-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 31- 1 - الأربعاء 29/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر الأربعاء

29/5/2024



وإن سألوك عن عشق الروح قل:


       أن تشعر ... أنك تتنفّسه وأنت لا تراه

          وأن تراه ... وأنت بعيد جدّا عنه


أن تغمرك رائحة عطره .... وهو ليس بقربك

أن تشعر ... بدفئ ذراعيه كلّما زاد شوقك له

أن تلمسك ... ولو بكلمة منه فتشعرك بالأمان


أن تختلط ... روحك بروحه كلّما هبّ نسيم عشقه

أن تشعر ... بخفقان قلبه دون أن تلمس يديه 


          فمن يتقن ... إحتواء الروح

       يبقى ... بالروح حاضراً في عز الغياب


#جاسر_الألفي


❈-❈-❈ 


ممنوعة من السفر..تلك الكلمة التي جعلتها كالمغشي عليها، حاولت أن تستوعبها، فرفعت بصرها متسائلة:

-ليه؟!

-حضرة الرائد جاسر الألفي يامدام 


.أخرجت هاتفها، وهاتفته عدة مرات ولكن لايوجد رد 

توقفت تجمع أشيائها ، ثم سحبت حقيبتها واتجهت إلى سيارة الأجرة 

-وصلت بعد قليل مركز الشرطة الذي يعمل به، توقفت أمام مكتبه

تسأل المسؤل عن مكتبه: 

-جاسر جوا!!

-أيوة يافندم، لسة راجع من شوية

دفعت الباب وولجت للداخل، وجدته غافيًا على مقعده، شعر بدخولها ورغم ذلك ظل كما هو


توقفت بأنفاسًا مرتفعة تنظر إلى نومه، شعرت بالحزن عليه لوهلة فكرت أن تتركه ولكن عقلها صفعها وولجت للداخل بخطوات متمهلة ترسمه بعيناها، وصلت أمامه وتوقفت لبعض اللحظات، تكورت عبراتها تحت أهدابها عندما تذكرت أنه لم يعد ملكها، اغضبها قلبها على مافعله بها فطرقت بقوة على سطح المكتب

-حضرة الرائد نايم في مكتبه وبيأمر ويتأمر..فتح عيناه ببطئ

تعلقت عيناه بها لفترة من الزمن وهو يبحر فوق ملامحها التي اشتاقها حد الوجع، وقفت تطالعه بعتاب ظنًا أن باقي لها القليل من الأيام لتكون حرة طليقة دون الألتصاق بملكيته، غبية حبيتي كيف تظنين أنني انتفس دونكي، نظر لوجهها الغاضب منه وشفتيها التي تسبه بحرقة قلبها..يحفظها ظهرًا عن عقب

جن جنونها عندما وجدت صمته، وكأنه صنم جليدًا لم يهمه امر غضبها وحزنها

لكمته بصدره وصرخت حتى صمت آذانه ، فجذب كفيها بقوة مما أدى لسقوطها فوق جلوسه

اقتربت من وجهه فهمس بأنفاسه التي ضربت وجنتيها دون مجهود منه ل إشياقه الكامن بصدره ، ود لو حطم ضلوعها بتلك اللحظة ليرويها من عشقه الثمين، دنى من وجهها المحمر بحمرة لذيذة من غضبها الذي راق له فرسم البرود قائلاً:


-صوتك يامدام جنى، نسيتي انك في مركز شرطة مش في حي الألفي

نظرت لمقلتيه وهمست:

-جاسر سيب ايدي بتوجعني مينفعش كدا، حد يدخل يقول ايه


-مش لما اعرف المدام داخلة مكتب ظابط شرطة بدون أذنه وكمان افزعته بنومه الهادي وهو بيحلم بحبيته

ارتجف جسدها بالكامل من هيئته وطريقته ناهيك عن صوته الرخيم الذي زلزل كيانها


حاولت ابعاد وجهها عن أنفاسه ، إلا أنه ضغط بقوة على ذراعها مما جعلها تقترب إليه تلقائيا، حتى تلامست وجوهما، انسابت عبراتها من ضعفها المميت بحضرته، وشعرت بضعف سيقانها التي لم تعد تحملنها، كأنه شعر بها فلف ذراعيه يحاوط جسدها النحيف ووضع رأسه بحجابها يهمس لها

-جاية تعذبي فيا ليه ياروح جاسر

أطبقت على جفنيها رغما عنها من همسه الذي أضعف الباقي من قوتها، اللعنة عليك ايها القلب الضعيف..همست بتشتت تحاول الفكاك منه

-جا..س.ر ابعد ماينفعش كدا، حرام عليك يابن عمي، رفع رأسه وتعانقت الأعين، فأجابها:

-مفيش بينا حرام وحلال يابنت عمي، أنتِ لسة في حكم مراتي، دنى أكثر يهمس بجوار شفتيها:

-طول ماانتِ في شهور عدتك

شهور عدتك..اخترقت الكلمة جدار قلبها مما استمدت قوتها ودفعته بقوة 

-ابعد يامحترم، ايه قلة الأدب دي 

تراجعت بعدما تركها، مسحت على ذراعيها من قوة تشبسه، نهض من مكانه فتراجعت للخلف تشير بسبباتها محذرة إياه :

-لو قربت هصرخ وافضحك هنا، اتجه لثلاجة مكتبه واخرج زجاجة من عصير من المانجو، ارتشف بعضها ثم استند على ظهر المقعد يطالعها :

-متخافيش يابنت عمي مش هقرب منك مش علشان تهديدك لا سمح الله، لأني مابخافش ولو مش مقتنعة ممكن اوريكي، أنا مش هقرب علشان لو قربت


توقف عن الحديث واقترب بعض الخطوات يحاصرها بعيناه 

تراجعت بجسدها بعدما اقترب ونظراته التي تحفظها جيدًا فتمتمت بتقطع:

-ليه منعتني من السفر، انت مش من حقك، ودلوقتي اتصل بيهم خليهم يفكوا حظر سفري متخلنيش اروح لعمو جواد يتدخل 

اقترب منها حتى حاصرها  بينه وبين الجدار بذراعه

-بتقولي ايه، هتروحي تشتكيني، طب روحي جيتي ليه لعندي

انحنى يتعمق بالنظر لبنيتها

-اللي بيني وبينك مفيش مخلوق على وجه الأرض يقدر يتدخل فيه، دي نصيحة مني مش أكتر ياطليقتي 

أخرج شيطان غضبها فدفعته بقوة 

-اتصل فورا عايزة اسافر، مبقتش عايزة اقعد هنا

امال بجسده  مرة أخرى يغمز لها: 

-ليه، علشان متضعفيش لما تشوفيني 

-لا ..علشان موجعكش يابن عمي 

زوى مابين حاجبيه متسائلا:

-توجعيني!!

ليه هو أنا متوجعتش مافيه الكفاية، ولا شايفة لسة فيه حتة صغيرة عايزة تقضي عليها، دنى أكثر وغرز مقلتيه بعيناها 

-موجوع بما فيه الكفاية ياروحي

رغم اعتصار قلبها إلا أنها أجابته: بجبروت انثى دُعس على قلبها من عاشق روحها، فاقتربت أكثر حتى اختلطت انفاسهما مما جعلت نبض القلوب كصوت رعد تهتز له الابدان، ولم تهتم لذاك القرب المدمر لروحيهما، رفعت كفيها على صدره تضع كفيها محل نبضه الذي ارتفع حتى شعر بإخترق عظام صدره من قوة نبضه، حركت أناملها بغرور وتجبر الانثى داخلها، وتعلقت عيناها برماديته هاتفة

-فيه اللي يوجع ياحبيب الروح،

رعشة قوية أصابت كلاهما، ورغم ماشعرت به إلا أنها هتفت

-لما تشوفني ملك لغيرك ياجاسر، وقتها بس هتحس بالألم أضعاف وتتوجع قوي قوي يابن عمي، زمان مقدرتش رغم انك بعتني بس كنت معذور دلوقتي انا بايعني بالرخيص ومستعدة احرق قلبي وقلبك مع بعض علشان تعرف قد ايه انك وجعتني


شعر بدوار خفيف، كفيل لتحطيم فكها، وشفتيها التي نطقت بتلك الكلمات التي ستصيبه بذبحة صدرية لا محالة..كلمات كالطلقات النارية، اخترقت روحه قبل جسده


أخرجت جيوش غضبه الكامنة بداخله، مما جعله يجذبها بعنف، يلف ذراعيه حول خصرها

-سمعيني يابت بتقولي ايه

برقت عيناها وتوقف مجرى الدماء بعروقها من تبدل حالته ..ابتلعت ريقها بصعوبة تدفعه بقوة: 

-جاسر ابعد انت اتجننت ، زمجر بغضب يضغط على  خصرها بقوة يجذبها أكثر حتى ارتطمت بصدره بقوة مما جعله يلف ذراعيه الآخر حتى أصبحت بأحضانه رفع ذقنها:

ايه ياروحي نسيتي اللي قولتيه

انطقي ..صرخ بها مما ارتجف جسدها بين ذراعيه:

-جاسر اتجننت وسع كدا، هو مفيش مجرمين النهاردة حتى سايبنك فاضي كدا 

ابتسم على طفوليتها امال بجسده حتى اعتقدت بتقبيلها فتراجعت برأسها:

-ابعد يامجنون .

-لما تقولي كنتي بتقولي ايه ؟!

ضربته بصدره وهاجت بصرخاتها 

-خليني اسافر وابعد عنك بدل مااتجوز غيرك ودا مش كلامي دا كلام عمك والصراحة لو فكرت مما اقتنع فأنت زي الشاطر كدا 

بتر حديثها يعاقبها بطريقته، فلقد فاض الكيل وهي تحاول الفكاك من قبضته، قطع جحيم جنته التي وقع بها سماع جواد بالخارج

-جاسر جوا يابني ، اجابه الرجل

-أيوة يافندم..معاه، ولكنه دفع الباب بدفعه لجنى بعيدًا عنه


ابتعدت محاولة الثبات، دلف جواد هاتفًا:

-لسة عندك صداع يا..توقف عن الحديث بعدما وجدهما بحالة تنم بقربهما من بعضهما، حمحم واقترب معتذرًا:

-آسف فكرتك لوحدك ..اتجهت لحقيبتها بعدما سالت قطرة ضعف من طرف عيناها

ظلت نظراته عليها دون حديث..لكزه جواد بعدما طال صمتهم 

-فيه حاجة.!!.ثم اتجه بنظره لجنى

-جنى إنتِ مسافرة النهاردة ؟!

لم تقو على الحديث، ابتعدت بعيناها المترقرقة بالدموع تهز رأسها..اتجه إلى مفاتيحه وهاتفه ثم أشار لجواد:

-جواد انا ماشي، لو فيه حاجة كلمني..

ثم اتجه إليها يجذب حقيبتها قائلًا بنبرة جليدية:

-قدامي على العربية..طالعته للحظات وشظايا الألم تقذف من مقلتيها ، سحب بصره متجهًا إلى جواد 

-يبقى شوف الفيديوهات اللي بعتها عثمان وحضر نفسك 

امسك ذراعه وعيناه على جنى متسائلاً :

-لسة الصداع تاعبك، وجنى مسافرة ولا ايه!! 

ربت على كتفه وتحرك قائلًا:

-جواد نتكلم بعدين، قالها واتجه للواقفة بجوار الباب ثم سحب كفيها وتحرك بها إلى أن وصل لسيارته، ارتدى نظارته يشير إليها:

-اركبي ولا مستنية العريس اللي ابوكي هيبعتهولك 

فتحت الباب دون حديث وجلست بجواره تتراجع برأسها تستند على المقعد ونظراته مشتته على الطريق 


-عايز توصل لأيه ياجاسر، ليه معذبني معاك، ليه مش عايزني ارتاح


زفرة حارقة أخرجها يمسح على خصلاته يرجعها  للخلف ، ثم اتجه بنظره إليها:

-عايز وعدك ليا ياجنى 

رفرفت اهدابها مستديرة برأسها تحدجه بنظرات معاتبة:

-وعدي!!..أي وعد؟!..وفين وعدك ليا ياجاسر..همست بصوتها الحزين 

-وعدتني هتسعدني ومش هتبعد عني 

انت عملت ايه، اخترت اسهل حل وكسرتني 

خناجر طنعت قلبه ماذا عليه أن يقول لها، استدار ينظر بمرآة سيارته لأحد الأشخاص، ثم قام بتحريك المحرك دون إجابتها يقود السيارة وعيناه على من يراقبه


مرت قرابة النصف ساعة حتى وصل أمام منزلها وتحدث:

-انزلي..عندي شغل!!


اتجهت بنظرها مذهولة فهمست بتقطع 

-مش هتنزل معايا؟!

-لا ..، وانسي موضوع السفر دا نهائي، لانك مش هتسافري طول ماانا عايش، واعملي حسابك ياجنى لو شوفتك بتكلمي جنس راجل يبقى ماتلوميش غير نفسك، احترمي وعدك ليا وانا هحترم وعدي ، هفضل زي ماانا جاسر اللي بيعشقك ومستحيل افكر في غيرك، السنة اللي كنا مع بعض فيها ، كفيلة تعيشني سنين على ذكراها الجميلة، النهاردة كنت عاقل معاكي صدقيني، وتأكدي لو غضبي وغيرتي طالتك هتزعلي جدا، ودلوقتي انزلي  قالها وهو ينظر أمامه، 


❈-❈-❈ 


كلمات كالرصاص اخترق صدرها، أغمضت عيناها محاولة السيطرة على نفسها على عدم انهيارها ..لحظات مميتة من الصمت البارد منه إلى أن تسائلت :

-ليه !!..عملت فيك ايه لدا كله، ليه تكسر قلبي وعايز تحرق روحي كدا 


استدار يطالعها ثم هتف بهدوء رغم الكتلة النارية التي أحرقت صدره من دموع وارتجاف جسدها:

-علشان بعشقك يابنت عمي، وأنتِ رضيتي بعشقي دا، عارف عشقي جحيم بالنسبالك وعارف قدرنا يبعدنا عن بعض بس رغم كدا مستحيل اخليكي ملك لحد أو حد يقرب منك، صدقيني وقتها هوجعك قوي ياجنى، ومش أي وجع، مش عايزك توصليني لكدا ، جنى أنتِ ملكي سواء بعدنا أو قربنا أنتِ ملكي، ولو حاولتي تستفزيني تبقي مجنونة لأن غيرتي نار هتحرقك وتحرق اللي يقرب، كفاية عذاب السنين اللي فاتت، طلقتك اه بس مش معنى كدا يبقى اتنازلت عنك ، دا مجرد وقت مش أكتر


بكت بقهر مردفة:

-إنت كدا بتكرهني فيك ياجاسر، صدقني أفعالك دي هتخليني اكره اجمل ايام حياتي 

دنى بجسده منها حتى ضربت أنفاسه وجهها وهتف دون جدال:

-بالعكس يابنت عمي هتعشقيني اكتر واكتر ، والايام تثبتلك أن عشق جاسر لجنته متكررش، لأن مفيش حد بيحب حبيبته قدي، وكلامك عن بيجاد وعز هعاقبك عليه، مش أنا اللي اتقارن بحد، وبدل محستيش بقلبي ومستوعبتيش جنون عشقي يبقى تستاهلي اللي هعمله


الصفحة التالية