رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 3 - السبت 1/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
3
تم النشر يوم السبت
1/6/2024
وجد ان الحديث في تلك اللحظه لم يفيد لذلك وافق على طلبها، وهي بصعوبه شديده وافقت ان يوصلها لمنزلها وصعدت في الخلف عدل هو من وضعية المرآة ليطالع من خلالها وجهها الحزين بأسف.. وحاول بكل الطرق ان يفتح معها الحديث مجدداً ويعتذر لكنها لم ترد، و ظل يشتم نفسه على غبائه وان سمح لخبيثه مثل غادة تقتحم حياته مره ثانيه و تدمرها.. لكن ليكن صريح مع نفسه ليست السبب الوحيد الذي جعله يشك في أمر ضحى ويطلب منها هذا الطلب!!. بعد فتره كان قد وصل بها أمام مدخل البناية وحينما أوقف سيارته فتحت الباب وهبطت على ساقيها سريعًا منه لتهرب منه قبل أن يحاصرها مجدداً.
سلط منذر أنظاره للأعلى محدقًا في الشرفة العلوية قاصد منزلها لعلها تخرج ويطمئن بانها وصلت بخير مثل ما كانت تفعل كل ليلة يوصلها بنفسه، لكن مر وقت طويل دون فائدة، تحرك خطوه للامام مخرجًا من صدره تنهيدة حار قبل أن يرحل .
❈-❈-❈
نهض آدم بالفعل حتى يرتدي ملابسه ويذهب الى العمل، بينما بالخارج نقلت ديمه أطباق الفطور الي داخل المطبخ وبدأت تغسل الصحون وبعدها صارت بطريقها الى غرفتها لكن تفاجأت بجرس الباب يرن! ترددت في البدايه تفتح لكن بالنهايه حسمت أمرها و ذهبت هي تفتح فبالتاكيد هو بالداخل لم ينتهي من تغيير ملابسه.
لتجد اشقائها الاثنين امام الباب! أبتسمت باتساع وقد رحبت بهم بشدة باشتياق، وبعد وقت خرج آدم وسلم عليهم واستاذن للرحيل حتى يتركهم يتحدثون براحه أكثر... ظلت رانيا تتحدث عن عده مواضيع كثيره و اطمأنت عليها، بينما قد لاحظت ديمة سكون زينب المريب، فتعجبت من أمرها وتساءلت
= مالك يا زينب؟ في حاجة حصلت؟
نظرت إليها باهتمام تراقب تعيبر وجهها، هاتفًة بعبوس
= لأ، عادي!
عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة بعدم اقتناع
= أصل شكلك متاخد كده و ساكته
هزت رأسها بعدم مبالاة ثم قالت متسائلة بفضول كبير
= سيبك مني وطمنيني عليكي هو إللي إسمه ادم ده عمل لك حاجه؟ يعني ايه اللي حصل امبارح اول ما دخلتي من الباب اوعي يكون لمسك ولا...
قاطعتها رانيا بحده وهي ترمقها بنظراتها المغتاظة
= في ايه يا زينب ايه الاسئله دي ما احنا اول ما دخلنا سألتها قدامك وقالت لي انها كويسه يعني اكيد لو حصلت حاجه كده ولا كده غير اللي اتفقنا معاه عليه، كانت قالت لنا على طول وبعدين من الشكل الحاجات دي بتبين و هي قدامك قاعده مرتاحه عكس ما كانت امبارح عماله تعيط يبقى بالعقل كده ايه اللي هيكون حصل.
سلطت زينب أنظارها عليها وصاحت بصرامة
= جري إيه يا رانيا مالك طلعتي فيا كده ليه؟ الحق عليا بطمن على اختك.. وبعدين مش شرط لو نيته فيها حاجه وحشه هيعملها من اول يوم وهو عارفه و متاكد ان احنا هنيجي نزورها النهارده قبل ما نمشي ونروح بيوتنا
نفخت رانيا بضيق ويأس، ثم ردت عليها بغيظ
= ما فيش فايده فيكي.
تنفست ديمة بصوت مسموع ثم رسمت
ابتسامة علي شفتها زائفة تخفي الخوف و التوتر مثلها وأكثر فهي ما زالت لم تؤمن له لكن حاولت ان تطمئن نفسها وتطمئن أشقائها أيضاً نظرت لهم بأعين متوهجة وهي تشرح ما حدث معها ليلة أمس و الذي كان عكس توقعتها
= خلاص اهدي يا زينب انا كويسه ما تقلقيش انا فاهمه قصدك وانا كمان كنت خايفه أوي امبارح من اللي ممكن يعمله فيا ويخلف الوعد اللي وعدهلك يا ابله رانيا، بس انا اتفاجئت بيه انه بيتعامل معايا عادي و باحترام وكمان سابلي اوضه بنته أنام فيها وقال لي رتبي حاجتك عشان دي من النهارده هتكون اوضتك.. واكدلي مره ثانيه انه مش هيخلف وعده واللي هيحصل اللي هو أتفق عليه معاكم.. حتى كمان قبل ما يمشي لسه فاتح معايا موضوع الجامعه أن انا لازم ارجع تاني وادرس طالما قلت هفتح صفحه جديده وندمانه على اللي حصل .
هزت زينب رأسها بإيماءاتها المزعوجة دون تعقب، بينما ابتسمت رانيا براحه كبيرة بانها أحسنت الإختيار وهي تقول بحذر
= طب الحمد لله ربنا يسعدك ويهديكي، وما نعملش حاجه غلط تاني مره.. صحيح احنا عرفنا نلم الموضوع المره دي لكن مش عارفين اللي جاي ايه فاسمعي كلامه فعلا واستغلي الفرصه دي صح .
هزت ديمة رأسها بالإيجاب علي الفور وهي تقول دون تفكير
= من غير ما تقولي يا ابله رانيا انا خلاص اتعلمت الدرس وعمري ما هغلط الغلطه دي تاني .
رفعت رانيا يديها على وجه أختها الصغيرة ومسحت عليه برفق وهي تجيبها بعاطفة ظاهرة في نبرتها
= طب احنا لازم نمشي، نشوف وشك على خير لو في اي حاجه حصلت ولا احتجتينا اتصلي بينا على طول..ربنا ييسرلك الأمور!
شعرت ديمة في تلك اللحظة بالخوف و الرهبة وتمنت لو ان يظلوا إخواتها معها أكثر، فهي تخشى ان يكون آدم منتظر رحيل أخواتها من هنا، حتى يفعل ما يحلو لها بعدها دون قيود! فمازالت لم تثق به بالتأكيد بالإضافة إلي ما حدث معها جعلها لم تعد تثق بأحد.
هزت رأسها بإبتسامة خفيفة زائفة وحاولت طرد تلك الأفكار السيئة وقبل أن ترد عليها صمتت بسبب إحاطة زينب لها وضمتها لصدرها بحنو زائد عن المعهود خوفاً من تركها بمفردها مع ذلك الرجل الغريب عنهن.. ثم ابتعدت عنها و وضعت يدها على كتفها هاتفه باهتمام كبير
= مع السلامة، لو عوزتي حاجة انتٍ عارفة رقمي تتصلي بينا على طول .
ردت عليها ديمة بود
= في رعاية الله، ربنا معاكو ويسلم طريقكم
❈-❈-❈
علمت بسمة من زوجها تفاصيل ذلك العمل في السوبر ماركت، اتسعت عيناها بذهول وسعادة كبيرة ولم تصدق فأخيرًا سيعمل زوجها مثل ما كانت تتمنى ان تراه مثل باقي الرجال رجل بحق ولديه طموح وسوف يتحمل المسؤوليه مع الوقت بالتأكيد.
حركت بسمة عينيها نحوه لتحدق فيه بعدم تصديق هاتفه بصدمة
= بالله عليك بتتكلم جد يا معاذ ولا بتضحك عليا بجد لقيت شغل وهتشتغل من بكره
هتف بها معاذ بفتور وهو يجلس باسترخاء على المقعد في منزلها الخاص بهم
= يعني هضحك عليكي، ما قلت لك ايوه لقيت شغل عشان بس تعرفي ان انا قد وعدي و لما بوعد بنفذ.. وتبطلي كل شويه في الرايحه و في الجايه تسمعيني كلمتين ما لهمش لازمه
اديني هشتغل عشان ما يبقاش ليكي حجه
هزت رأسها برفض عده مرات وهي تقول بسعادة
= لا والله طالما كلامك صح مش هتكلم ولا هفتح بقي من هنا ورايح، بالعكس انا هشجعك وافرح بيك اوي وانا شايفك كل يوم نازل الصبح قصاد ابنك و أنت رايح تشتغل.. ياااه أخيراً يا معاذ
اقتربت ناحيته، وسألته بجدية وهي تضيف قائله
= بس انت روحت شوفت السوبر ماركت ده؟
هو هنا في المنطقه كبير ولا صغير وصاحبه اسمه ايه
رد عليها معاذ بابتسامة ساخرة
= وهي دي تفوتني! اكيد رحت شفته مش بعيد يعني من هنا.. مش بطـــال لسه فاتح جديد وصاحبه بيدور على عمال و واحد صاحبي هو اللي دلني عليه
هزت رأسها بإيماءات متتالية وهي تردد بحماس كبير
= ربنا يبارك له، عاوزك بس تكون بالك طويل وانت مع الوقت هتعود على كل حاجه.. هو انت صحيح هتشتغل ايه في السوبر ماركت ده
حك رأسه بعدم تذكر لكنه هتف بعدم مبالاة
= مش فاكر كان اسمها ايه... بس المفروض يعني همسك ورقه وقلم وهعد البضايع و اسجلها في دفتر ده إللي الراجل قالهلي لما جيت اتفقت معاه وقلت له هاجيلك من بكره
وضعت يدها على منتصف خاصرتها، وسألته بعبوس مشيرة بعينيها
= طب وما اشتغلتش النهارده ليه طالما لسه فاتح وشغال.. في ساعتها كانت احسن