-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 31- 3 - الأربعاء 29/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والثلاثون

3

تم النشر الأربعاء

29/5/2024


ظلت تدور بالغرفة دون هدى حتى اتجهت للوحاتها وأخرجت إحداهن تضعها بمكانها قائلة:

-لازم تخرجي من الضعف دا، سمعتي لازم ياجنى، دا واحد متكبر ومفكر نفسه حاجة والله لاندمك يابن جواد


قالتها وهي تصرخ تبعثر بألوانها حتى خارت قواها فهوت أمام رسمتها تنظر إليها بتيه ..ثم حدثت حالها:

-هرسم ايه، دققت النظر لبعض اللحظات ثم أمسكت فرشتها وبدأت تحركها بهدوء تهمس لنفسها

-ارسمي ياجنى حطي همك في الرسم،

بلاش تفكري فيه 


❈-❈-❈ 


ابتسم على طفوليتها  من ووجهها الذي اصبح عبارة عن عدة ألوان بسبب أناملها التي ترجع خصلاتها بسبب غضبها

ظل يرسمها مبحرًا بنظراته فوق وجهها الذي يشبه ضي القمر بحمرة غضبها. استند بوجنتيه على كفيه وبدأ يحرك أنامله باليد الأخرى على ملامحها البهية 


رفعت خصلاتها للأعلى تعقدها بقلمها كالعادة، متأففة وقامت بتقليده قائلة:


-اياكي تكلمي جنس راجل، لا ياراجل، ماشي يابن عمي، هعرفك جنس الرجالة كويس، نظرت للنوافذ الزجاجية المفتوحة ثم قامت بأغلاقها واتجهت  ل ريموت التكييف وقامت بتشغيله ثم قامت بإلقاء كنزتها لتظهر بثيابها الشفافة أمام رماديته التي تخترق جسدها، أطلق صفيرا وهو يقهقه عليها 

-بتقلديني ياجنجون، بس انا حلو كدا، طيب ياروحي عايزك تقلديني في حاجة تانية ، جايلك حالا ياحبي اصبري بس لما الحلوف اللي برة دا يمشي 

استمع لحديثها وهي تمسح على وجهها 

- التكيف هيعمل معايا ايه ، دا ابن عمي كفاية لوحده يخليني اعيش في

فريزر اقعد فيه من النار اللي جوايا منه...ظلت تحاكي نفسها كالمعتوهة تحرك أناملها دون هدف على اللوحة ..حتى توقفت متفاجأة تنظر لما توصلت إليه من رسمتها


ابتسم بزهو يضحك عليها عندما ألقت الفرشاة ونهضت تسب اللوحة قائلة:

-وبعدين معاكي، مش كفاية حرقة دمي ، ضغطت على أناملها تصرخ ثم دفعت اللوحة بقدمها 

-ليه بيحصل معايا كدا ليه، قالتها ثم هوت تبكي تضع كفيها على وجهها 


آلامه قلبه عليها، رفع هاتفه محاولا التخفيف عليها..ولكن جحظت عيناه عندما وجد رقمه خارج نطاقها رفع عيناه اليها ، مازالت جالسة بمكانها تنظر بنقطة وهمية

تمددت على الأرضية تحتضن نفسها وانسابت عبراتها بصمت داعية الله بصوتها الباكي

-يارب مش قادرة اعيش كدا ، يارب خدني من الحياة دي، انا ضعيفة قوي 

ارتفع صوت بكائها، جمع اشيائه وخرج من باب منزله الخلفي يتحرك بين الشوارع بتيه ليصل إلى منزلها الذي يبعده بعض الكيلومترات 


توقف يسحب نفسًا يتلفت حوله ثم ولج لداخل المنزل، قابله أحد المسؤولين عن حمايتها 

-فيه حاجة ياباشا، كنت لسة هتصل بحضرتك 

توقف منتظر حديثه 

-الباشمهدس صهيب جوا، لسة واصل من دقيقتين تقريبًا 

زفر بغضب متراجعًا مرة أخرى 


بالأعلى قبل قليل استمعت لصوت باب منزلها، وصوت الهاتف ..تناولته 

-أيوة يابابا

-افتحي يابابا احنا برة..اتجهت للمرحاض وقامت بغسل وجهها حتى لايظهر بكاؤها ...دلف صهيب بجوار زوجته 

-عاملة ايه يابابا..ابتسمت له بخفوت وهتفت

-كويسة..دقق النظر بوجهها

-كنتي بتعيطي ياجنى، خرجت نهى بعدما وضعت الطعام الذي جلبته قائلة:

-صحيت بابا واصريت نجي نبات معاكي، بدل ماحضرتك عملتي كبيرة وعايزة تقعدي لوحدك 

ضمها صهيب من أكتافها ثم اتجه بنظره لنهى

-أنا جعان يانهى، جهزي عشا حلو ناكل مع بعض

هزت رأسها رافضة :

-حبيبي اكلت من شوية، لو حضرتك جعان اعملك حاجة خفيفة

جذب كفيها وأشار برأسه لزوجته التي تحركت بعدما استدعت الخادمة لمساعدتها..خرجوا إلى حديقة منزلها ثم اجلسها بجواره على الأريكة 

-قوليلي ليه ماسفرتيش، مش كلمتيني الصبح وقولتي رايحة على المطار وعز وصلك 

وضعت رأسها بحضن والدها :

-ليه حضرتك وجعلي قلبي يابابا..تملكه الحزن من هيئتها فأخرج رأسها من أحضانه يضم وجهها:

-هو فيه أب ببقى عايز الوجع لولاده يابنتي 

تطلعت إليه بعيناها الحزينة:

-عايزة اروح للدكتور اللي حضرتك قولت عليه، انا موافقة يابابا، بدل شايف بنتك مريضة بسبب انها عايزة تعيش مع جوزها وعايز تحرمها من السعادة دي ومصر انك تعيشها الألم والحزن فأنا خلاص موافقة، موافقة اتعالج وتعمل فيا زي ما حضرتك عايز


جذبها لأحضانه بقوة يمسد على خصلاتها 

-ايه اللي بتقوليه دا ياحبيبة ابوكي، معقول ياجنى، شايفة ابوكي عايز يتعسك 

أشارت على صدرها وانسابت عبراتها رغمًا عنها قائلة:

-دا بيوجعني قوي، والراجل اللي متمنتش غيره اهم حاجة يرضي الكل على حسابي ، قولي اعمل ايه وانا حاسة اني مبقتش افرق مع حد يابابا، حتى حضرتك، قررت ونفذت وكأني دمية مش من حقها تعيش حياتها زي ماهي عايزة

تنهد بصوت مرتفع يجذب رأسها لصدره وآه حارقة بكم الوجع الذي يتسرب بداخله بسبب حالتها قائلًا:

-غلطانة يابنت صهيب ، انا بدور على سعادتك، وبكرة تعرفي أنك اهم حاجة عند ابوكي 

باتت كلماته تعتصر فؤادها فنهضت من مكانها:

-هروح ارتاح تعبانة وعايزة انام بعد اذنك..امسك كفيها، ونهض يحدجها بنظراته ورغم ماشعر بالحزن عليها إلا أنه هتف:

-هتتعشي معانا، وتنسي الكام شهر اللي اتوجعتي فيهم اكتر مافرحتي يابنت صهيب، واللي هقوله لازم تنفذيه، رجوع لجاسر مش هيحصل، ودا اخر كلام متخلنيش اغصب عليكي في حاجات تانية تزعلك 


وصلت نهى إليهما باستماعها لآخر حديث صهيب فأردفت بهدوء:

-جنى عاقلة ياصهيب واكيد هتسمع كلامك مش كدا ياجنجون 

طالت النظر بوالدتها بصمت ثم هزت رأسها قائلة:

-أيوة كدا ياماما، يعني انا ليا حياة علشان اتحكم فيها، قالتها وتحركت للمائدة تشير لوالدها

-الاكل جهز لو حضرتك لسة مصر تاكل

خطى إليها وشعر بغصة تمنع ابتلاع ريقه، جلس على رأس الطاولة يشير إليها 

-اقعدي كلي، ولو مكلتيش معانا، اعملي حسابك بكرة الصبح هترجعي معايا على البيت ومش عايز اسمع صوتك

جذبت المقعد قائلة بسخرية:

-وعلى ايه يابابا، دا انا هاكل الاكل كله 

قالتها وهي تجذب بعض الطعام تضعه أمامها وبدأت تلوكه بهدوء رغم مرارة طعمه بحلقها إلا أنها ابتسمت برضا..هز رأسه بصدمة من حديثها قائلًا:

-لدرجة دي بيت ابوكي مبقتيش عايزاه ياجنى

ظلت تأكل بصمت ولم ترفع عيناها إليه 


بفيلا يعقوب المنسي على مائدة الطعام

-كم تريدين من الوقت للإنتهاء من ترتيبات الزفاف 

ابتلعت طعامها ورفعت نظرها إليه 

-تلات شهور 

توسعت عيناه..اللعنة عليكي ياكارمن 

اجننتي، ماذا تريدين أن افعل بكِ، لقد بدأ صبري أن ينفذ

-دا اللي عندي لو مش موافق براحتك 


ألقى المحرمة ونصب عوده قائلا

-بالتأكيد ابنة عمي، لقد جزعت ولم يعد لدي طاقة لدلالك هذا ..لديكي يومين فقط إذ لم تنجزين فتأكدي سأسافر ولم اعد 



❈-❈-❈ 


بمنزل سيف الألفي 


دلفت سنا تطرق على باب والدها

-بابي حضرتك فاضي نتكلم شوية 

-أشار لها بالدخول بعدما أغلق جهازه 

دلفت وهي تحمل بعض الملفات 

-شوف ياسي بابا، دي مناقصات "علي" لسة بعتهالي بيقول اعملولها دراسة هتكون نقلة حلوة 

اخذ منها بعض الأوراق يطالعها بتركيز 

ثم وضعها امامه:

-طيب حبيبتي هشوفهم وأشوف عز وأوس يراجعوهم 

هزت رأسها وجلست أمامه:

-بابي "علي "كان عايز يعرف هنعمل الدخلة امتى، بقالنا سنتين مخطوبين وهو خلص كل حاجة حاليا، وان شاءالله هيعمل افتتاح للمستشفى اول الشهر 

نهض من مكانه واتجه يجلس بمقابلتها

-هشوف ظروف عمامك ياحبيبتي وهرد عليكم أن شاءالله ، المهم يبقى شوفي "هنا "لو محتاجة حاجة قبل مانسافر 

-حاضر يابابا، بعد اذنك بكرة هروح ازور جنى عرفت انها مسافرتش، وكمان تقى هتيجي معانا 

اومأ برأسه مبتسمًا :

-اتغيرتي كتير ياسنا ..اقتربت منه 

-عارفة اني تعبتك معايا ارجوك متزعلش مني 

ضمها لأحضانه يربت على كتفها :

-ربنا يباركلي فيكم حبيبتي 


تراجعت تطالعه باستفهام 

-ليه جاسر طلق جنى بعد مااكدلنا حبه، هو ايه اللي بيحصل يابابا 

ربت على كتفها يشير إليها بالخروج

-اطلعي حبيبتي انا تعبت وعايز ارتاح شوية

اقتربت تغمز له قائلة بطفولية:

-بتهرب ياسي بابا..اهرب اهرب ولا يهمك 

قهقه بصوته الرجولي :

-اه ياست سنا وياله سبيني عايز اطلع انام ..

بقصر التميمي 

استمع لطرقات على باب مكتبه وبعدها دلوف ذاك الرجل ذات البنية الضخمة:

-جاتلنا بعض المعلومات ياباشا

أشار له نعمان بالدخول، وهو يجلس على مقعده الجليدي الفخم،وهو يدخن سيجاره الكوبي ، اقترب الرجل يضع أمامه بعض الأوراق بداخلها بعض الصور قائلًا:

-نفذت اللي حضرتك طلبته ياباشا 

قاطعهم دخول والده يشير إليه:

-قول اللي عندك بسرعة 

أنا راقبته ياباشا زي ما حضرتك طلبت،  بنت عمه كانت عنده وبعدين فضلت حوالي نص ساعة وخرج معاها على بيتها وكان في  معاها شنطة سفر، بس الغريب أنهم قعدوا في العربية حوالي ربع ساعة وبعدين نزلوا وزي مايكون حصل مشادة بينهم كبيرة لدرجة أنه ضربها 

-ضربها...رددها نعمان الذي توقف متجهًا يجلس بمقابلة والده وتسائل:

-يعني ايه ضربها !!


لوح الرجل بيده وكأنه يمثل مافعله جاسر ثم تابع حديثه:

-دا اللي حصل ، أما عن بيته له أختين زي ما حضرتك امرت اجبلكم أخباره 

-الكبيرة ودي توأم لظابط ومتجوزة واحد من اسكندريه بيكون ريان المنشاوي 

-قصدك ريان المنشاوي صاحب جروب المنشاوي العقاري 

أشار على الصور واستأنف موضحًا:

-صورته عندك ياباشا، متجوزة ابنه التاني ودا كان طيار بس حاليا فاتح شركة سياحة وماسك الشغل مع اخواته، ومعظم وقته في سويسرا، مبنزلش مصر كتير

رفع التميمي كفيه ليتوقف عن الحديث

-خلاص ، مش عايز اعرف حاجة تاني، ابعد عن طريقه

عقد نعمان حاجبيه باستغراب قائلاً بتساؤل:

-ليه مش يمكن البنت تنفعنا

نفث سيجاره وتحدث مقنعًا ابنه:

-بلاش نوقع مع ابن المنشاوي يانعمان، انت متعرفوش دا مابيرحمش اللي يقرب من ولاده، متعرفش من كام سنة وقع شركات العفيفي كلها لمجرد أن ابنهم قرب ابنه من شلة بيشربوا ، تخيل لو قربنا لابنه أو مرات ابنه، وانا داخل على مجلس الشعب مش عايز شوشرة



الصفحة التالية