رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 5 - السبت 1/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
5
تم النشر يوم السبت
1/6/2024
❈-❈-❈
هز رأسه بالإيجاب وتحرك معها باستسلام ليجلس فبالتاكيد لا يرغب بأن يحدث مشاكل ويعرف أسرتها بذلك الوضع فسوف تتازم الامور أكثر ضد ما يريد، حرك عينيه نحوها ليقول موضحاً
= اشوفك ونتكلم أمتي و انتٍ سبتيني و مشيتي ورفضتي تسامحيني وحتي تليفونك مش راضيه تردي عليا وبعدين قلت ما ينفعش من اول خناقه بينا تنامي وانتٍ زعلانه لازم نتصافى !.
زافرًا بصوت مختنق وهو يضيف بإصرار
= طب برده مش عايزه تردي عليا وتقول لي انك مسامحاني! للدرجه دي اللي عملته صعب
تأثرت لثاني مرة بنبرته المتوسلة لها، أكد لها حدسها نظراته المستعطفة لقلبها لكي ترفق به وتعطيه فرصة أخيرة، خشيت من افتضاح أمرها فعمدت إلى تجميد ملامحها، وردت بضيق و حزن
= انت شايف ايه؟ كل ما افتكر بتضايق منك ومن نفسي أوي وعمال اشوف اللي انا عملته غلط يوصل لك لكده مش لاقيه.. هونت عليك تعمل فيا كده؟!!!
جمد أنظاره عليها مؤكدًا حديثه بإصرار صـارم
= قلت لك انا غلطان و ما فيش مبرر للي عملته حقك عليا اوعدك الغلطه دي مش هتتكرر تاني، وطبعاً ما هنتيش عليا لا إلا ما كنتش جيت النهارده وصالحتك وصممت منامش غير واحنا متصالحين
بقيت أنظاره عليها وكذلك ظلت أنظار ضحي تراقبه بصمت، هي لم تنعم مطلقًا بنظرات كتلك رقيقة وناعمة ولم تحظَ بفرصة مثل تلك لتشعر بتلك المشاعر تجاه شخص ما، فقط البؤس والوحده حتى في أبسط الأشياء.
نفضت عن عقلها ذلك التفكير المرهق، ورسمت على ملامح وجهها تعابيره جامدة. فقبل أن تشرع في أي شيء عليها أن تتأكد أولًا مما يؤرقها.. وأنه لم يفعل فعل مثل ذلك مره آخري.
دقق منذر النظر فيها أكثر، ثم تحرك للامام مرددًا باهتمام
= طب بصي انا جايبلك ايه، دي هديه بسيطه يا رب تعجبك
مد منذر يده أمامها بعلبة متوسطه الحجم فأخفضت نظراتها نحوه متسائلة بعدم فهم
= ايه ده؟
افتتح العلبه ليخرج منها قطه صغيره بيضاء اللون، شكلها رائع وجميل بحق! أتسعت عيناها بذهول ناولها لها متابعًا بلطف
= ما عرفتش اجيبلك ايه هديه يخرجك من المود اللي انا السبب فيه، ويعني كنت اسمع زمان ان البنات بتحب القطط أوي فما لقيتش غير ان انا اجيبلك قطه.. يا رب تعجبك
خطفت قلبها البريئة ملامحها الصغيرة لتأخذها بحضنها بحنان و داعبت إياها بإبهامها بحركة ثابتة ابتسمت بحب على إثرها، وعاد تورد بشرتها من جديد وتبدلت سريعًا ملامحها للحماسة والسعادة، ولمعت عيناها ببريق مشرق هاتفة
= شكلها جميل أوي.. وصغيره كمان أوي! هو انا كان نفسي وانا صغيره اربيهم بس عمري ما اخذت الخطوه دي.. بس يعني ما لقيتش تصالحني غير بقطه.
تنهد بحرارة ثم أردف قائلاً بابتسامة باهتة
= طب اعمل ايه ولا أقولك ايه بس؟ ما أنا احترت معاكي ومش عارف أخشلك من أي سكة.. عاجبك شحتفتي دي؟
شردت بنظراته المتأملة لخلخاتها فلقد شعرت بصدقه وبيقينه بحفاظه على وعده هذه المره الذي لن يحنثه أبدًا، لكن أيضا استغربت من نفسها فقبل قليل كانت تفكر في الإنفصال عنه بسبب طباعه الغامضه، لكن لم يطاوعها لسانها ان تخبره بها.. فلم تتخيل للحظة أن تتأثر به هكذا، أن يحرك فيها شيئًا وبقوة، إستمرت في مداعبة القطه وكانت الهراء مستمتعة بذلك
ثم ابتسمت مستسلمة وهي تحرك رأسها
= لا هي عجبتني فعلا مش هنكر! شكلها جميل أوي
أبتسم بهدوء وراحه كبيرة من رده فعلها، لكن كان مندهش من اهتمامه لها الغير ضرورية فهو لم يستطيع النوم إلا عندما يتأكد من أنها لم تعد غاضبة منه، و خشي أن يكون حدث ما لم يرغب فيه مطلقاً.
حاول أن يبرر لنفسه ربما ذلك ضمن مخططاته القادمه فلا يهم كل ذلك الآن، فهو قد اقترب خطوة منها، حتى وإن كانت مؤقتة لكنها حتمًا السبيل إليها، ثم أردف قائلاً
= طب كويس انها عجبتك، خفت تكوني ما بتحبيش القطط وتضايقي من الهديه..
ابتسمت ضحي قائلة بسعادة
= بس يا رب انت اللي ما تضايقش منها بعد كده، لاني من هنا ورايح هيكون في ضيف ثالث معانا عشان انا مش ناويه استغنى عنها بعد كده خالص وشكلي هتعلق بيها.. حتى بعد الجواز .
أومأ نافيا ثم تشدق ببساطة يناغشها متلذذا بحمرة خديها
= طب ما تخلينا نربيها سوا عشان نتعلق بيها احنا الاتنين وما نستغناش عنها.
نظرت إليه بعدم فهم، ثم صمت لثوانٍ لتُشحن الأجواء أكثر، ثم تابع بجدية تامة دون أن يطرف له جفن
= ضحى ايه رايك لو عملنا فرحنا آخر الشهر بعد أسبوعين!.
اتسعت عيناها مرددة بصدمة
= نتجوز بعد اسبوعين ازاي؟ بس آآ الاتفاق مع بابا ما كانش كده
نهض واقفًا ليجلس جانبها على طرف الأريكة موجهًا حديثه لها بجدية
= ايوه الإتفاق ده حصل بناء عن احنا لسه نتعرف على بعض وكمان اكون خلصت التجهيزات، لكن خلاص بقى ما بقاش لي لازمه و ما بقاش فاضل ليا غير حاجات بسيطه في الشقه وتخلص ..
لم ترمش بعينيها من أثر الصدمة وشردت في نظراته المتأملة باهتمام كبير نحوها، واضاف قائلاً موضحاً بنفاذ صبر
= وكلها أسبوع بالكتير ومش هيكون ناقص غيرك.. ولو لسه مش واثقه فيا مستعد أقدم ضمانات عشان تطمني!
رمشت ضحي بعينيها مرددة بحرج
= ضمانات اية! لا أكيد مش قصدي كده بس مستغربه ان كل حاجه بتحصل كده بسرعه
أبتسم بهدوء وهو يتحدث بنبرة ذات مغزى و يشير نحوها باهتمام
= ولا بسرعه ولا حاجه هو احنا لازم يعني نقعد سنه ولا خمس شهور، نتعرف على بعض واحنا في بيت واحد مش كده هيكون احسن؟ بس القرار في الأول وفي الأخر راجع ليكي، فلو وافقتي يبقى على بركة الله! وهستنى والدك يرجع من الصلاه وافاتحه في الموضوع وانا متاكد أن هيقول لي ما عنديش مانع بس شوف موافقه ضحى اهم
بقيت شفتاها مطبقتين لا تنبس بأي كلمة شارده بالحديث أو ربما تكون مترددة من القبول والمجازفة وهي ما زالت لا تعرف كل طباعه ولا طباع أهله، فهي ستسكن في بيت عيله وفي بيت مليء بالكثير من الأفراد، فلن تحظى بخصوصيتها كغيرها من الفتيات خاصة أنها عروس جديد ولم يسبق لها الزواج،
عكسه فهو لقد حظي بالزواج مسبقاً ويعرف كل تلك التفاصيل جيد.
احنى نفسه قليلاً نحوها ليضع أنامله على طرف ذقنها لتنظر إليه بتوتر وهو يقول بثبات
= انا مش عاوزك تخافي طول ما انتٍ هتوفري ليا راحتي وسعادتي! هسعدك إضعاف ما تسعديني لو خايفة حد يتعرضلك هناك فصدقيني هما مش كده، انتٍ هتكوني معايا؟ و عمري ما هسمح بحاجه تاذيكي... و مش هاسيبك للحظة!
أقترب برأسه نحو التي كانت تطالعه بنظرات خجلة متسائلاً بتوجس كبير من رفضها
= قولتي ايه يا ضحي؟