-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 31- 5 - الأربعاء 29/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والثلاثون

5

تم النشر الأربعاء

29/5/2024



بغرفة ياسين 

خرجت بمنامة ناعمة باللون الأسود، رمقها سريعًا ثم استدار متجهًا للفراش قائلاً:

-لما أكون موجود ماتلبسيش كدا 

جلست آمام مرآة الزينة تخلل أناملها بخصلاتها ثم رفعت الفرشاة وبدأت تصفف شعرها ونظرت من خلال المرآة

-مش من حقك تقولي ألبس ايه وملبسش ايه، بدل مش حرام خلاص اعمل اللي يعجبني..قالتها ونهضت من مكانها بعدما وضعت المرطبات على كفيها ووجهها

راقبها بنيران تقبع بصدره، نهضت متجهة إلى الشرفة ..هب من مكانه يجذبها من رسغها بعنف 

-هتطلعي البلكونة كدا، مش شايفة نفسك لابسة ايه 

نظرت لنفسها ثم رفعت عيناها له:

-ايه لابسة بيجامة محترمة انت اللي شايف كل حاجة بعملها مش كويسة


وضع كفيه على صدرها المكشوف ثم جذب حمالة بيجامته ينظر لعيناها المهتزة 

-عايزة توصلي لايه، شايفة دي حاجة محترمة تقعدي بيها مع راجل في اوضة واحدة يااستاذة 

حرك أنامله يجذب تلك الحمالة الرفيعة 

دفعت كفيه بقوة وهدرت به 

-دا لما اكون ضعيفة واخاف من واحد مجنون زيك، انا مش ضعيفة وليا حرية نفسي ، اعمل اللي يعجبني، والبس اللي يعجبني بدل مفيش حاجة تعيب فيا، انت قانونا وشرعا جوزي ياحضرة المحترم، قالتها وتحركت تجزب روبها ترتديه ثم رمقته بسخرية قائلة

-أما لو إنك ضعيف يبقى دا مش اختصاصي ياحضرة الظابط الهمام 

دفعها بقوة على الجدار لترتفع أنفاسها من هيئته تلك واقترب يحاصرها هامسًا بهسيس:

-بلقيس خانو ناوية على ايه، اغرائتك دي متهزنيش، حتى لو قعدتي من غير هدوم ..قالها بابتسامة باردة مستفزة

لحظات ونيران تحرق صدرها من حديثه، فدنت منه تلف ذراعيها حول عنقه ورفعت نفسها تهمس له

-غلطان ياحضرة الظابط لانك مريض مش انا اللي افكر بالحقارة دي لشخص مابكرهش قده بحياتي، انا بكرهك ياياسين ..قالتها وتحركت سريعًا لتخونها عيناها تذرف دموعها، دلفت لغرفة أخرى، وهوت على الفراش تبكي بصمت تضع رأسها بوسادتها حتى لا يستمع لصوت بكائها..ضربت على الفراش 

-غبية ياعاليا ملقتيش غير دا وتخليه

بالخارج دار بالغرفة كالمجنون يود لو يحطم الغرفة بالكامل ، ارجع خصلاته بعنف يصرخ وهو يركل كل ما يقابله وبدأ يثور بالغضب 

-حقيييرة..استمعت إلى صرخاته تضع كفيها على أذنها تبكي بصمت


مرت الساعات سريعًا إلى أن جاء ذاك الوقت الذي سيصبح تدميرا لقلبها الهش جلست بشرفتها تنظر لهاتفها العديد من المرات، وضعت رأسها على ركبتيها تنظر بشرود ، وصلت عاليا إليها تمسد على خصلاتها 

-هتفضلي قاعدة كدا كتير!!

اعتدلت تنظر للخارج قائلة:

-خلاص ياعاليا انقطع اخر أمل بينا، كنت اتمنى يجيلي ونرجع لبعض 

جلست عاليا بمقابلتها 

-جنى متنسيش باباكي هو اللي أصر على كدا 

هزت رأسها واتجهت للداخل 

-محدش قادر يفهمني، 

مشفتهوش اخر مرة كان بيكلمني ازاي، دا مش الشخص اللي حبيته ابدا..نهضت قائلة:


عاليا هدخل انام مش عايزاكي تصحيني مهما يحصل..اومأت لها عاليا ثم تحدثت:

-أنا هرجع حي الألفي ، ياسين مسافر بكرة وطنط غزل زعلانة مني 

تمددت على الفراش دون ، طالعتها عاليا بحزن ثم خرجت 


باليوم التالي 


عند جواد وجاسر

-يعني راكان بقى كويس ؟!

اومأ له قائلا:

-اه يابابا ، وتذكر بس هو بيعمل لعبة كدا ولسة هنشوف 


نقر جواد بقلمه متسائلا:

طب وانت ناوي على ايه، عمك صهيب سافر يراجع مع دكتوره النهاردة ودي لعبت فيها علشانك، روح لمراتك حبيبي ولما يرجع هكلمه تاني 


ارتشف اخر رشفة بقهوته ثم وضع فنجانه ونهض مردفًا:

-لا مش هرجعها، احنا كدا كويسين يابابا


يعني ايه يالا مش هترجع بنت عمك، النهاردة اخر يوم في العدة 

احتضن كتفه وهتف بصوت أكثر ثباتًا:

-جاسر قدامك اربع ساعات بس وجنى مش هتعرف ترجعها تاني، عمك هيعند اكتر


تجمدت الكلمات على شفتيه، فتراجع للخلف ينزل يد والده، وكل مايصغاه له سمعه كلمات عمه 

-اوعدني انك ماتحاولش تقرب منها 

وريحني بورقة الطلاق يابني 


تحرك تاركًا والده حتى لا يضعف أمامه وتنساب عبراته رغمًا عنه 

هدر جواد بصوت مرتفع حتى توقف يواليه ظهره يكور قبضته مما شعر بنخر راحة كفيه من شدة ضغطه ..اقترب جواد منه 

- طب هو عمك صهيب كلمك تاني، بعد مااتكلمنا

هز رأسه وتحرك سريعًا بخطوات ثابتة رغم حياته التي أصبحت خاوية لا تمت للحياة بصفة، استقل سيارته ورفع هاتفه يحاكيها لآخر مرة ولكن كالعادة تم حظر رقمه 

اومأ رأسه يضرب على المقود بعنف ، يهذي بكلماته :

-إنتِ اللي جبتيه لنفسك، قاد سيارته بسرعة حتى من يرى سيارته يزعم بطيرانها ..وصل لمنزلها في غضون دقائق ، طرق الباب لعدة مرات ولكن لا يوجد رد


❈-❈-❈ 


ركل الباب بقدمه وهو ينظر لتلك الكاميرا هادرًا بها :

-قدامك خمس دقايق لو مفتحتيش الباب هكسره وهدخلك ومش هرحمك، نظر بساعة يديه يشير إليها من خلال الكاميرا 

فُتح الباب وطلت منه تهمس له بتقطع 

-جاسر!! 

قالتها حتى هوت بين ذراعيه 


حملها سريعًا متجهًا للداخل، وضعها بهدوء  على الأريكة يمسد على خصلاتها ثم نهض يجلب لها بعض الأدوية عندما وجد إرتفاع حرارتها 

-جنى حبيبتي ، قومي خدي الأدوية دي جسمك سخن 

ساعدها بالجلوس وهي بين اليقظة والنوم تهتف اسمه بخفوت

-جاسر..انا تعبانة متسبنيش 

حملها وصعد بها لغرفة نومها التي يحفظها ظهر عن عقب، ثم وضعها على  الفراش بهدوء وهاتف الطبيب 

حاوطت خصره تدفن نفسها بأحضانه:

-جاسر أنا تعبانة متسبنيش..مسد على شعرها قائلاً:

-أنا هنا حبيبي ارتاحي، أمسكت كفيه ثم أغمضت عيناها هامسة بين النوم واليقظة:

-بحبك..ابتسم يمرر أنامله على وجهها

-مالكيش خيار تاني اصلًا ياجنجون


بعد عدة ساعات كانت تغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها بسعادة، كيف يحرم نفسه من تلك الجنة، مجرد وجودها بجانبه حتى بمرضها ولكنه سعيدا ، نظر بهاتفه ليشاهد الجميع بأماكنهم 


انحنى يخطف كريزيتها يروي اشتياق روحه هامسًا لها:

-وحشتيني حبيبي،  مجنونة ياجنجون قلبي بتعاقبي نفسك يعني افصلك التكييف دا علشان تحرمي تعاندي يامجنونة 


استمع لرنين الباب ..لثم جبينها ونهض يعدل من وضعية ثيابها ثم جمع اشيائه متجهًا للخارج ، فتح الباب قابلته ربى بجوار تقى، أشار للداخل 

-خليكوا جنبها عندي شغل، ومش عايز اقعد كمان علشان محدش يفهمني غلط ..تحركت تقى للداخل بينما اتجهت ربى إليه: 

-يعني كدا خلاص..لثم جبينها متحركًا دون حديث..طالعت تحركه بحزن 

-ربنا يريح قلبك ياحبيبي يارب


بمكان ينشر به الفساد وتجارة السموم اقتحمت رجال الشرطة وكر المهربين وحاوطت الجميع ودارت معركة عنيفة كانت الغلبة للشرطة 


استولى جواد حازم وجاسر على الكثير من تلك الحبوب المخدرة 

ضرب كفوفهما علامة على انجازهما فتراقص بحاجبيه

-ايه رأيك يالا انفع ولا لا..لكزه جواد بسعادة 

-هتخطف مني الأجواء يابن خالي..رفع كتفه بتفاخر 

-أكيد ايش جابك ليا يابني، دا كفاية اسمي تهز له الجبال 

قهقه جواد متحركًا لسيارته 

-ياخوفي يابدران نصحى على مصيبة من تخطيطك ..امسك ذراعه وهاتفه بجدية

-جواد عينك على اختك، طبعا مش محتاج اقولك المخدرات دي بكام ولا بتاعت مين، خلينا نسحبهم من غير مانأذي حد 

ربت جواد على كتفه :

-الله المستعان ياحبيبي ،  اكيد مش هيسكتوا بعد الضربة  دي 

أشار للعسكرين: 

-تحفظوا على الجميع، ثم اتجه لأحد المجرمين 

-محروس منورنا ياراجل، ليك وحشة

-جاسر باشا انا مظلوم هما بعتوني هنا غلط 

سحبه من كتفه وهاتفه بغلاظة :

-هنعرف ياروح امك، دفعه لجواد ..الحفل عندك يابص، انا راجع بيتي وانت اتولى المهمة علشان يزودوك نجمة

-ولا ..انت رايح فين 

أشار إليه قائلاً:

-كله تحت السيطرة، مش دا القسم وانت كبيري لازم احترمك ياحبيبي 

ياله تحقيق من تحقيقات جواد الألفي ياوحش..قالها واستدار متجهًا لسيارته 


عند جنى فاقت من نومها، استمعت لصوت التلفاز بالخارج ابتسمت بسعادة، بعدما اخترقت رائحته ملابسها، مررت أناملها على شفتيها:

-ياترى يامجنون جنى بتعمل ايه برة..نهضت بوهن تخطو للخارج وابتسامة عاشقة تزين وجهها تناديه

-جاسر..نهضت ربى تحمل ابنها واتجهت إليها 

-حبيبتي عاملة ايه؟!


ضيقت عيناها متسائلة:

-فين جاسر ياربى..

حمحمت تطالعه بحزن واقتربت تشير لابنها

-شوفتي ايهم كبر ازاي ياعمتو، بيقولك انا زعلان منك 


نظرات بأرجاء المنزل تائهة معذبة ونبضات قلب عنيفة تصفع قلبها فهمست بتقطع 

-ابني تعبانة ومشي، اخوكي سابني تعبانة ومشي،، قالتها بدموع الخذلان، فاستدارت لغرفتها تبكي بقهر على قلبًا يعشقه بعدما ألقاها ببحر لجي من العذاب 

اتجهت لغرفتها تغلقها خلفها وهوت خلف الباب تبكي بأنين جراحها من معذب روحها، دقائق جحيميه بعذاب العشق اللاذع، طرقت ربى على باب الغرفة خوفًا عليها 

-جنى حبيبتي سمعاني ..أزالت عبراتها واجابتها 

-هغير ياربى وانزل معاكي..قالتها واعتدلت متجهة لهاتفها وهاتفت والدها:

-بابا احجزلي هسافر معاك ..قالتها وأغلقت الهاتف تردد 

-خليه يمنعني من السفر.


الصفحة التالية