رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 27 - 1 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السابع والعشرون
1
تم النشر السبت
11/5/2024
أنصفني إن سألوك يوماً عني ....
كنتُ أنتظرُ تلك اللحظةَ التي ينتهي فيها الخلافُ بـ جملة "بقاؤنا معاً أهمُ من أي خِلاف بيننا"..
بينما كنت تجاهد أنت لتُثبت أنني الطرف المُذنِب، كنتُ أعاتبكُ بـ قلبي ولم أنتظر منك إلَّا اللين، وكنت تُعاتبني بـ عقلك ولم تنتظر مني إلَّا الهزيمةَ..
أنصفني إن سألوك يوما عني قول لهم:
سحابة خير أمطرت عليا حبًا وحنانًا
قول لهم :
إنها تركت العالم كله وراءها وغفت بأحضاني
وإن سألوك يوما :
أين كنت تقيم معها؟ قول لهم :قُرب وتينها ،،،خلف نبضُاتها تحت ظل قلبُها سَكنتُ وحيدًا بمكان لم يصله غيري ..
أقسم بأنه لم يصله غيرك
#جنى_الألفي
❈-❈-❈
مساء يوم الحناء
ولج لغرفتها كانت تخرج بروبها الحريري لتستعد لتجهيزها، رأته غنى فنهضت مبتسمة وهي توزع نظراتها بينهما:
-حبيبتي هروح أشوف سفيان وراجعة ، أومأت وهي تفرك بكفيها دون حديث..اقترب يضع أمامها صندوقًا كبيرًا ثم أشار:
-الفستان دا إلبسيه في الحفلة، وآسف أنا الحاجات دي مكنتش أعرفها
قالها واستدار متجهًا للمرحاض، جلست بجوار العلبة تفتحها بهدوء..أخرجت ذاك الرداء الحريري الأحمر..انساب برونقه اللامع الذي يبهر الأنظار
مررت أناملها وابتسامة حزينة تجلت على ملامحها
-وبعدهالك ياعاليا، لحد إمتى الدنيا هطوح فيكي، لسة ناوية على إيه معايا يادنيا
أغمضت عيناها وانسابت عبراتها بصمت، خرج من المرحاض وجدها بتلك الحالة..كور قبضته بعدما تيقن أن هناك ماتخفيه، ولج لداخل غرفة الملابس، وأخرج قميصه الأبيض، وبعض اشيائه الخاصة وولج مرة آخرى ليتجهز، مازالت بمكانها، استنشقت رائحة عطره التي اخترقت رئتيها، فاستدارت برأسها وجدته يقف أمام مرآة الزينة يصفف خصلاته ، ظلت تراقبه لبعض الوقت حتى ارتدى ساعة يديه، طالعها من خلال المرآة
وجدها شاردة به، ولكن سكونها احزنه، لم يتعود على سكونها ..فتحدث بمشاكسة :
-عارف إني حلو، قالها غامزًا لها، أفاقت بعد حديثه، فنهضت متجهة إليه تعقد ذراعيها أمام صدرها واردفت متهكمة:
-عارفة انك مغرور، اقتربت منه وحركت أناملها على قميصه بجرأة منها ونظرت لسواد عيناه قائلًة:
-حلو أوي ومن كتر حلاوتك دمك واقف وبيطبق على صدري ياحضرة الظابط..انت ماهو إلا واحد مغرور شايف نفسه معرفش على إيه، بس أقولك حاجة ..انزل بغرورك شوية التواضع لله ياعم الحنين، ثم اتجهت لفستانها وأشارت عليه
-وفستانك مش محتاجاه، هلبس من عندي..قالتها مستديرة، أطبق على ذراعها يطحن ضروسه ضاغطًا على كل عصبًا ثم دنى حتى اختلطت أنفاسهما قائلًا:
-الفستان يتلبس واگيدءؤؤؤؤ في ءءس يذكر
-هنتكلم يابلقيس، هنتكلم واعرف كل مايحوي المكنون، لكن تأكدي لو شكوكي بمحلها هزعلك أوي
أزاحت كفيه ففتح بعضًا من روبها الحريري الذي ترتديه من حركتها، ذهب بصره رغم عنه ..تراجعت سريعًا تغلقه، اتسعت حدقتيها عندما اقترب منها، يجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره العريض، وانحنى بأنفاسه الحارة
-متخافيش اوي وتفكري نفسك انثى بحق وحقيقي، أشار إليها مشمئزًا واستأنف ماقسم قلبها:
-اللي زيك ميعجبنيش ..تراجع بجسده ينظر لعيناها المذهولة من حديثه الذي أصبح كخناجر مسمومة شقت صدرها ، لقد تجرأ على طعنها بأنوثتها فزاحته بقسوة وأشارت إليه متوعده إياه بداخلها، مردفة لكي تحفظ كرامتها التي دعس عليها:
-زيك كدا، انت برضو من الرجالة اللي متهزنيش..قالتها وتحركت مهرولة من أمامه بعدما لمحت شرارة كلماتها على ملامحه
أطاح كل ماطالته يديه يزأر بغضب
-هعرفك ياحيوانة ازاي مهزكيش
ابتسمت بعدما استمعت لصراخه بالخارج قفزت من سعادتها
-يبقى اسمع صوتك تاني ياحضرة الظابط..نظرت لنفسها بالمرآة
-قال أنا وحشة ، هعرفك مين اللي متهزش حضرة الظابط
بفيلا صهيب جلست بأحضان والدتها تتسامر معها بالحديث، وبالجانب الآخر يستمع إليها صهيب..رفع كفيه يمسد على خصلاتها البنية
-حبيبتي ربنا يسعدك، عايزك تنزلي الشغل مع اخوكي يابنتي، لحد مافارس يرجع خلاص كلها شهرين ويساعد عز
استدارت إليه:
-وحشني أوي من يوم فرحي مشفتوش..أمسكت نهى بعض الفواكه وبدأت تطعمها فتسائلت:
-جنى فيه حمل ولا حاجة ..
ابتعلت الفاكهة بغصة تؤلمها، ووضعت كفيها تلقائيا على احشائها حتى ترقرقرت عبراتها
-لا ياماما..الدكتور قال لجاسر لازم نأجل الحمل شوية، بس أنا رفضت الحبوب وبطلتها من وراه، انا عايزة بيبي ومش معنى إن ربنا مأردش مرة يبقى خلاص مفيش أمل، ربنا عقبني ياماما على اللي عملته
نهضت نهى تسحبها من كفيها ثم اتجهت بنظرها لصهيب؛
-عايزة جنى هقعد معاها هنبات هنا ياصهيب مينفعش نمشي يوم فرح ابن اخوك ..
-استني يانهى..!!
توقفت تطالعه متسائلة:
-محتاج حاجة..رفع كفيه مردفًا:
-ساعديني هتمشى شوية في الجنينة برة..هرولت إليه جنى تساعده حتى نهض، واستدارت تضع وشاحًا ثقيلا حول عنقه
-الجو برد برة حبيبي..ابتسم يمسد على خصلاتها ثم تحرك
-خلصي مع بابا وتعالي برة ..أومأت متحركة لغرفتها ..جلست نهى تشير إليها بالجلوس
تمددت تضع رأسها على ساق والدتها التي بدأت تمسد على خصلاتها
-مالك ياحبيبة ماما، عيونك حزينة ليه، متقوليش علشان بابا، بابا كويس وصالحك اهو، ورجعتي تاني في حضنه
انسابت عبراتها تطبق على جفنيها، تشعر بأنين بنياط قلبها، تعض ندمًا لما حدث أزالت عبراتها ورسمت ابتسامة قائلة:
-ليه بتقولي كدا ياماما، بالعكس أنا سعيدة قوي في حياتي،
زمت نهى شفتيها مستاءة من رد ابنتها
-هتخبي على ماما ياجنى، اعتدلت جالسة تحتضن كفيها:
-ست الكل عايزة تعمل حما ولا ايه على جوزي، صدقيني ياماما أنا كويسة وسعيدة قوي مع جوزي، دا جاسر عارفة يعني ايه، يعني بالنسبالي الحياة لجنى، تفتكري بعد ماربنا جمعني بحبيبي هكون حزينة ياماما
رفعت والدتها ذقنها متسائلة:
-ايه اللي حصل علشان تسقطي ياجنى،
جاسر عمل فيكي حاجة!!
هزت راسها سريعًا بالنفي وأجابتها بنبرة حزينة:
-ربنا ماأردش ياماما، قولتلك غلطت وعاقبني..ضمتها لأحضانها تمسد على خصلاتها فارتفع بكائها
-نفسي أسعده أوي ياماما، عايزة اجيب له ولد، هموت لو معرفتش اجيب ولاد لجاسر، الفكرة بتموتني
احتضنت وجهها تزيل عبراتها تضع كفيها على فمها:
-اشش ايه اللي بتقوليه دا، أن شاءالله ربنا هيكرمك ياقلبي وهتجيبي بدل الولد اتنين وتلاتة، قولي يارب يابنتي، ومتتسرعيش واسمعي كلام جوزك والدكتورة خايفين عليكي
تراجعت تستند على ظهر الأريكة ترفع ساقيها تضع ذقنها اعلها وتنظر للبعيد بنظرات خالية تتذكر فيروز
-أنا ميهمنيش صحتي قد ما يهمني أسعده ياماما، انا كويسة والحمد لله ، اهم حاجة دلوقتي اكمل بيتنا واجيب بيبي يدفي حياتنا، رفعت نظرها لوالدتها تكبح غلالة دموعها المؤلمة تهتف بأنين نياط قلبها:
-ماما جاسر يستاهل كل حاجة حلوة، ولو ربنا ماأردش ومعرفتش اجيب ولاد هتنازل عن حياة جنى علشان هو يعيش، مستحيل احرمه من حقه، واعيشه ألم الفقد دايمًا ياماما ..اعتدلت نهى، وتوقفت هروح اجبلك حاجة سخنة تدفي معدتك وابعدي عن كلامك العبيط دا، وتأكدي مستحيل جاسر يوافق على حاجة هبلة زي دي، فكري في سعادتك وحياتك بالتفاؤل والخير يابنتي ومش معنى انك سقطي مرة يبقى هتسقطي كل مرة، لا ياحبيبتي..كله نصيب
-ماما متنسيش أننا ولاد عم وممكن حملي يكون دائمًا مشوه
-ليه وعز وربى مش ولاد عم..دا اختبار يابنتي ولازم تكوني قده
قالتها وتحركت إذ تنصدم بذاك الذي يتوقف أمام الغرفة يستمع إليها وقلبه ينتفض بألمًا على حزنها ووجعها..أشار لنهى بالصمت، فاستدارت تنظر إلى جلوسها، وجدتها تغمض عيناها مستندة برأسها على الأريكة..تحركت نهى متوقفة أمامه
-واقف كدا ليه يابني، جذب رأسها يطبع قبلة على جبينها
-جعان ياحماتي على رأي الواد بيجاد، عايز اتعشى ممكن
ربتت على كتفه مبتسمة:
-وياترى نوع العشا ساعة ولا ساعتين في المطبخ ..كانت نظراته على زوجته فهمس لها
-جنى ماأكلتش ..قالتلي اكلت مع ربى وغنى وهما قالولي أنها ماأكلتش كانت مع تقى بيشتروا حاجات للفرح، فجيت علشان تاكل، وعارف أنها هترفض، فاعمليلي عشا من اكلها اللي بتحبه، مش تمثيل والله ولا زحلقة ياست نهى
تحركت مبتسمة قائلة:
-لا طلعت حنين يابن جواد..تحرك إلى معشوقته، وجدها مازالت كما هي ..جلس بجوارها، فتحت عيناها بعدما استنشقت رائحته
-جاسر!!
جذب رأسها مازحًا..
-لأ..خياله ياجنجون..قالها وهو يجذبها لتجلس بأحضانه..رفعت رأسها وطالعته تلمس وجنتيه وابتسامة عاشقة تلمع بعيناها
-اوعى تقولي معرفتش تنام من غيري
انحنى يخطف كرزيتها ثم جذب ثمرة من الموز الذي يوضع أمامها، يضع جزء منه بفمها وجزء اخر بفمه قائلا:
-لا ياروحي جعان، والكل نزل الجنينة وأنا لوحدي فوق فقولت اجي لمراتي حبيبتي علشان تأكلني
اعتدلت حتى أصبحت بمقابلته
-حبيبي انت جعان اقوم اعملك اكل، وضع قطعة من الموز بفمها، مرة أخرى ثم أجابها
-حماتي بتعملي، نفسي احس ان ليا حما ياشيخة ايه،. خليها تعمل اكل لما ادلع على بنتها شوية
رفعت كفيها على وجنتيه هامسة
-كنت هروح أبات في حضنك على فكرة مكنش ينفع ابات بعيد عنك، قالتها وهي تقترب منه، فكان من أول المرحبين بدعوتها، ليجذبها بعد دقائق لأحضانه يتمدد على الأريكة وتغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها يتذكر حديثها مع والدتها ..
-جنى ليه بطلتي الحبوب اللي الدكتور قال عليها ..اعتدلت بنومها على ظهرها تنظر إليه
-سمعت كلامي مع ماما..مرر أنامله على وجنتيها
-زعلان منك ياجنجون ، حاجة تخصنا ومامتك عرفتها قبلي ..أغمضت عيناها
محاولة أن تسيطر على عبراتها فهمست بتقطع
-حبيت افضفض مع ماما ياجاسر..فرد جسده يرفعها على ذراعه
-جاسر بس اللي تفضفض معاه، بدل حاجة تخصنا وبس..انا اكتر واحد عارف ايه اللي المفروض اعمله
-جاسر!!..همست بها وضع سبباته على فمها
-ولا كلمة ياجنى، صحتك عندي اهم من أي حاجة، الدكتور قال 4شهور تتعافي فيهم وتمشي على العلاج ..يبقى تستني زي ما قال
رفعت كفيه ووضعتها على أحشائها مردفة:
-حبيبي نفسي يكون فيه هنا حاجة مشتركة بينا، نفسي اسعدك اوي
جذبها بقوة لأحضانه يعصرها قائلاً:
-نفسي تفهمي إنك اغلى حاجة عندي، لو ربنا ماأردش يبقى خلاص، كفاية عليا أنتِ
❈-❈-❈
أخرج وجهها يحتضنه:
-جنى صدقيني أنا مابفكرش في الولاد، لو جم الحمد لله ولو مجوش برضو الحمد لله اهم حاجة عندي انك في حضني
تمسحت بصدره كقطة أليفة قائلة بنبرتها الباكية:
-أنا بحبك أوي ياجاسر، ونفسي اسعدك اوي مش عايزة حاجة تكون نقصاك
اعتصر فؤاده من حديثها المؤلم، فتحدث:
-وأنا مش عايز السعادة اللي هتوجعك ياجنى افهمي .. حبيبتي كل حاجة قدر ومكتوب ..استمع الى رنين هاتفه فأجاب:
-أيوة يابيجاد..على الجانب الآخر تمدد بيجاد بجوار عز وجواد
-انزل يالا..كلنا تحت، هربت على فين، توقف متجهًا للنافذة يلوح بيده إليهم
-نص ساعة وهننزل، اغلق الهاتف ومازال ينظر للخارج..تحركت بخطوات متمهلة حتى وصلت تطوق خصره من الخلف تحاصره بذراعيها
جذب الستائر، يشدد من ذراعيها متنهدًا، ثم تحدث بنبرة شجن:
-هزعل منك اوي بعد كدا لو سمعتك بتقولي عيال وغيره، استدار إليها وعانقها بنظراته يرفع ذقنها بأنامله يمررها على ذقنها
-جنى كل حاجة في الدنيا نصيب، وقدر ومكتوب، يعني لو ربنا أراد بالأطفال هيجوا من غير حتى تفكير، ولو ماأردش والله لو لفيتي العالم كله
رفرفت بأهدابها تمنع دموعها تسحب نظرها بعيدًا عنه
-ونعم بالله!!..انحنى يطبع قبلة بجانب شفتيها هامسا
-إنتِ اكبر نعمة ياقلبي، مش عايز طمع كفاية عليا إنتِ ..اقتربت تضع رأسها على صدره وارتسمت إبتسامةعريضة على محياها ،تحاوط خصره:
-"بحبك قوي ياجاسر قوي"
عصرها بأحضانه يرفعها من خصرها، يضع جبينه فوق خاصتها يبتسم بعيونًا عاشقة هاتفًا:
-دا اللي عايزه، ليه ولاد تحبيهم أكتر مني، مش عايز ولاد يشاركوني فيكي، سمعتيني، واياكي تعملي حاجة من ورايا..ارتفعت ضحكاتها، تحتضن وجهه
-لا طبعا هحبهم اكتر علشان إنت ابوهم، تحرك بها يهز رأسه بالرفض
-برضو بتعترفي انك هتحبيهم اكتر مني
استمعوا الى طرقات على باب الغرفة، وصوت والدتها
-اطلعي حبيبتي مع جوزك اتعشوا..انزلها تطالعه بإستفهام:
-هو إنت جعان فعلا، ولا دي اشتغالة
سحب كفيها يجذب وشاحها قائلاً:
-ميت من الجوع، قابلهما صهيب الذي يدلف للداخل يستند على عصاه..طالعهما بعيونًا سعيدة ثم تحدث:
-طبعا جيت تاخدها، كنت عارف انك مش هتسبها..وصل لمائدة الطعام يجذب مقعدها، ثم غمز لصهيب:
-ابعد عينك عني ياصهيوب، العين فلقت حياتي وحياتك، مراتي اولى تنام في حضني
جلس بمقابلتهم وأردف مشاكسًا:
-البت هتنام معايا الليلة، وانت اخبط دماغك في الحيط، نزلت بنظرها للأسفل خجلًا عندما قال:
-هو حضنك هيدفيها ياراجل ياعجوز، ماتتكلمي يابت وتسكتي ابوكي، دا حتى النوم بيبص فيه