رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 25 - 1 - الأربعاء 15/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
15/5/2024
« تائه وسط غيوم سابحه»
بعد مرور عِدة أيام
أنه الظلام الذي يكسره ضوء القمر الشبه بدر مُكتمل وسكون الليل الذي قطعه قوة
صفعه قويه وخلفها إستهجان وتعنيف بقسوة:
سبق وجولتلك إن ممنوع تنفذ إغتيال سراج دلوق ليه خالفت أوامري،أوعاك تفكر إنك صاحب كلمة إهنه،إهنه أنا اللى أقول إيه اللى يحصل وميتي.
تفاجئ قابيل من تلك الصفعة وزاد الغضب بقلبه لوهله فكر أن يُخرج سلاحة ويقتُل الذي قام بصفعه لكن فكر هو مازال لا يعلم بقية الأوغاد الذي يتعامل معهم... وضع يده مكان الصفعه وتفوه بتبرير:
أنا عملت إكده لما إتوكدت إن سراج لساه بيخدم فى الجيش، كمان انا كان هدفي نشغل الشرطة و...
قاطعه الآخر بإستهجان أقوي:
وده غباء منك، وفى الآخر خسرنا رجاله وكويس إن اللى إتقبض عليه ولساه عايش مقرش على اللى عطاه الآمر، ودلوك تطلع الجبل للراجل اللى كنت أمرته ينفذ وتسأله إذا كان حد من اللى نفذوا العمليه له معاه تعامل مباشر يفضل متخفي وياريت يختفي عن الدنيا نهائيًا، وده آخر إنذار لك مره تانيه هتتصرف من دماغي مالكش عندي غير رصاصة واحده زي اللى أنت ضربتها فى غيث...
وبعدين أنا متوكد إن فى سبب تاني فى دماغك من قتل سراج ، مش حكاية إنه لساه بيخدم فى الجيش...
إرتبك قابيل وبرر بتعلثم:
هيكون إيه السبب، أنا كل اللى يهمني المصلحه، وجود سراج إهنه خطر كبير.
زفر الآخر نفسه بنفاذ صبر قائلًا بأمر:
جولت شيل سراج من دماغك عمايلك ده هتخلي البوليس يفتح عينه أكتر، وإن كانت البضاعة وصلت المره دي بسلام للمخزن الحديد لسه لما هنرجع نبعتها للمُشتري، مش عاوزين أي شبطه مع الشرطه ولا الجيش دلوك، ولآخر بحذرك قتل سراج مش فى مصلحتنا ولا يضرنا حتى وجوده فى الخِدمة هو ميعرفش إحنا مين، لكن إنت بغبائك مفكرتش إن كان واحد من اللى نفذوا العمليه كان ممكن يقر عالراجل بتاعك وعلى مكانه وجتها كان ممكن يقر عليك. .. كمان هو بجي مكشوف ومش هنستني لحد ما يتقبض عليه ويقر.
فهم قابيل التلميح بضرورة التخلُص من ذاك المجرم، وبالفعل بعقله قرر ذلك، ليس فقط خوفًا أن يقع بيد الشرطه ويوشي به، كذالك لفشله فى قتل سراج، لو كان سراج قُتل ما كان شعر بالغضب من التوبيخ.
بعد وقت قليل
بـ سفح الجبل بذاك الكهف
دخل قابيل،لكن كان الكهف مُظلمًا الا من سرسوب ضوء القمر رغم ذلك مُظلم مجرد خط أبيض بالكهف،إستغرب ذلك،هو منذ أيام لم يتقابل مع ذاك المجرم كذالك لم يُهاتفه فقط كي لا يلفت الإنتباة...لكن سُرعان ما شعر بالغثيان حين إخترق أنفه رائحة كريهة للغاية،أخرج محرمه ورقيه وضعها على أنفه وهو يقول سب نابي بتوبيخ،ثم أشعل ضوء هاتفه،أضاء الكهف سُرعان ما وقف مذهولًا حين رأي تلك الجُثه التي بدأت تتحلل، رغم شعوره بالغثيان إقترب من وجه ذاك المجرم الذي بدأ يتحلل، رأي أثار الدم الجاف تحت رأسه كذالك علامه بوسط رأسه دليل على وجود رصاصه، شعر بالهلع وهو يخرج من الكهف يشعر أيضًا بإختناق بسبب تلك الرائحه... وقف بمكان مفتوح يسعُل وهو يستنشق الهواء كي يطرد تلك الرائحه عن أنفه، ظل لوقت حتى شعر بهدوء تنفسه، سمع صوت الذئاب تعوي، لم يكُن سابقًا صوت الذئاب يُخيفه لكن الليله سبب له هلعًا فى قلبه وعقله بدأ فى السؤال من الذي علم مكان ذاك المجرم وقتله، والجواب كان واضحًا.... لابد أنه الكبير
والسؤال ينفي ذاك الجواب...
إن كان الكبير هو الذى قتله لما لمح له قبل قليل بقتله... والجواب معدوم، وهنالك إحتمالات آخري ربما أحد رجال الجبل الفارين قتله، هذا الأرجح، لكن من ذاك المجرم الذي قتله...ربما ذهب معه الجواب الى القبر،ولا يهم التفكير كثيرًا يكفي أنه قُتل... وعليه الآن الحذر، لكن فكرة قتل سراج لم تختفي من رأسه ولن يهنئ قبل أن يقتله.
❈-❈-❈
صباحًا بـ دار عمران العوامري
بالمندره
وقفت ولاء بغضب بعدما سمعت إخبار إسماعيل لـ عُمران، أنه ينوي الزواج بل وتقريبًا إتفق على كل شئ وتبقي فقط إتمام عقد القران بعد يومين...
تحدثت بإستفسار متهكم:
ومين بجي العروسه اللى أختارتها إياك تكون أختارت نسب يشرف مش زي خواتك التنين.
شعر بالضيق والغضب منها قائلًا:
إختارت اللى تناسبني يا عمتي، وأعتقد كل واحد حر فى إختياره شريكة حياته.
شعرت بالغيظ وسألت بضجر:
مين بقي العروسه ومين يا ترى اللى راح طلبها لك.
أجابها:
اللى طلبها لى خالتي رحيمه والعروسه زميلتي بتشتغل صيدلانيه فى المشتشفى اللى بشتغل فيها.
إزداد شعور الغضب وقالت بضيق:
رحيمه... طبعًا واكله دماغكم ومسيطره عليكم كآنها ساحره لكم... والعروسه موظفه يعني وأهلها بجي...
قاطعها إسماعيل:
أهلها ناس طيبين، والدها كان مُدرس وطلع عالمعاش كمان والدتها إدارية فى مدرسة، وبعدين أنا مش بفكر فى الحسب والنسب أنا أختارت البنت اللى قلبي دق لها ومتأكد إن سعادتي معاها ومش هيفرق هي بتشتغل أو لاء ولا بنت مين،يهمني هي شخصيتها متوافقه معايا...
أفحمها إسماعيل مما جعلها تكبت غيظها،ثم نظر لـ عُمران قائلًا:
كتب الكتاب بعد يومين يا أبوي وهيكون عالضيق فى شقة والد قسمت"عروستي"يعني هيبقى مختصر علينا مش لازم يبقى فيه زحمه وهيصه الزفاف والفرح هيبقى قريب للهيصه.
أومأ له عُمران ببسمه وافقًا يقول له بأبوه:
ألف مبروك يا ولدي
كذالك فهيمه تبسمت بموده قائله:
ألف مبروك وربنا يتمم بخير.
نظرت لها ولاء نظرة تحذيريه لكن تغاضت عن تلك النظره ولم تهتم بها... مما سبب إنزعاج لـ ولاء بعد أن غادر إسماعيل نظرت الى عُمران بتجهم قائله:
إزاي توافج على حديت إسماعيل... ده كانه بيدعينا ولا كآننا أهله وكان لازمن يخبرنا من الاول، وإحنا اللى كنا نروح نطلبها له ونشوف الناس اللى هيناسبهم دول شكلهم إيه، إنت عارف رحيمه طول عمرها بتفكر نفسها لها كيان وسط ولاد أختها، وهي بتضحك عليهم أنها تاخدهم على هواهم عشان تفضل ليها مكانه عِنديهم، زميفرقش معاها إن كان نسب يليق بمقام سيط عيلة العوامري ولا لاه، المهم انها تكون لها مكانه.
نظرت لها فهيمه قائله:
إسماعيل بيجول هو اللى أختار عروسته وهو اللى هيعاشرها و....
قاطعتها ولاء بغضب وتقليل شآن منها:
إنتِ كان حد حشرك وقالك تتحدتي فى أمر ميخصكيش، إنتِ....
تدمعت عين فهيمه... لكن قاطعها عمران لأول مره يقف بصف فهيمه زوجته:
فهيمه عِنديها حق هو حر فى إختياره... وهو اللى هيعاشرها ويعيش معاها.
تبدلت دمعة فهيمه الى بسمه مُنشرحه، بينما غضبت ولاء بحقد قائله:
إنت ضعيف جدام ولادك، زي ما كُنت ضعيف زمان جدام....
قاطعها عُمران بعصبيه:
كفايه يا ولاء، أنا مش ضعيف...
قاطعته بتحريض:
لاه ضعيف يا عمران كآنك خايف منيهم، سايبهم كل واحد يختار على مزاجه وبعد ما يتمم يچي يخبرنا كآننا معازيم و...
قاطعها عُمران مره أخرى:
إنتِ كمان زمان مش إتحديتي أمي ووافجتي على واد عمك اللى كلنا حذرناكِ منيه وجولنا لك إن ماشيه بطال مع قطاعين الطُرق مطاريد الجبل، وفى النهايه خدتى منيه إيه غير لقب أرمله قبل عُرسكم بأسبوع، كفايه كل واحد حر وعيتحمل نتيجة إختاره، انا مهمل لك الدار عشان ترتاحي.
غادر عُمران بغضب وترك ولاء تكاد انفاسها تحرق الدار بأكملها، نظرت الى فهيمه التى تنظر لها لاول مره تشعر بشماته بها، إغتاظت ولاء وإهتاجت غضبًا وهي تخرج من المندرة تلعن وتسب الجميع بالغباء.