رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 4 - السبت 1/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
4
تم النشر يوم السبت
1/6/2024
فرك معاذ طرف ذقنه بغيظ شديد ثم ارجع ظهره للخلف قليلاً بإرهاق زائف قبل أن يردف بانزعاج
= وبعدها لك بقى يا بسمه انتٍ فضلتي تزني على دماغي وانا عملتلك اللي انتٍ عاوزاه مش هتفرق معاكي النهارده من بكره بقى وبعدين انا عاوز اريح النهارده تعبت من اللف.. هو انتٍ مفكره لقيت الشغل ده كده في ثانيه وهي في حاجه بتيجي بالساهل برده على رايك
شعرت أنه يسخر منها لكنها تجاهلت ذلك بتعمد، وتقدمت ناحيه وهي غير مصدقة أنه أخيراً رضخ لطلبها حتى الآن وهتفت قائلة بصوت ملهوف
= ماشي معاك حق المهم انك اشتغلت، بالراحة كده عليا واحكيلي بالظبط على إللي حصل من تاني.. عشان انا لحد دلوقتي مش مصدقه أن أنت أخيراً هتشتغل يا معاذ
❈-❈-❈
كان الوضع هادئًا بمنزل ضحي منذ أن عادت من الخارج وهي حبيسه بغرفتها وحزينه على ما فعلته بنفسها، هي أخطأت بالفعل لأنها استسلمت الى رغبه منذر وذهبت معه الى احد الأطباء ليكشف عليها ويتاكد من عذريتها، و المزعج في الأمر أنها لم تفعل اي شيء يجعله يشك بها! والأمر المتاح الآن الى عقلها و الواقعي هي ان تتركه وتبتعد عنه بسبب أفعاله الغامضه معها، لكنها ترفض حتى البوح بذلك لنفسها.
في البدايه ظنت أن الأمر سهل بسبب إصراره ومسومته على ان يتركها اذا رفضت؟ وشردت بنفسها تعود مجدداً تصارع أفكار المجتمع و الناس! لذلك حاولت تقبل الأمر بأنه أمر عادي لأنها تثق بنفسها لكنها بعد أن أنهت الأمر شعرت بالإهانة حقا وندمت على الموافقة.
أخرجها من تفكيرها صوت قرع الجرس بالخارج لكنها لم تهتم للأمر، فنهضت والدتها بتثاقل من مكانها متوجهة نحوه الباب لتفتح هي.!
بعد دقائق دخلت كوثر غرفه أبنتها وجلست على طرف الفراش واضعة يدها على كتفها لتهزها برفق وهي تقول بصوت خفيض
= ضحي، اصحي يا اختي، خطيبك منذر بره و عاوز يشوفك
كانت تمثل أنها قد غفت من أثر الإرهاق و التعب، لكنها اتسعت عيناها بصورة أكبر لتستعيد هي وعيها عندما سمعت إسم منذر وأنه جاء إلي هنا خلفها أيضاً! ثم أغمضت جفنيها هاتفة بفتور
= اعتذريله، أنا تعبانة وعاوزه انام!
عقدت حاجبيها بتعجب ثم حركت أمها رأسها قائلة بتهكم
= وده من امتى ان شاء الله ده انتٍ اول ما تعرفي انه جاي بتقعدي بالساعه قدام المرايه عشان تتزوقيله! هو انتم متخانقين ولا ايه؟ مش قلت لك من البدايه الواد ده مش هينفعك إيه اللي حصل ما بينكم قوليلي
هزت رأسها بانزعاج من كلماتها فهي ليس لديها رغبه في اسئلتها تلك ولا كشف ما فعله منذر لها فبالتاكيد ستحاسبها بشده على فعلتها المتهوره تلك وستحملها الخطأ كله، لذا توسلتها قائلة برجاء ملحوظ
= وبعدين يا ماما ولا اتخانقنا ولا حاجه.. قلت لك تعبانه وعاوزه انام اطلعي اعتذريله .
لم تتقبل كوثر رفضها المبرر وعادت تتسائل باهتمام وفضول أكثر
= على ماما الكلام ده برده قومي يا اختي شوفي عاوز ايه.. عشان قبل ما ادخل اصحيكي قال لي قوليلها ان انا مش ماشي غير لما اشوفها، ولو عاوزاني فعلا اطلع امشيه قوليلي عمل إيه الاول
لم تكن لديها أي رغبة للنهوض أو الخروج له، لكن إصرار والدتها لمعرفه ما الذي حدث بينهما جعلها تنهض علي مضض حتى لا تثير شكوكها نحوهما، فسحبت حجاب رأسها ووضعته حولها، ثم اتجهت للصالون له وذهبت أمها لتحضر له واجب الضيافه .
كان بالخارج وضع منذر مشابه لها نوعًا ما وهو يشعر بالإشفاق على حالها ويشعر بالضيق من نفسه لذلك أراد أن يطمئن عليها لكن خشي من رفضها مجدداً مثل الصباح لكن حسم أمره وجاء لها طالب السماح، هو اخطاء بكل المقاييس ويعترف بذلك لكن الأمر كان خارج عن ارادته وعن سيطرته، فما حدث معه بالسابق ليس سهل عليه تقبله مجدداً في الحاضر أيضًا .. ولا يريد تكرار الوضع .
كان أمر حدوثه صعب حقا، لكن أيضا كان مهم للغايه بالنسبه له حتى يتاكد من شيء ما داخله، ليرتاح في المستقبل معها...........!!!!!
طرقت ضحي على الباب أولًا قبل أن تقول بنبرة جامده مقصودة
= السلام عليكم
التفت برأسه نحوها فور سماعه لصوتها
لم يستطع منع نفسه من النظر إلى وجهها ليتأكد من خلوه أي ألم أو شحوب تدل على انها ما زالت مجروحه من فعلته أو كانت تبكي مجدداً بسببه؟ تحرجت ضحي من نظراته المتفرسة بها صحيح لم تكن تلك المره الاولى التي ينظر اليها لكن تلك المره كانت غير ولا تعرف سر ذلك الاهتمام، لكن سريعًا ما ارتسمت على تعابير وجهها الاقتضاب وهي تتسائل
= خير جاي بالليل ليه كده و عاوز ايه؟
ارتبك منذر لوهلة، ثم تنفس بعمق قائلاً برفق
= ما جاليش قلب اسيبك من غير ما اتاكد انك اتصفيتي من ناحية ومش زعلانه مني وأنك بقيتي كويسة، عارف ان انا اذيتك النهارده جامد عشان كده ما جاليش قلب اسيبك تنامي زعلانه
توترت من حديثه الناعم ذلك، وهزت رأسها نافية وهي تجيبه بارتباك
= لا رايح ضميرك خلاص انا مش زعلانه لان انا السبب برده في اللي حصل عشان وفقتك على الهبل ده، و رخصت نفسـ..
قاطعها منذر بسرعه وهو يقترب منها ليضع قبضتيه على ذراعيها بتلهف هاتفاً بصوت منفعل
= بس يا ضحى ما تكمليش قلت لك انتٍ مش كده ولا انا شكيت فيكي وما تجيبيش كمان الغلط عليكي، عشان انا اللي غلطان وما كانش ينفع اعرضك لحاجه زي كده النهارده خالص.. أنا آسف.
استجمعت كل قوتها لتتحرر منه، ثم قالت بهدوء زائف وهي تتراجع للخلف
= حصل خير، دي.. دي غلطتي من الأول!
نفخ بضيق شديد قائلاً بضجر
= برده هتقوليلي غلطتي! انا اللي غلطت يا ضحى مش انتٍ كان لازم احميكي من اي حد حتى من نفسي؟ طالما قررت ارتبط بيكي و قريب هتكوني مراتي، فما كانش ينفع من اول محطه اسيب عقلي يحركني للغلط واذيكي كده.. حتى كمان ما احترمتش البيت اللي دخلته وطلبتك منه ولا الأهل .. عشان كده انا غلطان بكل المقاييس وما فيش مبرر للحصل
التفتت برأسها خلفها بقلق ثم عادت تنظر إليه بجمود مرددة باقتضاب
= تعالى نقعد طب ونبعد عن الباب عشان محدش يسمع كلامنا، وكمان بابا شويه و هيخلص الصلاه وهيجي و أكيد هيتفاجئ بوجودك في وقت زي ده، ما كانش لي لازمه تيجي وكنا اتكلمنا بكره أو في اي وقت