-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 6 - 1 - الأحد 30/6/2024

  

   قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل السادس

1


تم النشر يوم الأحد

30/6/2024



عودتنا لن تثير إعجاب البعض، 

لكن لكل مُهاجر عودة، 

و عودتنا قد حانت، 

ف تجهزوا جيداً وكونوا على اشد استعداد لمقابلة المخاطر القادمة، 

ف نحن في سفينة واحدة، 

اما ان ننجى معاً او نهلك،سوياً. 

❈-❈-❈


هو الآن في غرفته يجلس امام النافذة ينظر للمنظر الطبيعي الذي يسوده اللون الاخضر و يتوسطه حمام للسباحة و شلال صناعي صغير


غارق بأفكاره، لا يعلم اين هو من الاساس و لا يعلم المستقبل، هو الآن يعيش فقط بالمجهول


عندما وصل لإيطاليا و استقبله بعض الرجال لم يفهم اي شئ منهم.. 

ف لم يتفوه اي منهم بأي كلمه سوا انهم ذاهبون لقصر عائلته

اي قصر عائلة هذا و اللعنة ف هو يعلم بأنه وُلِد و عاش يتيماً ينتقل بين الميتم و الآخر حتى بلغ من العُمر ثمانية عشر عاماً و وقتها فقط استطاع ان يغادر 


و عندما كان في الميتم لم يخبروه بشئ سوا أن جميع افراد عائلته قد ماتت منذ صغره


سوء الحظ يلاحقه منذ ذلك الحين 

يبدو بأنه قد وُلِد به.. 


انقطع حبل شروده عندما سمع صوت طرقات على الباب

تنهد بحنق و هو يُجيب 

_ماذا؟ 


دلف "مايك" الى الداخل و هو ينحني بهدوء ثم تحدث باحترام باللكنة الانجليزية 

_سيد البرتوا، اريد ان أأخذ منك بعض الاجوبة. 


نهض البرتوا من امام النافذة ثم جلس على الاريكة و هو يشير لمايك بأن يجلس بالكرسي الذي امامه.. 


تمتم البرتوا بهدوء

_تستطيع التحدث.


اجابه مايكل باحترام

_حسناً سيدي، لدي بعض الاسئلة الذي اعطاها لي السيد لوسيڤر لعرضها عليك

أولاً هل تتذكر اي من افراد عائلتك؟ 


هز البرتوا رأسه بالنفي 

_لا، لا اعلم اي منهم فأنا ذهبت للميتم منذ ان كنت صغير للغاية


اكمل مايكل

_حسناً،

ثانياً هل تستطيع ان تُملى عليّ تفاصيل عن المنظمه الذي تم اسرك بها و عن كيف ذهبت الى هنالك من الاساس؟ 


اغلق البرتوا عيونه بقوة للحظات و هو يتذكر ما حدث

قام بفتحها مرة اخرى ثم هز رأسه بالإيجاب و هو يُجيب

_منذ اكثر من ستة اشهر كنت اسير وحدي في شوارع مُظلمة بعدما حدث حريق هائل في المتجر الذي اعمل به، و لحظي السئ تم اتهامي بأنني من افتعلت هذا الحريق، لهذا حاولت الهروب ثم ذهبت لتلك الطرقات، حتى وجدت امامي الكثير من السيارات تتوقف امامي، و عندما حاولت الركض ظناً مني بأنهم اصحاب المتجر، تم اخذي اسراً لداخل السيارة، دقائق من الصراخ و المقاومة، حاولت بكل الطرق ان اهرب و لكن لم استطيع.. 


زفر ب ضيق ثم اكمل

_قاموا بإعطائي شئ ما جعلني لا اشعر بشئ، لا اعلم ماذا حدث في ذلك الوقت لكنني افقت و وجدت نفسي في مكان ما دنئ و حولي الكثير من البشر من مختلف الاعمار و الجنس، لم افهم اي شئ الا عندما استمعت لبعض التهامسات قادمة من مجموعة مكونة من بعض السيدات كُبار العُمر الذين يجلسون في زاوية ما بالغرفة.. 


كان يستمع له مايكل بانتباه 

اما البرتوا ف تذكر ما حدث ذلك الحين


تقدم البرتوا منهن و هو يتسائل بقلق

_من فضلكن، هل استطيع ان افهم ماذا يحدث هُنا، اقسم بأنني سأحاول ان ادفع ثمن ما حدث، و لكنني حقاً لم اكن انا، من الممكن ان تحدث كهذه حرائق دون اي تدخل مننا، ثم لماذا يوجد الكثير من البشر هُنا؟؟ 

ماذا يحدث


قهقهت سيدة من الجالسين و هى تشير له بالجلوس

اومئ البرتوا لها ثم جلس على مقربة منها، تحدثت هى بهدوء

_اي حريق هذا الذي تتحدث عنه يا بُني؟ 


اجابها البرتوا

_الحريق الذي افتعل في متجر السيد نيك


هزت السيدة رأسها بالنفي و هى تُعقب على حديثه

_نحن هُنا منذ ثلاثة عشر عام، تلك منظمة، تختطف الإنس طوال العام تحديداً في شهر يونيو منتصف العام، و تجمعهم في غرفة واحدة دنيئة، يتركوننا هُنا حتى يأتي موعد المسابقة التي تحدد من الفائز. 


شعر البرتوا بالحيرة و عدم الفهم ف تدخلت سيدة اخرى 

_لا تقلق، نحن جميعنا هُنا ننتظر تلك المسابقة حتى نحصل على حريتنا


هى تعلم بأن لا يوجد ما يُسمى بالحرية، لكنها اضطررت لقول هذا حتى يستطيع العيش! 


تنهد البرتوا 

_لماذا قد نفعل شئ كهذا


_من خبرتي في تلك المنظمة، انهم مجموعة من الرجال و السيدات الاثرياء، يريدون ان يكسروا ذلك المال بنقودهم التي يدفعونها بكثرى حتى يستطيعوا مشاهدتنا و نحن في سباق. 


تسائل البرتوا

_هل فزتما من قبل؟ 


تنهدت بهدوء ثم اجابته

_لقد فزنا العديد من المرات، لكننا لا نريد ان نفارق تلك الغرفة، ف قُلنا لهم الا نذهب و ننال حريتنا، و جلسنا هُنا طوال تلك الاعوام، لكن لا تقلق ستنالها بكل تأكيد. 


تمتمت بهدوء و هى تحاول بث الطمأنينة به

ف هو يذكرها بأبنها الذي افتقدته بشدة و لم تراه منذ ان تم اختطافها. 


عاد البرتوا للواقع و هو يكمل حديثه

_في ذلك العام، توفت تلك السيدة، و ليست وحدها بل ماتوا جميعاً، و كأنهم يأبون ان يتفرقوا حتى عند الموت، علمت حينها بأنهم لم يقولوا الا الكذب.. 


تنهد بحزن و هو يكمل و يروي عليه ما حدث بعد المسابقة و كيف التقى ب براد 

و و كيف تم قتله امام اعينه! 


_هل تعلم من الذي قام ب قتله؟ 

سؤال صدر من مايك جعل الاخر يزفر ب غضب


اجابه البرتوا و الغضب يشع من عينيه.. 

_بالطبع اعلم، احفظ ملامحه عن ظهر قلب


_حسناً، في الواقع لم آتي خالي الوفاض، 

لقد جلبت بعض الصور 


بدأ ب نثر الصور على الطاولة امامه 

_هل تستطيع ان تقول لي اي منهم هو؟ 


بدأ البرتوا النظر لهم بتمعن ثم اشار على واحدة 

_ذلك الاحمق


اومئ مايك له ثم قام بجمعهم مرة اخرى و هو ينهض و ينحني له باحترام 

_شكراً لك سيد البرتوا، غداً سيعقد اجتماع حتى تستطيع فهم كل شئ. 

تمتم كلماته ثم اتجه نحو الخارج. 


❈-❈-❈


_السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، السلام عليكم و رحمة الله. 

تمتم ابيها تلك الكلمات و هو يختم الصلاة


ابتسمت "خديجة" و هى تُطبق سجادة الصلاة خاصتها

_حُرماً ان شاء الله 


اجابها ابيها "عبد الرحمن" و الابتسامة ذاتها ارتسمت على ثغره

_جمعاً ان شاء الله يا حبيبتي 


نهضت بعدما انهت صلاتها مع ابيها الذي ادى دور الامام منذ قليل 

وضعت صحون الغداء على الطاولة ثم جلست هى و عبد الرحمن 


لم يتحدثوا في شئ ف طال الصمت و هم يتناولون الطعام فقط حتى قررت خديجة قطعه بكلماتها

_بابا، انا عايزة اقولك حاجه بس متضايقش 


نظر لها لبرهة ثم اجابها بهدوء

_قولي يا حبيبتي و متخافيش

من امتى و انا بتضايق منك؟ 


ابتسمت ابتسامة خافتة ثم اكملت حديثها

_انا عارفه اننا في بلد غريبة لكن انا بقالي فترة كبيرة مخرجتش.. 


قطع عبد الرحمن حديثها برفق

_حقك عليا يا خديجة انتِ عارفه ظروف شغلي، لكن اوعدك على نهاية الاسبوع هاخد اجازة و هنشوف البلد سوا. 


تنهدت خديجة ثم عقبت على حديث ابيها باحترام

_بصراحه يا بابا، صُحابي من الجامعه هيروحوا رحلة تبع الجامعة لمدة يومين بس، و هى فيها ناس كتير اوي و مش هبقى لوحدي. 


نظر لها عبد الرحمن مطولاً ثم قرر أخيراً الاجابة

_هترضي تبعدي عني لمدة يومين؟ 


نظرت لأسفل و هى تشعر بالغضب

الغضب من نفسها و ليس من ابيها، ف هى بالفعل لم تبتعد عنه يوماً منذ ان توفت امها و اخوتها الاصغر سناً منها.. 


انقطع حبل شرودها على صوت كلمات ابيها التي تغلفها الحنان 

_انا بهزر معاكي يا خديجتي، انا عارف انك بقالك كتير مخنوقة من القاعدة فالبيت و زهقتي من قرف الجامعه، ف روحي يا حبيبتي بس هما يومين و الاقيكي قدامي هنا، و اهم حاجه تاخدي بالك من نفسك. 

تمتم بكلماته التي كانت اشبه بالبلسم اللطيف الناعم بالنسبة لخديجة


ركضت نحوه كالاطفال و هى تعانقه ب قوة 

قهقه عبد الرحمن و هو يزيد من احتضانها 

ف ابنته هى القطعة الوحيدة التي تبقت من زوجته الراحلة. 


الصفحة التالية