رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 25 - 2 - الأربعاء 15/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر يوم الأربعاء
15/5/2024
ليلًا
فى الليل تتجمع الهموم كذالك الذكريات
بغرفة إيمان
أغلقت ذاك الكتاب التى كانت تدرُس به وشعرت ببعض التشنُج بعُنقها،تمطئت ببعض الحركات الرياضيه شعرت براحه قائله:
بسبب إني بقالى مام يوم موقفه تمارين الكارتيه جسمي إتشنج،لازم أركز الفترة دي شويه فى الدراسه خلاص هلاقي نفسي فجأة داخله الامتحانات...لازم ألم المنهج عشان أتخرج بتقدير محترم يليق بيا زي السنين اللى فاتت.
فجأة جاء الى رأسها ما رأته ظهرًا بمحطة القطار
[بالعودة الى ظهيرة اليوم]
تحدثت إيمان مع إحد زميلاتها بالجامعه وأخبرتها:
هو الدكتور بتاع المادة قال إن الكتاب اللى نقدر ناخد منه معلومات للبحث اللى طلبه موجود فين؟.
أخبرتها زميلتها:
المكتبه اللى قال عليها تقريبًا مكانه قريب من محطة القطر.
أومأت إيمان قائله:
تمام خلينا نروح المكتبه بسرعه قبل ما تتزحم من زمايلنا.
أومأت زميلتها ببسمه
بعد وقت قليل
كُن تقفان أمام تلك المكتبه القريبه من محطة القطار،كما توقعت آيمان لقد شبه إزدحمت المكتبة ببعض زملائهم،لكن إستطاعن العثور على نُسخ من ذاك الكتاب وإشتريهن...تنهدت إيمان بصبر قائله:
الحمد لله لحقنا لنا نسخ من الكتاب،تعالى أعزمك على قهوه فى الكافيه اللى هناك ده.
رفضت زميلتها قائله:
لاء الوقت قربنا عالعصر وأنا مقولتش فى البيت إنى هتأخر،خليها لوقت تاني،يادوب أشوف تاكسي عشان أرجع للبيت،وإنتِ كمان إتصلي عالسواق بتاعكم يجي ياخدك.
تبسمت لها بموافقة
غادرت صديقتها وظلت هى مُنتظره السائق بعد أن أخبرته بمكانها القريب من محطة القطار...لكن لفت نظرها أثناء إنتظارها للسائق ذاك المشهد...
حين رأت جسار يسير وهو يسحب خلفه حقيبة ملابس كبيره، لكن ليس هذا ما لفت نظره، لفت نظره تلك الأخري التى كانت تسير جواره، شابه رائعة الجمال ومحجبة، تمسك بيدها طفلًا يتعدي الخمس سنوات تقريبًا،نظرت نحوهم حتى إقتربوا منها لم يراها جسار بسبب إنشغاله بذاك الصغير الذي ترك يد السيدة وتوجه نحوه يقول"بابا"...
لا تعلم لما خفق قلبها قويًا بتلك اللحظه،شعرت برودة تجتاح جسدها... بنفس الوقت آتى السائق لم تنتبه له وهي تنظر نحو جسار وتلك التى معه وذاك الطفل الذي يمرح حول جسار وهو يبتسم له، من الجيد أنه لم يُلاحظ وجودها بالمكان... فاقت من شرودها على صوت زامور السيارة، ذهبت نحوها، وعقلها مشغول دون عِلم السبب.
[عوده]
على صوت تنبيه هاتفها إنتبهت رغم مازال عقله لديه فضول معرفة المزيد عن جسار، هل تلك هي زوجته
خفق قلبها بشعور غريب لما تشعر بإنقباضه فى قلبها، لماذا هذا الشعور...
الفضول... لمجرد المعرفه
لا تأثير الفضول يكون بلا تلك الإنقباصة حتى لو كانت طفيفه
صراع حميد لا تدري سببه
جسار ليس أكثر من مجرد مدرب بالمركز الرياضي فقط...زميل لا أكثر
لا تشغلي عقلك بشئ أكثر من ذلك
لكن الفضول
لا داعي منه
لكن الرغبه لمجرد المعرفة فقط
هكذا أقنعت نفسها أن ذاك الشعور ليس سوا فضول،رغم خفقات قلبها التى تتمرد وهي تعتقد أنها تتحكم بها ولكن التفكير الذي شغل عقلها وصراع محموم بين قلبها الشارد وعقلها البارد لا يهدأ...بل إبتدى الصراع نحو مسار غير متحكم.
❈-❈-❈
ليل الهموم لقلب بدأ يستسلم لأضغاث قلبه
بشقة إيناس
نظرت جوارها للفراش كان خاويًا، قابيل رغم ان الليل إنتصف منذ وقت لكنه لم يعود كعادته ليس ذلك بالجديد
تذكرت قبل ساعات حين كانت تقف بالشُرفة
كان آدم يدلف ومعه تلك المعتوه زوجته كان يُمسك بيدها ينظر لها وهو يبتسم،ربما كان ذلك صدفة أثناء دخلوهم حين تعرقلت حنان تلهف عليها، وأمسك يدها وهما يسيران بإنسجام، عكسها مع قابيل الذي تركها بالمشفى مجرد زيارة او إثتين وتحجج بكثرة العمل وإنشغاله، كذالك منذ أن أجهضت رغم مرور وقت لم يقترب منها قابيل حتى ويُقبل إحد وجنتيها كنوع من الدعم، لكن هو يتجاهلها، أصبحت تكره كل شئ حولها وتحقد بقلبها، سابقًا من كانت هي من تُحسد الآن أصبحت ناقصه، يدخل الى عقلها هوس أن هنالك أخري تغزو عقل وقلب زوجها، بالتأكيد ربما يبحث عن من تعوض النقص الذي أصبح لديها، بنفس الوقت نفضت ذلك بعقل موهوم:
لاء قابيل مستحيل يفكر فى غيري قبل إكده قالي مش عاوز عيال، وبعدين ما عندنا بنت.
-قد يرغب بولد يحمل إسمه ويرثه فيما بعد.
عقلها يقول ذلك وينفي بنفس الوقت:
لاه مستحيل هو بيحبني من صغرنا ومش هيفكر فى إكده، هو بس زعلان وعشان كده بيحاول يبعد عني عشان محسش بكده.
بين تعقُل وهوس تهزي من حجود وحقد نفسها.
❈-❈-❈
لمعت عين ثريا ببسمه وهي ترا سراج يقترب منها هو الآخر تلمع عيناه بوميض خاص وشغف... ضمها بين يديه وطبع قُبله على إحد وجنتيها من ثم نثر قُبلات على وجهها بالكامل يديه عملت على إزالة ذاك المئزر من فوق جسدها أصبحت بين يديه شبه عاريه وهو كذالك، تستمتع بقُبلاته تشاركه نفس الشغف بل تتلهف معه تحثه على التوغل بلمساته الجريئه وهي تئن بلذه من لمساته وهو يتوغل شغفً بها يهمس ببعض الهمسات الناعمه وهو يستلذ من تجاوبها معه، يزداد الشغف بينهم يشتعلان بالغرام
فتح عينيه برفض سريعًا ينظر حوله هو بغرفة شبه مُظلمه، يتنفس بلهاث جسده يتصبب عرقًا
يشعر بحقد وعيون تقدح غِلًا تتجمر وذاك العرق يسيل من فوق أهدابه،أغمض عينيه لوهله يعتصرهما لكن عاود طيف من ذاك الحلم
ثريا مُستمتعة بين يدي سراج
ما كانت ترفضه معه تفعله مع سراج وهي راغبة...
فتح عينيه سريعًا يرفُض ذلك بالتأكيد،نظر نحو شُرفة الغرفة كان هنالك ضوء من خلف زجاجها الذى إنزاحت عنه الستائر بسبب بعض الهواء المُتسرب من ناحية باب الغرفه، نهض يسير برويه كالطفل الذي يسير لأول مره... يشعر بآلم حاد بأحد ساقيه، توجه نحو باب الغرفه وخرج إكتشف تركه لإحد الشُرفات مفتوحه هى السبب بذاك الهواء الخريفي بالشقة، ذهب نحو تلك الشُرفه قام بغلقها ووقف خلف زجاجها يشاهد تلك السُحب المُعتمه التى تقترب من القمر الشبه مُكتمل بلحظه قد تطمسه،لكن القمر كآنه يتناور مع السُحب يبتعد عن ظُلمتها،جذب الستائر عتم المكان الذي يحفظ اركانه هو يعيش بهذه الشقه منذ أكثر من سنه ونصف هنا كان المخبأ او الملجأ الذي ينزوي فيها مثل الممسوس بعدوي خطيرة...
هو فعلًا كذالك كان لكن منذ أن علم بزواج ثريا وسراج إنهار ذاتيًا، وأقسم سيعود لهدف واحد هو التدمير...
وأولهم ثريا الذي يُراقبها عن كثب ويتتبع خطواتها، رأي ذاك الآخر الذي يفعل مثله، بالتأكيد هذا الشخص تابع لـ سراج... ضحك بإستهزاء يتشاور عقله بين خيارين لسبب وضع سراج لشخص يُتابع خطواتها،
هل السبب قلق وخوف عليها
أم
السبب أنه مازال مهنته كضابط بالجيش تؤثر عليه وعليه فرض الحرص على من حوله،
زفر نفسه وهو يمدد ساقيه أمامه يشعر ببوادر آلم،سحب ذاك الدورق وجذب علبة البرشام وضع برشامه بفمه ثم خلفها إرتشف بعض قطرات المياه،وإضجع بظهره على المقعد يرفع رأسه يُزفر نفسه،عتمه حوله وهو يتذكر يوم أصابته
[بالعوده الى ليلة إطلاق الرصاص عليه]
أثناء عودته من إحد سهراته الماجنة كان يسير بالسيارة على الطريق رغم أنه شبه سكران لكن كان يستطيع التركيز بالقيادة لكن فجأة من العدم ولان الطريق قريب من الجبل سمع صوت إطلاق رصاص على سيارته لم يتوقف لكن أرغمت السيارة على التوقف غصبًا بعدما إنزلقت نحو إحد الدوشم الخرسانيه على الطريق وإصتطدمت بها، بسبب قوة الصدمه أثرت على رأسه الذي إنخبط قويًا ونزف شعر ببوادر غياب عن الوعي،بالفعل شبه يغيب عن الوعي فقط يسمع بعض الأصوات كآنها بعيدة رغم أنها قريبه... وهو يهزي بخفوت أن يساعدوه، سمع همسات أحدهم..
-ده لسه فيه الروح بيتحرك، سمعت همسه
والآخر يقول بغضب
إنت بتفكر تنقذه ولا إيه إحنا فى مهمه ولازمن نخلص منيها ونخلص عليه، إنجز قبل ما عربية نقل كبير تمُر عالطريق، هات السلاح.
بالفعل شعر كآن سيخ ناري يخترق ظهره بسبب إحد الرصاصات، ربما القدر، رأي الإثنين ضوء عالي لسيارة نقل كبيره فهرعا بعد أن شبه تأكدا ان الرصاصه حقًا أصابت ظهره لكن بمكان قاتل... لن يتحمل لوقت طويل قبل أن يُفارق الحياه، وهذا جيدًا، يتعذب قبل أن تفيض روحه من جسده، ربما هذا شافيًا لغليل القاتل، تركوه وتوجهوا الى سيارتهم غادروا، تروكوه ينزف ويشعر بآلم خروج الروح، لكن الشيطان مازال له بقيه... صدفه أو حظ شياطين كان هنالك دورية شُرطة على الطريق ورأت السيارة وذهبوا نحوها كان مازال ببوادر نهاية خروج الروح نقلوه الى المشفى
لكن صدفه أخرى كانت من حظ الشيطان وهو يهزي سمع قول الطبيب لمن معه بغرفة الطوارئ ده مُصاب برصاصه فى ضهره غير الخبطه اللى فى راسه تقريبًا ده فى سكرة الموت ، خرجت الممرضه لدقائق،كان غيث يهزي سمع الطبيب هزيانه إقترب من رأسه يضع أذنه يسمع ماذا يقول...همس له غيث بترغيب:
أنا عندي فلوس كتير لو عشت هتكون من نصيبك،ومش عاوز حد يعرف إنى عايش.
ظن الطبيب أنه يهزي لكن طمع النفوس تمكن منه وأخذ يُجادله،كان غيث يرد بهمس خافت...
بنفس اللحظه دخل مُصاب آخر الى غرفة الطوارئ،كان متوفي فعلًا بسبب شِجار شوارع كان مطعون ومضروب بالرصاص كذلك وجهه كان مشوهًا بطعنات بارزه تُخفي وجهه،كذالك مجهول الهويه لا شئ معه يُثبت هويته،فكر الطبيب،وملأ الطمع قلبه بنفس اللحظه بدل الإثتين وضع متعلقات غيث بتلك الجثه،بينما أمر أحد المُسعفين بأخذ غيث الى غرفة العمليات هو مازال به الروح،بالفعل قام الطبيب بإخراج الرصاصه من ظهره،كذالك ضمد جرح رأسه...ظل غيث لأيام غائب عن الوعي كذالك أصيب بفقدان ذاكرة مؤقت حين إستفاق مما جعل الطبيب يشعر بالندم لكن خاف أن يفتضح أمره فالجثه الأخري قد سُلمت لأهل غيث ودُفن بالتأكيد...لكن إطمئن حين تذكر غيث لشئ واحد
إسم إمرأة وحين سأله الطبيب أجابه
"ثريا تبقى مراتي".