رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 15 - 2 - الجمعة 7/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر يوم الجمعة
7/6/2024
أبتسم بصعوبة ثم بدأ يحرك أصابعة تجاه وجهها جزء جزء، وهو يردف قائلاً محذرًا بكلمات غامضة لها كالعادة لكنها كانت مفهومة جيدًا بالنسبة له
= ضحي إنتٍ طيبة وحنينه، ومش كل الناس تفكيرها زيك ولا قلبهم حنين و نيتك في غيرك كويسه، غير أنك بنت جميله اوي... و ملامحك البسيطة دي بتسحر بكل حاجه فيكي عيونك.. وخدودك و آآ شفايفك
خجلت كثيرًا من تلميحاته الصريحة، ونكست رأسها بحياء من مجرد التفكير في أمر كهذا، تفهم موقفها واقترب بابتسامة عذبة يخطف إياها بقبلة صغيرة من شفتيها، ارتجفت أوصالها من فعلته تلك، مشاعر غريبة انتابتها أحدثت فيها ارتباكًا محببًا إليها، أبتعد عنها بهدوء ثم أسبل عيناه نحوها بصمت لمده دقيقه وأكثر وهي تعجبت منه لكنها خجلت أن تسأله عن السبب، ثم تحرك أخيراً مبتعد عنها و أولاها ظهره وهو يقول بصوت باهت بحسرة
= بس يا خساره.. يا ألف خساره لأن ذي ما بيقول المثل كده الحلو ما بيكملش
❈-❈-❈
تعقدت تعبيرات وجه ضحي باستغراب حينما أبتعد عنها تارك إياها دون مقدمات، وبحيرة واضحة عليها قامت لتنظر إليه معلنة عن دهشة عظيمة، وهي تتسائل بقلق
= ليه بتقول كده في ايه؟ مالك
تقوس فمه بابتسامة باهتة ثم أجابها بتوتر خفيف وهو يبتلع ريقه من رده فعلها
= في أن انا ما اقدرش اعمل اكتر من كده يا ضحى! لحد هنا و ده أخري.. والعيب مش فيكي انتٍ بنت جميله وكل حاجه زي ما لسه قايل لك بس للاسف مش هتعرفي تثيري الرغبه فيا.. يعني تقدري تقولي العيب فيا انا!
مطت ضحي شفتيها بضيق بائن على محياها، وتنهدت قائلة بعدم فهم
= انا مش فاهمه حاجه.. منذر انت عاوز تقول ايه
توقف عن السير مجبر ليلتفت نحوها بوجهه العابس المتشنج، وهتف باقتضاب وهو يزفر بانزعاج
= كلامي مش واضح ولا انتٍ اللي مش عايزه تصدقي! خلاص هقولها لك بمعنى تاني واضح
انا عاجز جـ ـنـ سـيا يا ضحى
انكر عقلها ما سمعته وبشاعه الحديث، فماذا يقول ذلك بالتأكيد يمزح.. تساءلت هل تغلق عينيها و تفتحهما للتأكد انه ليس حلم أم ما الذي عليها فعله.. سألته بحدة طفيفة وقد استشاطت نظراتها
= انت بتهزر صح! اكيد اللي انت بتقوله ده ما لوش الا معنى واحد أن انت بتحاول تلعب باعصابي وتهزر وهزار سخيف كمان
جلس فوق أحد المقاعد بتثاقل قائلا بفتور
= تفتكري في راجل هيقول على نفسه حاجه زي كده حتى لو هزار؟ لا انا بقول الحقيقه انا عاجز عن العلاقة الزوجية وهو ده السر اللي كنت مخبيه عليكي وقلتلك من اول يوم جواز هتعرفي من نفسك وانا مش هبذل أي مجهود حتي عشان احاول اداري الموضوع ولا استناكٍ تعرفي لوحدك واقعد اخترعلك في حجج الأفضل أحسن تعرفي من اول يوم .
شهقت مذهولة من كلماته الصادمة، وارتخى تشابك أصابع كفيها، استغرقها الأمر لحظات لتستوعب خطورة الموقف،ثم انهارت مقاومتها سريعًا ودمعت عيناها عفويًا، فانزعج من ذلك قائلاً بارتباك
= معلش الموضوع صعب فعلا انك تستوعبي بس مع الوقت تتعودي!
رفضت تصديق اعتقادها قائلة باحتجاج قوي
= اتعود على ايه؟ هو انت مجنون هو انت لو كلامك صح فعلا جايب منين الثقه دي ان انا هفضل على ذمتك دقيقه واحده بعد ما كذبت عليا وخدعتني؟ حاجه زي كده كان لازم اعرفها من اول يوم عرفتني وانا بعد كده اللي أقرر مش تحطني قدام الامر الواقع... ايه اللي ماكد لك أن مش هسيبك وهطلب الطلاق
لم يمهلها الفرصة لتستوعب صدمه اخرى وقال بصوت جامد وكأنه يريد يزيح الاثقال من فوق صدره كلها مرة واحدة ليرتاح ولكن من اين تاتي الراحه
= لان اللي زيك يا ضحى، مستعد يعمل اي حاجه ويتنازل عشان بس يخلص من ضغوطات المجتمع وكلام الناس وترتبط... فا هتخاف برده من كلام الناس والمجتمع لما تبقى مطلقه في نظرهم !.
لتنظر له باحتقار كبير غير مصدقة وقحته و استغلاله لشخصها وأنه شخص حقير مثله زيف اهتمامه الكبير نحوها لأجل مصلحته حتي تقع في شبكة، خفق قلبها بعنف وهي تهتف غير مصدقة
= انت مين؟؟ واتجوزتني ليه؟ اشمعنا انا اللي اخترتني؟ رد عليا دلوقتي حالا بدل ما اصوت والم عليك اللي في البيت كله ايه معنى كلامك ده
صمت لثوانٍ لتُشحن الأجواء أكثر،ثم رد بجدية تامة دون أن يطرف له جفن
= انا اول مره شفتك في فرح اخو مصطفى جوز نرمين صاحبتك زي ما قلتلك ولما شفتك اعجبت بيكٍ وطلبتك للجواز، بس للاسف مش دي الحقيقه كلها؟ انا كنت سمعتك وانتٍ بتتكلمي مع نرمين صاحبتك على المدرس زميلك ده اللي كان عاوز يتجوزك بشرط انك توافقي يتجوز عليكي لو شاف واحده واعجب بيها و انتٍ ما تعترضيش.. و ساعتها صاحبتك فضلت تلومك وتزعقلك انك بتفكري توافقي على حاجه زي كده وانتٍ فضلتي تردي عليها وتشرحيلها قد ايه بتتعرضي من ضغوط من المجتمع والناس واهلك وزهقتي من ان مفيش حد بيتقدملك خالص ومش فاهمه العيب فيكي في ايه؟ انا ساعتها سمعت كلامك من هنا و فكرت في فكره واحده ان انا اتجوزك وتبقى مصلحه قدام مصلحه؟
أضاف قاصدًا الضغط على كل كلمة يهتف بها
= انتٍ تخلصي من لقب عانس وكلام الناس وانا برده اخلص من كلام الناس واختار واحده اتجوزها تستحمل عيبي!.
كانت تستمع له بعدم استيعاب هو يشرح بكل بساطة كيف كان يتلاعب بها ورسم كل ذلك حتى تثق به وتوافق على الارتباط منه، فمعنى ذلك كل الاهتمام والحنان كان مزيف! كيف لم تتوقع ذلك من البدايه؟ وحقيقته الدنيئه و الغامضة وقد بدأت الآن تترجم كل تصرفاته الغريبة نحوها تلك لماذا؟
فكان صريح معها لدرجه جعلتها تكره الصراحه وتحبذ الكذب والخداع حتى لا تنصدم فيه، ليت أكمل خداعة حتي لا يكشف حقيقه إمرة المخزي... إلا أن وخزة قوية عصفت بقلبها جعلتها تصل إلى ذروة غضبها في أقل من ثوانٍ، كونه قد تلاعب بها وهي استسلمت له بكل سهولة لأنه كان يعرف حقا نقطة ضعفها، لذلك أصابها بالجنون صائحة بانفعال كبير
= لأ لأ انا مش قادره اصدق لا مستحيل! ده اكيد كابوس وانا هصحى منه انت مستحيل تكون بالخساسه والوطيه ده وتستغلني.. مش ممكن تكون بالقذاره دي وتستغل ضعفي و الكلام اللي قلتهلك ده انا حتى لغيري ما كنتش بقوله ولا لنفسي.. مش ممكن انا فكرتك بتعمل كل ده عشان بدأت تعجب بيا وتحبني فعلا مش عشان مصلحتك