رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 30- 6 - الأحد 26/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثلاثون
6
تم النشر الأحد
26/5/2024
قبل قليل
ترجلت من سيارتها تحتضن كف عاليا واتجهت لداخل الحفل، قاطع تحركهما وصول ياسين ..تركتهما واتجهت لوالدها الذي ضمها بحنان ابوي
-اتأخرتي ليه يابنتي ..اتجهت تحتضن والدتها وردت قائلة:
-نمنا وراحت علينا نومة، قومنا على اتصال عمو جواد ..ذهب ببصره لجواد الجالس بجوار ريان ويعقوب
أشار عليه وتحدث:
-روحي سلمي على عمك، وكمان اتفقي مع يعقوب على موضوع السفر
أمسكت كفيها نهى وهتفت بعدم رضا
-صهيب يعقوب ايه اللي تكلمه في شغل النهاردة..ربتت على كتفها تشير على جواد وسيف
-سلمي على عمامك وتعالي جنبي هنا، بلاش يعقوب ياجنى، همست بجوار أذنيها
-بلاش قلبت جاسر عليكي، الحبيب مابيوجعش يابنت صهيب يارب تكوني فاهمة كلامي
هزت رأسها تنظر لوالدتها
-مستحيل اعمل اللي حضرتك بتقوليه، مش من طبعي ياماما ، وبابا ميقصدش اللي في دماغك..نظرت لوالدها الذي توقف مع أحد المدعوين يرحب به، ثم تحركت بعض الخطوات فوجدت الذي يقف أمامها
مرر أنظاره على هيئتها من قدمها وعيناه تبحر على ذاك الرداء الناعم كنعومة جسدها، يحتضن قوامها الرشيق ليظهر منحنيات جسدها الأنثوي أمام اعينه بإستفاضة للأعمى قبل البصير..اللعنة عليك ياجنيتي اتريدين بذهاب عقلي وتحولي للجنون، اقترب منها ومازالت نظراته متجمدة على جسدها، حتى تحولت عيناه لقسوة أراد أن يحرقها بها، جذبها بعنف لتصطدم بصدره يضغط على رسغها
-خمس دقايق بس تطلعي فوق تغيري الفستان اللي هولع فيه أن شاءالله لو شوفته بعد خمس دقايق، اقسم بالله لو مطلعتيش غيرتيه دلوقتي لأقطعهولك واعرفك ازاي تكسري كلامي
نزعت كفيها بغضب، واستشعرت بتجبره وحقيقة حديث والدها بتملكه لها فنظرت حولها حتى لا تجذب الانظار إليهما وتحدثت بخفوت:
-إنت ابن عمي وبس، مش من حقك تقولي ألبس ايه، حتى وجودك في حياتي قبل جوازنا انا مسحته، اللي قدامك دي مطلقة مش أكتر ، واحدة كانت مستعدة تبيع الدنيا علشانه، بس هو باعها في اول موقف يبين مدى حبه
ابعد عني ومالكش دعوة بيا وحاجة أخيرة متفكرش انك بكدا هتخليني ارجعلك أو احن واشفعلك ، دنت منه وغرزت عيناها برماديته قائلة:
-أنا حرقتك ياجاسر زي ماانت حرقت ذكرياتنا، ودلوقتي بقولها وانا مقتنعة بيها مش مجرد كلمات من لساني بس
انا ندمت اني حبيتك، والله ندمت، والله ندمت يابن عمي، ودلوقتي لو تسمح يابن عمي عديني وخلي عندك شوية كرامة ومتحاولش تقف قدام واحدة مش قادرة تتحمل وجودك قدامها
أحس بالدوار يلف بجسده، وكأنه تلقى ضربة هشمته حتى فقد اتزانه وحفرت آلام من قلاع حصينة لتهدم روحه..أي جرم ارتكبه ليتحطم فؤاده على من عشقها وارتوى بعشقها ، جرمه أن يحميها من الأيدي البغيضة التي لا تعرف للرحمة مجال
تراجع بعض الخطوات للخلف حتى تسير من أمامه فكأنها أشعلت كتلة نارية ووضعتها بصدره وتحركت بكعبها العالي لتنخر عظامه من شدة آحتراقه بلهيب العشق الضاري..رفع نظره لعمه وتلاقت اعينهما للحظات مما طأطأ رأسه بأسى فاستدار متحركًا تاركًا المكان بأكمله
وصلت الى جواد ويعقوب بجسد مرتجف، وقلبًا ينزف من الألم على أحست به من وجعه الذي تجلى على ملامحه من قساوة حديثها، تمنت لو التفتت إليه لتعانقه تربط على قلبه الذي تحطم وتفتت حتى أصبح رمادًا
جذبها فارسها يحملها ويدور بها
-جنجون قلبي وحشتيني
ضربته على رأسه
-بس يافاشل، لسة فاكر..جذبها جواد من كفيها و
قبل جواد رأسها مبتسمًا، رفعت نظرها ليعقوب
-ازاي حضرتك ..ابتسم لها ورفع كفيه ليحيها، ذهبت ببصرها تبحث عنه ولكنه كالذئبق الذي تبخر ولم يعد موجودًا ..هزت رأسها ليعقوب متأسفة:
-فين كارمن مجتش معاك !!.
تسائلت بها بصوت خافت:
-لديها بعض الأعمال، كيف حالك
-كويسة الحمد لله..وصل سيف إليهم
-جنجون عاملة ايه؟!
-اهلا عمو وحشتني، فين البنات؟!
أشار لوقوفهما بجوار زوجته
بمكان آخر خارج حي الألفي
وضع رجلُ بعض الصور أمام رجل يبدو عليه الشيب، فتحدث بنبرة فظة:
-اسمه جاسر جواد الألفي، ظابط مكافحات عنده تسعة وعشرين سنة كان متجوز بنت هاشم الناجي، طلقها من سنة تقريبًا دون معرفة السبب فيه بيقول لأنها اتبعت اسلوب امها وفيه اللي بيقول علشان سقطت الحمل من وراه ، المهم مفيش سبب واضح، اتجوز بنت عمه قدام الناس علشان حبها بس الحقيقي علشان تعرضت لاغتصاب من هاني العتال وسمعت أن امجد الشربيني في الموضوع، البنت اتحجزت في مستشفى الأمراض العقلية لفترة وبعدها بفترة اتعملهم فرح ، وبعد فترة حصل خلاف بينهم والبنت هربت لتركيا لفترة ورجعت وكانت حامل وسقطت الحمل ومن وقتها حصل خلاف كبير بين العيلة
أخرج صورة أخرى ووضعها امامه
-دي بنت عمه ودي طليقته ، هو دلوقتي طلقها برضو بسبب خلاف مش واضح بس اللي وصلنا له انه مبقاش عايزها وكان متجوزها يستر عليها مش اكتر
هز الرجل رأسه وهو يطالعها بتدقيق ثم رفع يديه إليه
-معاك صور ليهم مع بعض
هز رأسه بالنفي قائلاً:
-دول مابيتقبلوش حاليا غير في المناسبات..اه ياباشا فيه حاجة مهمة ، قبل الجواز كانت تربطهم علاقة اخوية، يعني البنت مش حبيبته ولا حاجة، وبعد طلاقها قاعدة في بيت لوحدها ، وجواد الألفي عامل كرديون أمني عليها، البيت في كمبوند قريب من بيت ابن عمها، بس متأكدناش دا صدفة ولا لا، أصله نقل قبل ما تشتري البيت دا بشهر تقريبا
-طب ليه الواد مش في الألفي
-لسة هنعرف ياباشا
❈-❈-❈
تراجع بجسده ومازالت نظراته على صورة جنى رفع الآخر كاسه يرتشف ماحرم الله وهو يجذب صورتها من يد والده:
-حلوة مش بطالة، بس البنت اللي كانت عنده احسن
طالعه والده مستنكرًا حديثه ثم تحدث:
-كفاية عليك البت التانية يانعمان، وبعدين اعتقها البت بسمع صراخها طول الليل
أطلق ضحكات مشمئزة ونهض يضع مشروبه مرة أخرى وهتف:
-البت حلوة قوي، معرفش الظابط دا عبيط يطلقها، بس ايه ياباشا تستاهل الصراحة، وكفاية بس الفيديوهات اللي هتوصله، علشان لو فكر يتنادل يبقى نرد عليه ماهي كانت طليقته برضو
أشار والده بالصمت ثم نظر لذاك الرجل:
-اسمعني ياسالم وفتح عقلك، الظابط دا بدل نكش ورانا يبقى عنده معلومة أكيدة ، عيونك ماتفارقوش، ومش بس هو كمان بنت عمه، الموضوع دا وراه حاجة وطلاقهم في الوقت دا مش مقنع بيه، ممكن بيبعدها عن الأعين
اومأ الرجل بطاعة وخرج دون حديث آخر، ثم اتجه إلى ابنه المدعو نعمان
-عايزك تفصص البت دي وتعرف اخبار اكتر عن الظابط دا، ولو بتحبه هنكرهها فيه ولو بتكره هتقولك كل حاجة دون رفة جفن
وضع الكأس على المنضدة يلفه ثم هتف
-بالليل كل حاجة هتكون عندك ياباشا
-بس مقولتش ليه الواد الظابط دا حجزك فترة وفي الاخر سابك يقصد ايه من الحركة دي
مازالت نظراته على صورة جنى فهتف:
-هنعرف يانعمان، بس الواد دا مش سهل، وشكله بيخطط لحاجة، لو اللي بفكر فيه صح يبقى الواد دا خطر جدا، المهم عايز منهك تحرك يزن وخليه يرجع هنحتاجه الايام الجاية وخاصة اللي زي يزن دا يموت في الأشكال دي وبميلش
جذب صورة جنى التي بيديه ومرر أنامله عليها ثم رفع نظره لوالده:
-تفتكر جواد الألفي هيخليك تقرب من ابنه ياتميم باشا
قهقه بصوت مزعج قائلا
-هيقلب في دفاتره ، بس وقتها هيكون ضربنا ضربتنا، هو اكيد ميعرفش اللي بيحصل ..قالها نعمان ببساطة
أما تميم نظر للخارج :
-يبقى متعرفش مين جواد الالفي، دا كان مسمينه اسد الداخلية، المهم شوف هتعمل ايه في الشحنة الجديدة
بالحفلة بحي الألفي
وصل جاسر إلى والده
-أنا همشي يابابا محتاجني في حاجة
-هتمشي دلوقتي لسة بنت عمتك مالبستش الدبل
جالت أبصاره بالمكان وهو يشعر بالاختناق قائلًا :
-بابا مصدع وعايز ارتاح، وكفاية ياسين وأوس هنا..
-ماينفعش ياجاسر، انت الكبير ولازم تكون موجود ، وبعدين حتى مهنش عليك تباركلهم، خليك لما يلبسوا الدبل وبعدين امشي
استمع لضحكات يعقوب خلفه، فاستدار يطالعه بصمت كان واقفًا بجوار عز وأوس ، اتجه ببصره لوالده قائلاً:
-البارد دا بيعمل ايه هنا
امال جواد برأسه غامزًا، اوعى لتكون غيران يابن جواد
نفث سيجاره ثم اتجه بنظره لوالده
-هغير من دا ياابو الجود، طب شوف حد حلو ..قهقه جواد يشير بعينيه على وقوف جنى بجوار هنا وربى ثم هتف:
-مراتك واكلة الجو العائلي، ضيق مابين حاجبيه وهتف:
-ازاي تخرج بالفستان دا يابن جواد مبقتش قادر تحكم
تعالت أنفاسه حتى وصلت لزروتها فنظر لوالده:
-حضرتك نسيت أنها طلقيتي مش مراتي يعني حكمها لابوها وأخوها
اومأ رأسه يدقق النظر بعينه ساخرًا
-أيوة طبعا، بدليل كنت هتضربها اول ماوصلت، جذب ذراعه يهمس له :
-مش على ابوك يالا،..توقف عن الحديث عندما وصل ريان إليهما
-حضرة الظابط عامل ايه ؟!.
-الحمد لله ياعمو شكرًا لحضرتك..تذكر جواد شيئا فتسائل
-هو راكان البنداري مجاش ليه، انت مابعتلوش دعوة
حك ذقنه يرمق والده بنظرات مبهمة ثم تحدث قائلًا:
عمل حادثة وفي المستشفى، ومش بس كدا فقد الذاكرة
ذُهل جواد فاستمع إليه بإهتمام
-ازاي وامتى الكلام؟!
من اسبوع تقريبًا، مراته كانت مخطوفة وحوار كبير
توقف عز بجواره قائلًا:
-جاسر عايزك..استمع الى صوت يعقوب
-هل تسمحين لي بتلك الرقصة جميلتي..ذهبت أبصار الجميع إلى جاسر الذي توقف متصنمًا،منتظر ردها
رفعت غنى التي كانت متوقفة بجوار جنى نظرها لأخيها ثم اتجهت إلى يعقوب قائلة:
-جنى هترقص مع جاسر ياباشمهندس، رفعت نظرها إليه وتقابلت نظرات العتاب ، فاستدارت متحركة إلى أن ربى جذبتها مع سيا وتحركوا إلى وقوف تقى وقاموا بتغيير الموسيقى
لتبدأ البنات بالرقص
ظلت البنات فترة تتراقص بأغانيهم الشعبية..إلى أن وصل عز يجذب ربى
-ايه يابت اتجننتي روحي شوفي ابنك ياهانم..ضغط على خصرها يهمس لها بغضب
-مبقاش عز لو مشفتش المواهب دي طول الليل
افلتت ضحكة ناعمة قائلة:
-تؤمر ياحبي، بس سبني شوية..جذبها وتحرك بها بعيدًا
-ياله يابت قال شوية
بينما تماسكت غنى وعاليا أيديهما وبدأن يتراقصن ، جذبت غنى عاليا التي توقفت بصمت، تذكرت جنى حملها فهمست لغنى
-سبيها علشان ياسين مايقلبش عليها
أما ذاك الذي توقف بعيدًا ولكن نظراته تحترق حركات جسدها، ود لو اقتحم مجمع الفتيات ذاك وشق ثيابها التي جعلتها أيقونة من الجمال الأنثوي الخارق
ظل ينفث سيجاره حتى اختفى خلف رمادها فصدره يحترق كمرجل جف ماؤه، دقائق من الصمت المريب ولكن هناك انفاس تحرق الكون هو يتلفت حوله ليبحث عن أعين ترى تمايل جسدها بتلك الطريقة، ورغم أن المكان لا يوجد به سوى الفتيات إلا أنه مفتوحًا لبعض الأعين المريضة
شاهد ياسين يقف وحيدًا فتحرك إليه ولكنه توقف عندما وجد ليليان تقترب منه
-هاي ياسين
التفت بجسده إلى التى تهمس باسمه
ابتسم لها ثم وضع كفوفه بجيب بنطاله يومأ برأسه:
-اهلا آنسة ليليان، ولا اقول مدام
اقتربت منه حتى لم يعد يفصلهما سوى خطوة واحدة قائلة:
-عامل إيه؟!.
ابتعد ببصره في الأرجاء محاولا الحفاظ على ثباته واكتساب هدوء ، ثم اتجه ببصره إليها:
-أنا كويس الحمد لله..تحرك خطوة إلا أن أمسكت ذراعيه
-ممكن نتكلم ..تراجع للخلف ينظر لكفيها المتشبث بكفيه ثم تحدث:
-مفيش بينا كلام، بعد إذنك مش فاضي
-ياسين ..همست بها، مما جعله يتوقف يكور قبضته داخل جيبه ثم استدار قائلاً
-نورتي الحفلة ياآنسة ليليان..قالها وتحرك فهتفت بخفوت
-وحشتني..تسمر بوقوفه فاستدار سريعًا يرمقها بنظرات جحيميه قائلا:
-بس إنتِ اكتر حاجة بكرهها، ومش بس كدا، حرقت الفترة اللي فكرت فيها بيكي، ودلوقتي حضرتك مرتبطة وانا متجوز، ياريت تحترمي خطيبك او جوزك ميهمنيش، اللي يهمني مراتي وكرامتها، رفع نظره لوقوف عاليا التي نظراتها تحاصرهما فتابع مؤكدًا
-اللي هناك دي بس اللي تهمني، بعد اذنك بس قبل ما امشي عايز أكدلك انا مبهربش انا بحترم علاقتي بمراتي قدام الناس اولا وقدام نفسي ثانيا
قالها وتحرك متجهايجذب عاليا متحركًا بها بعيدًا عن الأعين،
❈-❈-❈
أما تلك الأعين الرمادية التي تحولت لكتلة من بركان أوشك على الأنفجار تحرك بعدماجن جنونه حينما تخيل أن اخر رأى رقصها بتلك الطريقة، خطى بخطوات جنونية إلى أن اقتحم مكانهم وجذبها بغضب جحيمي امام أعين الجميع هادرًا:
-امشي قدامي بدل مااخليكي تندمي
حاوط خصرها وتحرك أمام نهى وغزل
ابتسمت نهى تضع كفيها على فمها:
-اتأخرت يابن جواد..لكزتها غزل وهي تبحث عن صهيب ثم امالت لها
-طيب فكري هتقولي ايه لصهيب لما يرجع ويسأل عليها
رفعت كتفيها تهزهما:
-وأنا مالي، هي صغيرة،وبعدين هي مع جوزها
تأففت غزل تلكزها :
-جوزها برضو يانهى ..اعتدلت تطالعها قائلة:
-بلاش دا معايا ياغزل انا عارفة حوار ورقة الطلاق دا، يعني ابنك قال مجرد كلمة مش اكتر، وتلاقيه رجعها هو انا اللي هقولك عليه
تجمدت ابتسامة غزل ثم تحدثت:
-بس هو مرجعهاش فعلا يانهى، ومُصر يطلقها بالفعل، مش عايز يرجعها
ظلت نظرات نهى عليهما إلى أن ولج لمنزل والده ثم اتجهت تطالعها بحزن
-هيرجعها أنا واثقة في كدا، ابنك بيفكرني بجواد زمان ياغزل، وشايفة نظرة الحب اللي ممكن يهد الدنيا علشان حبيبه ، ساعات بياخد قرارات غلط بس دا ميمنعش أن جنى في قلبه
مسحت غزل على وجهها ثم استندت بكفيها على جبينها قائلة:
-ابني من وقت ماطلقها وهو مش عايش اصلًا بس نعمل ايه في صهيب
عند عاليا وياسين
جذب كفيها وصعد إلى الأعلى وصل إلى جناحهما، توقفت على باب الجناح قائلة:
-أنا مش هبات هنا، قولتلك ، مستحيل يتقفل علينا باب واحد، روح كمل سهرتك مع حبك القديم
دفعها بقوة بعدما أخرجت جيوش غضبه
-ادخلي علشان اخوكي هيجي لك كمان شوية ياخدك، متفكريش اني جايبك علشان الحلوة وحشاني، ولما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب، اه عرفت انك مظلومة بس مش معنى كدا انك مش غلطانة، انتي متصورة من غير هدوم
اقترب منها وهي تتراجع للخلف حتى حجزها بالجدار واشتعلت عيناه بنيران لهيبيه كقعر جهنم قائلاً:
-ايه مش عايزة تقولي ازاي الحقير دا صورك كدا..أشارت بسبباتها
-اياك تتعدى حدودك معايا، سمعتني، وملكش دعوة ، اتصور اتنطط انت مالكش دعوة بيا، وانا مش هروح عند حد، انا هروح لجنى لحد مانتطلق بس هعتب عليك ليه واخويا رماني لواحد زيك
لكم الجدار خلفها محاولا الحفاظ على غضبه منها ثم امال بجسده يتعمق بالنظر بزرقة عيناها
-إنتِ مراتي، طول مااسمك مرتبط باسمي تسمعي الكلام، مفيش خروج من البيت دا الا اذا عايزة تروحي تزوري اهلك غير كدا لا
قالها واستدار متجهًا للخارج ، توقف لدى باب الجناح وهتف:
-امسحي الروج دا، استدار بكامل جسده يرمقها بنظرات مبهمة ثم هتف:
-الحفلة خلصت مفيش داعي تنزلي، واجهزي
جلست على الفراش تضع كفيها على أحشائها بعدما شعرت بالألم ، انسابت عبراتها تغمض عيناها بألم قلبها الذي بدأ ينبض لهذا الشخص
-لازم تتخلصي من البيبي دا ياعاليا، مستحيل تخليه يربطك بيه
عند جاسر وجنى
دفعها بقوة داخل غرفته حتى كادت أن تسقط لولا استنادها على المقعد، اعتدلت متجهة إليه تلكمه بصدره
-ازاي تجرني كدا، مفكر نفسك مين،
جذبها من خصرها بقوة يبتر حديثها حتى اختنقت ب انسحاب أنفاسها
لحظات وشحب وجهها لم يرحمها وكل ما يراه أن غيره رآها بتلك الهيئة المميتة لروحه، حاولت التملص حينما فقدت التنفس كاملًا
تراجع للخلف بأنفاسه المتسارعة، أما هي خارت قواها فهوت على المقعد حينما فقدت القدرة على الحركة، تحاول أن ينتظم تنفسها
اقترب منها وعيناه تمر ببطئ على وجهها الذي بدأ يستعيد دمويته ونطق بصوتًا عميق:
-قومي غيري الزفت دا علشان اوصلك
استعادت نفسها فهبت متجهة للباب توقفت قبل الخروج وهي تهدر به:
- البس ولا اخلع حتى ، مالكش دعوة، انا هنزل دلوقتي وهروح ارقص كمان علشان اعرفك انك ولا حاجة، انت مين اصلا علشان اعملك خاطر أو اسمع لك، انا حتى مبقتش عايزة اشوفك قدامي، واحد ضعيف مالوش غير كلام وبس، وقت الجد بيهرب ومبيقدرش يواجه، انا ندمانة اني حبيت شخصية ضعيفة، بص حواليك كدا واتعلم من بيجاد وعز وأوس، شوف بيجاد بيعمل ايه لغنى وشوف عز
وصل إليها بخطوة واحدة
وكلماتها التي أشعلت فتيل غضبه، فلم يشعر بنفسه وهو يجذب ردائها بعنف وغضبه الذي جعل قوته فولاذية ليقوم بشقه لنصفين ثم أشار إليها مستهزئًا:
-عايز اشوف جمال خطوات الأميرة، وهي بترقص، ضغط بقوة آلامتها على خصرها، ثم جذب عنقها يقربه إليها
-افتكري قولتلك مش مسمحولك تكوني ملك لغيري حتى لو مت، تفتكري هخلي حد يلمسك وأنا عايش
رفعت عيناها التي تكورت بها الدموع
تنظر لرادئها الذي شقه، انسابت بغزارة، هل ذاك الشخص الذي تعشقه، استباح جسدها بتلك الطريقة، لملمت فستانها
ثم هتفت ببكاء:
-إنت ليه مُصر تموتني ياجاسر، ليه بتعمل كدا ، احنا مبقاش بينا حاجة تربطنا ببعض..ابعد عني
افسح الطريق يشيرا للطريق
- الطريق مفتوح يامحترمة، انزلي وارقصي تحت وشوفي وقتها هعمل فيكي ايه، جذبها من فستانها الممزق وهي تحاول أن تلملمه إلا أن قبضته كانت كجمرة تحرق من يقترب منها
-القرف دا للناس اللي مش متربية، واحدة تلبسه وتنزل بيه تدور على راجل تبيع نفسها له بليلة
رفعت كفيها لصفعه ولكنه أحكم قبضته بعنف على كفيها حتى شعرت بتخدر كفيها
-عارفة لو مش مطلقين كنت عملت فيكي ايه، ارتجفت شفتيها غير قادرة على التفوه كأنها أصيبت بشلل فلم يعد لديها النطق
-ليه تعمل فيا كدا ، عملت فيك ايه؟!
حاصر خصرها بذراعيه
-علشان عشقي جحيم يابنت عمي، عشقي نار بتحرق اللي يقرب منك
بكت بصوت مرتفع مما شعر بتساقط دموعها وكأنها كرات ملتهبة تلتهم اعضائه
❈-❈-❈
جذبها لأحضانه يضمها بقوة، مطبقًا على عينيه ..وآه عاشقة خرجت من بين شفتيه من قوة اشتياقه لها
حاولت الابتعاد عنه حينما ضعف جسدها بحضرته وارتجفت بين ذراعيه من أنفاسه الملتهبة لعنقها
نزع حجابها لتنسدل خصلاتها البنية اللامعة على وجهها بعشوائية يدفن رأسه بها يستنشق رائحتها بوله
-جنى وحشتيني..هنا فاقت من سحر جمال لحظاتهما فتراجعت تبكي قائلة:
-ليه ياجاسر تعمل كدا، حرام عليك، حرام عليك بتستغل حبي
تحركت سريعًا لغرفة ثيابها القديمة وهوت خلف الباب تبكي بنحيب هامسة من بين شهقاتها
-اغضب ربنا علشانك ملعون حبك يابن عمي، وملعون قلبي ، آه صرخت بها تضرب فوق صدرها صارخة
-أنا بكره قلبي وبكره ضعفي ياجاسر، بكرهك سمعتني بكرهك لانك السبب في شخصيتي الضعيفة
رغم نعتها له بالكره إلا أنه ابتسم بحبور واقترب من الباب قائلاً:
-بس أنا بعشقك يابنت عمي، وزي ماقولتلك مستحيل اخلي حد يقرب منك هحرقه ياجنى..سمعاني، واياكي بعد كدا تلبسي حاجة بالقرف دا، بلاش وقتها اعرفك العملي الصعب بتاعي قالها وتحرك خارج الغرفة
بعد انتهاء حفل الخطوبة
هبطت عاليا بحقيبة صغيرة بها بعض الثياب واتجهت إلى غزل
-طنط غزل هزور بابا وماما يومين بعد إذن حضرتك، اتجهت بنظرها لابنها وعلمت بهروبها منه، فأومأت لها بإبتسامة:
-سلميلي عليهم حبيبتي..
حمل الحقيبة واتجه لسيارته، بحثت عن أخيها فتسألت
-فين كريم ..أشار إلى السيارة
-اركبي وهقولك
تحركت السيارة بهما لبعض الوقت فتوقف بالقرب من منزلها قائلًا:
-كريم اتصاب في الجيش، علشان كدا جبتك..شهقت تضع كفيها على فمها متسائلة:
-اتصاب قوي، تعبان ياياسين ..انسابت دموعها مما جعله يبسط كفيه يزيل عبراتها بحنو، ثم جذبها لأحضانه بعد توقفه بالسيارة
-كويس ياعاليا، هي الرصاصة كانت في مكان مؤثر بس ربنا ستر
بعد اسبوعً، قبل إنهاء عدتها بأيامًا قليلة جمعت اشيائها واتجهت للمطار ..توقفت لبعض الوقت أمام المسؤولين عن مراجعة الجوازات
رفع الرجل نظره إليها قائلا:
ممنوعة من السفر يامدام جنى
انت بتقول ايه اتجننت؟!
نعم ؟!
آسفة حضرتك، بس انا اتصدمت
حضرتك اكيد فيه حاجة غلط، انا جنى الألفي ازاي، لا أكيد فيه حاجة غلط ممكن تراجع كويس
تأفف الرجل ورفع رأسه إلى الجهاز يشير إليها:
حضرتك ممنوعة بأمر من الرائد جاسر الألفي
ارتجف جسدها بالكامل، لحظات صادمة وكأن حروفها هربت ولم يعد لديها القدرة على التفوه، فتراجعت للخلف تجلس على المقعد، عندما شعرت بإرتجاف الأرض تحت أقدامها..مسحت جبينها محاولة السيطرة على دقات قلبها العنيفة..أخرجت هاتفها، وهاتفته عدة مرات ولكن لايوجد رد
توقفت تجمع أشيائها ، ثم سحبت حقيبتها واتجهت إلى سيارة الأجرة
-وصلت بعد قليل مركز الشرطة الذي يعمل به، توقفت أمام مكتبه
تسأل المسؤل عن مكتبه
-جاسر جوا
-أيوة يافندم، لسة راجع من شوية
دفعت الباب وولجت للداخل، وجدته غافيًا على مقعده، شعر بدخولها ورغم ذاك ظل كما هو
توقفت بأنفاسًا مرتفعة تنظر إلى نومه، شعرت بالحزن عليه لوهلة فكرت أن تتركه ولكن عقلها صفعها وولجت للداخل بخطوات متمهلة ترسمه بعيناها، وصلت أمامه وتوقفت لبعض اللحظات، تكورت عبراتها تحت أهدابها عندما تذكرت أنه لم يعد ملكها، اغضبها قلبها على مافعله بها فطرقت بقوة على سطح المكتب
-حضرة الرائد نايم في مكتبه وبيأمر ويتأمر
تعلقت عيناه بها لفترة من الزمن وهو يبحر فوق ملامحها التي اشتاقها حد الجنون، باقي القليل من الأيام لتكون حرة طليقة دون الألتصاق بملكيته، نظر لوجهها الغاضب منه وشفتيها التي تسبه بحرقة قلبها
يحفظها ظهرًا عن عقب
جن جنونها عندما وجدت صمته، وكأنه صنم جليدًا لم يهمه امر غضبها وحزنها
لكمته بصدره وصرخت حتى صمت آذانه ، فجذب كفيها بقوة مما أدى لسقوطها فوق جلوسه
اقتربت من وجهه فهمس بأنفاسها التي ضربت وجنتيها دون مجهود منه بسبب إشياقه الكامن بصدره ، ود لو حطم ضلوعها بتلك اللحظة ليرويها من عشقه الثمين، وغضبها الذي راق له فرسم البرود قائلا:
-صوتك يامدام جنى، نسيتي انك في مركز شرطة مش في حي الألفي
نظرت لمقلتيه
-جاسر سيب ايدي بتوجعني مينفعش كدا، حد يدخل يقول ايه
-مش لما اعرف المدام داخلة مكتب ظابط شرطة بدون أذنه وكمان افزعته بنومه الهادي
ارتجف جسدها بالكامل من هيئته وطريقته ناهيك عن صوته الرخيم الذي زلزل كيانها
حاولت ابعاد وجهها عن أنفاسه ، إلا أنه ضغط بقوة على ذراعها مما جعلها تقترب إليه تلقائيا، حتى تلامست وجوهما، انسابت عبراتها من ضعفها المميت بحضرته، وشعرت بضعف سيقانها التي لم تعد تحملنها، كأنه شعر بها فلف ذراعيه يحاوط جسدها النحيف ووضع رأسه بحجابها يهمس لها
-جاية تعذبي فيا ليه ياروح جاسر
أطبقت على جفنيها رغما عنها من همسه الذي أضعف الباقي من قوتها، اللعنة عليك ايها القلب الضعيف..همست بتشتت تحاول الفكاك منه
-جا..س.ر ابعد ماينفعش كدا، حرام عليك يابن عمي، رفع رأسه وتعانقت الأعين، فأجابها
-مفيش بينا حرام وحلال يابنت عمي، أنتِ لسة بحكم مراتي، دنى أكثر يهمس بجوار شفتيها
-طول ماانتِ في شهور عدتك
شهور عدتك..اخترقت الكلمة جدار قلبها مما استمدت قوتها ودفعته بقوة
-ابعد يامحترم، ايه قلة الأدب دي
تراجعت بعدما تركها، مسحت على ذراعيها من قوة تشبسه، نهض من مكانه فتراجعت للخلف تشير بسبباتها محذرة إياه
-لو قربت هصرخ وافضحك هنا، اتجه لثلاجة مكتبه واخرج قنينة عصير من المانجو، يرتشف بعضها ثم استند على ظهر المقعد
-متخافيش يابنت عمي مش هقرب منك مش علشان تهديدك لا سمح الله، لأني مابخافش ولو مش مقتنعة ممكن اوريكي، أنا مش هقرب علشان لو قربت
توقف عن الحديث واقترب بعض الخطوات يحاصرها بعيناه
تراجعت بجسدها بعدما اقترب ونظراته التي تحفظها جيدًا فتمتمت بتقطع:
-ليه منعتني من السفر، انت مش من حقك، ودلوقتي اتصل بيهم خليهم يفكوا حظر سفري متخلنيش اروح لعمو جواد يتدخل
اقترب منها حتى حاصرها بجسده بينه وبين الجدار بذراعه
-بتقولي ايه، هتروحي تشتكيني، طب روحي جيتي ليه لعندي
انحنى يتعمق بالنظر لبنيتها
-اللي بيني وبينك مفيش مخلوق على وجه الأرض يقدر يتدخل فيه، دي نصيحة مني مش أكتر ياطليقتي
أخرج شيطان غضبها فدفعته بقوة
-اتصل فورا عايزة اسافر، مبقتش عايزة اقعد هنا
امال بجسده يغمز لها:
-ليه، علشان متضعفيش لما تشوفيني
-لا ..علشان موجعكش يابن عمي
زوى مابين حاجبيه متسائلا:
-توجعيني!!
ليه هو أنا متوجعتش مافيه الكفاية، ولا شايفة لسة فيه حتة صغيرة عايزة تقضي عليها، دنى أكثر وغرز مقلتيه بعيناها
-موجوع بما فيه الكفاية ياروحي
رغم اعتصار قلبها إلا أنها إجابته: بجبروت انثى دُعس على قلبها من عاشق روحها، فاقتربت أكثر حتى اختلطت انفاسهما مما جعلت نبض القلوب كصوت رعد تهتز له الابدان، ولم تهتم لذاك القرب المدمر لروحيهما، رفعت كفيها على صدره تضع كفيها محل نبضه الذي ارتفع مما شعر بإخترق عظام صدره من قوة نبضه، حركت أناملها بغرور وتجبر الانثى داخلها، وتعلقت عيناها برماديته هاتفة
-فيه اللي يوجع ياحبيب الروح،
رعشة قوية أصابت كلاهما، ورغم ماشعرت به إلا أنها هتفت
-لما تشوفني ملك لغيرك ياجاسر، وقتها بس هتحس بالألم أضعاف وتتوجع قوي قوي يابن عمي
شعر بدوار خفيف، كفيل