-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 7 - 1 - الخميس 6/6/2024

   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع

1

تم النشر الخميس

6/6/2024


"كيف لي أن أترك القمر وأتطلع إلي النجوم ؟ روادك الشك أني أحب آخري ؟ ومن قال لكي هذا ؟ لما صدقتي ألا تثقي بحبي لك ؟ فقلبي لم يدق لأحد من قبلك ، ولن يدق لأحد من بعدك ، فبعدك أنا سأحيا قديساً عازفاً عن نساء حواء أجمع "

                             "أدهم المعداوي ❤ تمارا المهدي"


هبط الدرج سريعاً واتجه إلي سيارته وقادها بجنون حتي وصل أمام كورنيش النيل صف سيارته جانباً وهبط من السيارة وهو ينهج بشدة يشعر أن النيران التي داخل قلبه وخرجت علي الأرض لحرقت الأخضر واليابس .


اغمض عينه وهو يتذكر ما حدث منذ ساعتين وأوصله إلي تلك الحالة.

كان يوماً طويل ومتعب وما مر به ليس هين بالمرة وكل هذا بسبب تلك الحرباء التي تلون جلدها من حين لآخر كي تستطيع أسر فريستها لكن لن يتركها وشأنها سيجعلها تندم علي تفكيرها الدنئ هذا.

وضع يده علي مقبض الجناح وفتح الباب وتفاجئ بما جعل قلبه ينخلع من مكانه أتسعت عيناه بصدمة أغلق الباب سريعاً وإتجه الي زوجته وهو ينقل بصره بينها وبين الحقيبة التي تضع بها ملابسها .

قطب جبينه بحيرة وتسأل بحذر:

-أنتي بتعملي ايه يا تمارا ؟

ردت دون أن تطلع بوجهه من الأساس:

-زي ما انت شايف بحضر شنطتي.

رمقها بضيق وقال:

-انا شايف فعلاً بتحضري شنطتك بس بتحضريها وراحة فين بيها؟

تركت ما بيده ووقفت في موجته تضم يدها إلي صدرها وتحدثت ببرود:

-أنا وتقي هنسيب البيت.

حدق بها بإستهجان وتسأل :

-نعم بتقولي ايه ؟ هتسيبي البيت انتي وتقي بيت أيه إلي تسبوه انا مش فاهم حاجة ؟

تنهدت بأسي وعقبت:

-انا هاخد تقي وعمر وهنسيب البيت هنروح شقة بابا وماما الله يرحمهم كفاية أوي لغاية كده أنا وأختي مش هنفضل عالة عليكم طول عمرنا.

أتسعت عيناه بصدمة مرددا بعدم إستيعاب:

-نعم ؟ تمشي تروحي فين ؟ وعالة ايه ؟ تمارا إذا كان عشان موضوع جواز أسر أطمني أنا هحله .

هزت رأسها بلا وعقبت:

-وتوقفوا ليه أسر صح هو كلامه صح انا وأختي هنا عالة عليكم ومفروضين عليكم حتي جوازك مني فرض زي ما أسر كان هيتجوز تقي فرض بردوا.

❈-❈-❈

ابتلعت غصة مريرة بفمها وقالت:

-وأنا دلوقتي هنسحب يا أدهم وتقدر تشوف حياتك مع الي تحبها وتستاهلك شوف حابب نطلق امتي وأنا جاهزة وأطمئن عمر تقدر تشوفه في اي وقت وتقدر تاخده يبات معاك كمان.

ظل بحدق بها بصدمة لا يعي حرف واحد مما تقوله هذه البلهاء عن اي فرض تتحدث وأي طلاق تريده ألا تشعر به بحبه  قلبه ينبض من أجل حبها هي فقط .

حرك رأسه بعدم إستيعاب واقترب منها محاولاً ضمها وتهدأتها إلي أنها تراجعت إلي الخلف وأشارت له ان يتوقف بإشمئزاز:

-أبعد يا أدهم وأقف مكانك متلمسنيش خلاص كل حاجة انتهت.

تصنم جسده في مكانه واستطرد بعدم إستيعاب:

-أقف مكاني ؟ ملمسكيش ؟ كل حاجة انتهت ؟ تمارا أنتي أتجننتي أنا أدهم جوزك حبيبك وأبو إبنك أيه إلي حصل لكل البعد والنفور فهميني ؟

ردت بصلابة :

-حالياً يا أدهم أنت أبو أبني وأبن خالتي وبس .

إستفزه بروده وإقترب منها يهزها بعنف:

-هو في ايه بالظبط ايه إلي حصل فهميني ؟

أبعدت يده عنها بعنف وتحدثت بتحدي :

-إلي حصل أن خلاص أكشتفت حقيقتك يا أدهم باشا إنك خاين وأنا مش هقدر أعيش مع واحد زيك طلقني وروح اتجوز يا سيدي بدل ما تبقي زاني.

لم يكن رده سوي صفعة مدوية علي وجهها جعلتها تسقط أرضاً وتنفجر الدماء من شفتيها.

وضعت يدها مكان الصفعة وهي لا تصدق حتي الأن ما حدث هل صفعها بالفعل؟ كيف حدث هذا هذه آول مرة يمد يده عليها.

حدق بها بخزي وأشار إلي نفسه بأسي :

-أنا خاين وزاني يا تمارا ؟ طاوعك لسانك تقولي كده ؟ شوفتي أيه مني يخليكي تقولي كده ؟ أنا عمري ما حبيت غيرك يا هانم والأهم من ده أني بخاف ربنا وبراعيه في كل حاجة بعملها تقولي عني كده طاوعك لسانك تقولي كده ؟

نهضت من مكانها بصمت تام وإتجهت إلي المرحاض وخرجت بعد قليل وهي تحمل بين يدها القميص الذي كان يرتديه وألقته في وجهه وهي تشير بإشمئزاز:

-ايه مش شامم ريحة القميص طيب بلاش ده الروچ الي عليه ؟ خلاص يا أدهم باشا يا بتاع المثل والأخلاق إنكشفت علي حقيقتك.

أمسك القميص بيده وألقاه أرضا وألتفت لها وتحدث بجمود:

-حقيقتي ؟ يا خسارة يا تمارا يا ألف خسارة انا مش هتكلم ولا هدافععن نفسي لكن نهتي كل حاجة بينا مفيش خروج من البيت ده يا هانم ﻻنه بيتك حابة تفضلي في جناح تاني براحتك ومتقلقيش بعد الي قولتيه ده مش هيجمعنا سقف اوضة واحدة تاني.

رمقها بنظرة معاتبة وغادر سريعاً وأغلق الباب خلفه بعنف متجهاً إلي تلك الحية كي يفض لجام غضبه بها.

فاق من ذكرياته المريرة وتنهد بأسي وجلس علي أحد المقاعد الحديدية وهو يحدق بالقمر بشرود تام.

❈-❈-❈

بعد أن تقابل مع أدهم ركض الي داخل الشقة وجد شقيقته تجلس أرضاً ورغم أن شفتيها تنزف بغزارة وعلامات أصابع أدهم مازالت تزين وجهها الي انها تبتسم بإتساع.

وضع الحقائب جانباً واقترب منها متسائلاً بحيرة:

-هو أيه إلي حصل ؟ أدهم بيعمل أيه هنا ؟ هو عمل فيكي ايه؟

نهضت من علي الأرض وتحدثت مبتسمة بخبث:

-مش مهم ايه الي حصل ولا هو بيعمل ايه هنا الأهم أن خطتي ماشية زي ما رسمتها بالظبط.

إبتسم لؤي ساخراً وهو يشير إلي معالم وجهها:

-بجد؟ بالكف المعلم علي وشك ده ؟

رمقته شذرا وقالت:

-تعرف تخرس خالص وما أسمعش صوتك ؟

زفر بحنق وقال:

-تصدقي بالله أنا غلطان أصلاً أني أتكلمت معاكي هروح اكل أحسن.

أخذ الحقائب وإتجه إلى الطاولة كي يفرغ الطعام ويتناوله ولكن جذبته من ذراعه وتحدثت بلهفة:

-أستني مش وقت طفح خالص أنت هتكلم أسر.

التفت لها بعدم فهم وتسأل:

-هكلم أسر ليه وأقوله أيه مش فاهم ؟

 رمقته بضيق وقالت:

-أنا مش فاهم الصراحة أنت أزاي أخويا وغبي كده ركز يا غبي أنت هتتصل بيه تقوله إنك كنت بره وجيت لقيت باب الشقة مفتوح وأنا واقعة علي الأرض ومغمي عليا.

أومأ بإيجاب:

-طيب وبعدين ما هو هيجي من بره يلاقيكي فوقتي ؟

دبت بقدمها علي الأرض بغيظ وقالت:

-أرحمني بقي يا أخي وركز معايا ايه الغباء ده انا هدخل اوضتي وأنام علي سريري كأن حضرتك إلي شلتني وجبتني هنا فهمت؟

مط شفتيه بحيرة وقال:

-طيب وبعدين ؟ يعني هكون جايبه يفوقك يعني طبيعي أنا الي هفوقك مش هستناه لما يجي.

تنهدت بضيق وقالت:

-لا مش هتفوقني قوله مش راضية افوق والباقي عليا لما يجي فهمت ؟

حرك راسه بيأس :

-ما فهمتش بس تمام.

❈-❈-❈

تجلس أرضاً مستندة بظهرها علي حافة الفراش وتضع يدها علي وجهها لا تصدق حتي الأن أن أدهم قام بصفعها ! آول مرة يرفع يده عليا أو يرفع صوته من الأساس لما كل هذا لأنها كشفت خيانته لها ؟ ماذا كان يريد أن تظل صامته كأنها لم تري شئ ؟

نهضت بتثاقل وأكملت ضب حقيبتها فهي لن تنتظر أن يأتي الصباح حتي ستترك البيت في جنح الليل لا تريد رؤيته ولا التواجد معه بمكان واحد حتي.

إنتهت من ضب أغراضها وقامت بتغير ملابسها وحملت حقيبتها وشملت الجناح بنظرة أخيرة وبعدها غادرت الجناح وإتجهت الي غرفة شقيقتها وفتحت الباب ودلفت دون أن تطرق الباب حتي.

كانت لا تزال تقي مستيقظة ما أن رأتها حتي إعتدلت علي الغور وأتسعت عيناها ما ان رات وجه شقيقتها وتسألت بفزع:

-مالك يا تمارا ايه الي حصل ؟

الصفحة التالية