-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 8 - 1 - الأحد 16/6/2024

 قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن

1

تم النشر الأحد

16/6/2024


"من أصعب أنواع الخذلان أن تأتيك الضربة من أقرب الأقربون لديك من تظنهم عونا و سندا لك ، ولكن تفاجئ بطعنهم لك ماذا ستفعل وقتها ؟ هل ستغفر لهم وتلتمس لهم العذر ، أم سيكون لك رد فعلاً أخر "


أدهم المعداوي 💔 أسر المعداوي 


تراجع إلي الخلف عدة خطوات ويده مازالت مكان الصفعة التي بادره بها شقيقه يشعر أنه في كابوس مزعج مؤكد هذا ليس حقيقة هو مجرد كابوس بشع سيفيق منه لا محالة هذا ليس شقيقه الذي كان بمثابة إبن أكبر له وصديق مقرب كيف أن تأتي الطعنة منه هو ؟


أتسعت عيناه بصدمة ما أن وجد إبنه الأصغر يصفع شقيقه الأكبر هبط الدرج سريعاً ووقف في مواجهة أسر وقام بإمساكه من لياقة ملابسه مرددا بعدم إستيعاب:

-أنت أتجننت يا أسر أيه إلي عملته ده بتمد إيدك علي أخوك الكبير يا حيوان.

وضع يده علي يد والده وأبعدها عنه متمتما ببرود:

-إبنك إلي بدأ الآول يا بابا إبنك لما راح لنيڤين بيتها هددها تبعد عني وضربها كمان.

صدم من حديث أسر وألتفت إلي إبنه الآخر وتسأل:

-إلي أخوك بيقوله ده حصل يا أدهم ؟

تطلع إلي والده وتحدث بنبرة حادة:

-أيوة يا بابا حصل وأنا مغلطش في إلي عملته ولما مبعدتش عنه هقتلها يا بابا دي شيطانة والبيه ماشي وراها مغيب تماما ولاغي عقله .

صاح الآخر بجنون:

-فكر بس مجرد تفكير أنك تقرب منها يا أدهم وقتها هتبقي مراتك قدام مراتي الآلم ده أنت إلي اخدته رغم أن مراتك هي المفروض أنها تاخده .

عند هذا الحد لم يستطيع أدهم أن يظل صامتاً وتجاوز والده وأمسكه من تلابيب قميصه متمتما بفحيح:

-أنت هتواسي مرات أخوك بالزبالة دي ؟ فكر بس مجرد تفكير تقرب من مراتي بكلمة يا أسر وقتها هدفنك في مكانك .

"أيه يا ولاد المعداوي عياركم فلا خلاص ومبقاش فيه إحترام ليا ولا أمكم ؟

نطقها سراج بعصبية شديدة.

ابتعد أدهم عنه وألتفت إلي والده وتحدث بنبرة حادة:

-حضرتك سامع هو بيقول ايه يا بابا ؟ عايزني اسكت ليه ؟

❈-❈-❈

###

هز سراج رأسه بأسي وقال:

-لأ تمسك أخوك تضربه وتمد إيدك عليه صح ؟ ايه يا ادهم أيه يا أسر أيه إلي حصل لكم يا ولاد دي آخرة تربيتي ليكم بتمدوا إيدكم علي بعض وأنا عايش ؟ طيب لما أنا وأمكم نموت هتعملوا ؟

قطع حديثه صوت إرتطام شديد يتبعه صراخ أسيل بوالدتها:

-ماما……

ألتفت الجميع إلي مكان الارتطام تفاجوا بجسد عليا ملقيا علي الأرض مغشياً عليها.

ركض الجميع إليها وكان أسرعهم أدهم الذي حملها سريعاً متجها بها إلي غرفتها وهي يصيح بشقيقه:

-أطلي الدكتور بسرعة يا أسر .

أومأ بإيجاب واخرج هاتفه سريعاً من جيبه وضغط علي عدة أزار وانتظر حتي يجيب الطرف الآخر.

بعد قليلاً تتمدد عليا علي الفراش وزوجها يجلس جوارها من جهة والجهة الآخري تجلس جوارها إبنتها والطبيب يقوم بفحصها.

بينما في الخارج يقف أسر جانباً بصمت تام وهو يتجاهل النظر إلي شقيقه بينما نظرات الآخر منصبة علي زوجته التي تنكمش جوار شقيقتها وتتهرب من النظر إليه .

فتح الباب وخرج الطبيب وخلفه سراج اتجه إليه أدهم متسائلاً بلهفة:

-خير يا دكتور طمني ماما عاملة أيه ؟

ألتفت الطبيب اليه وتحدث بعملية:

-إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم هو إلي سبب لها الإغماء.

صمت قليلاً وهتف معاتبا:

-وبعدين مش أحنا قولنا نبعدها عن أي ضغط عصبي أيه إلي حصل وصلها لكده ؟

تطلع أدهم وأسر إلي بعضهم بضيق وصمتوا بينما رمقهم سراج شذرا وقال :

-أطمئن يا دكتور إلي حصل مش هيحصل تاني خالص.

أومأ بإيجاب وقال:

-أتمني ده إلي يحصل فعلاً علي العموم أنا اديتها حباية تنزل الضغط بإذن الله تفوق وتبقي بخير بعد اذنكم .

تحرك الطبيب وخلفه أسر ليقوم بإصاله التفت سراج إلي أدهم وقال:

-أتفضل ورايا علي المكتب أنت والبيه التاني.

إستدار بجسده إلي تمارا وتقي وتحدث بنبرة ذات معني:

-دوركم جاي يا هوانم عايز اعرف تفسير الشنط إلي معاكم كنتوا لابسين وراحين فين في وقت زي ده.

تحلت تمارا بشجاعة وقالت:

-أنا وتقي سايبين البيت هنروح نعيش في بيت بابا وماما الله يرحمهم.

إبتسم ساخراً وعقب:

-قصدك هربانين يا تمارا ؟ طيب تقي وممكن أديها عذرها لكن الهانم المحترمة بنت الأصول سايبة بيتها وبيت جوزها وماشية ليه ؟

ردت بإقتضاب:

-عشان أنا وأدهم خلاص وصلنا لحيطة سد ومبقاش ينفع نكمل مع بعض.

ألتفت إلي ولده وتسأل:

-ايه الجنان إلي مراتك بتقوله ده يا ادهم ؟

رمقها شذرا واستطرد قائلاً:

-مفيش حاجة يا بابا مشكلة صغيرة مع الهانم بس هتتحل بإذن الله.

تنهد بضيق وقال:

-أتمني أتفضل قدامي علي تحت.

تحرك سراج متجها إلي الأسفل وحدق هو بزوجته بنظرة مشتعلة وتحرك خلف والده إلي الأسفل.

❈-❈-❈

رمقت شقيقتها بعتاب وقالت:

-عجبك إلي حصل ده يا تمارا ؟

زفرت بحنق وعقبت:

-لأ بتهزري هو أحنا السبب في إلي حصل لخالتو ؟ أدهم وأسر السبب البيه كمان رايح بيتها.

هزت تقي رأسها بيأس وقالت :

-لأ بجد كده كتير أنتي بتشكي في أدهم ؟

ردت الأخري بثقة:

-أنا كنت الآول شاكة لكن دلوقتي بقيت متأكدة البيه راح لها كمان مش عايز اخوه يتجوزها عشان يتجاوزها هو.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-,نعم انتي بتهزري صح اصل أكيد مش بتتكلمي عن ادهم حبيبك وجوزك وأبو إبنك إلي أحنا كلنا نعرفه ؟ تمارا أدهم بيحبك خليكي واثقة من ده علاقتي بأسر بلاش تحطيها في إعتبارك لأن أسر محبينش أما كنت مفروضة عليه حبي حب مفروض لكن أنتي غير أدهم هو إلي فضل يحب فيكي ويقرب منك عشان يعرف مشاعرك قبل ما يفاتح عمو وخالتو الوضع غير.

ردت تمارا بإصرار:

-تقي أنتي مش فاهمة حاجة خليكي بعيد أفضل .

تنهدت تقي بيأس وقالت:

-براحتك يا تمارا قومي نشوف خالتو ونطمئن عليها.

أومأت بإيجاب وقالت:

-تمام.

❈-❈-❈

يقف الإثنين أمام والدهم كالطفلين المذنبين ليس كرجلين أحدهم في نهاية عقده الثالث بينما الآخر في منتصفه.

بينما يجلس والدهم وهو يحدق بهم بإمعان شديد وصمت مطبق يسيطر على المكان.

قرر قطعه وتحدث بثقة وهو يطالع ابناءه بخزي وحسرة:

-آخر حاجة ممكن تخطر في بالي إنكم تقفوا قدامي بمنظركم ده بتمدوا إيدكم علي بعض ؟ وعشان مين ؟ عشان واحدة ست ؟ أنتوا أخوات دم واحد بمزاجكم أو غصب عنكم الحبيبة تتعوض الزوجة تتعوض الابن يتعوض الاخ ميتعوضش سامعين الاخش مش بيتعوض نقدر نتجوز واحدة وأتنين وتلاتة ونخلف بدل العيل واحد وأتنين وتلاتة واربعة كمان لكن مهمها نعمل ده كله اخويا هو أخويا مينفعش أغيره مش هقدر أعوضه أحنا لما بنقع أو يحصل لنا حاجة اول كلمة بنقولها أخ أنتوا السند والأمان لبعض يا ولاد انتوا السند والأمان لبعض إلي حصل النهاردة ده ميحصلش تاني اتفضل يا أسر أتأسف لأخوك.

تطلع أسر إلي والده وهتف بغلاظة:

-وليه أنا إلي أعتذر ؟ هو مين الي غلط الآول ؟

تحدث والده بهدوء:

-أنت إلي مديت ايدك علي أخوك الكبير وقولت كلام كتير ميصحش ينقال أما موضوع نيڤين أنا هتكلم فيه مع أدهم.

رد أسر بتحدي:

-تمام لو حضرتك حابب أني أعتذر لأدهم يبقي هو يعتذر لنيڤين .

نهض الاخر وضرب علي المكتب بعصبية شديدة:

-أنت أتجننت يا أسر ولا أيه أنت بتتحداني ولا أيه ؟

هتف سريعاً بإيضاح:

-لأ مش قصدي يا بابا بس…

الصفحة التالية