-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 31- 6 - الأربعاء 29/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والثلاثون

6

تم النشر الأربعاء

29/5/2024


مرت الأيام ثقيلة على كليهما، هي بهروبها المضني لعذابها بالقرب منه وهو بفراقها المعذب لروحه..شهرين تحول فيهم لرجل الصمت الجيليدي


قررت معاقبته وسفرها مع والدها

اتخذت اقوى أسلحتها لعقابه أشد العقاب ..ابتسم ساخرًا فمنذ علمه بعودتها منذ يومين ومكثها بمنزل والدها وعدم خروجها سوى اليوم لعملها ، وعودتها في الصباح لمنزلهغ ارجع خصلاته وابتسامة هائمة على وجهه حينما رفرف قلبه من مجرد  تخيله لأحتضانها..


توقف أمام مرآته يصفف خصلاته واتجه لعطره ليوزعه ومازالت ابتسامته العاشقة تنير وجهه، ارتدى ساعته التي أهدتها إياه بأحدى اعياد ميلاده، نظر لذاك الصندوق الصغير المزين الذي يحتوي على هديتها، ثم حمله واتجه لسيارته 


وصل أمام الشركة بعد قليل و ترجل للداخل بهيئته الخاطفة، صاعدًا لمكتبها، كان يتحرك بخطواته الثابتة وهيئته الخاطفة إلى أن وصل أمام مكتبها متسائلاً :

-مدام جنى موجودة جوا

نهضت من مكانها واجابته بوقار 

-أيوة يافندم في اجتماع مع الباشمندس يعقوب 

رسم ابتسامة سمجة واستدار كالبركان 


دفع الباب بغضب وجدها تجلس أمام يعقوب تضع ساقًا فوق الأخرى بتلك البدلة النسائية التي تظهر مفاتنها بسخاء


تسلطت عيناه على هيئتها التي اشتاقها حد الجنون، ولا يعلم كيف سيطر على نفسه من عدم جذبها لعصرها داخل أحضانه، رفعت عيناها واحتضنت العيون بعضهما بإشتياق ذائب بالقلوب ..صمتت الألسن وتوقفت عقارب الساعة ولم يسمع سوى نبضات القلوب التي اخترقت صدورهما 

رددت بشفتيها المطلية باللون الأحمر القاني الذي اخترقتها نظراته ليفترسها


استمع لحديث يعقوب

-مرحبًا سيد جاسر، كنت اتناقش مع ابنة عمك ببعض المهام، اعتذر اقصد طليقتك 


  جن جنونه كالذي اصابه مسًا وهو يرى انفراده بملاكه، فهتف دون أن يعري حديث يعقوب أهمية قائلا:


-عايزك ...استعادت وعيها من حالة الهيام التي سيطرت على كيانها كاملًا ثم اتجهت إلى يعقوب ببصرها معتذرة

-آسفة يايعقوب ابن عمي دايما مفكر نفسه داخل سجن 

-أنا قولت عايزك


قالها بنظرة قاتمة تحمل من التحذير مايكفي لها ثم  رمق ذاك الجالس بسهامًا نارية وهو يرى  إبتسامته البلهاء لها ود لو يصفعه على فمه ليتساقط صف أسنانه ..

توقفت أمام يعقوب معتذرة للمرة الثانية :

-آسفة مرة تانية، هشوف حضرة الرائد عايز ايه، ورجعالك 

جذبها من رسغها بعنف خارجًا يصفع الباب خلفه بقوة، نزعت ذراعها بقوة اذهلته

-اتجننت ..ايه عايزك دي، قالتها وهي تتلفت حولها ترى النظرات عليهما..جز على أسنانه يحاوطها بذراعه بعدما حجزها على الجدار


-دي مقابلتك ليا بعد شهور، دي كلمة وحشتني

رفرفت اهدابها تحاول أن تخرج من سيطرته الطاغية

-بس إنت مش وحشتني يابن عمي ، بدليل ..بتر حديثها مقتربًا من شفتيها حتى أصاب جسدها بهزة عنيفة فهمست بتقطع 

-جاسر متبقاش مجنون، اكيد مش هتبوسني صح 

دنى أكثر لتختلط أنفاسهما 

-وحياة الروج اللي فرحان بيه دا هعرفك الجنان صح 


-ايه نسيتي اني مجنون ولا ايه ياحضرة المجنونة..ضغطت بكعب حذائها على قدمه حتى تراجع متأوها..المجنون محتاج يتعالج وهنا شركة محترمة..ياله ياحضرة المجنون بدل مااتصل بالعباسية 


قالتها واستدارت تتحرك والكبرياء يعتلي بخطوات انثى دعست على قلبها فلم يجد سوى أنه وصل إليها صائحًا وفجأة دفعها لداخل أول مكتب قابله واقتنص قبلته عقابًا لها على تلك الكلمات وعلى تلك الشفاه المطلية بجحيم عشقه..هدأ قليلا من ضي عشقه ونشب بداخله اشتياق ضاري 


مرت دقائق من الاشتياق ناعمة رقيقة بينهما كفراشات تتجول فوق الورد الجوري لتستمتع بألوانه ..تراجع يهيم بعيناها عشقًا من ارتجافة جسدها 


جذب كفيها واتجه دون حديث بخطواته الواسعة يفتح باب سيارته قائلاً :

-اركبي ..توقفت تنظر إليه بحزنًا مبتلعة غصتها التي كانت كالعلقم 

-نروح فين يابن عمي، جاسر ابعد عني ليه كل ما احاول اتعالج منك عايز تسحبني تاني 

دفعها بالسيارة دون حديث واغلقها بعدما وجدها تحاول النزول وتهتف به غاضبة، ثم استقلها بجوارها يجذبها بقوة لأحضانه بيد ويقود السيارة بسرعة جنونية، بدأت تدفعه وتصرخ به 

-جنى بطلي جنان، هنتعشى مع بعض بس، عيد ميلادك بكرة جيت احتفل معاكي اول واحد مش حاجة 

أشارت له مهددة إياه

-نزلني مش عايزة احتفل معاك ياجاسر 

دنى منها ورغبة متأججة بداخله يصمتها عن الحديث بطريقته ولكنه سيطر على نفسه قائلاً:

-قولت هنحتفل وهرجعك، من حقي بما اننا هنكون أصدقاء ممكن تسكتي لحد ما نوصل ..قطعت السيارة العديد من المسافات حتى وصلت لذاك المنزل الذي يقع بأرقى المناطق الهادئة على نهر النيل يحاوطه الكثير من الأشجار والورود 

ترجل من السيارة اولا ثم اتجه إليها يبسط كفيه إليها ..نظرت حولها 

-احنا فين وبيت مين دا..شبك أنامله بكفيها الرقيق مستمتعًا بوجودها 

ولج لداخل الحديقة المضاءة بأضاءة خافتة ثم اتجه إلى الباب الداخلي يجذب مفتاحه من فوق صندوق قائلا

-المفتاح دا هيكون هنا دايمًا ، لو حبيتي في يوم تبعدي عن الدوشة وتيجي ترسمي هنا هتلاقي المفتاح دا 

حاوط خصرها وبحر بعيناها هائمًا برماديته :

-لو حبيتي تدوري على قلبك برضو هتلاقيه هنا، ماهو معايا 

تلك النبره الشجية التي أرسلت إليها ذبذبات بطعم الخمر الذي يذهب العقل وسحرت بسحره الخالص، حتى  خدرت اعضائها وخاصة عندما ضمها لأحضانه يثبتها ينعم بقربها المغذي لقلبه 

ولج للداخل ..نظرت حولها مذهولة بإستعداده لحفل خاص بهما ..قام بنزع جاكيت بدلته وقام بتشغيل موسيقى هادئة مع إشعال الشموع ذات الروائح العبقة، روائح العشق الدفين 

بسط كفيه ليذهب بها لتناول الطعام الذي لم تمسه، ظلت تطالعه فقط ترسمه بإشتياق حتى انسابت عبراتها 

-حاولت اهرب منك وسافرت رغم كنت مقررة مرجعش بس مقدرتش، كنت بتراود احلامي، وجعتني قوي يابن عمي 

نهض يسحب كفيها واتجه يتراقص بها على نغمات نبض قلوبهما أولا ثم على نغمات موسيقى العاشقين ..لف ذراعيه حول خصرها الممشوق ووضع كفيها فوق صدره هامسًا لها:

-اسمعي واعرفي انا بتعذب قد ايه 

همسه الضعيف أفقد توازنها حركت كفيها على صدره :

-عايز مني ايه ياجاسر، مش انت اللي بعتني ..جذبها بقوة يضمها وكأنه يريد انصهارها بين أحضانه قائلاً وعيناه تفترس ملامحها:

-أنا اللي موت علشان تعيشي ياجنى، حبيبك كل ليلة بيموت بدل المرة مليون من مجرد يفتكر انك مش جنبه 

-علشان كدا طلقتني، علشان كدا حرقتني ببعدك ورمتني 

انحنى عندما ألمه سؤالها وكأنها احرقته بحمرة لتئن روحه ، ولمس خاصتها واهه طويلة كانت ابلغ عن أي حديث تعبر عن مدى آلامه القابعة داخل صدره :

-جنى إنتِ لسة مراتي، انا رجعتك بعد شهر واحد بس، بعد ماعمي حكم علينا بالموت وطلب مني وعد، وقتها وعدته ماقربش منك وهطلقك دعيتها بنفسي بس شهر ياعمو مش اكتر


نظرت إليه نظرة اذابته رعبا وهي تدفعه بقوة :

-عايزة امشي، مش عايزة اقعد هنا ولا لحظة، ويبقى طلقني وابعت ورقة طلاقي ياحضرة الرائد


اصيب جسده بشلل في خلايا جسده من صدمة حديثها..

بحثت عن اشيائها تذكرت أنه سحبها من المكتب دون أخذ اشيائها ، اتجهت للباب هادرة بغضب:

-مش عايزة اي مكان يجمعنا تاني مفكرني بكدا هترمي في حضنك، تبقى غلطان يابن عمي، دول خمس شهور جحيمية وانا عايشة فيهم وكأني مش عايشة ..ضربت على باب المنزل وصرخت: 

-افتح الباب دا....أشعلت جسده بلهيب مستعر حتى شعر لو طالتها لأحرقتها، اتجه إليها يجذبها بعنف من ذراعيها

-بقولك أنتِ مراتي دلوقتي ، يعني مفيش خروج من البيت دا، هنبعد عن الكل زي زمان

حاولت الانفلات من قبضته إلا أنه كان المتحكم الأقوى يجرها إلى أن  وصل لغرفتهما بالأعلى ودفعها صائحًا بغضب

-عايزاني اعمل ايه والكل بيضغط عليا، عايزة تعرفي عملت كدا ليه ، علشان متهدد بيكي يامدام ، خوفت لاخسرك كان لازم أرتب كل حاجة 

-مش عايزة اسمع حاجة بقولك سمعتني عايزة ارجع بيتي .


أشار إليها مهددا وهدر بغضب:


.هاروح اجيب الاكل والحاجات اللي مجهزها تحت لحد ماتروقي سمعتي 


ضربت قدمها بالأرض وهي تسبه بعدما تركها واغلق الباب خلفه قائلاً:

-مجنونة بس بموت في باب المجانين 

ابتسامة فلتت منها رغمًا عنها، فتحركت لداخل الغرفة تبحث بعينها عن أي شيئا تفتح به الباب

وجدت ملابسها بركنًا من الخزانة، وكل مايخصها، ابتسامة عاشقة بقلبها قبل عينها، لمست ملابسه تستنشقه بعنوان عاشقة متمردة ، ثم تلمست اشيائه بالكامل ورائحة عطرة تقربها إلى أنفها مستمتعة بعبقها 


الصفحة التالية