رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - اقتباس الفصل 28 - الأربعاء 15/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
اقتباس
الفصل الثامن والعشرون
تم النشر الأربعاء
15/5/2024
لقد ذبل القلب ياحضرة الساقي
انتهى الافطار الجماعي الذي أقره جواد غصبا، تعودًا لفضل الشهر الكريم..تحركت ربى وهي تحمل ابنها بعيدًا عن الجمع واتجهت تبحث عن أحدًا ما، وصلت للمكان المنشود، فأشارت بيديها إليه
تحرك وهو يتلفت حوله قائلا
-ممكن اعرف ناوية على ايه..أشارت له بالجلوس ثم نظرت حولها وتحدثت بهدوء
-لازم تسمعني كويس وتعمل اللي هقولك عليه..ظل يستمع إليها إلى أن انتهت من حديثها
زوى مابين حاجبيه وتساءل:
-وتفتكري إن جنى هتعمل حاجة، ولا بابا هيخليها تجي لي
سحبت عدة أنفاسًا متواصلة ثم رفعت كتفها ولا تعلم إجابة سؤاله
-مش عارفة يافارس، بس الاتنين صعبانين عليا، مضحكش عليك انا عايزة ارجع ضحكة اخويا تاني، إنت شايف جاسر عامل إزاي
نهض من مكانه يضع كفوفه بجيب بنطاله وتحدث
-عندي خطة تانية، هجربها احتمال تنجح عن الصعب اللي بتقوليه، ومن مانزعل بابا
على بعد مسافة كان الجميع يجلسون بحديقة يتناولون بعض الحلوى التي يشتهر بها هذا الشهر الفضيل..نهضت غنى بخطوات متمهلة إلى أن وصلت إلى جلوسه منفردًا حيث يجلس ينفث سيجاره بشراسة ..وضعت كفيها على كتفه حتى جلست بجواره بهدوء
ساعدها حتى جلست ووضعت أمامه بعض الحلويات
-قاعد لوحدك ليه حبيبي ، جبتلك خشاف دوقه
هز رأسه رافضا ثم نظر للأمامه
-شبعان ياغنى، نظر لأحشائها ثم ابتسم
-بقالك اد ايه ونشوف حبيب خالو
وضعت رأسها على كتفه حتى حاوطها بذراعه
-عاملة ايه مع بيجاد..كان واقفًا بالخلف يتناول المكسرات فهتف قائلا
-هتكون عاملة ايه يعني، بطلع قلوب حمرا مش زي ناس..استدار برأسه مبتسمًا
-ابو نسب مش مبطل أكل ..هوى بجواره يلكزه بكتفه
-صحتي ياحبيبي، عايز صحتي لسة مفرحتش بشبابي..تسطح على العشب يضع كفيه تحت رأسه ينظر للسماء الصافية ثم اجابه
-شاطر يابيجاد، حافظ على صحتك علشان محدش هينفعك
رفع رأسه لغنى قائلا
-اخوكي زهد في الدنيا ياغنون، شكل جنى كرهته في الحياة
اتجه إليه بنظرات معاتبة
-بيجاد عايز اقعد لوحدي ممكن تاخد غنى وتسبني لوحدي ..اومأ له متفاهمًا، هزت غنى رأسها رافضة ثم اردفت:
-عايزة اقعد معاك شوية بتطردني، أطبق على جفنيه ثم سحب نفسًا ومازالت نظراته على السماء
-سبيني شوية ياغنى لو سمحتي، ساعدها بيجاد وهو يطالعها يغمز لها بالصمت ..توقفت وظلت تطالع أخيها لفترة من الوقت ثم تحركت بجوار زوجها دون حديث
وصل إليه عز محمحمًا
-جاسر!!..فتح عيناه يطالعه بصمت ، جلس بجواره يدقق النظر بملامحه ثم هتف
-هتفضل كدا ..اعتدل جاسر ثم نهض يعدل من وضعية ملابسه، ثم اجابه
-أنا عملت اللي انتوا عايزينه ياعز، اتمنى تبعدوا عني، انا نقلت شغلي بعيد علشان عمو يرتاح، تحرك خطوة ولكن توقف عندما صاح عز
-فيه اللي يخليني اتكلم يابن عمي، لم يعير لحديثه أهمية وتحرك بعض الخطوات مرة أخرى ولكنه توقف عندما صاح غاضبًا
-جنى حامل!! قالها عز وتوقف متجهًا إليه، يتابع اثر كلماته عليه
أما هو الذي تسمر بمكانه، محاولا استيعاب ماسقط على مسامعه كنسمة ربيع بيوم قائظ الحرارة..إستدار سريعًا ينظر لجلوسها مع بنات العائلة وسلط رماديته عليها بقوة، وقعت عيناه على ضحكتها الصافية، أيعقل تغيرها بسبب حملها ام بسبب مااخبرته ..هزة عنيفة سرت بسائر جسده وتمنى أن يزهق روحها بطريقته..خطى إليها، فأوقفه عز
-جاسر لو سمحت مينفعش اللي ناوي تعمله، اسمعني الأول
دفعه وتحرك دون أن يعري لحديثه أهمية ..وصل حيث جلوس الجميع ونظراته اخترقتها دون غيرها..توقف جواد بمقابلة صهيب الذي وصل إليهم اولا وتوقف أمامه
-عايز ايه ياجاسر..هنا صمت الجميع، بينما لم يزيح بصره عنها
ارتجف جسدها من نظراته، رفرفت اهدابها لعدة لحظات تبتعد من نظراته..اقترب خطوة اخرى، ولكن توقف صهيب يزيحه ونظر لجواد وصرخ به
-إنت وعدتني ياجواد، قولت هنفطر كلنا مع بعض في جو عائلي، وعدتني إن إبنك مايقربش للبت ..انزل ذراع عمه وهتف بنبرة شجية حزينة ومازال نظراته عليها
-متخفش ياعمو مش هعمل حاجة بس هقول حاجة لبنت عمي، مش هي لسة بنت عمي برضو ياعمو، ولا حتى الدم قطعته بينا..رفع نظره لجواد الذي ترجاه بعيناه فتراجع للخلف حتى تحرك إليها ابتعدت الفتيات عن وجودها حتى توقف أمامها وانحنى بجسده يحتضن وجهها واقترب منها
-اولا كل رمضان وأنتِ كويسة، طبع قبلة مطولة على جبينها وجذبها لأحضانه يضمها بقوة يهمس لها
-"مبروك ياجنى، كنت هكون أسعد واحد لو عرفت منك، بس للمرة المليون تكسري فرحتي بأغلى حاجة" تراجع بعيدًا لبعض الخطوات ثم وزع نظراته على الجميع
-أنا وعدت حضرتك ياعمو مش هقرب منها، ثم اتجه بنظره لوالده
انا خلاص يابابا نقلي اتقبل وهسافر الفجر العريش، اتجه بنظره لغزل وأشار على جنى
-ماما وصيتك ابني لحد ما يجي على الدنيا، ثم ثبت نظراته عليها
خلي بالك منه، انسي كل الوحش اللي بنا وافتكري إن اللي في بطنك دا اغلى من روحي..قالها ثم ارتدى نظارته واستدار متجهًا لسيارته ..أشار جواد برأسه لأوس للحاق به..ثم اتجه ببصره لصهيب لبعض الوقت بصمت مريب يهز رأسه واستدار متحركًا للداخل، انسابت عبرات غزل وهتفت بحزنٍ
-إنتِ حامل ياجنى، يعني كنتي مخبية على ابو ابنك، ليه يابنتي
رفعت نظرها لصهيب الذي توسعت عيناه بذهول مما استمع إليه
-حامل..متى وكيف ..جاسر، ازاي
استمع لبكاء ابنته فرفع نظره إليها ونظرات خرساء بأسئلة تكاد تفتك بعقله ..تحركت سريعًا متجهة لسيارتها تقودها بسرعة ومازالت شهقاتها مرتفعة، ظلت تسير بالسيارة تتذكر نظراته وهمسه المميت، توقفت أمام النيل واغمضت جفونها من إثر الرجفة التي اعترتها عندما أحست بأنفاسه على وجهها، أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وهاتفت أخيها
-مين اللي عرّف جاسر ياعز، اكيد إنت، زفر عز بقوة يرجع خصلاته للخلف وأجابها:
-كان لازم يعرف ياجنى..صرخت به ..مين اللي قالك ربى مش كدا
-مش مهم عرفت منين، المهم كان لازم يعرف ياجنى، انا لو مكانه هزعل اوي
انكمشت ملامحها بإعتراض، وآلامها قلبها قائلة
-ربنا يسامحك ياعز مكنش المفروض حد يقوله غيري، ليه تعمل كدا ..ليه!!
همس لها بصوت دافئ
-مظنش يابنت ابويا نسيت عنوانه
ارتعش قلبها وآهة خرجت من جدار قلبها، وبمقلتين دامعتين همست:
-لا ياعز مش فكراه..قالتها وأغلق الهاتف ..قامت بتشغيل محرك سيارتها وتحركت إلى وجتها، كفى عصيانك ياقلبي ..كيف لي ان اكرهك ونبضي لا ينبض سوى بقربك..رحماك ربي بقلبي اليتيم
وصلت بعد قليل إلى منزله الذي اتخذه بعيدًا عن الأجواء السكنية، بحديقة دائرية، ومسبح بمنتصفه، ويحاوطه الكثير من الخضرة بمختلف الأنحاء..ترجلت من السيارة بعدما وجدت سيارته المصفوفة بمكانها، ابتسامة تلقائية لاحت على وجهها بعدما هاجمتها تلك الليلة..خطت وعيناها تحاوط المنزل بسعادة، فهذا المشهد بلوحتها التي تمنته، خطت للداخل وتذكرت ذاك المفتاح الذي جلبه بتلك الليلة يهمس لها
-دا مفتاحك مكانه هنا، لو قلب حن لقلبي هتلاقيه هنا..فتحت الباب ودلفت للداخل بهدوء، ثم خطت تبحث بأرجائه تبحث عنه بعيناها، صعدت للأعلى وتوقفت أمام إحدى الغرف، فتحت إحداها ولكن لم تجده بها ..اتجهت للأخرى استمعت لأحدى المقطوعات الموسيقية فتحت الباب بهدوء وولجت للداخل بقلبًا ينبض بعنف، كاد أن يخرق سمعها، من دقاته، رعشة قوية أصابت جسدها وجحظت عيناها عندما شاهدته وهو يخرج من مرحاضه يلتف بمنشفة على خصره متوقفًا أمام خزانة الملابس..كل هذا وهي تراقبه بصمت، لقد اشتاقت إليه حد الجنون، ذهبت ببصرها لمحتويات الغرفة المنظمة، أخرج كنزته فهمست
-اللون الزيتي احسن عليك..استدار بجسده ..وبشفتين مرتجفتين همس اسمها
-"جنى"..