-->

رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الخاتمة جـ2 - 1 - الخميس 9/5/2024

  

   قراءة رواية وفاز الحب

 الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية  وفاز الحب 

الجزء الثاني من رواية  ثأر الحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الخاتمة الجزء الثاني

1

تم النشر الخميس

9/5/2024



قال الإمام الشافعى: «ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخـــــرج»، «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج».

مر شهر وضع نورسيل كما هو يوسف دائماً جوارها وكذلك الجميع يأتي كل يوم لزيارة حالتها مستقرة وضع الأجنة علي خير ما يرام كما علم يوسف نوعهم كم تمني أن تشاركه نورسيل هذه اللحظة لكن شاهدها هو أثناء تحويلها لدكتور النساء والتوليد التي قامت بإجراء السونار للإطمئنان عليهم وأخبرته أنها تحمل ذكرا وأنثي ..

أما والدة عامر فأصابتها نوبة جنون عندما علمت بما صاب إبنها وتحولت إلي مستشفي الأمراض العقلية……

في إحدي الأيام صلي يوسف فرضه وعاد إلي زوجته يجلس جوارها أمسك يدها كالعادة يحركها فتفاجي بحركة يد نورسيل نهض سريعا وقال:

-نوسيل حبيبتي أنتي سمعاني أنا يوسف يا قلبي أنا هنا جنبك ردي عليا سمعاني ؟

بدأت تحرك أهدابها بالفعل فتحت عيناها ببطئ وأغلقتها سريعا من شدة الضوء.

ابتسم بفرحة وصاح :

-نورسيل أنتي فوقتي يا عمري.

لم يدري بنفسه سوي وهو يتركها ويسجد شكرا للمولي ودموعه تنساب علي وجنتيه.

نهض سريعا وغادر الغرفة ونادي الطبيب الذي حضر معه في التو.

اقترب منها الطبيب وبدأ يفحصها بالفعل فتحت عيناها ببطئ لكن أغلقتها مرة آخري وهي تهمس:

-يوسف.

ابتسم بفرحة واقترب منها وقال:

-قلب يوسف أنا هنا جنبك يا عمري فتحي عينك.

التفت الي الطبيب بقلق وتسال:

-هي ليه بتقفل عينها يا دكتور؟

ابتسم الطبيب واسترسل بإيضاح:

-بقالها شهر كامل في غيبوبة وضلمة طبيعي آول ما تفتح عينها متبقاش قادرة تفتح في النور مبروك يا يوسف باشا حمد الله علي سلامة المدام.

ابتسم يوسف بفرحة وقال:

-الله يبارك فيك يا دكتور يعني هي خلاص كده فاقت ؟

ابتسم الطبيب بعملية وقال:

-أيوة هي فاقت خلاص وبخير أطمئن ولو عايز تسأل في حاجة تانية أسألها بس براحة عليها.

أومآ يوسف مبتسما وتحدث بإمتنان:

-متشكر يا دكتور متشكر جدا.

ابتسم الطبيب بعملية وقال:

-العفو أنا معملتش غير واجبي بعد إذنك.

غادر الطبيب وجلس علي المقعد يتسأل بلهفة:

-نوري قلبي أنتي سمعاني ؟ 

ردت بوهن:

-سمعاك.

❈-❈-❈


تنهد براحة وقال:

-حمد الله علي سلامتك يا قلبي كده تعملي فيا كده ؟ أنا كنت بموت بالبطئ.

فتحت عيناها ببطئ وتطلعت له بضعف وهي تجاهد ألا تغلق عيناها وتسالت بتشوش:

-هو انا لسه عايشة ؟

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-لسه عايشة أيوة يا حبيبتي أنتي لسه عايشة ؟

رددت بآلم :

-آخر حاجة فكراها عامر وهو حاطط السكينة علي رقبتي وبيدبحني  أتشاهدت وغمضت عيني ده الي فكراه.

تنهد يوسف بأسي وقال:

-أنا جيت ولحقتك يا قلبي وخرجت بيكي.

تساءلت بضعف:

-طيب وعامر والناس الي معاها؟

زفر يوسف بحنق وقال:

-النار مسكت فيهم وماتوا والعين.

اغمضت عيناها وقالت:

-منه لله .

صمتت قليلا وتسالت بلهفة:

-عليا كويسة؟ 

امتعض وجهه وقال:

-بخير.

رمقته بحيرة وتسالت:

-ولما بخير أنت ليه متضايق كده ؟

زفر بحنق وقال:

-عشان عرضت نفسها وعرضت للخطر ده يا نورسيل لو مكنتش بعتي الرسالة مكناش وصلنا ليكم او كنا هنوصل بعد فوات الاوان عليا كان واحد هيعتدي عليكي وأنتي.

صمت قليلا ابتلع غصة مريرة بفمه وقال:

-كنت هخسرك للأبد أنتي وولادي.

عند ذكر أولادها وضععت يدها علي أحشائها بلهفة تطمئن عليها وما زاد حيرتها بروز بطنها.

قطبت جبينها وتساءلت بقلق:

-ولادي كويسين صح ؟

ابتسم بحب وهو يتحسس أحشائها هو الآخر:

-بخير يا قلب يوسف.

تنهدت براحة وعقبت:

-طيب بطني كبرت ليه ده كله في كام ساعة ؟

إبتسم ساخرا وعقب:

-كام ساعة نورسيل روح قلبي أنتي بقالك شهر في غيبوبة يا عمري وأنا هنا جنبك بموت.

أتسعت عيناها وتسالت:

-شهر ؟ غيبوبة أنت بتتكلم جد ؟

إبتسم مازحا وعقب:

-أكيد في وضعك ده مش ههزر.

اشار إلى وجهه وتسأل مازحا:

-يعني أخدتي بالك من بطنك وما أخدتيش بالك من الدقن والشنب.

انتبهت اليه وتسالت :

-تصدق ماخدتش بالي طيب هو ايه الي حصل تاني كلهم كويسين صح ؟

ابتسم بحب وقال:

-كلهم بخير وكل يوم بيجوا يطمنوا عنك.

تسالت بفضول:

-وأنت ؟

غمز بخفة وعقب:

-أنا بقالي شهر قاعد جنب القمر يا دوب اصلي ادخل الحمام وأرجع ليكي تاني.

تساءلت بحب:

-للدرجة دي بتحبني.

❈-❈-❈

اتسعت عيناه بعدم تصديق وتساءل :

-للدرجة دي بحبك ؟ بزمتك ده سؤال يتسأل بعد ده كل نورسيل أنا أتخطيت حبك لو كان حصلك حاجة يا عمري كان زماني حصلتك.

هتفت بلهفة:

-بعد الشر عنك يا حبيبي.

تنهد براحة وقال:

-ياه يا نورسيل أخيرا سمعت صوتك الي محروم منه بقالي شهر كامل.

ابتسمت بضعف وقالت:

-يوسف عايزة أنام هتفضل جنبي صح ؟

رمقها معاتبا وقال:

-هو أنا سيبتك قبل كده لما أسيبك دلوقتي.

تنهدت براحة وقالت:

-طيب ممكن أنام في حضنك ؟

ابتسم يوسف بحب وتسأل :

-من عيوني بس أزاي ؟

ردت ببراءة :

-هنا علي السرير.

تطلع الي الفراش بحيرة لكن لم تعطه مجال للرفض وأفسحت له المكان جوارها تنهد بقلة حيلة وصعد جوارها وأخذها داخل أحضانه وتشبثت هي به كطفلة صغيرة ويا للعجب غفت هي بأحضانه كما غفي هو بأحضانها.

تناسوا المرض الزمان المكان كل ما مروا به لا يهم غير شئ واحد أنهم سويا وقد تلاقت القلوب وتعانقت الأياذي من جديد.

مهما طال الفراق سيأتي يوم تلتقي فيها القلوب لكن كن علي ثقة ويقين أن الخير أت.

❈-❈-❈

وصل الجميع في موعد الزيارة المحدد لكن رفضت الممرضة إدخالهم.

تسأل عدي بقلق:

-ده معاد الزيارة وكل يوم بندخل ايه الي جد ؟ حصل حاجة ؟

ابتسمت الممرضة بعملية وقالت:

-طيب إهدي حضرتك بس وأطمنوا مدام نورسيل فاقت.

تطلع الجميع الي بعضهم بفرح وتسالت صفاء بعدم فهم:

-طالما كده ليه مندخلش نطمئن عليها ويوسف فين ؟

ردت الممرضة بإيضاح:

-المريضة لسه قايمه من غيبوبة طويل وهي حاليا نايمة وكمان جوزها ما صدق انها فاقت أخيرا قرر ينام ويرتاح أنتم بقي حابين تدخلوا تشوفوهم وتقلقوهم ولا تسبوهم نايمين ومرتاحين.

ردت صفاء علي الفور:

-لا نسبهم طبعا أحنا بس كنا عايزين نطمئن عليهم.

ابتسمت الممرضة بعملية وقالت :

-بخير الحمد لله أطمنوا ونصيحة مني روحوا لان بحالتهم ما أظنش أنهم يفوقوا قبل بكره الصبح .

تدخل عاصم في الحوار:

-كلامها صح فعلا روحوا يا جماعة وأنا هفضل هنا.

هتفت عليا بلهفة:

-وانا هفضل معاك.

أومأ بإيجاب وقال:

-زي ما تحبي.

تدخلت الممرضة في الحوار:

-ياريت تبقوا تجيبوا هدوم للمريضة.

ردت نايا بلهفة:

-حاضر طيب ونجيب أكل ؟

حركت رأسها بلا وعقبت:

-أكلها هيبقي مسلوق حاجات بسيطة لسه .

ردت صفاء مبتسمة:

-مش مهم يا نايا الأكل أحنا كنا فين وبقينا فين.

ابتسم عدي وقال:

-يلا بقي يا جماعة نروح.

❈-❈-❈

يجلس في المسجد يفكر فيما مر بإمعان شديد وجهه ذابل بشدة كأنه كبر سنوات فوق عمره فما فعله إبنه بهم كسرهم ونهايته المؤلمة قلبه ينهشه علي ما حل به هناك إذا كانت هذه نهايته في الدنيا فماذا سيكون مصيرة في الآخرة إرتكب العديد من الجرائم الآثمة وأبشعها إذهاق النفس البشرية بمنتهي القسوة والفجور هل كان مخدوع في ولده لهذه الدرجة هل كان هكذا منذ البداية وهو كان كالمغيب.

فاق من شروده علي هزة ولده الخفيفة له انتبه له و تسأل:

-علي أنت هنا من إمتي ؟

تطلع له علي بإشفاق وقال:

-أنا بكلمك من بدري يا بابا.

تنهد عوني بحزن وقال:

-كنت سرحان يا أبني في الي فات.


الصفحة التالية