوعاً ما


= الصراحه انا مش عارفه اقول لك إيه؟ بس بصراحه يعني.. طالما مصممه على كده


إبتلعت ريقها متوجسة وهي تسأل بقلق


= إيه! هو كان باين للدرجه دي ان انا اكبر منه


أبتسمت عليها بيأس وهي تقول بحب


= لا يا هبله ولا باين ولا حاجه، انتٍ مش باين عليكي اصلا أن انتٍ معديه ال 30 صدقيني يا ضحى وانا مش بكذب عليكي ولا بجاملك، كنتي أحلي واحده امبارح و زي القمر وما فيش اي حاجه باينه خالص من اللي انتٍ بتفكري فيها .


تهللت أساريرها بعدم تصديق، وتنفست الصعداء هاتفة بحماس


= بجد، الحمد لله.


بعد مرور وقت تفاجأت باتصال منذر عليها أخيرا، أبتسمت بسعادة وهي تقول بسرعه


= طب اقفلي دلوقتي، يا نرمين عشان منذر بيتصل . 


❈-❈-❈


بعد مرور ساعات أتصلت غاده علي أختها تأتي إليها علي الفور، بداخل غرفة غاده بمنزل والدها وقفت مقابل شقيقتها، ثم أخرجت صرخة عنيفة من صدرها بصوتها الهادر هاتفة بتسائل 


= انتٍ ازاي ما تقوليش أن منذر خطب واعرف حاجه زي كده بالصدفه


حانت منها التفاتة سريعة على وجه أختها المتشنج، فرأت عبوسًا واضحًا عليه، ثم ردت بنبرةٍ عادية


= عشان متهيالي انها حاجه ما تخصكيش يا غاده ده طليقك وحاجه متوقعه يعني انه مصيره يتجوز ويشوف حياته وانتٍ كمان ربنا يهديكٍ ويبعتلك واحد ابن حلال .


هتفت معللة أسباب تهورها المتعصب من الأمر، لكنها رفضت الإصغاء لها، فأكثر ما قهرها هو زواج منذر 


= ومين قال لك انها ما تخصنيش!! لا تخصني ونص حاجه زي كده كان لازم اعرف انا اول واحده مش اشوفه بالصدفه معاها .


تنهدت بضيق شديد وهي تقول بنفاذ صبر


= طب اديكي عرفتي هتعملي ايه؟ ما تفوقي شويه يا غاده هو حلي دلوقتي في عينيك لما راح لغيرك.. ولا تكونيش فاكره انه عشان خلاص اتجوزك قبل كده مكتوب عليه يفضل طول حياته ما يروحش لوحده غيرك ويشوف حياته


قبضت على يدها بأناملها مرددة بحنق مغلول وهي تحدجها بنظراتها العدائية


=هو انتٍ معايا ولا معاه المفروض انا اختك تكوني معايا، وبعدين ما تخليش مخك يروح لبعيد المفروض حتى لو طلقني عشان العيل اللي بينا اعرف كل تحركاته مش جايز اللي جايه دي تكرهه فيا وفي ابني وتخليه يبعد عننا خالص ولا يسال فينا . 


لوت شفتيها بسخرية هاتفة باستخفاف


= وهو بيسال اصلا فيكي دلوقتي ولا في الواد احنا هنضحك على بعض يا غاده ده انتٍ وصلتي الراجل لدرجه انه كاره يسمع اسمك وحتى ابنه ولا عمري شفته في حياته بيسال عنه ولا بيجي يشوفه زي الناس .


نظرت لها بملامح قاسية، وهي تهتف بغيظ


= هو كل حاجه جايبينها فيا انا السبب وهو إيه ملاك بجناحات والله انتم مخدوعين فيه بكره لما تعرفوا اللي فيها هتعرفوا انا كنت مستحمله ايه وساكته وهتعذروني ساعتها.


اغتاظت بسمة من أسلوبها الهجومي الغير مبرر عليها، فدافعت صائحة 


= ما كلنا شايلين فوق دماغنا وساكتين! مش لوحدك بس عشان انتٍ اختي لازم اكون صريحه معاكي انتٍ اللي ضيعتي من ايدك يا غاده، وكنت بشوف بعيني محدش بيحكيلي وياما كنت بحذرك بلاش تخسري واحد زي  منذر عمرك ما هتلاقي راجل زيه مراعي وحنين وعارف يشيل المسؤوليه صح.


لوحت الأخري بذراعها في الهواء هاتفه بتهكم


= وايه كمان يا ست بسمة؟ يلا كملي وعرفيني صفات جوزي كانت ايه اصلك شكلك مركزه معاه اكثر ما مركزه مع جوزك، مش ملاحظه كل ما تيجي سيرته بقيتي تشكري فيه بزيادة أوي خلاص يا اختي عرفنا ان جوزك زي قلته في البيت بس خلي بالك من عينك اللي عماله تروح كل شويه عليه وفي النهايه برده ما يصحش عشان ده يبقى اخو جوزك 


اتسعت حدقتاها إلى حد كبير عقب كلماتها تلك، ضغطت بسمة على شفتيها غير قادرة على الرد بشفافية عليها فأختها تجاوزت حدود المقبول بكثير و وضعتها في موقف محرج حقا أمام نفسها، لتحدتها بعصبية مدافعة عن نفسها


= تصدقي انك واطيه وما عندكيش دم هو ده اللي فهمتيه من كلامي وانا عاوزه اعرفك قيمه جوزك اللي ضيعتيه من ايدك.. بس انا استاهل أن جيتلك اول ما طلبتيني .


كركرت غادة ضاحكة بطريقة مستفزة لتتوقف فجأة عن الضحك هاتفة باستنكار ساخط


= مش مستنيه يا اختي حد يعرفني قيمته خليك انتٍ بس في جوزك، مفكراني مش فاهماكي من الأول وان انتٍ حاطه عينك عليا وحقده عليا اكمن يعني ما يجيش ربعه حاجه في جوزك اللي زي قلته ولا بيعمل حاجه.


نظرت لها بسمة بازدراء متمتمة


= احترمي نفسك واتلمي يا غاده انا مش خاينه عشان اعمل كده لمجرد حتى تفكير بيني وبين نفسي، حتى لو جوزي في كل العبر 

المفروض والصح ما بصش على غيره عشان انا مش خاينه وعمري ما هكون خاينه.. و كلامك ده عمري ما هنساه .. انا ماشيه ياريت ما تطلبنيش تاني طالما هتسممي بدني بكلامك المستفز ده .


نظرت لها شزرًا قبل أن تقول بوضاعة


= مع السلامه يا اختي ما هي كلمه الحق بقت الأيام دي بتزعل .


خرجت من الغرفة بعيدًا عنها بكل غضب منها فاندفعت غادة خلفها صافقة الباب بعنف لتستند بظهرها عليه واضعه يدها فوق فمها بتوجس و بتحسر أكبر من فكرة زواج منذر بغيرها ترعبها من كشف المستور؟ لذلك فقدت أعصابها كليًا، وشعرت أنها فلتت زمام الأمور من يديها ولم يعد باستطاعتها السيطرة على حالها، ثم تحولت للشراسة والهياج وهي تقول بتفكير


= اعمل ايه دلوقتي ازاي اصلا هيتجوز!! عادي كده مش خايف من الفضيحه ولا تكون  العروسه الجديده عارفه اللي فيها لأ لأ مستحيل هي في واحده هتوافق على حاجه زي كده؟؟ 


صمتت للحظة واحدة بقلق شديد من القادم فحتى ان لم تكشف خطيئتها فيجب ان تمنع هذه الزيجه من حدوثها، منذر بالنسبه لها سيظل الكنز الثمين الذي لا تستطيع التفريط به لذلك يجيب أن تجد حل سريعاً، هزت رأسها بشرود وهي تضيف بعزيمة وإصرار


= المهم لازم أمنع الجوازه دي بأي شكل! منذر لو مش هيبقى ليا يبقى مش هيبقى لغيري.. لو اتجوز كل حاجه هتتكشف مع الوقت.. وهو لو اتفضح انا كمان هتفضح معاه، يبقى ما فيش جواز ... هو ده الحل .


❈-❈-❈

مر منذر علي ضحي وذهبوا الى احد المطاعم 

وكانت تجلس أمامه وهي تتابع التلفت حولها بنظرات متحمسة وهو سلط أنظاره على وجهها حيث كانت تختلس النظرات إليه بحياء مكشوف عليها كل فترة وحين فلا تصدق حتى الآن ما اصبحت تعيشة، فأليس من حقها الآن النظر إليه بعد أن صار خطيبها؟ آفاقوا من شرودهم علي النادل ليضع امامهم الطلبات ثم همس هو مبتسماً 


= شكراً .


رحل الرجل بهدوء، بينما نظر منذر لها مطولاً بنظرات غامضة ثم تابع قائلًا بجدية 


= هو انا ليه لما اتصلت بيكي كان تليفونك مشغول كنتي بتكلمي مين على الصبح كده 


قطبت جبينها متعجبة من سؤال والذي بدأ أنه غير مريح إلى حد ما خاصة من طريقة نطقه لها، فأجابت باهتمام


= صاحبتي نرمين عادي يعني كنا بنتكلم على اجواء الخطوبه وكده .. وكمان متعودين نكلم بعض الصبح وهي بتبقى صاحيه عشان بتجهز ولادها للمدرسه وانا عشان الشغل .


حك مؤخرة رأسه متسائلاً باستفسار


= ممم هو انتٍ رحتي الشغل النهارده ونزلتي لوحدك ولا في حد بيوصلك .


ارتفع حاجباها قليلاً وتحدثت عفوياً  


= لا ما حدش بيوصلني كان في الاول بابا قبل ما يطلع معاش وبعد كده بقيت أنا بروح لوحدي وبعدين يعني المدرسه مش بعيده هم مواصلتين بس بركبهم وخلاص.


تساءل منذر بضيق مزعوج


= هو انتٍ بتحبي شغلك اوي كده يا ضحى ولا بتشتغلي بس عشان تضيعي وقت .


ظلت محدقة فيه لحظة ثم أجابت بحماس مفاجيء 


= بصراحه الإثنين! في الاول كنت بحبه أوي ومتحمسه لي بعد كده يعني بتعود وبزهق.. من الروتين واللي بعمله كل يوم هو هو نفسه! الصبح من المدرسه للبيت استريح شويه وبعد كده تبدأ وصلت الدروس .


هز رأسه متفهم ثم أجابها بامتعاض


= و الدورس دي بتديها في بيتك ولا بتروحي للناس بنفسك.


أردفت ضحي قائلة بنبرة غير مهتمة 


= لا مش في بيتي اكيد بابا وماما مش هيستحملوا دوشه العيال بس انا مش بروح لاي حد إلا لو عارفاه كويس واهلي كمان واثقين فيه .


زفر بانزعاج كبير شاعرًا بالضجر من فكرة عملها وذهبها هنا وهناك في المنازل حتي لو بصفه العمل، هتف قائلاً بصرامة شديدة


= وانتٍ بقى شايفه ان الموضوع ده هيبقى عادي بعد الجواز اعتقد انا كمان مش هستحمل زي اهلك كده... دوشه العيال في بيتي ولا هستحمل في نفس الوقت ان مراتي تروح بيوت ناس تدي دروس .. يعني متهيا لي الافضل الموضوع ده لازم يقف 


فهمت سبب انزعاجه لكن مع ذلك أجابت قائله بكل هدوء مبتسمة


= تمام ما عنديش مانع اوقفها انا اصلا مش بدي دروس كثير ده هم ثلاثه كده اعرفهم هم اللي بروح لهم واثنين منهم في نفس البيت معايا يعني مش بروح بعيد.. بس انا فاهمه قصدك و فعلا مش هعرف اوفق بين شغل المدرسه والدروس بعد الجواز .


صمت للحظة ليلتقط أنفاسه ببطء ثم تحدث بتوضيح بجدية


= بس انا مش بتكلم على الدروس وبس انا بتكلم على شغل المدرسه كمان يا ضحى، بصراحه انا مش حابب مراتي تشتغل وانا اقدر  طالما قادر اصرف على بيتي يبقى ما لوش لازمه شغلك.. غير ان حتى مستحيل اوافق انك تصرفي حاجه من فلوسك في البيت .


قطبت ما بين حاجبيها مرددة باندهاش


= انت قصدك انك عاوزني ما اشتغلش خالص طول حياتي .


هز رأسه علي الفور بجدية و أجابها بثبات


= بالظبط كده يا ضحى، انتٍ لسه قايله من شويه انك بتزهقي من روتين شغلك ومش حابه فعادي لو قعدتي بعد الجواز.. بس انا بصراحه مش من الناس اللي بتشغل ستاتها، انا عاوز الاهتمام كله يبقى ليا، وبحب جو البيت وان كل حاجه تكون مترتبه في مكانها و بمواعيدها واروح واجي الاقي مراتي فيه.. و كمان شغلي بيبتدي من الصبح يعني عاوز اصحى الاقيكٍ قدامي مجهزه و مرتبه ليا كل حاجه .


كانت مندهشة من تصريحه بأن تترك العمل صحيح لم تكن من نوعيه النساء التي تفضل العمل لكن لم تتوقع طلبه بهذه السرعه، لم تعرف بماذ تجيب لكن خفق قلبها بتوتر رهيب من مجرد التفكير في ذلك الأمر من منظور آخر أن ربما يتركها لذلك السبب! شعرت بجفاف حلقها فمدت يدها لترتشف من كوب العصير الذي أمامها، فأضاف بجدية وبقصد


= ساكته ليه هو انتٍ مش عاجبك كلامي ولا ايه، مش عاوزه تقعدي من الشغل يا ضحي بعد الجواز؟ ما هو انا بصراحه مش هقبل حاجه زي كده .


زادت مخاوفها أكثر بسبب كلماته من احتمالية خسارة كل شيء من جديد بسبب عملها وهي لا تريد بالتأكيد ذلك بعد أن ارتبطت أخيرا،  فهتفت بقلق كبير


= هاه لا خالص موافقه انا بس سرحت شويه .


تنهد بعمق بارتياح كبير ثم ابتعد للخلف قليلاً هاتفاً بصوت هادئ


= طب الحمد لله، ما تضايقيش بس من الوضع الجديد كل حاجه هتتعودي عليها بعد كده.. وصدقيني انتٍ بعد كده مش هيبقى عندك اصلا وقت تفكري في شغل ولا مش شغل الجواز بيشغل برده.. واذا كان على الفلوس اللي بتاخديها من الشغل انا ممكن ادفعها لك لو الموضوع ده يعني هيضايقك ومفكره انك ممكن تحتاجي حاجه وانا اقول لك لا .


ردت باقتضاب وهي ترمش بعينيها


= لا خالص الموضوع مش موضوع فلوس! هو بس تعود بس على رايك اكيد هتعود بعد الجواز على قعده البيت برده .


شعر منذر بضيقها فاقترب منها محاولة تشتيت ذهنها وشرح وجهه نظره، تفاجأت ضحي بيده تلامس طرف ذقنها برفق لترفع وجهها نحوه حدقت فيه مدهوشة من تلك الحركة المباغتة، لتعلق قائلة بتلعثم وهي تتراجع للخلف


= إيه؟. 


حاول رسم ابتسامة هادئة ثم أردف قائلاً بلهجة ناعمة 


= إحنا مش هنكون موجودين طول الوقت في البيت برده يا ضحى اكيد هنخرج ونتفسح زي اي اثنين، انا مش عاوز اكبت حريتك ولا حاجه واي حاجه انتٍ عاوزاها تعالي اطلبيها مني! 


بدأت تصغي إلي حديثه ثم أضاف قائلاً بهدوء وهو يرمقها بنظراته الحنونة


= وصدقيني لما اقتنع انها مش هتضرك هوافق عليها على طول .. تمام!. 


أخفضت رأسها متجنبة النظر إليه وقد شعرت بسخونة طفيفة في وجنتيها، اتسعت ابتسامته من ثاثرة عليها فتشكل على ثغرها ابتسامة راضية هاتفه


= تمام!. 


كان سعيدًا بظهور بوادر طيبة في علاقتهما الغير معلومة النواه كلها، وأنها وافقت علي طلبة دون أثر عناد واعتراض منها كي لا تفسد تلك الزيجة وهو لا يريد ذلك بالتأكيد، لكن أحب خضوعها بسرعه فهي عكس طليقته غادة التي كانت دائما تعترض بشدة علي كل شيء بالإضافة إلى تصرفاتها الفظه، هز رأسه بنفور محاوله صرف ذهنه عن تلك البغيضة التي يتمنى دائما أن يفقد الذاكره وينسى كل لياليه السيئة معها.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة