رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 27 - 2 - السبت 25/5/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل السابع والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
25/5/2024
بشقة ثريا
بدأ مفعول المسكن يُهدأ ذاك الآلم بعد أن خرجت من المرحاض كان سراج يُبدل ثيابه بغرفة النوم،كان بقف نصف عاريًا بجذعه العلوي، رمقته نظره خاطفه وذهبت نحو الفراش وتمددت عليه تُغمض عينيها بهدوء بعد زوال ذلك الآلم، سُرعان ما شعرت بهبوط الفراش،وبسبب تمدُد سراج جوارها،بقصد أعطت له ظهرها تنام على جانبها،تكاد تستجيب لتلك الغفوة التي تسحبها،لكن
قبل لحظات تمدد سراج على الفراش نظر نحو ثريا التي إستدارت وظهرها له تنهد بصبر ولم يُفكر سوا بذاك الشعور الذي يجذبه نحو ثريا وطوق للشعور بها قريبه منه،إقترب منها وسُرعان ما ضم جسدها يدفس رأسه بعُنقها يتنهد بتوق يهمس إسمها بنعومة، أضعفتها رغم أنها تشعر برغبة فى النوم، رغم عنها أيضًا إستدارت تنظر له قبل أن تحاول نفض تلك المشاعر وتعود لبرودها وتبلُدها، أربكتها قُبلات سراج التى تقبلتها بعفويه، سرعان ما تبسم سراج وهو يضم جسدها بعدما علم سبب سوء مزاجها المُتقلب، ضمها لصدره وغفي، هي كذالك رغم أنها خاولت التمرد والابتعاد عنه، لكن بسبب همس سراج لها أستسلمت لذاك القيد:
ثريا نامي بلاش عِند.
قبل أن تتمرد قبلها قُبله جعلها تصمت وتهدأ.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
صباحً
أمام منزل والدة ثريا
تبسم فتحي لـ ممدوح الذي يقترب منه يُلقي عليه الصباح... مد فتحي يده له بإحد عبوات السجائر قبل أن يطلب منه، لكن رفض ممدوح قائلًا:
لاء سجاير إيه يا عم فتحي، دلوقتى أنا أستاذ لتلاميذ ولازم أبقى قدوة لهم، أنا الحمد لله شبه أقلعت عن التدخين.
إبتسم له فتحي قائلًا:
عقبال ما تناسها نهائي.
تبسم ممدوح لـ رغد التى جائت وقفت تلهث قائله:
صباح الخير يا أبوي، الفطور أها أمي بعتته معاي.
إبتسم وأخذ منها ذاك الطعام، تبسم أيضًا ممدوح ولمعت عيناه سائلًا:
ومالك بتنهجي اكده ليه؟.
أجابته:
عندي مُحاضرة كمان ساعتين، محاضرة مراجعه خلاص قربنا على امتحانات نص السنه، ومادة الاستاذ ده غِلسه زيه... وبفهمش لا منه ولا من الكتاب بتاعه زي ما يكون قاصد هو قالها انا بصفي الدفعه ونفسه يسقط أكتر من نص الدُفعة.
تبسم لها قائلًا:
عارف أنا الأستاذ ده، يمكن يبان غِلس بس هو حقاني، هو الوحيد اللى اعترف إنى كنت أستحق أبقى مُعيد فى الجامعة.
تنهد ممدوح ونفض عن عقله ذاك الشعور البغيض، ربما كان يستحق مكانه أعلى، لكن إرتضي بما وصل له، لمجرد أن يعود له جزء من شآنه، يكفي أنه يعمل الآن بمدرسة لها صيط كبير، أعطت له مكانه أخري غير صبي القهوجي.
تحدثوا سويًا لوقت قليل بعد أن إنشغل فتحي مع إحد الزبائن،تسلل الحديث بينهم،ذكرت إسم إحد المدرسين بالجامعه،خفق قلبه وتذكره هو كان له تأثير بحالة البؤس الذي لو إستسلم لها لكان أصبح مُعقد نفسي،وصاحب فشل أول قصة حُب فى حياته بعد أن إختطف منه إحد زميلاته التى كان بينهم قصة حُب لكنها كالعادة إختارت صاحب المقام وتزوجت منه،رغم ذلك إنفصلا بوقت قصير،لكن هو لم ينسي ذلك ليس لشعوره بالتدني،لكن لأن ذلك كان خافز له بوقت أن يُصبح مثله ذو شآن.
بعد قليل
أمام المدرسه
توقف ممدوح حين سمع نداء بإسمه..نظر الى صاحبة النداء شعور بعدم المُبالاة وهو يرا تلك التى تقترب منه وبيدها طفلًا،رغم معرفته بها لكن إدعي نسيانها...تبسمت حين إقتربت منه قائله:
إنت ممدوح الحناوي.
بدبلوماسيه أجابها:
نعم يا أفندم.
إستغربت ذلك قائله:
ممدوح إنت مش عارفني،أنا ندا اللى كنت زميلتك فى الجامعه.
لم يراوغ وأجابها بتذكر:
أه آسف بس إختلط الشكل عليا.
تبسمت له قائله:
إنت جاي هنا المدرسه دي ليه؟.
أجابها ببساطه:
أنا بشتغل هندا مدرس فى المدرسه دي،وإنتِ جايه هنا ليه؟.
أجابته بآسف:
للآسف كنت مقدمه هنا في مسابقة المدرسين وللآسف مقبلتش... ولما سألت عن السبب قالولى إنهم بيختاروا المُتميزين فقط واللى كانوا جايبين تقديرات عاليه فى الجامعة، إنت طبعًا قبلوك لأنك كنت من المتفوقين.
لأول مره منذ زمن يشعر بقيمته وتبسم لها قائلًا:
فعلًا للآسف هما بيدققوا فى التفوق أوي.
أومأت له تشعر بخسارة كانت تعلم بمشاعره نحوها لكن لم تهتم وقتها وإختارت من إعتقدت أنه ذو إمتيازات ماذا جنت من إمتيازته لا شئ سوا طفل هي وحدها مُلزمه به...تبسمت بغصة قلب تقول:
أنا بفكر أقدم وأكمل دراسات عُليا.
تبسم لها بعفويه قائلًا:
موفقه.
حديثه المُختصر جعلها تشعر أنه يود إنهاء الحديث معها، تنحنحت قائله:
هات رقم موبايلك عشان لو إحتاجت منك مساعدة.
بعفويه أعطاها رقمه الخاص، وإستأذن منها حتى لا يتأخر، وقفت تنظر فى آثره بينما هو لم يُبالي بل ضحك على يومًا شعر فيه بكسرة قلبه كان وهمًا من ضمن الأوهام... هنالك أخري تشغل عقله بل قلبه كان سابقًا يخشي البوح فهو لا يناسبها أم الآن لابد من أتخاذ خطوة أخري.
❈-❈-❈
مساءً بمنزل والدة ثريا
كانت جلسه نسائيه بينها وبين والدتها وسعديه، تطرقت لحوارات كثيرة الى أن صدمتها سعديه بقولها:
إنتِ مش آن الآوان تتعالجي يا ثريا.
نظرت له نجيه بفزع قائله بتشدُد:
بعيد الشر عليها يا سعديه، مالها تتعالج من إيه ما هي كويسه أهي.
نظرت سعديه لـ ثريا وتلاقت عيناهم، وقالت بتوضيح:
ثريا فاهمه أنا جصدي إيه يا نجيه.
أحنت ثريا وجهها للحظات ثم عادت تنظر الى سعديه، وكالعادة بهذا الموضوع لا تود جِدال... لكن سعديه لن تصمت ووضحت الأمر لـ نجيه:
المفروض ثريا تروح لدكتورة نسا تكشف هتفضل كده من غير ما تخلف عيال.
نظرت لها ثريا وتنهدت قائله:
واللى خلفوا عملوا إيه بالخِلفه يا خالتي...
توقفت عن بقية الحديث ونهضت واقفه كي تتهرب من حديث سعديه:
هقوم أدخل المكتب عندي جضيه بكره هقرا الملف بتاعها.
-بلاش تهربي يا ثريا...سراج مش زي غيث.
"غيث"
رددها عقلها وهي تنظر نحو سعديه التى قالت ذلك،شعرت بغضب وتفوهت بإستنفار:
يفرق إيه سراج عن غيث،ليه بحس إنك مياله لـ سراج رغم إنك قبل ما أتجوزه كنت مُعترضه عليه.
أجابتها سعديه بهدوء:
غيث مخيبش إحساسي وطلع أسوء كمان،لكن...
قاطعتها ثريا بإستهزاء:
وسراج خيب إحساسك وطلع شهم،الإتنين...
قاطعتها سعديه:
لاء سراج مش زي غيث يا ثريا والدليل واضح
غيث بعد كام يوم سابك غرجانه (غرقانه)
فى دمك ولا إهتم...سراج دخل وسط ضرب النار عشان...
-عشان إيه
هكذا سألت ثريا وأجابتها سعديه:
عشان ينقذك.
تهكمت ثريا بوجع قائله:
ياريته سابني أموت،يمكن كان أفضل.
ترغرغت الدمعه بعين نجيه ونفت ذلك:
بعيد الشر عنك،ليه عاوزه توجعي قلبي مش كفايه اللى إتحملته قبل إكده.
نظرت لها ثريا بشفقة لا لوم،تعلم أنها ربما ضعيفه وتستسلم،لكن ليس برغبتها بل مُرغمه دائمًا أن تفعل ذلك بسبب مسئوليتها.
تهربت ثريا من حديثهن المُلح،قائله:
مالوش لازمه الحديت ده دلوق كل شئ بآوان،أنا رايحه المكتب وهسيبكم تكملوا مع بعض رغي.
غادرت ثريا نحو تلك الغرفه بينما نظرت سعديه لـ نجيه قائله:
هنسكت ونسيبها كده بضيع شبابها مش المفروض يبقى لينا تأثير عليها.
تدمعت عيني نجيه قائله:
هنعمل إيه،هي اللى زي ما يكون اللى مش هينول رحمة ربنا غيث قتل جواها الإحساس.
توعدت سعديه قائله:
منه لله،بس مش هنستسلم وخلينا نزن عليها،وقلبي حاسس هتوافق تروح للدكتورة وتتعالج وعيبجي لها عيال كتير.
أومأت نجيه بموافقة وتبسمت بأمل.