رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر - الخاتمة - 1 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الخاتمة
1
تم النشر يوم السبت
11/5/2024
علقت الأنوار ، ونصب الصوان الكبير بامتداد يسع الالا ف من البشر، ليدوي صيت الفرح الأسطوري بداخل البلدة وخارجها على مستوى المحافظة، بعدما نسق هو بحرفنة حتى يمنع عن الاخر أي سبيل للتراجع، مع التردد الذي كان يلمسه منه في كل اللحظات التي مرت على مدى الشهر الفائت، وهي مدة علاج غازي الذي له الفضل مع ابن عمه عارف في الضغط على رأس هذا العنيد حتى يقبل.
وقد تولى غازي مهمة اقامة الفرح داخل منزله الكبير، ليزيده تورط.
مع استضافة لعروس الاخر واهلها داخل المنزل ايضا، والتي ساهمت بعض الشيء في التخفيف عنه، وعدد من اهل يوسف المتبقين في الدولة كعمته وابنتها، ف المعظم منهم مهاجرين بدول أخرى.
اقيمت له ثلاث ليالي، الاولى كانت بليلة لتلاوة ايات الذكر الحكيم، مع مائدة كبيرة لأطعام المدعوين من اهل البلدة، والثانية كانت الحناء والتي احياها عدد من اشهر مطربي الجنوب،
لتأتي اليوم الليلة الكبرى، ليلة زفاف الاربعة، يوسف وورد، وبسيوني وعروسه مشمش او مشيرة .
والبيت الكبير مقر الفرح،
كان في هذا الوقت يتم تجهيز العروسين بغرفة خصصت لهم، وقد أتت اليهم المرأة المتخصصة(( ميكب ارتست)) لتزين الاثنتين.
اما الرجال فكانت لهم ايضا غرفتهم.
ليزيد الضغط على بسيوني والذي كان مذبذبًا من الأساس.
دلف عائدًا من الخارج ، ليسقط جسده على التخت بإرهاق، وفتور يمنعه من القيام او فعل أي شي، بفكر شارد،، بعدما مل من التصرف بطبيعية والابتسام مع البشر ليجاري فرحهم له ولشقيقته ، فوصله صوت هذا المشاغب من داخل حمام الغرفة
- ايوة يا قلبي شوفتيني وانا برقص امبارح....... دا انا كنت هموت واسحبك من ايدك وسط الستات وارقصك بالحنا اللي في ايدك وفي رجليكي الحلوة دي، بس اخوكي بقى....... الله يسامحه.......
- رجليكي الحلوة!
غمغم بها بسيوني بعدم تصديق ، لينهض نحو مصدر الصوت ليرهف السمع اكثر، ويعرف باقي المكالمة
- طبعا مش هتأخر عليكي، هخلص لبس بسرعة، وانتي خلي الميكب ارتست تجهزك بدري ، عشان نخلص كله بدري ونلحق ندخل بيتنا بدري، دا انا مجهزلك حاجات تخبل...... تاني يا ورد بتتكسفي، لا اصحى معايا بقولك اهو، دا النهاردة السهرة هتبقى صباحي، و......
قطع بشهقة صارخًا مع اندفاع الباب بقوة مع دخول غاشم من هذا الذي يتحمل الحديث، ليرمقه بغضب هاتفًا:
- انت بتهبب ايه يا زفت؟
فزع في البداية لكن سرعان ما تمالك ليرد بثقة:
- والله كلك نظر، قاعد على قعدة الحمام، هكون بعمل ايه يعني؟
انفعل بسيوني ليلطم بكفه على خشب الباب:
- انا مش جصدي الزفت ده، انا بتكلم ع التليفون والرغي مع البت ، ما تحترم نفسك، البت متفهمش المسخرة دي
رفع له حاجبًا باستهجان يرد:
- وافرض متفهش يا سيدي، امال انا وظيفتي ايه معاها، دا انا جوزها يا عم، نفسي بقى تستوعبها، وياريت تبطل تدخل كدة هجم تاني ف لحظاتي الخاصة، خلي بالك انا ممكن اقطع الخلف منها الخضة دي، ودا مش كويس على مستقبل اختك معايا.
- يوسف.
صدح بالأسم بلطمة أكبر على الباب، ليعقب الاخر :
- يا دي النيلة على يوسف، انت هتفضل واقفلي كدة؟ عيب يا بسيوني، اخرج يا حبيبي خليني اركز في اللي انا فيه، ولا انت شوف حالك وافتكر انك عريس واتصل بعروستك، اخرج بقى واقفل الباب وراك، مش عارف اخد راحتي .
امتقعت ملامحه بشدة، فهذا الولد ببروده الا متناهي، سوف يتسبب له بجلطة، ليضطر اخيرا للخروج مغمغمًا بالكلمات الحانقة:
' انا عارف ايه اللي حدفه علينا ده بس يا ربي؟
اما عن الاخر، فقد مط شفتيه بعدم اكتراث، ليعود الى مهاتهفتها مرة اخرى:
- ايوة يا روح قلبي كما بنقول ايه بقى؟....... بسيوني، لا يا حبيبتي دا كان بيهزر معايا..... قوليلي بقى انتي بتعملي ايه دلوقتي؟
❈-❈-❈
وداخل المنزل
دلف عائدًا من الخارج من أجل تبديل ملابسه العادية لأخرى مخصصة لهذه المناسبات.
- نااادية، يا نااادية
هتف مناديًا بإسمها بطريقته المعروفة بعدما بحث بعيناه عنها ولم يجدها.
جاءه الرد من مخرج حمام الغرفة ، تسحب ابنها بعد ان حممته لتقول ضاحكة:
- يادي المد اللي مش فاهماه، اموت واعرف ليه الاسم مختلف من خشمك .
بادلها ضحكتها يجيب، قبل ان يلتقط الصغير ويقبله:
- بحسه حلو على لساني، امد فيه زي ما انا عايز ، ومحدش له حق يقلدني، ولا ايه يا باشا؟
توجه بالاخيرة للصغير والذي قلده:
- يا باسا.
عبس يشاكسه:
- تاني برضو بتاكل النقط اللي ع الحروف، ياض كدة هيبتك تروح جدام البشر ، هتورثني وتبجى كبير كيف؟
قهقه الصغير مستجيبًا لدعابات الأخير امام اعين والدته العاشقة لهذا الرجل، وامتنان لا يوصف نحوه.
تركتهم في مزاحهم، لتتجه بخطواتها البطيئة نظرا لكبر البطن بحمل التوأم ،ثم لتجلس بصعوبة تمسك بكفها على ظهرها من الخلف، حتى لفتت ابصاره ، ليصرف الطفل بلطافة:
- روح انت يا بطل عند جددتك فاطنة، لما خواتك حواليها وبتحكيلهم حكايات.
سمع منها ليركض سريعًا بفرحة، واشتياق لحكايا الجدة العجوز، واتجه هو إليها، ليعدل الوسادة قبل ان يتخذ وضعه خلفها، ثم يسحبها برقة:
- ارجعي وريحي ضهرك زبن، دا اكيد من الشجا في الفرح، انا جولت من الاول تخفي على نفسك، البيت مليان.
تبسمت مستسلمة ببطء لسحبه لها ، حتى تفاجأت بصلابة ما استندت عليه، لتنتبه ان ظهره هو المسند وليس الوسادة، استدركت لتشهق بجزع:
- يا مري يا غازي، بعد من ورايا لاصطك في الجرح ب
يفتح عليك واحنا ما صدجنا،
شدد عليها بذراعيه:
- بعيدة عن الجرح اطمني، لكن فلفصتك دي هي اللي ممكن تأذيه صح.
توقفت على اثر تعقيبه الاخير، لتخاطبه برجاء:
- يا حبيبي طب لزومه ايه نجيب الأذية لنفسينا، حتى المخدة اطرا واريح.
قالتها بمزحة قابلها بتصنع العتاب:
- يعني المخدة احن مني يا نادية؟
تطلعت اليه مضيقة عينيها وكأنها تكشفه، ولكنها كالعادة ترضي هذا الجزء لديه:
- انا جولت أطرى واريح يا غازي، مجيبتش سيرة الحنية، انت مش بس حنين يا جلبي، دا انت السند والضهر الحجيجي.
تبسم بوسع فمه، وقد اسعده مكرها في الرد ليزيد من النشديد عليها بضمته، مراعيًا جرح صدره:
- بجيتي عفريته وبتغلبيني في الكلام يا بت هريدي، انا عارف كنتي مخبية الشجاوة والعفرتة دي فين؟
ردت ضاحكة:
- اتعلمته على يدك يا حبيبي .
- وه .
غمغم بها، قبل ان تتخذ شفتيه طريقها يلثم على ورد الوجنتين والجهة بأكملها، ثم يدفن برأسه في تجويف عنقها مرددًا:
- وهو حبيبك عاد له هيبة خلاص، ما راحت على يدك وفي الجري وراكي، يا بووووي كرريها تاني.
قهمت مقصده، لتجاريه ككل مرة يطلبها منها:
- حبيبي، حبيبي، هفضل أكررها في اليوم مية مرة يا ناس؟
- وباللأف كمان، انا عمري ما اشبع منها.
❈-❈-❈
وعند سليمة التي اصبح منزلها الاَن، يعج بعدد الأفراد التي تدخل وتخرج داخله، بعدما حولت معظم الطابق الأرضي لجمعية خيرية شاملة، من رعاية النساء الأرامل والمطلقات، وفصول تقوية لطلاب المدارس، بدعم حكومي وفره لها غازي بعلاقاته، وتبرعات اهلية ان كان مال او تطوع .
وقد نقلت سكينة معها في الطابق الثاني، برضاء تام من المرأة ، وقد تحول الميراث الملعون، لشيء جديد ينفع البشرية ويدخل في قلب الحزين الفرح بما تم
تبسمت باتساع فمها حينما طلت عليها هذه الفتاة الصغيرة صاحبة الفكرة من بدايتها، تدخل المنزل بصحبة اباها والذي اشرق وجهه وتحول لانسان اخر بعدما ذاق حب البشر الحقيقي له، بعد تغير شخصيته
ولذة النجاح بتفوق ابنته الذي اصبح يشهد عليه الجميع.
- صباح الخير يا خالة سليمة.
القت اليها بالتحية لتتلقفها الأخيرة، تضمها وتقبلها من وجنتها:
- صباح الفل يا حلوة، شكلك جاية من الدرس .
تكفل فايز بالرد:
- جابلتني وهي جاية من درس العلوم، شبطت فيا ناجي ونطل عليكم ، عاملين ايه بجى؟
تبسمت له بود، وقد وأدت بداخلها جميع الاحقاد بعد تغيره:
- احنا زين والحمد لله، يديم نعمه علينا
- اللهم امبن يارب
غمغم بها قبل ان يأمر ابنته:
- اسراء، اطلعي فوق عند ستك وانا جاي وراكي
سمعت م