-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 27 - 3 - السبت 11/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السابع والعشرون

3

تم النشر السبت

11/5/2024


بغرفة ملحقة بمنزله 

جلست تتناول طعامها تتحدث بالهاتف وصوت ضحكاتها مرتفع 

-حبسني في أوضة في الجنينة، بس صدق ..تفتكر صدق فعلا ولا ناوي يلعب 


أجابها الآخر 

-فيروز ..جاسر ميهمنيش، ركزي في شغلك اهم حاجة ، وموتي على حملك علشان دا الحل الوحيد حاليا..احنا بنحاول نخترق النظام وعارفة لو نجحتي ووصلتينا للمطلوب، حياتك هتتغير 

وضعت الفاكهة بفمها تلوكها بإستمتاع ثم هتفت

-متخفش على الحمل، انا بخاف عليه ناسي أن دا ابن جاسر ولا إيه، قالتها بضحكة مرتفعة 

أجابها الآخر 

-أيوة هو دا بالظبط، وبالنسبة لمراته لازم تزعزعيها وتبعد عنه بأي طريقة، واسمعيني لازم تخليه يجبلك شغالة على قدك، ولو رفض هدديه بالسديهات، ومتنسيش اخوه ظابط الحربية هيسكت لما يعرف الموضوع هيضر اخوه، سمعاني، متعرفيش مراته ممكن تعمل حاجة علشان تسقطك، مش عايز الولد ينزل قبل مانوصل للمطلوب 

-راكان البنداري ؟؟

تسائلت بها ..نفث تبغه واجابها 

-وراه بالخطوة، عرفنا مكان مراته في ألمانيا، وحامل، الخيوط كلها في ايدنا، لازم الصفقة تتم على خير..نضرب ضربتنا في الوقت المناسب، نشغل بيها راكان وجواد، علشان كدا بقولك ..جاسر فرصتنا الوحيدة 


-تمام ..كل حاجة هعملها زي ماطلبت، وهفضل ساكتة لحد ما يرجع ، ومش هعمل حاجة تضايقه، وهقنعه زي ما اتفقنا 

-برافو فيروز، والدتك هخرجها قريب 

سلام...سلام 

قالتها ونهضت متجهة تنظر من النافذة تستنشق الهواء تضع كفيها على احشائها

-وحشتني قوي ياجاسر، وحياة حبي اللي حبتهولك لأعمل اي حاجة علشان ارجعك لو وصلت اقتل مراتك ..ابتسمت عندما تذكرت كلمات جنى "لو ابنه هخليه يعترف بيه"


هنشوف ياجنجون ..بكرة نشوف ، كلها شهر ونعمل التحاليل، بس يارب الأندال دول يكونوا قد كلامهم 


عند جاسر


.تحرك للداخل ..دلف إلى مكتب والده بعد السماح له بالدخول 


بالداخل كان يجلس متراجعًا على مقعده مغمض العينين..

-بابا حضرتك عايزني، نهض من مكانه يشير  إلى الأريكية 

-تعالى ياحبيبي عايزك في موضوع مهم..تحرك يجلس بجوار والده ..نظر تحت أقدامه ينتظر حديثه


صمت جواد لثواني يقاوم سيطرة غضبه حتى سحب نفسًا وزفره ببطئ

وتحدث هاتفًا:

-إنت مصدق نفسك، عجبك اللي بتعمله


مسح جاسر على وجهه بعنف يهز رأسه قائلا

-ابراهيم قالك صح ..ولجت الخادمة بمشروبات دافئة مردفة بهدوء :

-الدكتورة راحت عند الباشمهندس حازم ياباشا، قالت شوية وهترجع 

أشار إليها بالخروج ..اومأت بالطاعة وخرجت 


استدار يرفع كوب مشروب والده 

-اتفضل حضرتك..أخذه ونظراته تحاصره ..ارتشف بعضه ثم تحدث:

-سامعك ياجاسر، ليه عملت كدا، ليه اخلاقك وقيمك تنزل بيهم دي تربيتي حبيبي .. اختنق من إصرار والده


زفرة مختنقة فما يشعر به نيران تحرق احشائه، فداخله يغلي كالمرجل..تراجع بجسده للخلف يهرب ببصره من والده 

ارتشف جواد مشروبه مرة أخرى قائلا

-اشرب علشان تدفى..رفع كوبه وأجاب والده 

-أنا دفيان يابابا، الحمد لله أنا كويس 


ابتسم جواد وأجابه مشاكسًا :

-الحب مدفيك يابن جواد 

أطلق ضحكة خافتة يضرب على ركبتيه:

-اوي ياباشا، حضرتك مجرب وعارف


مط جواد شفتيه يهز رأسه ساخرًا 

-أيوة ماهو باين يابن جواد، شوفت نظراتك هتاكل البت في الحنة، طب كان فين من زمان، وايه شوية الاعصار اللي عملتهم علينا يالا 

زم شفتيه يضغط عليها :

-استاذك ياباشا والله مش واخد بالك من غزالتك لما قالت لي كأن جواد الألفي بيتكرر قدامي ..دنى بجسده يغرز عيناه بعين والده قائلاً:

-بس فيه إختلاف كبير بينا ياحضرة اللوا، اولا انت كنت بتهرب لسراب وتخنق قلب امي، لكن أنا كنت بموت علشان غيري يعيش 


اغروقت عين جواد بدموع الندم، فرغم كلمات ابنه البسيطة إلا أنها نزلت على قلبه كسوط من نيران تلهمه 

جذب جاسر كف والده ورفعه يقبلهما عندما وجد شحوب وجهه فتحدث بنبرة هادئة مسترسلًا:

-بابا أنا مش زعلان لاني كنت السبب في كدا، انا ماوجهتش يابابا عملت زي النعامة دفنت راسي وسبت حبيبتي لغيري يتلاعب بيها، مفيش حد السبب في الوجع دا غيرنا احنا الاتنين، انا استاهل وهي تستاهل، وادينا بندفع تمنه يابابا للأسف 

ربت على كتفه قائلًا:

-ربنا هيعوضك بالعوض ياحبيبي، وبكرة هتلاقي السعادة اللي هتبكي من جمالها 

ابتسم واختتق صوته :

-اقولك حاجة يابابا، رغم إن حبيبتي في حضني والسعادة محاوطني من كل الجهات الا انا عامل زي الديب وهو نايم بفتح عين واقفل التانية، علشان مقومش من النوم والاقي السعادة دي هربت من بين ايديا، بابا أنا اسعد راجل في الدنيا وفي نفس الوقت بتوجع وجع محدش يقدر يستحمله 


اقترب جواد من جلوسه يرفع ذقنه 

-ابن جواد الألفي ميططيش راسه، دايما راسه مرفوع مفيش قوة تهزه، هو اللي يهز الجبل، نهض جواد من مكانه وتوجه للشرفة واستأنف حديثه 

-بس مع دا كله اوعى تنسى قيمك واخلاقك، عايزك تفكر في خطواتك بدينك وقيمك قبل عقلك حبيبي ، استدار ونظراته تخترق وقوفه 

-عارف فيروز زبالة ومتستهلش انك  تلوث نفسك علشانها، مش دي اللي ضيع اخلاقك، مش ابن جواد اللي ينزل لمستوى واحدة شغالة مع مافيا علشان ياخد حقه، تاخد حقك بعقلك النضيف ياحضرة الظابط 


استند جاسر على الجدار ينظر للخارج بحزنا قائلاً:

-بابا اللي كنت خايف منه حصل، دي جاية وبتقولي حامل 

قهقه جواد واستدار يستند على الجدار يراقب الشباب وهو يلعبون ثم أجاب بوجه خالي من التعبير

-وانت رأيك ايه، الواد ابنك ولا لا 

أطبق على جفنيه بحسرة واجابه بروح تنزف قائلاً:

-لو قولتلك مش عارف ..ضرب جواد على السور الحديدي ببطأ، كأنه بيانو ومازالت نظراته الخاوية بالمكان 

-يبقى هتضطر تستنى لما تعرف اد ايه ثقتك بنفسك يابن جواد، استدار برأسه 

-اول مرة أعجز عن رد فعل غصب عني، متكتف ياجاسر، انت كتفت ابوك ومبقاش عارف يفكر يطلع من المصيبة دي ازاي، البت طلعت أحقر مما توقعت، شغالة مع مافيا تجار الاسلحة،من وقت ماطلقتها، وطبعا لما باسم شك فيها حاولوا يصفوه


-عرفت..قالها بنبرة جيليدية..اقترب جواد يتعمق بالنظر من أثر حديثه:

-يعني إيه؟!

اعتدل ينظر لوالده مستندا على السور يعقد ذراعيه 

استرسل بنبرة حزينة وعينين منكسرة 

-عارف يابابا أنها اشتعلت مع الراجل اللي اسمه الجارحي دا، بس مفيش ادانة، أوراقهم كلها سليمة، اچنس عربيات وشغل من تحت لتحت، زرعت واحد بينهم قولت يمكن اوصل لحاجة 


جلس جواد يشير إليه: 

-اقعد وفهمني عرفت دا كله ازاي ومنين..اتجه ينحني وبلع استفهام والده، فحاول أن يخرج من حالته،رفع رأسه ينظر له:


-مابلاش تلعب معايا يابو الجود، ابنك لعيب ومحترف ماهو ابن جواد برضو 


رفع جواد حاجبه ساخرا 

-لا ياراجل، قولي غير كدا ، يعني كنت بتلعب مع ابوك يالا 


رفع أيده يضربهما ببعضهما يضحك بصوت مرتفع 

- لا بس لعيب ياحضرة اللوا وارفعلك القبعة، بس ابنك اولى بلعبك وقفشك 


حك جواد ذقنه وهو يرمقه بنظرات مبهمة 

-عرفت امتى يابن جواد..

-يوم الحريق، بعد مارجعت الشقة لقيت شيكات باسم تميم الجارحي وشوية سيدهات كدا الهبلة مسكاه عليه 

-سديهات من انهي نوع بالظبط ، حاجة تدينه 


ارتشف من كوبه يشير لوالده اشرب اعشاب ست الدكتورة وخلي بالك من صحتك ياحج، وبلاش تقنعنا انك كويس ومش محتاج للعلاج يابابا، حضرتك بضرنا كلنا 

ضيق جواد عيناه يبتعد عن نظرات ابنه:

- تقصد ايه يالا، هي جنى طيرت عقلك

تحدث بعينان تهيم عشقًا 

ومال جنجون هنا بس..ربت على ركبتيه 

-كله هيعدي ويبقى ذكرى .


 

وضع كفيه على صدره واجابه.

-قلبي وجعني عليها يابابا، مبقتش لاقي اعذار ولا دوا ادويها  


ربت على كتفه وابتلع غصته 

-عارف ياحبيبي انك قدام اختبار صعب، المشكلة مبقتش في جنى لأنها بتحبك ومجرد ماطبطب عليها وتاخدها في حضنك هترضى بكلمة تربط على قلبها، والبنت بعدها عنك بيموتها ...اختنق بشهقه بآنة متوجعة وكأن أحد يلف حوله حبلا من نيران 


❈-❈-❈


فرفع بصره وعيناه تحجرت بمياه العشق الضاري 

-خايف من قلبة عمك مش كدا ..مسح جواد على وجهه، يزفر الهواء بقوة واتجه بنظره إليه 

-طبعا لسة قدامنا وقت، وممكن البت دي تخطيطها مانوصلوش، 

اومأ متفاهمًا:

-للأسف يابابا، معرفش بتفكر في ايه، وليه رجعت، كنت هموتها واخلص منها بس حضرتك ورايا بخطوة 


أطلق صوت معترض أخرجه من اتفه يشير إليه محذرًا

-ودا اللي هما عايزينه، انا هقولك حاجة مهمة المفروض مكنتش تعرفها، بس من واجبي اعرفك علشان تعرف انت بتعمل ايه 

دقق النظر يستمع إلى والده بتمعن 

-الادارة اختارتك في القضية دي، وعلى أساس كدا اتنقلت اسمياعلية، عايزين ظابط وجه جديد يدخل حدود المحافظة، وبما انك أظهرت شجاعتك اخر قضية انت وجواد فالادارة اختارتكم، ماشي ياحضرة الرائد 

التمعت عيناه بسعادة مرددًا 

-رائد!!..بتتكلم بجد يابابا، يعني اترقيت 

فرد ذراعيه 

-امري لله هعاملك زي الطفل واقولك تعالى في حضن ابوك 

ارتفعت ضحكاته وهو يضم والده بسعادة، مسح والده على ظهره 

-ألف مبروك يا حبيبي ودايما من نجاح لنجاح ..ابتسم لوالده يرفع كفيه يقبلهما ثم ضمهما قائلاً والسعادة تقفز من محجريه:

-ربنا يخليك ليا ياأحسن اب في الدنيا، بس برضو البركة في حضرتك اللي دلتني على أول الخيط

لف جواد كفيه حول عنقه يهزه

-أنا معملتش حاجة، أنا ابني مش محتاج مساعدة من حد، ومتفكرش تفتيشك انت وراكان بعيد عن عيني انا بس كنت عايز اشوف ابني بيفكر ازاي وهل هينجح ويستاهل وظيفته ولا يقولوا عليه دخل الشرطة واسطة 


-آآه طويلة أخرجها من جوفه بسعادة ولمعت عيناه قائلاً:

-يااااه يابابا اخيرًا، القضية دي كانت بالنسبالي تحدي، رغم قلق عمو باسم بس حضرتك لما قولتلي اجري ورا حسك البوليسي ودافع بعقل الظابط، ورمتلي خيط، دا اللي فوقني 


ربت على ساقيه قائلا :

-إنت شاطر ياجاسر، ولما بتحط حاجة في دماغك بتوصلها، بس بهدوء مش تهور..أشار بأصابعه 

-تلاتة حاجات خليك دايما فاكرهم، دول يعتبروا النجاح 

أول حاجة ايمانك بالله واصرارك للنجاح ..ثانيا الثقة بالنفس لازم تثق في نفسك وتقنعها انك اقوى من اي حاجة وتقدر تعدي صعوبات وعقوبات 

تالت حاجة انك تفصل مشاعرك عن عملك ..اوعي قلبك يلين لشخص مهما كان حالته مع المجرمين اللي انت بايدك وبتصميمك وبعقيدتك سلمتهم، حياتك الشخصية بعيد كل البعد عن حياتك العملية مهما كانت هتوصلك لنجاح، اياك ثم إياك تاخد حد من أهلك كبش فدا علشان توصل لدليل أو نجاح، لانك هتخسر خسارة متتعوضش، وهي ثقة اللي حواليك فيك ..فهمت كلامي ياحبيبي 

اومأ برأسه مبتسمًا، ثم غمز بعينيه 

-شكل حضرتك وصلت لتفكيري يابو الجود

أفلت جواد ضحكة خافتة ثم تحدث:

-ابعد عن طريق فيروز ياجاسر، هتأذي نفسك واللي بتفكر فيه هيدخلك في جحيم 

ارتشف باقي كوبه ثم وضعه على الطاولة

-اخر ضربة ياحضرة اللوا ياتصيب ياتخيب


هز رأسه بالرفض قائلاً :

-دا خطر يابني، اولا على حياتك ثانيا على بيتك، لازم تفكر وتشوف النتائج الأول 


نهض من مكانه ينظر بشرود وأجابه 

-عمرك اتخيرت بين شغلك وماما، نهض جواد يطالعه بتدقيق لعله يصل لمرحلة تفكيره فتسائل

-جاسر ناوي على ايه، اوعي اللي فهمته هتخسر ومش هتعرف تعوض اللي تخسره، المرة دي الوجع هيكون شديد صدقني مش هتتحمل، ولا حد هيرحمك، وزي ما قولتلك من شوية علشان تنجح ابعد حياتك الشخصية عن حياتك العملية 

استدار لوالده يضع كفيه بجيب بنطاله 

-بابا حضرتك كنت شغال في المخابرات..قهقه جواد بدخول غزل، فرفع ذراعيه يربت على كتفه 

-انزل اغلب العيال دي زي زمان، شايف بيجاد عامل عليهم كماشة

رفع حاجبه ساخرا وتحدث:

-دا بقى علشان تنفرد بغزالتك ولا علشان متجوبش على سؤالي

حاوط كتفه يشير لغزل التي توقفت على الباب تطالعهم بذهول 

-دي خيانة على فكرة، تقعد مع بابا من غير ماما 

قطب مابين جبينه مضيقًا عيناه وابتسامة ساخره تجلت بملامحه ينظر لوالده فتحدث مسترسلا:

-قول لست ماما انا كبرت ومبقتش الواد اللي هتضحك عليا بكلمتين خليها تقول الكلمتين اللي بتلف عليهم 

لكزته بكتفه، تبعد ذراع جواد عنه 

-طب امشي يابن جواد، ثم اتجهت بنظرها لزوجها تحدثه موبخة إياه

-دا كله قاعد معاه، وانا اللي مستنية منك تليفون تقولي اتأخرتي ليه يازوز، مكنش العشم 


طبع جاسر قبلة على وجنتيها :

-ماما الغيورة، بقيتي جدة ياحجة غزل ارحمي الراجل، دا هيفطس مننا 


أشار له جواد بالخروج 

-ياله شوف هتعمل ايه، واقعد مع اخوك وعقله، البت دي نضيفة، انا مش عارف امسكه وكل مااجي اتكلم معاه يقولي مشغول، أهلها طيبيبن وكلنا شفناهم النهاردة واقفين ازاي مكسورين 


اقترب من والده يغمز بطرف عينه 

-طب مش هتقولي عرفت ايه عليها علشان تخليني اقنع ياسين، ماهو لازم اعرف علشان اقنعه، ابنك تور كبير 

أشار له بالخروج بعدما هتف 

-جاسر..بلاش تدخل في حياة اخوك الشخصية، خليه هو يعرف يجيب حقها دا لو بتهمه، أما لو مش في باله يبقى يكون هادي ، مش عجبني طريقته معاه، ولولا البنت متربية كانت عرفت تستغل حياتنا مش كدا ولا ايه 


فهم ما يشير إليه والده، فأومأ برأسه قائلاً :

-هقوله يابابا واوصله الرسالة وهو براحته..


وصل للأعلى أمام جناحه استمع للموسيقى...


قبل قليل 

ولجت ربى تبحث عنها وجدتها تجلس على سجادة الصلاة تنهي صلاتها بالأذكار، اقتربت منها وجلست بإنتظار انتهائها ..نهضت جنى وقامت بنزع إسدالها، تقطب جبينها 


جيتي ومشيتي مع جاسر أنتِ وغنى

ثم اردفت :


❈-❈-❈


-قاعدة كدا ليه، فيه حاجة ولا إيه، مش كنتي بتقولي هنسهر مع عاليا


كانت نظرات ربى مسلطة عليها بصمت، فدنت تلكزها بكتفها 

-بت مالك..!!

نهضت ربى وتوقفت أمامها 

-عايزين نرجع ايام زمان ياجنجون، زمت جنى شفتيها متهكمة واتجهت لغرفة ثيابها قائلة بتزمر:

-البت دي اتجننت ولا إيه، ولا شكل بعد عز هيسها

ضربت على كتفها وهي تخرج ثيابها 

وصاحت بصوت مرتفع 

-عايزة نرقص ياجنى، واتلمي بقى، من امتى العقل دا ياختي 

استدارت تغلق خزانتها تطالعها بذهول، ثم وضعت كفيها على وجنتيها 

-والله شكلك عيانة يابنت عمي، روحي لابنك ياروبي زمانه مزهق ماما ياحبيبتي 

إزاحتها بقوة تبحث عن شيئا ما واخيرًا، أمسكت شيئًا بيديها ترفعه للأعلى

-كنت عارفة هلاقيها هنا..نظرت للذي تمسكه بذهول وحاولت تجذبه:

-أكيد اتجننتي، ايه دا، عايزة اخوكي يطلقني، طيب استني مااتبسط ياختي شوية..قهقهت ربى بصوت مرتفع 

-وايه اللي يعرفه، وبعدين ناسية زمان، ياله انا كمان هروح اجيب بدلتي ونشهيص البت عاليا، صعبانة عليا والله من وقت ماياسين خرج من عندها معرفش قالها ايه دخلت لقيتها بتعيط..تنهدت جنى بحزنًا لأنها تعلم حقيقة زواجهما، فربتت على كتف ربى وتحدثت بإستحسان مبتسمة

-تعالي ننسيها بس بلاش بدلة الرقص دي، بجد لو جاسر عرف هيزعل وانا مقدرش على زعله 


جذبت كفيها وجلست تحدثها بإبانها لكي تقنعها 

- شوفي حفلة الحنة كانت ضيقة اوي علينا، ومكنش فيها غيرنا يعني مالحقناش نفرحهم، فاحنا هنعمل حفلة خاصة بيها معانا، دلوقتي هجبهم جناح جاسر هنا ، قولي ليه 

علشان عندي مينفعش، اخوكي ممكن ينطلي في أي وقت ويقولي ابني ومش ابني وهيعمل عبيط، مع أنه مع مامتك، بس انا حفظاه، أما هنا حتى ولو جاسر طلع صدفة مثلا احنا اخواته، انا وانتي وغنى، طبعا عاليا بحجابها وكمان تقى، وبعدين اخويا محترم ياختي مش زي عز اخوكي 


لكنها جنى ترفع حاجبها ساخرة

-مين دا اللي محترم، جاسر!!

والله أنتِ شكلك طيبة متفكرنيش ياختي ..لكزتها ربى تغمز لها 

-طيب ماتفكريني انا وتقولي اخويا عمل ايه خلاه مش محترم، ابتعدت ببصرها وتوردت وجنتيها فتحركت من أمامها متجهة للداخل قائلة: 

-روحي هاتي البنات وانا هروق الدنيا دي ..انحنت تغمز لها 

-بتهربي ياجنجون، بس اعملي حسابك هنرقص، ومتخافيش اللي مش محترم مش جاي بيلعب باسكت تحت، وطبعا قدامهم للفجر


بعد قليل تجمعت الفتيات بغرفة جنى، وبدأت بتشغيل الموسيقى..نهضت غنى تصفق وتمسك كف عاليا لكي تراقصها 

مرددة خلف الأغنية 

"بنت الجيران"..إلى أن توقفت غنى متعبة ، لا انا مش قادرة، هقعد اتفرج، غمزت لربى 

-ياله ياحلوة منك ليها، خرجت جنى وهي ترتدي تلك البدلة التي جعلت غنى تهب من مكانها 

-يخربيتك ياروبي، انتِ ناوية على ايه، توقفت ربى وهي تشير على نفسها ببدلتها الطويلة حتى الكاحلين مفتوحة الجانبين، مستديرة الصدر..اقتربت تقى تطلق صفيرًا 

-أنا كمان عايزة ألبس زيكم، اقتربت غنى لجنى 

-اتلمتي على القردة ولبستك دي، طب والله تاخدي العقل يابت، ياله عايزة حركات ودلعات، استمعت لطرقات على باب الغرفة ..هرولت للداخل تصرخ 

-جاسر جه..هرولت جنى للداخل، بينما فتحت غنى  الباب 

-دي ياسمينا..تحركت ياسمينا وهي تصفق ..بنت الجيران ، وبدأت الفتيات يحتفلون ..توقفت ربى فوق الطاولة وبدأت تتراقص أمام جنى على الموسيقى ..جذبت غنى ربى


وتحدثت 

-اتهدي ياروبي براحة ياماما بطنك لسة مفتوحة، ثم رفعت نظرها لجنى التي تتمايل مع بجسدها الممشوق مع الموسيقى فتحدثت:

-بت ياجنى والله لو جاسر مسكك بترقصي كدا قدامنا ليولع فيكي..أطلقت ضحكة ناعمة وهي تتمايل بحركاتها وكفيها على خصلاتها 


توقفت ربى مرة اخرى تتراقص بجوارها وهي تتندن مع الأغنية 


جذبت غنى عاليا تشير إليها 

-البنتين دول هيعلموكي الاحترام كويس، ابعدي عنهم، ثم لكزت ربى تصيح بها 

-براحة ياغبية بطنك ، ثم غمزت على جنى التي تتراقص مع نفسها وكأن لايوجد سواها بالغرفة بتلك البدلة الشفافة التي تصل إلى الركبة وتظهر جمالها بسخاء، غمزت غنى لروبي عندما لمحت ذاك الذي توقف ينظر لزوجته جاحظ العينين مردًا لنفسه وهو يبتلع ريقه بصعوبة 


-مين دي، دي جنى الطفلة البريئة، جز على أسنانه وهو يرى تحركاته التي أشعلت النار بجسده وهو يرى فتحة تلك البدلة وفتحة صدرها، تحرك سريعا عندما فقد سيطرته على نفسه، كور قبضته يجز عليها بأسنانه ليخرج غيظه حتى لا يعود إليها ويجعلها مضغة بين فكيه



الصفحة التالية