رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 9 - 1 - الخميس 20/6/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع
1
تم النشر الخميس
20/6/2024
"الشك ما هو إلا فراغ صغير الحجم لكن إذا دخل في علاقة بين إثنين فهذه العلاقة إما ستنتهي أو ستبوء بالفشل ، إلا أذا كان للقدر رأي آخر وإنكشفت الغمة ورفع الستار ودفن الشك قبل أن يولد"
أدهم المعداوي ♥️ تمارا المهدي
ابتسمت ساخرة وهي تضرب كف بكف وهي تشير الي نفسها:
-لا بصراحة ممثل هايل تصدق أنا نفسي صدقتك ؟ خلاص يا أدهم حكايتنا انتهت خلاص بعد ما إكتشفت حقيقتك.
تراجع إلي الخلف عدة خطوات وتسأل بحذر:
-إكتشفتي حقيقتي ؟ وايه هي بقي حقيقتي دي يا مدام ؟
تطلعت له بإحتقار وقالت وهي تشير عليه بأسف:
-إنك زاني يا أدهم .
أتسعت عيناه بصدمة وما كان رده سوي صفعة مدوية علي وجهه زوجته أسقطتها أرضاً وهي تصرخ بآلم .
أيقظت الوحش الثائر داخل وتحرك تجاهها وجهه لا يبشر بالخير بينما هي تتراجع إلي الخلف بخوف من نظراته.
إقترب منها وجلس علي قدمه أمها وهو يضغط على يده بقوة يحاول منع نفسه من الفتك بها الأن .
تحدث بفحيح وهو يرمقها شذرا:
-أنا زاني يا تمارا ؟ لسانك طوعك تقوليها ؟
بصق جانباً واستقام واقفاً واتجه إلي الفراش وجلس عليه واضعاً وجهه بين كفيه.
ظلت جالسة كما هي تخشي أن يقوم بضربها وتعنيفها فما قالته ليس بالهين رفعت رأسها بحذر وجدته جالساً علي هذا الوضع وصوت أنفاسه عالية دلالة على عصبيته المفرطة .
استندت عليها يدها ونهضت بتثاقل تجر أذيال الخيبة متجهة إلى خارج الغرفة لكن أوقفها صوته الأمر.
"أقفي مكانك"
قالها بجمود دون أن يرفع رأسه حتي.
توقفت أمامها واستدارت بجسدها متمتمة بإنكسار:
-نعم عايز تقول ايه تاني ؟
رفع رأسه تطلع لها قليلاً وأشار لها بيده أن تقترب منه:
-تعالي يا تمارا.
حدقت به بتردد وبعدها تحركت إليه بخطي وئيدة ووقفت أمامه وهي تتهرب بأبصارها عنه وتحدق أسفل قدماها.
رفع الآخر رأسه وحدق بها لثوان قبل أن يرفع يده ويمسك يدها ويقربها منه بحذر ويجلسها علي قدمه وضمها بقوة دافنا وجهه بين ثنايا عنقها مما أثار حيرة وقلقك الآخري.
❈-❈-❈
ولج إلي الشرقة يحدق في السماء بشرود يحاول صرف ذهنه عن ما مر اليوم.
زفر بحنق يشعر أن الهواء قد نفذ من حوله سحب المقعد القريب منه وتهاوي عليه مستنداً برأسه إلي الخلف لا يصدق انه وقف في وجه شقيقه والادهي أنه مد يده عليه كيف فعل هذا لا يدري.
أدهم بالنسبة إليه ليس شقيقه الأكبر فحسب بل أنه أباه الروحي ومثله الأعلي في كل شئ ، لكن ما فعله ليس بالهين كيف يتهجم عليها ؟ والأدهي يمد يده عليها ؟ مازال عقله لا يستعب حتي الآن!
أدهم شقيقه مثال للقيم والمثل والمبادئ كيف ينحيها جانبا ويفعل هذا ؟ هل وصل كرهه وحقده إلي نيڤين إلي هذا القدر ؟ ولكن لماذا هي فتاة ممتازة لا يري بها عيب واحد من الأساس! هو علي يقين أن تقي لها دخل في ذلك لو لم تكن بحياته ما كان رفض والديه هذه الزيجة ولما كان فعل أدهم هذا لكن هو أحبها ويريدها امرأته ماذا فعل ليقابل هذا الجمود والرفض لو كان الوضع مختلف وتقي هي من رغبت في الزواج من غيره كانوا سيفعلوا معها مثل ما فعلوا معها ام أن الوضع سيكون غير ؟
"يا إلهي أنت تعلم بحالي رد علي سؤالي ، أرح قلبي وروحي ، أشعر بإهتزاز كياني ، لا أدري أنا الجاني ، ام أنا المجني عليه "
لم افعل شئ سوي أنني أحببت وأخترت من أريدها زوجة وأم لأطفالي لم أخطأ في هذا من الأساس وهذا أبسط حق من حقوقي في الحياة لم يودوا أن يسلبوه مني دون وجه حق.
تنهد بضيق وحدق بأشعة الشمس التي بدأت في الظهور بعد أن إبتلعت أشعتها ضوء القمر وانشقت معلنة عن بداية يوم جديد يتمني بداخله أن يكون يوماً هادئاً وأن تستقر الأمور عند هذا الحد .
نهض بتثاقل مستندا علي منكبي المقعد واتجه إلي الداخل وألقي بثقل جسده علي الفراش دون أن يعبئ بتغير ملابسه فكل ما يريده الأن هو النوم والهروب من الواقع لا غير.
❈-❈-❈
ظل يضمها بقوة وصمت مطبق لا يقطعه سوي صوت أنفاسه الثائرة وصوت أنفاسها المضطربة.
واخيرا قرر رفع حاجز الصمت ابعد رأسه عنها وعدل من وضعيتها علي قدمه حتي أصبح وجهها مقابلا لوجهه.
رمقها قليلاً بنظرات ثاقبة يود ثبر أغوارها قبل أن يتحدث بجدية:
-بتحاول تقرب مني وترمي شباكها عليا ولما فشلت رمت شباكها علي أسر.
تطلعت له بعدم إستيعاب وأكمل بأسي:
-كنتي نايم علي الكرسي مصدع فجأة فتحت عيني لقيت الحية دي حضناني ولفه أيدها حاولين رقبتي وطبعت الروچ علي القميص قمت بعدت عنها وضربتها وطردتها من الشركة عرضت عليا نفسها كمان من غير جواز حتي لكن لما فشلت توصل معايا لنتيجة جريت علي أسر قلبت الصورة كاملة رجعت مش طايق نفسي ولا حتي هدومي أول ما وصلت رميت هدومي علي الأرض وجريت وقفت تحت المياه أنضف جسمي من لماستها خلصت وخرجت من الحمام وحطيتهم في باسكت الغسيل قبل ما تشوفيهم وتفهمي غلط.
أبعدها عنه برفق ونهض واقفاً معطيا إياها ظهره واضعاً يده بجيبه وأسترسل بإيضاح:
-دي الحقيقة كاملة يا تمارا حابة تصدقي براحتك مش حابة براحتك..
صمت قليلاً يأخذ نفس عميق قبل أن يستدار لها ويتابع حديثه بجدية:
-تمارا أنا لو مش بحبك مكنتش أتجوزتك فهمتي متقرنيش نفسك بنفسك وأسر رغم أني واثق ومتأكد أن أسر بيحب تقي وفوق ما تتخيلي لكن أسر هوائي وده سبب التخبط إلي عنده ده .
رمقها معاتبا وعقب:
-ده بيتك وبيت تقي يا تمارا ولو حد هيمشي من هنا لو الظروف حكمت بده هيبقي أنا وأسر يا بنت الناس كان فين عقلك وأنتي شايلة ابنك وساحبة اختك وخارجين في وقت زي ده من البيت ؟ قدر حد اتعرض ليكم وقتها هتعملوا أيه ؟ لو مكنتش رجعت في الوقت المناسب كان ممكن يحصل معاكم أيه ؟ أنا مجرد إلي حصل بينا محستش بنفسي غير وأنا في بيت الحية دي بطلع غلي وتعبي فيها طيب لو كان حصل ليكم حاجة كنت هعمل أيه وقتها ؟
ظلت تسترق السمع إلي كلامه وداخلها ينتفض بشدة تكاد تجزم انه يستمع إلي دقات قلبها الأن من سرعته وقوة ضرباته .
لا تدري بما تجيبه هي مخطئة بالفعل ليتها استمعت إليه أو تحدثت معه بجدية تامة ما كان وصلوا إلي هذا.
وقفت بتردد تتجه له تود أن تلقي بنفسها داخل أحضانه لكنه تراجع إلي الخلف عدة خطوات مستطردا:
-خليكي مكانك يا تمارا أنا كده وضحت ليكي الصورة كاملة وزي ما وعدتك هسيبك ليكي الجناح عشان تبقي براحتك .
قالها واستدار بجسده متجهاً إلي الخارج ولكنها كانت اسبق منه وركضت خلفه وضمته من ظهره بلهفة وتشبثت بقميصه كطفلة صغيرة تأبي أن يتركها والده.
تصنم جسده ودبت قشعريرة بثائر جسده جراء لمساتها البريئة رفع يده سريعاً يود إبعاد يدها قبل أن ينساق وراء قلبه ويأخذها داخل أحضانه ضارباً بما حدث في عرض الحائط لكنه تماسك لآخر لحظة وأمسك يدها يود إبعادها عنه ولكن أوقفه صوتها الراجي الذي جعل الدماء تتدفق في اوردته بقوة فقلبه الأن أصبح قاب قوسين أو أدني لا يدري يلتفت لها وينسي ما مضي أم يظل علي جموده حتي تتعلم الدرس جيداً.
"متسبنيش يا أدهم أنا بحبك"
هتفت بها برجاء وهي تشدد من ضمه بقوة تمرمغ رأسها علي ظهره كقطة صغيرة تحاول إستعطاف صاحبها كي يطعمها.