رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 2 - السبت 1/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر يوم السبت
1/6/2024
❈-❈-❈
فمع الأسف رضخت للامر وهي لا تفهم حتى الآن ما الذي فعلته حتى يشك بها بتلك الطريقه، بينما هو رغم اعتراضها عليه إلا أنها اضطرت أن ترضخ مجبرة لرغبته، لكن هذا لم يمنعه عن التفكير في شيء أخر ولم تذهب كل تلك الشكوك إلا عندما تاكد من طهارتها وأنها بكر، فقبل قليل كان يقف بالخارج منتظر الطبيبه تخرج وتخبره أنها مازالت آنسة و بالفعل قد حدث! فكـادت دقات قلبه تصم أذنيه من فرط الارتباك والتوتر وهو يخشي أن تكون ضحي مثلها مثل طلقته السابقه .
لكنه تنفس بصوت مسموع براحه كبيره ماسحًا حبات العرق الغزيرة من على جبينه.. شاعراً أنه أحسن الإختيار هذه المره بالفعل، و هنا لم يشعر بنفسه إلا وهو يهب واقفًا بتلهف كبير ولوي ثغر للجانب مُشكلًا ابتسامة عريضة ولمعت نظراته ببريق الفرحا.
وكانت ضحي تقف بالخلف وهي تراقب كل انفعالاته! وعندما شعر بالسعاده بعد أن اخبرته الطبيبه بالأمر تجهمت قسمات وجهها إلى حد كبير فمعني ذلك كان يشك في امرها دون ان تفعل له شيء يوحي الى ذلك؟ حقا لم تفهم أمره هذا ولما يفكر بتلك الطريقه بها .
اندفع فجاه مباشرة في اتجاهها ليضع قبضتيه على ذراعيها هاتفاً بتلهف وهو يضغط عليهما
= استني يا ضحى مش سامعني عمال انده عليكي
تقطعت أنفاسها وهي تردد بصوتها الممزق من البكاء بحسرة متأملة إياه بخيبة أمل
= عاوز مني ايه تاني؟ مش عملت لك اللي انت عاوزه واتاكدت ان انا مش بكدب، ابعد عني وما لكش دعوه بيا بقى
جاهد الآخر ليمتص غضبها، هو مدرك لعدم تقبلها لذلك الأمر حتماً لكن من وجهة نظره لم يكن لديه أي بديل سوى القبول به
=طب اهدي وكفايه عياط الناس عماله تتفرج علينا، تعالي نقعد في اي مكان تكوني هديتي شويه
صـاحت بنبرة غاضبة حتى بات صوتها الهادر ملفت للأنظار
= مش هاجي معاك في حته ولا هروح سيبني في حالي بقى، عشان انا مش طايقاك ولا طايقه نفسي ومش عارفه ازاي طاوعتك و عملت اللي انت عاوزه.. بس انا اللي استاهل كل حاجه عمال اوافقك عليها واقول لك ماشي وكل ده عشان إيه، يا شيخ ملعون ابوه الجواز على الناس على اليوم اللي عرفتك فيه
رد بصوت خفيض يشوبه الارتباك
= طب حقك عليا واهدي انا آسف، عارف ان انا زودتها المره دي معاكي حق بس ما تزعليش مني خلاص
لم تتمكن ضحي من السيطرة على ارتجافتها المتواصلة من فكرة تعرضها لموقف مهين كذلك أن تذهب بنفسها مع زوجها المستقبلي لتفعل كشف عذريه لعدم ثقته بها موقف صعب حقا عليها، بكت رغمًا عنها متنهدة بشهقات خفيفة مكتومة ثم واصلت صراخها المتشنج قائله بعتاب عنيف
= منذر تعرف تمشي من قدامي عشان انا حقيقي حاسه ان انا هعمل حاجه في نفسي وفيك لو فضلت تعتذر وتتعامل كان الموضوع عادي .
أشفق منذر عليها بشدة وشعر بالذنب والندم بسبب طلبه المتهور ذلك! ثم هز رأسه معترض وهو يبرر لها
= انا مش بتعامل مع الموضوع عادي ومش هسيبك لوحدك وانتٍ بالحاله دي! وبعدين خلاص مش اللي حصل حصل فهدي بقى وبطلي عياط واحنا ولاد النهارده
صرخت فيه ضحي بحدة مستنكرة قسوته
= آه طبعاً بتقول لي الكلام ده بعد ما اتاكدت أن ما حدش لمسني، انا نفسي اعرف بجد ايه اللي انا عملته عشان يخليك تشك فيا في حاجه زي كده.. شفت مني ايه يا منذر عشان تشك في اخلاقي!.
رد عليها منذر بجدية وهو مسلط أنظاره المزعوجة عليها
= ما شفتش حاجه انتٍ عندي و بالنسبه لي من النهارده.. لا من أول عرفتك كمان اكثر بنت جميله و محترمه وما فيش في أخلاقها ومش هلاقي زيك لو خسرتك في يوم، بس هو العيب فيا انا حقك عليا .
ربما الحديث لمس قلبها حقا لكن كانت في وضع لا يسمح لذلك، هتفت فيه متسائلة بنفاذ صبر وقد بدأت كمن يقف على حمم متقدة
= يعني ايه العيب فيك مش فاهمه حاجه، هو انت ليه على طول كلامك غامض وتصرفاتك غريبه ما تخليك واضح وصريح معايا انت كمان، مخبي عليا ايه ولا في ايه بالظبط
رد عليها بإصرار صــارم ومريب وقد ضاقت نظراته للغاية
= كل حاجه هتعرفيها في وقتها صدقيني، و الله العظيم عمري ما كانت في نيتي اؤذيكي ولا اجرحك زي دلوقتي... ولا حتى نفسي اظلمك معايا! انا عارف ان ده اوحش شعور ممكن تحسي بي و انا جربته قبل كده عشان كده مش هقبله على غيري.. مش مهم تفهمي دلوقتي خليكي مكمله معايا للآخر وانتٍ هتفهمي كل حاجه بعد الجواز
نظرت إليه نظرة غاضبة للغاية، فتجمدت نظراتها على نقطة ما بالفراغ، وقبل أن يعبث شيطان رأسها أكثر بأفكار سيئة أخرجها منذر من شرودها هاتفاً باسمها وهو يفرقع بإصبعيه أمام وجهها، لترد هاتفه بسخرية بعبث
= مش بقول لك غامض انا مش فاهمه منك حاجه وانت مش صريح علي فكره، ايه المانع أنك تقول لي دلوقتي ايه اللي مخبي عليا ولا مبرر لتصرفاتك دي؟ ليه طول الوقت كل ما أسألك عن حاجه تقول لي بعد الجواز هتعرفي ليه مش دلوقتي إيه اللي هيتغير بعد الجواز من دلوقتي .
سلط منذر أنظاره المرهقة عليها ليقول بغموض أكثر
= بالعكس يا ضحى انا اكتر واحد صريح ممكن تقابليه في حياتك، مش بعرف اكدب ولا اللوع زي غيري يعني كان ممكن اقول لك اي حاجه واخترع قصص بس انا مش عاوز كده.. و الأفضل ان كل حاجه تكون واضحه بعد ما نتجوز أو انتٍ كده كده كل حاجه هتكون واضحه قدامك لوحدها
ردت عليه بنبرة محبطة وهي تنظر لها شزرًا
= رجعنا تاني لكلامك اللي مش مفهوم، ايه تكونش لسه مش واثق فيا اكتر من كده
أخذ نفسًا عميقًا، وزفره على مهل وهو يقول باعتراض حذر
= لا خالص الموضوع ما لوش علاقه بالثقه، و حتى لو ده السبب صدقيني العيب مش فيكي زي ما قلت لك، انا اللي كل الظروف المحيطه حواليا هي اللي خلتني مجبور ان انا ما اثقش في حد بسهوله.. و..
قاطعته متسائلة بجمود قاسي
= وياتري من ضمن الناس اللي خلوك ما تثقش في اللي حواليك كانت الهانم طليقتك القديمه
رد عليها منذر بحذر
= اشمعنا هي بالذات اللي قلتي عليها
هزت رأسها بطريقة تهكمية فابتلعت ريقها مرددة بابتسامة باهتة
= اه صح ما انا ما قلتلكش ما اعرفش هي جابت نمرتي منين بس لقيتها بتبعتلي صوره وانا واقفه مع والد طفل كنت بديله دروس و كان بيحاول يتحايل عليا ارجع تاني ادي لابنه دروس اكمني يعني كنت بستنى عليه في المصاريف وما كنتش بغليها، بس انا حاولت اشرحله وضعي وان انا خلاص قريب هتجوز وجوزي رافض الموضوع ده وهو تفهم في النهايه وشكرني وابتسملي بامتنان قبل ما يمشي، وهي استغلت الوضع ده وصورتني مش عارفه إزاي وبعتتلي الصوره وهديتني ان انا لو ما بعدتش عنك وسبتك هتبعتلك الصوره وتقول لك أن اعرف الراجل ده وعلي علاقه بيه!؟. بس انا ما هديتهاش اهتمام لان كلامها مش صح قلت لها اعملي اللي انتٍ عاوزاه .
نظرت له وهي تضيف بنفور
= فيعني واحده بالاخلاق والشر ده والكره الفظيع اللي انت بتكرهه ليها كل ما تشوفها ولا تجيب سيرتها قلت اكيد ان انت ما كنتش على وفاق خالص معاها وأن هي ما كانتش سهله
أطلق منذر لفظًا مسيئة من بين شفتيه بغيظ يلعن غاده واليوم الذي تزوجها بصوت خفيض معبرًا عن سخطه الكبير من فروغ صبرة من أفعالها، رمشت بجفنيها بعبوس لكنها لم تعقب عليه.. بينما زاد ضيق نظرات منذر لتصبح أكثر خطورة بعد تلك الكلمات وقد بدأ يفهم لعبه تلك الحقيره التي ادخلت الشك داخله، وهتف من بين أسنانه بعصبية عدائية
= انا في حياتي ما شفتش انسانه زباله زيها، الله يسامحه ابويا هو اللي دبسني فيها ومش قادر يصدق كمان انها بالشر ده لحد دلوقتي.. انا مش عارف أصلا اقول لك ايه ولا اللي كنت بشوفه معاها من قرفها، ده انا كل يوم بصحى بحمد ربنا انها ما عدتش في حياتي.. ويا ريتها اكتفت باللي عملته فيا زمان راجعه دلوقتي برده تدمر حياتي.. بس انا مش هسمحلها وما فيش حاجه هتفرقنا غصبا عن عينيها هنتجوز
دنا منها متابعًا بتنهيد، ونظر لها مطولًا بنظرات حانية ثم رسم على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يقول بهدوء رقيق
= حقك عليا يا ضحى انا اسف بجد انا اللي كنت غبي وخليت شكوك ملهاش اي لازمه تسيطر على عقلي واجبرك تعملي حاجه زي كده.. بس اوعدك خلاص من النهارده مش هسمح لاي حاجه تخليني أشك فيك ولا تفرقنا
جمدت هي من تعابير وجهها، وأشارت بكفها نحوه قائلة بوقاحة متعمدة إنهاء الحوار معه
= انا عاوزه اروح ممكن تبعد من قدامي .