رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 24 - 1 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
11/5/2024
«سكون الليل»
زجرها بنظرة رعب متوعدًا بالشرر، من ثم قهقه بضحكته الغليظة والمُخيفة، هلع قلبها وهي تسمع حديثه الشامت بنبرة جافه:
فكرتي إنك هربتي مني لما رجعتي من الموت أنا جاثم إهنه على جلبك وساكن عقلك أنا بينك وبين روحك هتفضل متعذبه لحد ما نتلاجي تاني...والوجت مش بعيد يا ثريا.
إهتز جسدها وهي تشعر بيده فوق موضع قلبها لكن
لأول مره تمتلك الشجاعة رغم رجفة قلبها تحدته بشرر وإستبياع:
أنا مش خايفه منك يا غيث مش هتقدر تأذيني تاني، ثريا الضعيفه إنت جتلتها جوايا.
ضحكات شريرة وغليظه يطلقها وهو يقترب منها عيناه تخترق جلد جسدها تلمع عيناه مثل الثعلب المُتربص بدجاجة، فجأة قبض بيديه حول عُنقها يضغط بقوة، تشعر بإختناق من قبضة يده حول عُنقها،ويديه تشتد قبضتها تشعر بإنسحاب الهواء من صدرها تكاد تلفظ أنفاسها وهي تنظر الى عيناه لا تطلب إستغاثه
كذالك يديها كآنهن تصنمن ولم تستطيع رفعهن قد تستطيع إزاحة يديه عن عُنقها،لكن هو يستلذ وهو يراها هكذا تلفظ أنفاسها بإنقطاع،لكن فجأة صدح صوت آمر يقترب بهروله حتى وقف أمام غيث وبقبضة يديه وضع يديه حول عُنق غيث يقبض عليها بقوة أكبر من قوته يقول بغضب عارم:.
قبل روح ثريا ما تفارق جسمها هتكون سابقها لجهنم يا غيث.
بنظرة غلول وبسمة إستهزاء تهكم بإستفزاز:
سراج واد عمي.
لم يهتم سراج بلهجته الساخره المُستفزه وهو يشعر بإنقطاع أنفاسه، كذالك ضعفت يديه حول عُنق ثريا، حتى أنها تخلصت من يديه وعادت للخلف تسعُل بشدة... بينما غيث وضع يديه على يدي سراج يحاول تخليص نفسه، كادت يدي سراج تزهق روحه ويلفظ النفس الأخير ... لم يستطع إزاحة قبضة سراج، لكن سراج نظر نحو ثريا التى تشهق، فك قبضة يديه من حول عُنق غيث ودفعه بقوة بعيدًا، وتوجه ناحية ثريا بلهفه،نظرت له لوهله كآنها تستغيث به وهي تنظر الى غيث الذي كاد يسقُط أرضًا من قوة دفع سراج له،لكن فجأة إختفي وظل مكانه ضباب كثيف يُشبه هالة الدخان... ذُهل عقل ثريا وهي تنظر نحو سراج الذي يقترب منه ذاك الضباب الذي فجأة خرج منه عينين غيث الدُخانيه ويدين تكاد تقترب تقبض على عُنقه وهي تحاول تحذيره لكن صوتها يخرج بلا صدى... لكن تلك العينان تحدجان بها وتقتربان منها، عينين مُخيفه تُشعان دخانًا وبداخلهما ينصهر فيضان هادر بل غادر..
فتحت عينيها فجأة حين وصل الى أذنيها رنين هاتفها هلعت وإعتدلت جالسه لحظات غائبة عن الوجود تنظر حولها كآن عقلها يستكشف المكان
حولها، لم يُفسر عقلها المكان للحظات شعرت كآنها بالشقة التى تزوجت غيث بها رائحة عِطره تُسيطر على حاسة الشم لديها،تشعر بغثيان منها جسدها كآنه إلتصق فى الآريكه التى تجلس عليها...
لحظات طويله تسحب من داخلها الدماء تجف أوردتها وحلقها مثل الأرض التي جفت وأصبحت قاحله،لحظات كفيله بنزع روحها بقسوة...فاقت من ذاك التوهان العقلي على عودة رنين الهاتف...إنفزعت مره أخري وعادت تستوعب بعض أن نفضت بصعوبه ذاك الشعور إزدردت ريقها الجاف،جذبت الهاتف من فوق تلك المنضدة،نهضت تشعر بإنسحاب خلايا جسدها كآنها هُلام لا تعلم كيف تسير الى أن وصلت الى المطبخ قامت بملأ كوب مياة وتجرعت منه كميه كبيرة حتى شعرت ببعض الإرتواء، جلست على أحد المقاعد بالمطبخ تلتقط أنفاسها بهدوء رويدًا رويدًا... إنتبهت على رنين الهاتف، حاولت بث الشجاعة بنفسها وقامت بالرد لتسمع حديث سعديه بإستهجان:
إيه كل الرن ده ومش سامعه صوت الموبايل...
توقفت للحظه ثم عاودت الحديث بخباثه وإيحاء مرحه:
هو سراج رچع يتغدا فى الدار وقال يتغدا فى الشجه، ولا لاه إنتِ لساكِ فى فترة نقاهه.
فهمت ثريا حديث سعديه وتفوهت بحُنق:
لاه سراج مش إهنه فى قنا كلياتها، سمعت انه راح مع خطيبته السابقه الأقصر، أكيد عشان يفسحها.
زفرت سعديه نفسها بلوم قائله:
ما عشان إنتِ خايبه يا بنت أختى الهبله، مش عارفه تحوطي على جوزك، وعاوزه بس تبهدلي نفسك في الغيط والمحكمه... أنا لو مكانك كنت إستغليت إنى عيانه وإتسهوكت على الراجل قعدته جنبي، مش أضربها طناش.
تهكمت ثريا بنزق:
إتسهوك عليه، ضحكتيني يا خالتي، سيبك من سراج قوليلى متصله عليا دلوك ليه.
زفرت سعديه بإستهزاء:
خليكِ خايبه زي أمك، كنت متصله أقولك فى ست جارتي بنتها أهل چوزها طردوها هى وچوزها من الدار، ومش عارفه تعمل إيه مش هيقدر يأجر لها شقه، يادوب رزقه مكفيه معيشه هو وهى وولادهم،جوزها سأل إن ممكن لو إشتكي فى المحكمه ياخد منيهم الشقه تاني، بس مش حِمل مصاريف محكمة.
فكرت ثريا قائله:
وموسطش ناس يحاولوا مع أبوه ليه يمكن يرضي يرجعه بالتراضي.
تهكمت سعديه قائله:
تراضي إيه، ده هيجوزوا أخوه فى الشقه.
تهكمت ثريا:
عشان يجوزوا واحد يطرودوا التاني بمراته وعياله،عالعموم الشقه من حق الزوجة الحاضنه هي وأولادها وسهل تاخد من حماها الشقه لو إشتكت بمسكن حضانه لولادها،بس للآسف فى ثغرة فى القانون ده،وهي إن ممكن والد جوزها يقدم انه كان ساكن معاهم فى الشقه،القانون هيحكم له بأوضة،بس عالاقل هتلاقى مسكن لها ولولادها وجوزها اللى واضح مغلوب على أمره من الناحيتين،ناحية مراته وأبوه اللى معندوش مروه،خليها تفوت عليا بعد المغرب فى المكتب.
تنهدت سعديه قائله:
بلاش تاخدي منها أتعاب يا ثريا جوزها على قد حاله كفايه مصاريف القضيه اللى هيرفعها على أبوه الجاحد.
إبتسمت ثريا قائله:
هو أنا فاتحه المكتب ده سبيل لجيرانك وأصحابك،مفيش مره يجيلي من وراكِ قضيه كده متريشه.
ضحكت سعديه قائله:
الحق عليا بشغلك.
تبسمت ثريا قائله:
صح كتر خيرك...بس خفي عليا شويه نفسي فى زبون ولا إتنين يدفعوا فلوس مش كله لاقف كده،سيبك من جيرانك وأصحابك الفقرا دول،صاحبي ناس غنيه زي خالى ومراته كده.
تنهدت سعديه بآسف:
خالك ده مش هيدخل الجنه بسبب إنه واكل حق الولايا،بس ربك يمهل ولا يهمل،عرفت إن الموكوس إبنه دخل فى مشروع تربية فراخ والفِره صابته كم مره ورا بعض كسرته فى مبلغ محترم وماضي على نفسه شيكات وهيبيع من الأرض عشان يسد له ديونه،يلا يا بتِ ربنا يغنينا بالحلال ويعفنا عن الحرام.
أغلقت الهاتف مع سعديه وضعته على طاولة المطبخ أمامها وجلست ترتشف بعض قطرات المياه،عاد لها جزء من ذاك الحلم،وتمركز عقلها على نظرة عين غيث لها،تلك العينان الثعلبية
فجأة تذكرت شئ قد تنساه عقلها،يوم أن أُصيبت بالرصاص بذاك العُرس،رأت تلك العينان تُحدق من ثم شعرت بإختراق الرصاص لجسدها...في لحظة وصول سراج لمكانها، تلاقت عينيها مع عينيه، مهما غابت ملامحه عن عقلها لكن عيناه مخفوره بعقلها، أكثر عينان كرهت نظاراتهم لها،
هلع قلبها لوهله إنكمش جسدها وشعرت ببروده بتلقائيه ربعت يديها حول صدرها تستمد دفئ ،لكن فاقت على صوت تكسير،إنتبهت له كان كوب المياة الذي سقط بعد أن إصتطدم بيدها ووقع من فوق الطاوله،نفضت ذاك الإحساس بالضعف ونهرت عقلها:
واضح إن المُسكنات اللى كنتِ بتاخديها يا ثريا أثرت على عقلك هو فى ميت بيصحي تاني.
❈-❈-❈
على الطريق
نظر سراج نحو تالين التى أخفض جسدها بأسفل السيارة وهي تئن بسبب إختراق بعض الرصاص لجسدها، قائلًا بعصبيه:
قولتلك ممنوع تطلعي من الدواسه،إمتثلت تالين تئن بآلم بينما فكر سراج
سريعًا لابد من اللجوء اللى خِطة بديله،
بالفعل سريعًا أوقف تشغيل السيارة للتوقف فجأة تنتفض للحظات، يتلاعب بالوقت، لابد أن وقوف سيارته بهذا الوقت سيربك السيارة الأخري بسبب سرعة سيرها ،إكتسب دقائق من برجلة هؤلاء المجرمون بسبب توقف سير سيارة سراج فإبتعد عن مرمي رصاصهم بمسافه إضطروا لوقف الإطلاق للحظات وهم يعودن بالسيارة للخلف للإقتراب من سيارة سراج مره أخري، كان سراج فى تلك اللحظات ترجل من السيارة وإتخذ من باب السيارة درعًا له، ولحظة وأخري كان قبل أن تقترب السيارة منه مره أخري، قام بالتصويب على أضعف شئ بالسيارة والوحيد القادر على ردع تقدُم السيارة
ركز بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه وأطلق عليه الرصاص حتى سمع دوي صوت إنفجار الإطارات، توقف عن الإطلاق وهو يرا تلك السيارة وهي تتأرجح على الطريق،بعد أن فقد السائق السيطرة عليها وهي تسير بتموجات غير محسوبه ، مما سبب للمجرمين بلحظات إرتباك وهم يتأرجحون ويتخبطون
توقف إطلاق الرصاص، مع وصول فرقة دعم من الشرطة تقترب من سيارة المجرمين اللذين بدأوا يقفزون من السيارة فى محاولة هرب من الشرطه،كآنهم لا يدركون انهم على طريق سريع وبوقت إنشغال الطريق منهم من إندهس تحت أطارات سيارات أخري ومنهم من إستطاع تفادي الدهس لكن لسرعة السيارة وتآرجحها كانت إصاباته بالغة،كذالك سائق السيارة الذي كان أول من قفز ليصتطدم جسده بدوشمة حجريه على جانب الطريق...
لتنتهي محاولة إغتيال فاشلة.