-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 31- 2 - الأربعاء 29/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر الأربعاء

29/5/2024


هزت رأسها رافضة حديثه تهتف بحزن 

-إنت مش طبيعي ياجاسر ، انت مغرور وانا بأكدلك بكرة مش هتلاقيني، انا كان ممكن اروح لعمو جواد واحكيله وكان بتليفون منه اسافر، لكن إنت

بتر حديثها هادرًا بها بنبرة غاضبة:

-مكنتيش هتقدري، عارفة ليه.. وضع كفيه على صدرها وتابع حديثه:

-علشان انا هنا مدفون هنا، وطول ماانا هنا مش هتقدري أو تحاولي تبعديني عنك، ومش بعيد انك فرحانة علشان لغيت سفرك ، لا انا متأكد انك فرحانة، دنى أكثر وهمس بجوار أذنها 

-لانك عارفة روحك مربوطة بروحي ياروحي..فيه اكتر من كدا إثبات

امال بجسده عليها  يفتح الباب يشير إليها بالنزول 


ترجلت من السيارة ومازالت نظراتها الضائعة عليه، استدار إليها يشير للحارس

-خد شنطة المدام طلعها، ثم توقف أمامها يشير إلى منزلها

-بعد كدا متخرجيش من غير الحراسة، والأفضل انك ترجعي حي الألفي قاعدة لوحدك ليه عايزة تثبتي ايه 


دنت منه خطوة ولكزته بصدره:

-إنت مريض بحب التملك ياجاسر، وانا مش موافقة على كل اللي قولته، واسمعني زي ماسمعتك 

دنت أكثر وهتفت بنبرة مستاءة منه ومن نفسها 

-أنا بحل وعدي ليك، عارف ليه يابن عمي لانك كداب ومخادع، دنت أكثر وتعمقت بنظراتها النارية تلقيها لعيناه كرة لهيبية، وأشارت بسبباتها

-تهديدك دا على نفسك، انت طلقتني وخلصنا، سمعتني خلصنا ياحضرة الظابط.. ودلوقتي ورقة طلاقي معايا وحتى لو فكرت مجرد تفكير ترجعني انا مش موافقة..شبت حتى وصلت لاذنه وهمست له :

-وعدتك اكون طول حياتي ملكك لما كنت جنى الهبلة، ودلوقتي هروح عند ابويا واسمع كلامه 


تراجعت بخطواتها ترمقه بنظرات متشفيه عندما تحولت ملامحه ثم استدارت إلا أنه دفعها بقوة حتى اصطدمت بالسيارة  يطبق على عنقها وهو ينظر من خلال المرآة يهمس بفحيح قائلاً:

-وحياة ربي ادفنك ياجنى، لو عايزة تكرهيني اعمليها

تراجع بعد لحظات معدودة وهو يرى عبراتها مذعورة مما فعله ..تحركت سريعًا وصوت شهقاتها أدمى قلبه وفتته، ظل لدقائق واقفًا وعيناه تتجول بكافة الأرجاء هامسًا لنفسه

-وبعدهالك ياجنى، عارف بظلمك معايا بس غصب عني، يارب اني استودعتك جميع من أحب..قطع حديثه مع نفسه رنين هاتفه، استدار لسيارته ونظراته على ذاك الشخص وهو يتحدث بهاتفه:

-أيوة يابابا

-جنى مسافرتش ليه؟!..وانت بتعمل ايه عندها

ابتسم ساخرًا ينظر لحرسه ثم أجابه

-بلاش شغل المفتش كرمبو دا ياحج جواد، استقل سيارته وتحرك بها ومازالت عيناه تراقب ذاك الشخص فهتف مجيبًا والده:


-جالها مغص ومقدرتش تسافر ايه ياحضرة اللوا هتعترض 

-عيارك فلت يابن غزل وعايز تتربى 

قهقه بصوت مرتفع قائلاً:

-دلوقتي ابن غزل، لما أكون محترم يبقى ابن جواد، ولما اتكلم بأسلوب ضد الباشا يبقى ابن غزل، خليك حقاني ياحضرة اللوا علشان الدكتورة متقلبش عليك

افلتت غزل ضحكة ناعمة وجذبت الهاتف من زوجها

-حبيبي اللي لسانه بينقط سكر، وحشتني حبيبي ماتيجي تتغدى معانا، عاملة لك محشي ورق عنب اللي بتحبه 

-لا ..كرهته يامرات حضرة اللوا، قولي لحضرة اللوا يشيل عيونه من عليا بدل مااقدم فيه بلاغ 

قهقهت غزل وهي تلكز جواد المنصدم ، ثم اردفت بمشاكسة:

-حقك ياروحي، واهو بالمرة ابوك يجرب أكل السجن بدل ماهو قاعد يعيب على اكلي 

وصل إلى منزله وترجل من سيارته يشير لأحد الرجال هامسًا له ببعض الكلمات ثم دلف للداخل وتابع حديث والدته 

-لا ياحضرة الدكتورة في دي حضرتك ظلمتي الباشا، حتى حضرة اللوا مابيكلش غير من ايد غزالته 

اخذ جواد الهاتف وتحدث إليها:

-شوفي جهزوا الغدا ولا لا ياغزل، نهضت ترمقه بعتاب:

-بطفشني ياجواد، تمام اشبعوا ببعض ..قالتها وتحركت للخارج ، أما جواد الذي تحدث قائلاً:

-جاسر ليه رفضت سفر جنى، ماتخليها تسافرلها شهرين لحد ماعمك يهدى شويه 

-ارتشف بعض قطرات الماء وأجاب والده:

-ممكن اطلب من حضرتك طلب يابابا

استمع إليه جواد بإهتمام فتابع جاسر قائلاً:

-ماتدخلش بيني وبين جنى لو سمحت، مش عايز حد يدخل في حياتي الشخصية

نهض جواد من مكانه وتحرك لشرفته قائلا بعتاب:

-دلوقتي بقت حياتك الشخصية، عايز تبعدني عن مشاكلك ياجاسر 

هز رأسه بالنفي وأجابه :

-ابدًا حضرتك، أنا بس عايز اللي بيني وبين جنى محدش يدخل فيه مهما اعمل محدش يدخل، مش من حقي يابابا

-لا مش من حقك يابابا، انت ناسي أنها بنتي يالا، فوق ياجاسر لولا انا اللي فهمت عز بلعبة ورقة الطلاق كنت زمانك مطلقها فعلًا، واعمل حسابك لو صهيب عرف أول واحد هيتأذي انا منه


- اسمعني يابابا، جنى دلوقتي مش من حقك انك تقرب منها أو تدخل في حياتها دا في نظر ابوها، علشان ميضغطش عليك بجد ويجبرك بطلاقها حقيقي عند مأذون


قام بنزع قميصه ملقيه بغضب على الأرضية واجاب والده بعلو صوته إلى حد ما 

-النفس اللي بتتنفسه حقي، وطلاقنا غصب عننا سمعتني يابابا، يعني حتى لو مرجعتهاش طلاقنا باطل،لانكم اجبرتوني على كدا ودا اخر كلام 

اللي بيني وبينها محدش له دعوة بيه، لا من بعيد ولا من قريب، ولو سمحت لو طلبت منك اي مساعدة ارفضها، لو سمحت لو فعلا بتحبني، للاسف اول مرة اشوف في عيناها تحدي النهاردة وعارف ومتأكد أنها هتحاول تسافر، ارجوك يابابا بلاش تهد اللي بعمل 

-طب إنت رجعتها ياجاسر زي مااتفقنا

مسح على خصلاته وتنهد بعمق ثم تحدث بإقتناع:

-لا يابابا، ومش عايز ارجعها دلوقتي غير لما عمو صهيب يجيلي ويقولي رجعها ..


-طب ياجاسر، متنساش انك رميت يمين طلاق رغم مفيش ورقة طلاق بس كدا انت طلقتها ولازم ترجعها قبل ماشهور عدتها تخلص، متفكرش علشان مفيش ورقة طلاق يبقى كدا انك مطلقتهاش

-بابا عايز انام تصبح على خير 


بمنزل نادر  البسيوني 


جلست بغرفتها القديمة، ولجت والدتها تطالعها بحزن، فمنذ وصولها وهي تنفرد بنفسها، ولم تتحدث مع أحدًا 


كانت تتكور بوضع الجنين تنظر بنقطة وهمية، خطت إلى أن توقفت بجوارها، تمسد عليها بحنان أموي :

-عاليا هتفضلي حابسة نفسك كدا يابنتي ..ايه رأيك تخرجي تقعدي معانا برة، حتى شوفي الورد فتح، ياله حبيبتي اخوكي طلع..ابتعدت بنظرها قائلة:


-عايزة اقعد مع نفسي لو سمحتي، ممكن تسبيني، وبعدين انا تعبانة وعايزة انام مش عايزة اتكلم مع حد 


جلست بجوارها، وعيناها تحتضنها 

-يابنتي هتفضلي معقباني لحد إمتى بس، انا مكنش بايدي حاجة، أنتِ شوفتي وسمعتي الناس قالت ايه لولا ياسين كان زمان شرفنا بقى في الأرض

اعتدلت صارخة:

-أنا قولت مش عايزة اسمع حاجة ، ولولا أنه تعبان صدقيني مكنتش داخلة البيت دا تاني ، ولو سمحتي سبيني في حالي انا عايزة اقعد مع نفسي، مش عايزة اتكلم مع حد 

استمعت الى رنين هاتفها، نظرت إليه وابتسامة ساخرة تجلت بملامحها، فمنذ اسبوع وهي هنا ولم يكف له عناء للأطمئنان عليها، اسبوع ولم تعلم عنه شيئًا هل حقًا عاد لحبه القديم، أمسكت خصلاتها ترجعها للخلف بعنف تكاد تقتلعها، نظرت والدتها للمتصل، ثم نهضت من مكانها..توقف الهاتف عن الرنين فتستطحت مرة أخرى تحتضن أحشائها، تدعو الله أن يخلصها من ذاك الحمل الثقيل كما أحست به 

استمعت لصوت الهاتف مرة أخرى فرفعته وأجابت :

-اهلا بحضرة الظابط

نهض من مكانه عندما وجد برود بحديثها فتحدث بهدوء رغم غضبه من أسلوبها 

-عاملة ايه ؟!

صمتت لبعض الوقت تستغفر ربها ثم أجابته:

-كويسة الحمد لله ، ايه اللي فكرك بيا

دا حتى قولت هتبعت لي ورقة الطلاق علشان تخلص 


❈-❈-❈ 


-اجهزي ساعة وأكون عندك ، هعدي على الشركة انهي شوية اوراق واعدي اخدك ، كفاية قوي كدا ، مراتي ماتبعدش عن بيتها اكتر من اسبوع، انا عرفت كريم بكدا،


لا تعلم لماذا شعرت بالسعادة تتراقص داخلها، حتى شعرت بفراشة تسري بمعدتها فتوقف لسانها عن الحديث وكأنه أصيب بشلل بسبب مااستمعت إليه ورغم ماشعرت به أجابته بتكبر وتجبر الانثى داخلها:


-بس أنا عايزة اقعد كام يوم، مستعجل على ايه، قاد سيارته متجهًا لمجموعة الألفي وهتف دون جدال 

-عدى خمس دقايق يااستاذة عاليا، ياله سلام ..نطق بها ثم اغلق الهاتف 


بمنزل عز الألفي 

كانت تغفو بجواره على الفراش وهو يعمل على جهازه المحمول، قطع حديثه رنين هاتفه :

-عز فينك ؟

اجابه من خلال سماعة الهاتف ومازال

يعمل ..

-في البيت ليه ؟! تحدث الاخر 

-أنا في الشركة بابا أصر انزل الشغل النهاردة، بيقول فيه اجتماع بكرة ولازم نجهزله، ألقى نظرة على زوجته الغافية ثم تحدث:

-خلاص يافارس، شوف أوس هيقولك ايه واعمله، بس الساعة تسعة دلوقتي هو فيه حد في الشركة


-أه انا وأوس والسكرتير

تمام شوفوا هتعملوا ايه أنا مرهق شوية وعايز اريح 

-اوكيه ياكبير، هعدي على جنى النهاردة 

-تمام ..قالها عز ثم اغلق معه متجهًا للحديث مع والده

-عامل ايه ياحبيبي..

اعتدل صهيب من نومه واجابه بنبرة متحشرجة من أثر النوم قائلاً:

-الحمد لله ، وصلت اختك المطار


تذكر حديثها عن منعها لجاسر بالسفر

-عز رحت فين!!..تسائل بها صهيب 

رجع بجسده واجاب والده 

-جنى لغت السفر يابابا، قررت ترجع الشغل في الشركة، وكلمت شركة ديكور يصممولها مرسم،ولو سمحت سبها براحتها


سحب نفسًا طويلا وزفره ثم هتف 

-عز خلي بالك من اختك حبيبي ، عارف انا قسيت عليها وضغطت بالقوي،

بس علشان خايف عليها يابني 

نهض عز من مكانه متجهًا للخارج 

-خايف عليها من جاسر يابابا، اومال لو حضرتك متعرفش بيحبها ازاي، طب انا 

كنت غبي يابابا وكنت مفكره أنه بيعمل كدا بسبب اللي حصلها

تنهد صهيب تنهيدة عميقة يزفرها بهدوء ثم تحدث قائلاً:

-عارف ومتأكد أنه بيحبها أكتر من روحه، بس دا ميمنعش أن فيه حاجات جبرت علينا ياعز

قطب جبينه متسائلاً:

-مش فاهم حضرتك يابابا، لو تقصد موضوع فيروز انا متأكد إن جاسر مستحيل يخون جنى 

-عز حبيبي أنا تعبان وعايز أنام ممكن تتصل بأختك وتتطمن عليها، بكرة اخر يوم في عدتها، ومتأكد أنها دلوقتي مستنية جاسر يروحلها وهو مش هيروح 

-ليه حضرتك واثق قوي كدا يابابا، مش يمكن يرجع

اعتدل واقفًا وتحرك لتناول دوائه وهو يحادثه:

-لانه وعدني ياعز، غير أنه طلقها رسمي يعني مينفعش يرجعها من غير مايرجعولي، وكمان جواد اللي طلب 


اومأ عز يمسح على خصلاته مستغفر ربه بسره، هامسًا لنفسه:

-وياترى هتعمل ايه ياجاسر..قالها بشرود آفاق منه على صوت والده قائلاً :

-يبقى ابعتلي ورقة طلاقها حبيبي ، مش انت بتقول بعتهالك


-تمام ..قالها وأغلق الهاتف يلقيه بغضب :

-فيه حاجة مش مظبوطة بتحاول تداريها يابابا، ماهو مش مقتنع بحوار

فيروز..استمع لصوت زوجته 

-عز !!..انت لسة صاحي 

دلف للداخل ورسم ابتسامة يشاكسها:

-معرفتش انام وروبيا نسيت تاخد جوزها في حضنها 

أغمضت عيناها بإرهاق تضرب على الوسادة قائلة:

-نام ياعز ياله وبطل دلع


قام بنزع كنزته ثم اتجه إليها يجذبها لأحضانه يملس على وجنتيها:

-حبيبي الجو حر صح..لكمته بخفة تبتسم :

-بقولك نام..رفع رأسها يغمز لها قائلاً:

-بقولك الجو حر ياروبي

ضيقت عيناها متأففة، لتبتعد عن حصاره ولكنه جذبها بقوة قائلا:

-والله مايحصل ابدًا، وعلشان خطوتك دي لازم القميص دا يتغير فورًا، لم تفهم مايقصد سوى عندما جذب منامتها وهي تضحك بصوت مرتفع تضربه بكفها 

-خلاص خلاص هغيره ..


بعد عدة ساعات بمنزل جاسر 

جلس أمام جهازه وهو يتناول قهوته، يشاهدها من خلال الكاميرات المرتبطة بجهازها ..


خرجت من المطبخ تحمل كاسة عصيرها المفضل واتجهت تجلس بغرفة رسمها ، فتحت نوافذها بالكامل ثم اتجهت ارجوحتها تجلس فوقها ترجع رأسها وتحتضن كوبها 

نظرت لهاتفها الذي أعلن رنينه وجدته معذب قلبها، أغلقت بوجهه ثم توقفت من مكانها قائلة:

-مش هفضل جنى اللي تبكي على اطلال عذابك يابن عمي، والله لأحرق قلبي دا، كفاية ذل في حبك اللي مأخدتش منه غير العذاب وبس ، وادي رقمك ..ضغطت تحذره بانفاسها المحترقة



الصفحة التالية