رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - - الجمعة 7/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر يوم الجمعة
7/6/2024
الحياة الغاز وكل لغز أعمق من الآخر ويستغرق
الكثير من الوقت لحله! مثل لوحة " الموناليزا" التي حيرت البشرية باكملها وتفنن نقاد الفن في حب القصص اثر ظهور تلك اللوحة وليس هذا فحسب كل من رآها وقع في حبها .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل
علينا التدقيق مع كل شئ صحيح؟ الإستفسار عن كل حدث و اصدقوني القول ان قلت كلما
تعمقت تألمت.. فبعض الأمور عليك المرور
عليها مرور الكرام فليس كل شئ يستحق كل
ذلك الإهتمام. الم يكن من المفترض الاستمتاع
باللوحة وبالوانها الرائعة و تجنب كل ذلك
الهوس بمعرفة الحقيقة من ورائها وهوية تلك
الجالسة هناك مريضة كانت ام بصحة جيدة .
فبعض الأمور ليست كما تبدو لنا ..
فالمظاهر خداعة لدرجة لا تصدق .. والإنسان بطبيعته يتفنن في حب القصص وراء كل شئ واللوحة هي مجرد مثال بسيط عن كيف ان عقل الإنسان!؟.
❈-❈-❈
بداخل منزل منذر......
ألقت ضحي الطرحه من فوق ثوبها الأبيض على الأريكة بينما كان يغلق منذر باب الشقة وهو يقول بتعب
= أخيراً بقينا لوحدنا وخلصنا من الدوشه، دماغي وجعتني أوي من صوت الأغاني و الرقص حواليا... بس كانت ليله جميله والحمد لله أنها عدت على خير
انفرجت منها ابتسامة حلوة وهي تتأمل عيناه الخضراء و تستمع حرصه على الاهتمام بها و تعويضها اليوم بحفل زفاف ولكن ليس أيَّ حفل فكان بالنسبه لها أكثر من الروعه.... اسطوري حقا لدرجه أنها لم تنسى ذلك اليوم من حياتها ابدأ و لم ترد سوى أن تكون معه فقط... فكل تلك الأشياء الجميله التي يفعلها
طول الوقت معها يفعلها دون أن تطلب حتى ذلك! أسعدها حقا.. لذلك يجب أن تبذل مجهود لاسعاده هو الآخر.
بعد وقت استأذنت ضحي لتدخل غرفتها وهو ظل بالخارج يصارع أفكاره......
بالداخل ارتدت ذلك القميص القصير لتبتسم بخجل شديد فستحاول أن تعوضه اليوم على كل شيء فعله معها وتنتصر على خجلها، حسنا أياً كان كنه الرهبة تلك العلاقة التي تجمعهم فهي ستتخلص منها نهائيا، ألقت نظرة نهائية على نفسها لتلتقط بعد ذلك روبها لترتديه متوجهة إلى الخارج، توجهت تبحث عنه في أنحاء الغرفة حتي وصلت إلى المطبخ لتتنهد بقوة قبل أن تدخل إليه، لتجد إياه يتناول الطعام بنهم يحاول ان يخرج شحنه به لذلك لم ينتبه لها، تحمحمت بخجل لتلفت انتباهه وما أن التفت لها حتي سعل بقوة وهو يراها تتألق في ملابسها تلك وذلك كان يزيده حسره أكثر.
اندفعت ضحي تناوله كوبا من الماء بلهفة ليتناوله منها ساكبا إياه داخل فمه دفعة واحدة، نظر إليها من جديد ليبتلع ريقه بتوتر وحاول رسم ابتسامة بصعوبة بالغة.. كانت فاتنة بحق!.. تحرك وتوجه إلى غرفته وهو يتحدث بارتباك وتهرب
= أنا هدخل اغير في الاوضه طالما خلصتي.. وانتٍ اتعشي أكيد جعانه
اختفي داخل الغرفة لتجلس هي بغرابة شديدة لكنها حاولت طرد أي أفكار سيئة بيأس ... فبالتاكيد الوضع غريب ومحرج عليه هو الآخر
نظرت إلى الطعام فوق الطاولة بالمطبخ كان شهيه حقا لكن ليس لديها رغبه لذلك خرجت تنتظر في غرفه المعيشه.
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر، أغلق منذر باب غرفته متنهداً بعدم راحة، ثم خلع ربطة عنقه وسترته وألقاه جانبًا ثم بدأ يرتدي ثيابة وهو يفكر ماذا سيفعل الآن؟ هل يخبرها في الوقت الحالي ام ينتظر حتى تكتشف الأمر من نفسها.. فبكل الحاجه ستعرف الأمر... هو فعل كل ذلك دون ان يفكر بتلك اللحظه! لم يهتم بعواقب ما قد يفعله وكيف ستكون رده فعلها ياتري؟ ماذا
يجدر به أن يفعل؟..
أراد أن ينسى كل شيء، الندم الذي بداخله
و تهوره الذي دعه إلى استغلال كل ذلك
ليحصل على فرصة البدء من جديد، ليعيش
حياته مع شخص آخر. لكنه لم يرد ذلك، أراد
فقط أن يشعر بدفء واهتمام ضحي بجانبه... ظل يفكر كثيراً كيف ستسير تلك الليله التي لم يخطط لها.. حتي جاءت الرغبة في فقدان
عقله أكثر مثل موجة و قرر فقط الذهاب لها ويحدث ما يحدث.
خرج بعد دقائق مرتدي تلك البچامه، ليجدها تجلس فوق الأريكة و أول ما رأته أبتسمت و هو شعر بالحزن والضيق من نفسه لأنه يعرف جيد تلك الابتسامة ستختفي لاحقا! ليتوجه بهدوء نحوها يطبع قبلة دافئة على جبينها وهو يقول
= مبروك علينا
تمتمت بخجل وهي تفرك يدها بتوتر
= شكراً، الله يبارك فيك
صمت دقيقه ثم نهض وسحبها من يدها ليتوجه نحو غرفة النوم قائلاً
= طيب تعالي بما اننا غيرنا هدومنا بقي واكلنا نروح ننام
اشاحت بيديها بعيداً عنه بخجل فقد ظنت أنه يريدها لأمر آخر خاص بليله زفافهم وطبيعي يحدث، لذلك صاحت باستنكار
= بس انا لسه ما اكلتش
عقد منذر حاجبيه وتمتم بتساؤل باهتمام
= بجد! طب ما اكلتيش ليه ادخل اجيبلك الأكل جعانه .
هزت رأسها برفض بأنها ليست جائعه، ليضحك بخفه وهو يقول باستفسار زائف
= طب ايه بقي طالما مش جعانه هنفضل هنا طول اليوم؟.. ولا في حاجه غلط من اللي بقولها مش عاجباكي!!
زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل، تفكر كيف تخبره أنها خائفة بما سيحدث في ليلة الزفاف! لتقول هي بتلعثم
= لا بس آآ..
تلعثمت صامته وهي تري نظراته المبتسمة نحوها ثم قال وهو يغمز عيناه
= بس ايه؟ ما تفهميني هي الحاجه اللي انتٍ عاوزه تقوليها ملهاش إسم ولا إيه
عبست ملامحها باستياء ثم لكزته بخفة علي مرفقه وهي تهتف بحرج
= منذر بطل بقي.
لوي ثغره بابتسامة خفيفة حينما شرد في وجهها البشوش الذي يتورد خجلاً من أبسط الكلمات، ثم سحبها مجدداً معه بداخل الغرفة وهي لم تعترض هذه المره! أغلق الباب خلفهما وترك يدها لينظر إليها بصمت! وهي أخفضت رأسها بخجل وتوتر من نظراته الغامضة فمازال حتي تلك اللحظة غامض في تصرفاته.. و نظراته أيضا.
بينما منذر كان مستاء جدًّا من نفسه في تلك اللحظة، عندما طال الصمت دون حديث رفعت
هي رأسها وبتردد شجعت نفسها وخلعت الروب ليسقط أرضا ويري أنها مرتدية قميصًا حريري ذو حملات رفيعة من اللون الوردي، يكاد يصل إلى ركبتيها جحظ عيناه بصدمة جلية عندما أدرك ذلك الموقف الحرج الذي وضعته فيه للتو! و بتلقائية رفع عيناه ينظر لها بجرأة و رغم أنها أول مرة يراها هكذا ومن المفترض يكون سعيد! إلا أنه انزعج من مواقفها التي تخجله، وهو يراها بذلك الشكل شبه عـ.ـارية أمامه، و بأنه يخترقها بسهولة....
و يتكرر نفس السؤال في ذهنه ماذا سيفعل؟ ومن أين يبدأ حتي ينتهي الأمر! ويكشف عن سره الذي تزوجها لأجله من الأساس....!
تنهد بقله حيله وهو ينظر اليها ثم اقترب منها واحتضنها بحنان فلا أحد يعلم ما به جيداً.. لا يعلم أحد انه يبذل قصاري جهده الليلة ليبدو طبيعي! فهو وحده من يعلم انه يبذل مجهودا شديداً ليغتصب ابتسامه صغيره فقط ليطمئنها ثم تنهد بحزن و أبتعد عنها ليرفع يده يتلمس بأطراف أصابعه بشرتها الناعمة ليشعر بها ترتجف بشدة تحت أصابعه، تساءل باهتمام
= انتٍ كويسة؟
ضغطت هي على القميص الذي ترتديه بأصابع كفيها بعصبية من الارتباك والتوتر، قائلة بصدق
= أنا مرعوبة!
تصلب في مكانه محاوطًا إياها بذراعيه بحنان وهو يقول بهمس متعجب
= ليه؟!
مدت يدها لتمسك بكفه، فتفاجأ من حركتها تلك وحدق فيها مدهوشًا بصورة كبيرة، رسمت على ثغرها ابتسامة أكثر صفاءً وهي تقول بصراحة بالغة
= تعرف أن أنا فضلت أحلم باليوم ده اكتر من ١٨ سنة بحالهم.. من وانا طفله عندي ١٧ سنه وانا بتمنى اليوم ده وزاد اكتر معايا لما كل اخواتي اتجوزوا وانا فضلت لوحدي! كنت بحلم بإحساسي هيبقى إيه وقتها لما احقق احلامي والاقي انسان كويس فعلا يقدرني و يستاهلني.. تعرف ممكن في الاول كنت عاوزه اتجوز عشان مجرد اخلص من لقب انسه وكلام الناس والمجتمع ! انما بعد ما عرفتك وكل اللي عملته عشاني حسيت إحساس تاني خالص.
مسح منذر على وجهها برفق هاتفاً بجدية لطيفة
= مش حاسه انك بتبلغي انتٍ لسه ما تعرفنيش كويس..مش جايز إحساسك ده ممكن يطلع أوهام؟
ارتفعت أنظارها تلقائيًا نحوه، فالوت ملامحها بعبث للغاية مرددًة بصوت خفيض
= هو انا ساعات بحس انك غامض وممكن مش فاهماك طول الوقت، بس اللي متاكده منه انك قلبك طيب وحنين ..
ضغط منذر على شفتيه هاتفًا بصعوبة
= طيب لو طلع صح؟.. هتعملي إيه ساعتها؟
أغمضت ضحي عينيها للحظة، وابتسمت بدلال هامسة
= أظن إن دي أحلى حاجة، على الأقل هدور على حلم جديد.. لان هكون حققت الحلم الاولاني بمجرد ما بقيت معاك