رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 5 - 1 - الحميس 27/6/2024
قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عودةآل فرانشيسكو
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سلمى شريف
الفصل الخامس
1
تم النشر يوم الخميس
27/6/2024
العودة لبلادك مرة اخرى تشبه العودة الى ديارك الذي هجرته منذ سنين،
يشبه الرجوع لعائلتك الذي تركتها خلفك،
يشبه الابتسامة التي تُزين وجه الطفل عندما يضحك للمرة الاولى بحياته،
العودة مرة اخرى يشبه اللونين الابيض والاسود عندما يتحولا ليكونا مثل الوان الطيف مرة اخرى،
العودة لديارك وعائلتك وبلادك شئ جميل لذلك
فقط عُد مجدداً.
❈-❈-❈
في غرفته الواسعه التي تطل على منظر طبيعي يسوده اللون الأخضر، فالأشجار تحاوط المكان من كل اتجاه، و هذا اكثر ما يفضّله..
كان يتمرن على آلة المشي قبل ذهابه لعمله
حتى قاطعه صوت دقات الباب قبل ان يسمح للطارق بالدخول
و لم يكن إلا الخادمة التي قالت بهدوء و احترام
_سيدي، سيد مايكل في انتظارك بالأسفل
اجابها و هو يزيل قطرات العرق من جبهته بالمنشفة
_حسناً انا قادم
ذهبت الخادمة من امامه ثم اغلقت الباب من خلفها
و ما أن ذهبت حتى قام لوسيفر بالاستحمام ثم بدل ثيابه لآخرى اكثر رسمية ثم نزل للأسفل حتى يرى مايك
ما ان دلف لغرفة المعيشة حتى استقام مايكل و انحنى باحترام
_عُذراً سيدي، و لكنني أضطررت للمجئ
اشار له لوسيفر حتى يجلس امامه ف لبىٰ طلبه بهدوء
_ماذا يوجد، مايك؟
اجابه مايكل
_سيد البرتوا على مشارف القدوم بعد حوالي ساعه واحدة فقط..
_حسناً هذا جيد، هل يوجد شئ آخر؟
هز مايكل رأسه بالإيجاب و هو يعطيه ملف جعل لوسيفر يزفر ب غضب بشديد بإمكانه تحطيم الكوكب فوق رؤوس الجميع الآن إذا أظهره.
بنفس الوقت
في طائرة خاصة
لا يجلس سواه هو و اثنان من الرجال المكلفون بحمايته و بعض المضيفات
ما زال الغضب يتفاقم داخله اكثر فأكثر عندما يتذكر المشهد الذي حدث قبل بضعة ساعات فقط
و الانتقام ينمو في عقله و فؤاده
يتخيل ابشع الاشياء التي سيفعلها في هذا اللعين
قطع حبل افكاره صوت المضيفة
_سيدي، من فضلك قم ب ربط حزام الامان
الطائرة على وشك الهبوط
تمتمت كلماتها باحترام ثم رحلت من امامه
بعد وقت ليس بطويل
هبطت الطائرة بسلام على ارض إيطاليا في احدى المطارات
ترجل البرتوا من الطائرة و وجد امامه العديد من الرجال و يتوسطهم رجل طويل القامة يرتدي بذلة سوداء اللون غالية الثمن و يضع على وجهه نظارة تحميه من إشاعة الشمس
و من خلفه الكثير من الرجال الذين يرتدوا بذلة لا تختلف لونها عن لون خاصته
اقترب منه بهدوء ثم مد يده ليصافحه
_مرحباً سيدي
انا مايكل، اتيت لاصطحبك للقصر الخاص بعائلتك.
❈-❈-❈
فعلته تلك لن تمر مرور الكرام
لذلك يتوجب عليه الذهاب لخارج البلد في أسرع فرصة
الوقت بعد منتصف الليل بالنسبة للبلد الذي يقنط بها {الولايات المتحدة الامريكية}
ذهب لأخر مكان يتوقع ان يذهب إليه
هو الآن امام الميتم الذي عاش به معظم طفولته حتى تم تبنيه من خلال عائلة
طرق الباب عدة مرات حتى فتحت له احدى العاملات التي ظهر عليها الشيب، ارتدت نظارة طبية بسبب ضعف نظرها، شعرها الاسود الجميل اصبح يسوده الخصلات البيضاء اللون..
ارتسمت الابتسامة على وجهه عندما رآها
لكنها ظلت عدة لحظات تحدق به حتى تحدثت
_فرناندو!
هز رأسه بالقبول ثم عانقها بشدة
ف هى التي تولت تربيته منذ ان كان صغيراً لذلك يعتبرها مثل امه
_اشتقت اليك كثيرا.. هيا اجلس هُنا حتى اجلب لك بعض الاشياء لتأكلها، بالتأكيد انت جائع
امسك معصمها بلطف ثم جعلها تجلس بجانبه
_لا اريد اي شئ سوا رؤيتك
هل ايقظتك من النوم؟
_ لا يهم عزيزي..
ثواني مضت حتى ضربته في يده بخفة
_تباً لك فرناندو، مر الكثير من الوقت و لم تأتي لهُنا حتى تراني لمرة واحدة حتى!
ابتسم لها بامتنان
_كما تعلمين بعد وفاة عائلتي لم استطيع لم شتات نفسي بسهوله و أضطررت إلى العمل لفترات طويلة و لم اجد وقت لآتي لهُنا لرؤيتك..
صمت قليلاً قبل ان يكمل
_هل السيدة ساره ما زالت قاسية؟
قهقهت بشدة ثم هزت رأسها بالقبول ف اكمل فرناندو
_لا استطيع تخيلها، كيف ستبدو و هى عجوز و تركض خلف الأطفال بالعصا خاصتها يا ترى؟
همست بخفوت
_أصمت يا احمق، السيدة ساره نائمة الآن لا أعلم ماذا ستفعل بك إن سمعتك تتفوه بتلك الكلمات
اجابها و مازال يضحك
_على الارجح ستتحول لساحرة شريرة تطاردني بكل مكان
قهقهوا الاثنان معاً ثم قاطع هو تلك اللحظة
_اريد ان تساعديني في شئ
تسائلت باهتمام
_في ماذا؟
اكمل بهدوء
_اريد ان اعلم من اين اتيت
من اي بلد انتمي انا؟
اريد ان اعلم جميع التفاصيل
اجابته بهدوء
_عندما اتيت لهُنا رأيت ملفك الشخصي، انت من إيطاليا
لكنني لن استطيع رؤيته مرة اخرى قبل ان تسمح لي السيدة ساره بذلك
_حسناً، شكرا لكِ جزيلاً سيدتي
عبست بشدة
_سيدتي؟، الست امك يا احمق
ابتسم وهو يستقيم
_شكرا لكِ امي
ثم عانقها و ذهب..
❈-❈-❈
في احد مراكز الشرطة
كانت تجلس امام الضابط و تفرك يديها ب توتر وقلق
_هل ظننتي بأنكِ ستنجحين بالهروب؟
كيف صور لكِ عقلك الصغير هذا بأننا لن نستطيع إيجادك بسهوله؟
تفوه الضابط كلماته و هو ينظر لها نظرات تكاد تخترقها
هل يظن حقاً بأنها من تسببت في ضرب كل هذه الرجال؟؟
اجابته و ما زالت تنظر بالاسفل حتى لا تلتقي عيناها بخاصته المخيفة
_سيدي، أقسم بأنني لم أرتكب اي شئ خاطئ
كيف بإمكاني ضرب او قتل اي منهم؟
انهم يتفوقوا عني بالكثير بالقوة والبدن، يا سيدي انهم رجال و انا مجرد امرأة ضعيفة.
تمتمت كلماتها ثم نظرت له ببرائة لعله يصدقها
لكن لم تجد منه الا نظارات لامبالية
_بصماتك بكل مكان يافتاة، آلة المراقبة التي تقع امام المنزل رصدتك وانتِ تهربين
يجب عليكِ اخذ دورات تعليمية حتى تتعلمين كيفية الهرب بطريقة اذكى
وضعت يديها على وجهها بحنق ثم تذكرت شئ ما فاجأة
_سيدي، هل تعلم اين السيد لورينسو؟
هل هو معهم؟
هز رأسه بالنفي
_لا أعلم، لكنني حتى وإن علمت لا أستطيع مدك بالمعلومات لأنك امامي مجرد مجرمة بلهاء
_حسناً سيدي، متى يمكنني الذهاب
ابتسم لها ببرود
_لن تستطيعين الذهاب قبل استيقاظ الرجال واخذ إفادتهم
و في تلك المدة سنتشرف بزيارتك لسجننا المتواضع، آنستي.
❈-❈-❈
كان يلكم الكيس الرملي الذي امامه بغضب شديد
يده تكاد ان تُكسر بسبب قوة ضرباته الذي يسددها
لكن اي كان، فهو لا يهتم
الذي يشغل تفكيره يجعله لا يرى امامه
و كأن يوجد ستار أسود وُضِع حتى يصيبه بالعمى
شعر بالأرهاق الشديد حتى تراخت رجله ولم تستطيع حمله ف جلس على الأرض واضعاً يده على وجهه يحاول إدخال الهواء في رئتيه من جديد
عندما يتذكر ما حدث قبل قليل يجعله يريد ان يقتل اي احد.. والآن.!
ما زالت كلمات اليساندرو تتردد في اذنيه جيداً و كأن المشهد يُعاد مرة اخرى
بالعودة لبضعة ساعات قليلة
دلف اليساندرو ب هيبته المعتادة
لم يتغير كثيراً عن قبل
فقط زاد عليه بعض الخصلات البيضاء الذي لم تزيده الا وقاراً وهيبة..
اشتعل الغضب في جسد كاسياس
ف عندما يراه يتذكر دائماً خداعه له وكذبه المستمر عليه
يذكره بحماقته و وثوقه بشخص مجهول!
تمتم كاسياس من بين اسنانه بضيق
_ماذا تريد بعد الآن؟؟
جلس اليساندرو على مقعد ثم وضع قدم فوق الاخرى واشعل لفافة من التبغ ووضعها بين شفتيه
_ولكنني لم أعلمك بأن تعامل ضيوفك بتلك الحقارة، كاسياس.
قهقه كاسياس بسخرية شديدة من كلماته الواثقة ولكن لم يهتم اليساندرو واستئنف حديثه
_الم يكفيك كل تلك السنوات؟
من المفترض ان تنسى فقط
لقد كنت مجرد مراهق لم يتعدى عمره الثالثة عشر
لدي الكثير من الفضل عليك، فأنا من اخذتك وصنعتك رجل يستطيع هدم الجبال
ربيتك بين رجالي حتى تعلمت الكثير لم و لن تكن تستطيع تعلمه وانت مجرد مُشرد بالشوارع.
ختم اليساندرو حديثه بتلك الكلمات التي دائماً تستطيع وبسهوله حرق فؤاد كاسياس
في كل حديث لهم دائماً يذكره بذلك الشئ الذي لن ينساه أبداً
تحفز جسد كاسياس وهو يستمع لحديثه، الجنون والغضب و معالم الإجرام بدأت تتسرب في دمائه شئ فشئ و لكنه اجاب بهدوء ينافي تماماً ما بداخله
_هل أتيت لهُنا حتى تقول هذا؟
هز اليساندرو رأسه بالنفي
_بالطبع لا، انت تعلم بأنني مشغول للغاية
و لكنني اتيت لك لتعلم كم انت تُعنيني.
جلس كاسياس امامه ووضع قدم فوق الاخرى هو أيضاً في انتظار استئناف حديثه
_لقد حزنت للغاية عندما علمت عن خسارتك في اقتحام وقر عائلة ساڤيتاش، و لكن لا بأس ف انت ما زلت في ربيع شبابك ستكتسب الكثير و ستفقد اكثر.
تنهد ثم اكمل
_اعلم بأنني خدعتك و كذبت عليك عندما قلت بأنني اعلم بالخائن
و فالحقيقة لقد اتيت لهُنا حتى اصلح خطأي..
صمت طال لثواني قبل ان يكمل و هو يعطيه صورة احد الرجال
_هذا هو اللعين، يقنط بإيطاليا،
و لكن قبل ان اعطيك اي معلومات اخرى سأعقد معك صفقة.
تناول كاسياس الصورة و هو يدقق في ملامحه، رجل يظهر عليه الشيب، نظراته متعجرفة متكبرة لا توحي بالخير أبداً، رفع نظره الى اليساندرو مجدداً و هو يقول بحنق
_و كيف اثق بك مجدداً؟
ماذا وإن كنت تكذب مرة اخرى
قهقه اليساندرو وهو يستقيم من مقعده
_عزيزي كاسياس، اعلم بأنك اذكى من ذلك..
اعطيتك الصورة، قم بقتله فقط ورؤية دمائه تسيل بين يديك حتى تستطيع اكمال حياتك، وفي المقابل ستقتل ذلك الاحمق أيضاً ..
اعطاه صورة اخرى وهو يكمل
_و لا تقلق لن أجعلك ترهق نفسك بالتنقل من دولة لآخرى فهو يقنط بإيطاليا أيضاً، و سأعطيك المال الذي يعوض خسارتك أيضاً و اكثر..
وداعاً كاسياس، سأعطي الملف لمساعدك ك ضمان حتى يصلني إجابتك.
تفوه بتلك الكلمات ثم رحل
غادر تاركاً خلفه بركان ثائر يستطيع التهام اي احد فيجعله مجرد رماد..
عاد للواقع و هو يمسك الصورة ويقبض عليها حتى اصبحت في حجم الكرة الصغيرة
التقط هاتفه ثم قام بالعبث به قليلاً حتى قام بعمل مكالمة هاتفية لاحد رجاله
_قم بتجهيز طائرة، سأذهب لإيطاليا غداً.
كلمات مقتضبة منه جعلت الطرف الآخر يجيبه باحترام
_حسناً سيدي.